<font color='#000000'><span style='color:indigo'>خلافات ما بعد الطلاق تهدد الأبناء وتؤدي إلى جنوحهم وإصابتهم بالكثير من الآثار النفسية الضارة
أصبحت ظاهرة نسيان المعاملة الحسنة بين الأزواج المنفصلين والغرق في المشادات والخلافات ومحاولات الانتقام منتشرة في الواقع الاجتماعي.
فبينما يعتقد كثيرون بأن مشادات الأزواج وصداماتهم قد تنتهي بالطلاق إلا أن الكثير منها غالبا ما يمتد تأثيره إلى الأبناء مما يعرضهم للكثير من القسوة والتوتر اللذين قد ينتجان ظواهر اجتماعية سلبية كالعدوان والانحراف وفقدان الأمن والتي لا يلقي المطلقان لها بالا فيما هما منشغلان بالانتصار والانتقام في حروبهما الوهمية.
هذا ما أكدته الاختصاصية النفسية في بيت الطفل هند الهوساوي حيث قالت إن الطلاق ليس ظاهرة تنشأ نتيجة عوامل معينة ثم تزول بزوال هذه العوامل بقدر ما هو مشكلة تبقى آثارها السيئة وتمتد إلى أجيال متعاقبة.
وأوجزت هند هوساوي أهم الآثار النفسية التي تحدثها مشكلات الطلاق في فقدان الأمن والحنان والحب بالنسبة للأبناء فبعد أن توفر لدى الأبناء جميع هذه المصادر إذا بهم يفقدون أحد الأبوين مما يهدد استقرارهم النفسي ويحدث فراغا عاطفيا يحتاجون لشغله فيما بعد كما يتعرض الأطفال لخبرات سيئة في مرحلة الطفولة أو المراحل الأولى في تشكيل لبناتهم الشخصية فينطبع لدى الابن أو الابنة إما كره الزواج أو التخوف منه لسبب هو أنه شاهد أمه تعاني أو شاهد من مظاهر العنف بين والديه كما يتعرض الأبناء في بعض الأحيان للقسوة والتذبذب في المعاملة خاصة عندما تكون التربية من أطراف أخرى كزوجة.
و أضافت الهوساوي أن من أهم المشكلات التي يتعرض لها أبناء المطلقين هي الانحراف خاصة عند زواج الأم من آخر أو زواج الأب من أخرى وانشغال كليهما بحياته الخاصة وعدم متابعة الأبناء والتخلي عن مسئوليتهم مما تنتج عنه انحرافات تتمثل في التدخين والسرقة وجنوح الأحداث والتجوال أو التسكع كحتمية لأنانية الأب والأم وتخليهما عن دور الصديق والمرشد حيث تصبح رفقة السوء مثلا أعلى يحتذي به الأبناء.
ومن قصص الطلاق التي كان لها أثر سيئ على الأبناء يذكر المحامي والاستشاري القانوني حامد فلاتة قصة طلاق قضى فيها الزوجان عامين في أروقة المحاكم والشرطة والتشابك بالأيدي وأعتقد الطرفان بأن المشاكل سوف تنتهي بالانفصال بينهما ولكن المفاجأة كانت أن النزاع بلغ أوجه بعد الانفصال فقد كانت هناك طفلة في الخامسة من عمرها في حضانة أمها ولكن الأب رفض قيد الطفلة في أوراقه الشرعية عند بلوغها السن القانونية كما رفض أن يدخلها المدرسة ظنا منه أنه ينتقم من أمها.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تطور لأن يؤذي الأب طفلته بآلة حادة حارقة بالنار كوى يدها بها ليثأر لنفسه من أمها.
وبعد أن تبدلت الأدوار وأصبحت الحضانة بيد الأب عادت الطفلة في أحد الأيام من بيت والدتها ويدها مجروحة وادعى الأب بعدها أن الأم تعمدت جرح ابنتها لتغيظه مما زاد في حجم المشكلات بين الطرفين.
و في قصة أخرى يقول فلاتة إن إحدى الأمهات حرمت بعد طلاقها من رؤية ابنيها لمدة خمس سنوات ولم تعرف مصيرهما بسبب المشاكل بينها وأبيهما وأضاف فلاتة أن الأم قامت بمحاولات عدة خلال تلك الفترة للاتصال بابنيها إلا أن الأب لم يسمح لها برؤيتهما سوى مرة واحدة بعد تلك الفترة الطويلة.
أختكم
ماوحشتك
</span></font>
مواقع النشر (المفضلة)