<font color='#000000'>رايتها ودمعها منهمر فسألتها عن السبب فلم تجب فأعدت السؤال حتى حكتلي عن حبيب لم يرحم عذابها وعن لقيطه منه فتحت عيناها على الدنيا لترى مستقبلها ليل داج يحيط بها، وساد الصمت ثانية فسألتها أن تكمل قصتها قصتها فأجابت يا حسرة على طفلة سلبت أباها قبل مولدها ويا حسرة على أم تركت دنياها من اجل حبيب فما نفع حياتها من دونه ، أوصد باب الحزن عليها وخرج ، تاركا فيضان دموعها يغرق وجنتيها الحمراوتين ، كل دمعة من دموعها تساءلت عن المصير وكحلها الأسود الذي تناثر على خدها تستنكر كل ما حدث وشفتيها باتت تسرد وعوده الكاذبة لها بالزواج ..

أي رجل هذا مجرد من الرحمة وأي إحساس يشعر به حيال ما فعله إزاء تلك المسكينة البائسه ، وسط تساؤلاتي سمعت صرخة أغرقت كل الصمت التفتت عيناي على تلك المراة مكتومة الأنين ملقاة على الأرض ودموعها خطت قبرها ومن هول المفاجاه بكيت وانتزعت طفلة الثلاثة اشهر من أيديها ودموعي تخالط دموعها ، ماذا عساي أن افعل بطفله لا أب لها ولا أم ولا اسما تحمله وأجاب قلبي الاسئله أخذت طفلتي وحضنتها وهربت بها في حلك الليل واعتبرتها هبة الوهاب من حرمت الإنجاب ..

رفضها ولم يتقبل وجودها ذاك الذي يسمى زوجي ارد ان يلقيها بملجأ للأطفال لتعاني حلكة لياليها وحدها دون حضن يحميها ، أي قلب هذا يمتلك الحق بان يرفض نعمة الله ..

لم ينتظر طلوع الشمس لأخرج أنا وطفلتي من منزله بل طردنا في ليل يوم رادوني شك بان لا صباح له فامتزج الأسى بالدماء وامتزجت روحي بالشقاء و وتناثرت ادمعي على أرصفة الطرقات ..

حملت أعباءها على كتفي مشيت حتى وصلت إلي اقرب منزل يملكه عجوز رأف بحالنا وحن لآلامنا فأدخلني منزله ولما دخلت سألني عن الطفلة فقلت له دون تردد أنها وليدة أحشائي وقد أجبرتنا الظروف على بيع منزلنا وعرضت عليه أن اعمل خادمه عنده لقاء طعامنا فوافق و مرت الأيام و أصبح عمر ملاكي سنه أحسست بان قلبي سينفطر خوفا عليها من الناس من المجتمع الذي حولها كيف ستواجههم من دون اسم تحمله فخطرت في بالي فكره أن اعرض عليه ان يتبني طفلتي حيث علمت منه انه عاش وحيدا ولم ينجب قط وفي صباح اليوم التالي قلت له القصة كاملة ووافق على تبنيها بشرط ان يتزوجني وان نرحل بعيدا من هنا حيث لا يوجد شائعات تلاحقنا لم أتردد بالموافقة وحصل ما حصل ذهبنا للعيش في مدينه كبيرة كل من سألنا هناك عن طفلتي اجبناه بأنها ابنتنا الوحيد ودارت بنا الأيام كلمح البصر ومات الطيب اطهر من بالوجود ذاك الرجل الحنون الذي تحمل أعباءنا .. حزني له كان يفوق حزن البشر مات مخلفا وراءه وصيه كتب كل ما لديه فيها من أملاك باسم تلك الطفلة مات وخلد وراءه الذكرى ..

مرت سنه وبدا العام الدراسي لتلتحق ابنتي بالصف الأول الابتدائي وتميزت عن باقي الفتيات بذكاء وأدب وجمال لم تنجب مثله أمراه كنت أرى نجاحها ثمارا حلوة اجنيها من تربيتي وكل عنائي من اجلها لم يذهب سدى ..

وعندما اصطبحت الفتاه في عمر الزهور أحبت شابا معها بالكلية وكان علاقتهما حميمة لدرجة أنها ذكرتني بأمها صرخت حينها ورفضت الواقع وتألمت خفت أن يسرد الزمن أحداث نفس القصة مع ابنتي حينا اصريت على أن احكي لها ما حدث مع أمها قلبي تقطع حينما سمعت بكاءها على القصة فتركتها لتختلي بنفسها فكان خير ما فعلت وفي اليوم التالي أتت الي بالصباح الباكر لتقبل جبيني وتدعو لامها بالمغفرة وتشكر الله وقررت ألا تعود لذلك الحبيب فرفضت ذلك وقلت لها ان كان يحبك كما تفعلين سيأتي ويطلب يدك للزواج وإذا لم يكن فأنتي بغنى عنه وبالفعل جاء لخطبتها بعد ان تخرج شعرت بأشد الفرح ولكن الألم الذي مزق أحشائي خطف الفرح لثواني وكأنه يطحن قلبي تظاهرت بالفرح رغم ألام حتى انتهت خطبتها وفي اليوم التالي ذهب للطبيب ليشخص حالتي وأي حالة كنت فيها، في أحشائي يسكن المرض الخبيث ولن يزله عني إلا الموت الذي بدى قريبا كما قال الطبيب حمدت ربي أن هذا المرض تركني لأرى ابني عروس بموكبها واطمئن قلبي عليها حيث جاء موعد الزفاف اشعر بان أنفاسي في عدها التنازلي وفرحتي أوشكت على الانتهاء ولم تعد تهمني الحياة بعد أن حققت حلمي وبعد انتهاء العرس حان ساعة فراق الجسد عن الروح سقطت على الأرض جثة هامدة الحمد لله الذي وفقني إلى أن أتممت مهمتي وأوصلت العروس إلى بيت زوجها وها أنا اليوم اطل كل صباح في ذاكرتها لأرسم ابتسامة عذبه على شفتيها فباركها الله من ابنة وفقت في تربيتها

منقووول</font>