<FONT color=#0000ff size=4>ليستْ الطيور وحدها تبكي الآن.. فكلُ كائنٍ يشاركها النزف..&#33;

لمْ يعد الصمت يبلّغني ..وهو ما أصبحَ لغتي &#33;

_ هل سأفقدكْ ؟

- لا تسأليني ما لا أعرف له جواباً &#33;

_ من تراه يعرف ؟ أنا أم صمتك؟

- أيضاً لا أعرف..فلا تتعبيني بالأسئلة &#33;

_ وماذا لو قلتُ أني سأنتظرك ؟

- سيتعبك الانتظار..و ربما لا آتي &#33;

_سأنتظرك أيضاً ..ولنْ يهرم انتظاري &#33; سيظلُ فتيّاً دوماً ..سيظلُ كـ طفلٍ يكسرُ من عقارب الزمنِ كلُ يومٍ ساعة &#33;

- وسيموت &#33;

_ لنْ يموت..&#33; فما يوثّقني بكَ لا يولدُ ولا يموت..&#33;

- أثمةَ طفلٌ لا يكبر ؟

_ هو طفلُ انتظاري&#33;

- وكيف كان البدءُ إن لمْ يكن كـ ألمِ المخاض يأتي ؟

_بامكانك أن تقول أنه كان بلحظةِ خلقٍ لمْ تُسبق ولنْ تتبع..&#33;

-وماذا عني أنا ؟ عن مشاعري &#33;

_ أجهلها..&#33; في حين أعرف بعضها..&#33;


-ماتعرفينه أكثر ؟


_ أنكَ تحبني كـ المطر ..&#33; قليلاً بعد انقطاع..وتملُّ مني كثيراً إذا واصلتُ العطاء&#33;


- أنا هكذا ؟

_ صمتكَ ألهمني الإجابة.. فلا تلمْ إحساساً ليسَ له سواكَ معين &#33;


- قاسيةٌ أنت بحكمك..&#33;


_ ربما..&#33; ولكني سأظلُ انتظرك..&#33;


-وإن قادتني الـ خُطى للبعيد .. و رحلتْ ؟


_ ستعود لي ..&#33;&#33; هكذا تخبرني حمامتي كل يوم..&#33;


-أحتاجكِ &#33;


_ ليسَ كـ مثلي احتياج..&#33;


-ولكنكِ لا تصرّحين..&#33; فكيف لي أن أعرف ؟


_ ألستَ من علّمني فن الصمتِ أمامك ؟ ألستَ من وثّق قيد بوحي &#33; وتطلبُ أن أبوح؟


فكيف يا رجل &#33;&#33;


-محتارٌ أنا فلا ترهقيني بالأسئلة &#33;


_ والآن ماذا عني أنا ؟


- ربما نلتقي ..وربما لا نلتقي..ربما تقودني الرياحُ للرحيل.. وربما أمطرُ عمّا قريب.. ربما تغريني بالبقاء.. وربما يقتلني الشكُ القديم ..


_ و تهرب ؟ ألستَ تجيد الهروب ؟


- ليسَ هروباً فأنا ملككِ &#33;


_ آهٍ يا رجل..ليتَ لي لساناً يعود ..ليتَ لي قدرةٌ على البوحِ من جديد ..ليتني أعود من أنا ..

- قلتُ لكِ كوني أنتِ..أنتِ فقط &#33;

_ سأكون.. حين تكون&#33;

//
لمْ يرحل..ولمْ يأتي..ولمْ تمطرُ أي سماء &#33;

ظلَ الصمتُ نزيلاً ثقيلاً بينهما..

هي تنتظره كل مساء.. وهو ما يزال يرضخُ لصوتِ الحيرة...
</FONT>