مثلك أنا .. تقابلني أعينهن التائهــة يوميــا ..
كان من حسن حظي.. و نتيجــة لاختياري مدرسـة بعينها .. أن تعرفت على عــالم آخر يتعدى التدريس و الكتب .. لنصل إلى وقائع نتيجتها البيئــة التي تربين فيها و كبرن ..
لا أغبــط نفسي أبــدا على دوري الآخـر .. أنا لا أستطيع غير أن أكــون أنـــا .. و هن يحتجن لأكثر من معلمات يذهبن و يجئن و جل همنــا المنهج و التقويم و الامتحانات ..
و الأمــر أكبر بكبيــر من احتمــالي..
هناك شهدت طفلــة لا تملك حقيبــة .. لأن والدهــا أختار أن يستخدمها و أخواتها سلاح للحرب ضد والدتهــا .. فاستولى على حقيبتة كتبها .. مازلت أذكر حين سألتها بعصبية "وين كتبج؟" .. أجابتني مبتسمة لمفاجأتي "والدي أخذها مني" .. !!
هناك أخرى .. أمهــا بكمـاء و أنا لم يخبرني أحد أنها كذلك .. ومضيت أسأل و أسأل و أشرح لها سلوكيات ابنتهــا وذكاءها غير المستغل في مكانه الصحيح .. و لأن نقابها كذلك أخفى أي مشاعر قد أفهمهــا .. إلا حين رمقت ابنتها بنظرة و أشاحت بنظرها مبتعدة .. فهمت حينها ..
فهمت ان هناك دورا آخــر يتطلب مني أدائه .. إلا أنني لا أبرع أبــدا بأن أكون قــدوة لأحداهن ..

جيـــل اليـــوم معقـــد .. جيل اليوم معرض للكثير من الخطر
مع بناتي .. حديثي عن الأخلاق هو ما يأخذ جل وقتي .. عن الفتاة الراقية .. عن المشاغبة بعقل .. الهادئة بعقل .. الثرثارة بقدر ..
إني أطلب الكثير من فتيات لا يتعدى عمرهن ال11 و ال12 سنة ..
أن يتوقفن عن التصرف كأطفال .. و يتوقفن عن عيش طفولتهن و يكبرن تصوري !!..
أنا أطلب منهن أن يكبرن و يتركن سخافاتهن الصغيرة في وقت مبكر .. و ان يتحملن مسؤولية خياراتهم في الدراسة و في علاقاتهن مع صديقاتهن ..
العــالم لا يرحم أخبرتهن ..
العــالم لا يرضى إلا بالجادين منـــا .. بالطموحين منــا .. بمن يستطيع على دخول السباق و يكوون ناجحا في حياته و دراسته و عمله ..
"أنا وشعبي نحب المركز الأول" رددتها عليهن في كثير من المواقف ..
أنا في حرب مع أوضاعهن الاجتماعية .. أنا في حرب مع آباء و أمهــات أكثرهم لا يهتمون .. أكثرهم لا يعلموون أننا في حرب ..
حرب أخلاق .. حرب ثقافة .. حرب فكــر .. حرب معتقدات ..

مجرد فضفضــــة ،،
طفلـــة .. أول سنــة تدريس