<FONT color=#0000ff size=4>ليستْ الطيور وحدها تبكي الآن.. فكلُ كائنٍ يشاركها النزف..!
لمْ يعد الصمت يبلّغني ..وهو ما أصبحَ لغتي !
_ هل سأفقدكْ ؟
- لا تسأليني ما لا أعرف له جواباً !
_ من تراه يعرف ؟ أنا أم صمتك؟
- أيضاً لا أعرف..فلا تتعبيني بالأسئلة !
_ وماذا لو قلتُ أني سأنتظرك ؟
- سيتعبك الانتظار..و ربما لا آتي !
_سأنتظرك أيضاً ..ولنْ يهرم انتظاري ! سيظلُ فتيّاً دوماً ..سيظلُ كـ طفلٍ يكسرُ من عقارب الزمنِ كلُ يومٍ ساعة !
- وسيموت !
_ لنْ يموت..! فما يوثّقني بكَ لا يولدُ ولا يموت..!
- أثمةَ طفلٌ لا يكبر ؟
_ هو طفلُ انتظاري!
- وكيف كان البدءُ إن لمْ يكن كـ ألمِ المخاض يأتي ؟
_بامكانك أن تقول أنه كان بلحظةِ خلقٍ لمْ تُسبق ولنْ تتبع..!
-وماذا عني أنا ؟ عن مشاعري !
_ أجهلها..! في حين أعرف بعضها..!
-ماتعرفينه أكثر ؟
_ أنكَ تحبني كـ المطر ..! قليلاً بعد انقطاع..وتملُّ مني كثيراً إذا واصلتُ العطاء!
- أنا هكذا ؟
_ صمتكَ ألهمني الإجابة.. فلا تلمْ إحساساً ليسَ له سواكَ معين !
- قاسيةٌ أنت بحكمك..!
_ ربما..! ولكني سأظلُ انتظرك..!
-وإن قادتني الـ خُطى للبعيد .. و رحلتْ ؟
_ ستعود لي ..!! هكذا تخبرني حمامتي كل يوم..!
-أحتاجكِ !
_ ليسَ كـ مثلي احتياج..!
-ولكنكِ لا تصرّحين..! فكيف لي أن أعرف ؟
_ ألستَ من علّمني فن الصمتِ أمامك ؟ ألستَ من وثّق قيد بوحي ! وتطلبُ أن أبوح؟
فكيف يا رجل !!
-محتارٌ أنا فلا ترهقيني بالأسئلة !
_ والآن ماذا عني أنا ؟
- ربما نلتقي ..وربما لا نلتقي..ربما تقودني الرياحُ للرحيل.. وربما أمطرُ عمّا قريب.. ربما تغريني بالبقاء.. وربما يقتلني الشكُ القديم ..
_ و تهرب ؟ ألستَ تجيد الهروب ؟
- ليسَ هروباً فأنا ملككِ !
_ آهٍ يا رجل..ليتَ لي لساناً يعود ..ليتَ لي قدرةٌ على البوحِ من جديد ..ليتني أعود من أنا ..
- قلتُ لكِ كوني أنتِ..أنتِ فقط !
_ سأكون.. حين تكون!
//
لمْ يرحل..ولمْ يأتي..ولمْ تمطرُ أي سماء !
ظلَ الصمتُ نزيلاً ثقيلاً بينهما..
هي تنتظره كل مساء.. وهو ما يزال يرضخُ لصوتِ الحيرة...
</FONT>
مواقع النشر (المفضلة)