في البداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يسرني العودة إلى هذه الواحة من جديد وبعد الغياب الطويل لكم خالص الحب والإحترام وأتمنى أن يستمر حبل الود موصول...........

وانا أخرج من دورات المياه قابلتني امراة أظنها في الثلاثين من عمرها فقلت لها : حمامات رجال يا أختي فقلت لي وبسرعة ( والنبي عارفه وأصلا أنا اللي بنظفها ) ضحكت من كل قلبي وانصرفت ثم عدت لها من جديد فوجدتها تجلس على الطريق تنظر بعينها إلى الأفق البعيد دامعة العينان حزينة الفؤاد مكتئبة البال ضيقة الصدر كأنما أغفلت بوجهها الابواب ولم يبقى إلا ان تشتغل بتنظيف الحمامات وهل بعد هذه الوظيفة وظيفة؟ نظرت إليها من جديد ثم تركتها وأنا اقول في نفسي لله درها من امرأة شريفة عفيفة غسلت عرضها وشرفها بغسل الحمامات لتأكل وألادها من كدها وبذلها دون ان تعرض جسدها في سوق الانذال لتعيش حرة أبيه الآن خطرت على بال هذه المرأة فأحببت أن أكتب خبرها حتى يعرف البعض بان المال ليس كل شيء وأن هناك من يقبل بالفقر ولا يقبل بالعار.
كنت أمشي في شوارع إحدى المدن العربية فجاءتني طفلة صغيرة بريئة جمعت كل الجمال واستحوذت عليه استحواذ لا يتخيله أحد المهم وقفت أمامي وطلبت مني أن أطعمها ففرحت وأخذتها وأخرى تكبرها بأعوام وقليلة ودخلنا أحد المطاعم الخاصة بالوجبات السريعة فطلبنا وجبتين وجلسنا على إحدى الطاولات ننتظر الطلب فضحكت الطفلة الصغيرة من كل قلبها حتى تعلق قلبي بها وأحببتها كأني لم أرى في حياتي أطفال ثم خرجنا من المطعم فوقفت أمام بائع الكتب الذي يعرض بضعاته على الطريق وأخذت أتصفح الكتب ثم إذا بي اسمع طفلة تصرخ إلتفت فإذا نفس الطفلة تم القبض عليها وأمها العجوز من قبل الشرطة الليلية بحجة التسول ومضايقة السواح حاولت التدخل بكل ما أتيت من قوة تكلمت مع الضابط قبلت رأسه أبديت إستعداد لأن أكفلهما لكن دون جدوى وظلت الطفلة تصرخ فكانت كل صرخة أشبه ما يكون بالسهم ينفذ إلى قلبي فيقطعه أوصالا.
طرقت باب غرفتي الواقع في زاوية من زاويا ذلك الفندق الجميل وأعطتني ورقة بيضاء صغيرة قالت كلمني ضروري ثم اختفت وكانها ( جني ) أغلقت الباب حائرًا مستغربا وأنتظرت إلى أن غابت الشمس وهدأت الحياة فاتصلت بها فإذا بها فتاة من بائعة الهوى من اللواتي لا يفكرن إلا بالمال مهما كان مصدره ومهما كان معطيه وحاولت أن أقنعها بان قيمة المرأة عفتها وكرامتها شرفها وأن ضياع المال أهون من ضياع العرض ولكن دون فائدة وكنت مسافرًا فوجدت من يقرع باب شقتي بقوة توقعته ضيف أو زائر ملهوف لرؤيتي فإذا بي أجد شاب مثل البغل في الصخامة لكنه مثل الحمار في الفكر والغباوة جلس معي ساعة يسوق لي الرذيلة ويدعوني إلى الضياع فالله المستعان على اناس لا تطيب لهم الحياة إلا بمعصية الخالق جل في علاه.