حازت لقب «شيف 2009» بعد منافسة مع 150 طاهياً عالمياً
إماراتية تكسر احتكار الطهاة
الامارات اليوم



اقتحمت الإماراتية نادية اللنجاوي مهنة الطهي، التي يكاد الرجال يحتكرونها، لتصبح أول «شيف» مواطنة تعمل في فندق كبير في دبي.

وعلى الرغم من عشقها الطهي، فإنها لم تكن تتوقع أن يغدو مهنتها، لكنها بعد حصولها على فرصة للعمل في فندق «رويال مريديان» عن طريق هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية «تنمية»، اختارت المطبخ العربي ميداناً لعملها، مؤكدة أن «المرأة الإماراتية قادرة على الإبداع في مجالات عدة».

نادية التي تلقت تدريباً لمدة ثلاثة أشهر في الفندق، تعتز بمهنتها وتواصل اجتهادها، لتحصد العام الماضي «جائزة الموظف المثالي»، ثم حازت لقب «شيف عام 2009» بعد منافسة قوية مع 150 طاهياً من مختلف الجنسيات.

وقالت نادية ـ التي بدأت العمل طاهية في فبراير 2007 ـ لـ«الإمارات اليوم» عن بدايتها المهنية والصعوبات التي واجهتها: «خلال فترة التدريب، تمثلت الصعوبات التي واجهتني في عملي بالمطبخ في كيفية التعامل مع مجموعة كبيرة من الجنسيات المختلفة، لاسيما أنني عملتُ في المطبخ الرئيس في الفندق والمطابخ الأخرى». وأوضحت أنها كانت تتعب من الوقوف لمدة طويلة في المطبخ، وهو أمر لم تعتد عليه، فضلاً عن أساسيات عملية الطهي التي تختلف عن نظيرتها في المنزل. وتابعت: «عملتُ جاهدة على تخطي الصعوبات التي اعترضت طريقي المهني، لأغير الاعتقاد القائم بأن المواطن شخص مدلل لا يرغب في العمل ساعات طويلة، ولا يتحلى بالعزيمة والصبر المطلوبين لإنجاز المهام الموكلة إليه»، مؤكدة أن «المواطن ليس مدللاً أو كسولاً، كما يشاع، بل هو قادر على العمل بجدية وإبداع في مختلف المهن».

واوضحت أن نجاحها «يضاف إلى رصيد إنجازات المرأة الإماراتية، التي أثبتت قدرتها على اقتحام شتى المجالات وتحقيق الإنجازات فيها، ليشار إليها بالبنان داخل الوطن وخارجه».

وحول موقف عائلتها من مهنتها، ذكرت نادية الحاصلة على شهادة الثانوية العامة أن الدعم جاءها من عائلتها وإدارة الفندق وزملائها، «لم يقف أفراد أسرتي حجر عثرة في طريق مستقبلي المهني، الذي رسمت ملامحه بنفسي، وحددت من خلاله هدفي، إذ شجعوني وعملوا على دعمي للمضي قدماً لتحقيق النجاحات التي بدأت تظهر منذ دخولي مهنة الطهي»، مبينة أنها ستواصل طموحها في مهنتها التي تعتز بها، «أصبحتُ أول شيف إماراتية، ولن أكتفي بما حققته، بل سأسعى إلى مزيد من الإنجازات».

اكتشفت نادية خلال عملها «الفرق الكبير بين المطبخ في المنزل والمطبخ في الفندق، الذي لا يكمن في أساسيات عمليات الطبخ فحسب، بل في شتى التفاصيل التي يصعب حصرها بدءاً من شروط الأمن والسلامة الواجب توافرها، ومروراً بطريقة العمل، وصولاً إلى الأجهزة والأدوات المستخدمة، وحرصتُ على نقل خبرتي بالعمل في مطبخ الفندق إلى المنزل، لتقديم كل ما هو مميز وصحي لعائلتي».

لقيت نادية ترحيباً في أوساط زملائها الطهاة في الفندق، ما أسهم في تذليل الصعاب التي واجهتها في أول عمل لها في مشوارها المهني.

وقال الشيف صلاح صالحة: «أعتز بتدريبي أول طاهية إماراتية في الفندق»، مضيفاً أن «نادية أبدت فور انضمامها للعمل في المطبخ العربي شغفاً كبيراً ورغبة جامحة للتعلم، أهلتها لإدراك أساسيات المطبخ العربي، وإتقان فنون الطهي فيه، والتعرف إلى آلية عمل أقسامه المختلفة بسرعة كبيرة»، مشيراً إلى أنها «تمتاز بسرعة البديهة، وتتمتع بقوة تركيز عالية، ما أهلها إلى النجاح في خوض تجربة جديدة عليها».