<font color='#000000'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><span style='color:red'>الجزء الحادي عشـــــــــــر</span></span>
د<span style='color:darkred'>شت هند حجرة سلطان وصكت الباب وراها.. وضحكت عليه لأنه كان مستحي منها ومرتبك.. ويدور كندورته..
هند: ههههههههه حبيبي هدي اعصابك والله ما باكلك...
سلطان (بارتباك): مادري مب متعود انه بنت ادش حجرتي..
هند: لا تعود.. وبعدين عن الهذرة اللي مالها داعي.. يالله سير البس عشان توصلني.. الساعة 3..
سلطان: هى .. اوكى.. دقيقة بس..
ودش الحمام عشان يتلبس.. هند يلست تتلفت حواليها وفجأة يتها فكرة انها تكتب له اهداء على اليدار اللي حذال شبريته.. عشان كل ما يشوفه يتذكر هالليلة.. وبسرعة دورت شي تكتب فيه ولقت قلم رصاص على التسريحة.. شلت القلم ويلست على الشبرية وفكرت شو تكتب؟
شو تكتب؟؟ الحين يوم احتاجت للشعر.. نست كل الابيات.. تنهدت هند وكتبت أول شي يا في بالها..
دنـياي شـفها فـي تفاصيل دنياك.... ان زانت ايـامك زمـاني يـزيني
وان شـان وقتك واستدارن الافلاك.... كـل الـوجود بـنظرتيني يشيني
وشهي حـياتي يـا حـياتي بـلياك ....انـت الـسنين الـلى تسمى سنيني
انـا لـك اقرب من يسارك ليمناك.... صدق ووفاء واخلاص حب وحنيني*
يوم خلصت انتبهت انه سلطان واقف يطالعها وابتسمت له..
هند: كتبت لك اهداء...
سلطان: ما تعرفين الا تشخبطين.. ههههه.. اصبري بقراه..
هند (بخجل): لا لا تقراه.. يوم بطلع سو اللي تباه..
سلطان (يبتسم): ونج تستحين هندوه؟
ابتسمت هند وما قالت شي، يلس سلطان حذالها (عيبته السالفة) وقال: هاي أول مرة تدشين فيها حجرتي من يوم رديت من أمريكا..
التقت عيون هند بعيونه وابتسمت بارتباك.. نظراته خلتها تستحي وتحس انه عيونه تخترقها وتوصل لأعماق روحها.. مسك سلطان ايدها وحست هند انها بتطير من الوناسة.. ما رمست ولا عرفت شو تقول أو كيف تتصرف في هالموقف.. حست انها اذا قالت أي شي.. ممكن تخرب الجو الساحر اللي سببه الصمت بينهم.. ونزلت عيونها احتراما لهاللحظة اللي أكيد بتحفرها في ذاكرتها وبتعيد مشاهدها في مخيلتها ألاف المرات قبل لا ترقد..
تنهد سلطان وقال: يالله قومي بوصلج..
ويا بيسحب ايده بس هند تعلقت فيه وابتسمت وهي تغمز له: ليش تسحب ايدك؟؟ ما تعرف اني اخاف؟
ابتسم سلطان وخذها من إيدها وطلع وياها للممر.. وقبل لا ينزل الدري وقف مجابلنها وقال: هنادي؟
هند: عيون هنادي اللي ما تشوف بهن غيرك..
سلطان:هنادي انا حاولت اقنع نفسي اني اقدر اعيش من دونج..
هند: واقتنعت؟
سلطان: للأسف لا.. كنت طول الوقت أفكر فيج..
هند(بخجل): طول الوقت؟
سلطان: طول الوقت..
كانت تعابير ويهه حنونة وازداد حب هند لهالانسان اللي رسم مصيره وياها وقرر يشاركها حياتها من اليوم.. ونزلت وياه الدري وفي خيالها صورتها اهي وياه وهم يمشون طالعين من خيمة العرس.. وابتسمت لنفسها ابتسامة أمل..
بس هالابتسامة اختفت فجأة وشهقت هند وهي تحس بجسمها كله يرتعش من الصدمة.. في الصالة.. تحت.. كان هزاع واقف ويا عمها مانع وخالتها موزة.. يطالعونهم وهم نازلين الدري .. نظراتهم كلها اتهام وشك.. ضغط سلطان على إيد هند ويوم التفتت لويهه.. كان عاقد حياته وملامحه مب مفهومة.. اطالعها سلطان بسرعة وقال: الله يستر.. اسكتي انا بتصرف..
ما ردت هند عليه .. كان خاطرها ترد تركب الدري وتنخش في حجرة سلطان لين ما يهدون اهله شوي.. وتذكرت انها هي اللي اصرت على سلطان انه ياخذها وياه الحجرة وعلى طول ندمت ودعت على عمرها.. أول مرة في حياتها تشوف عمها مانع يطالعها جذي.. نظرة غريبة حاولت تفسرها.. بس مالها الا تفسير واحد.. عمها كان مصدوم.. وفي نفس الوقت يحتقرها.. كانت عيون هند عليه وهي تنزل الدري.. ما تجرأت تحط عيونها في عيون خالوتها لأنها تعرف. إذا التفتت صوبها بتصيح.. وهي ما تبا تنهار جدامهم.. لأنها ما سوت شي غلط..
وقف سلطان جدام امه وابوه وهو يطالعهم بتحدي... بس نظرة هزاع له كانت نظرة استخفاف وقال: المشكلة انه واقف مستقوي جدامنا بعد..
استغرب سلطان وسأله: هزاع انته من صجك ترمس؟
طنشه هزاع ورمس ابوه: أبويه انا سكت أول مرة وثاني مرة.. بس أكثر عن جذي ما رمت أسكت.. كل يوم والثاني ساحبنها بيتنا ف أنصاف الليالي.. وأنا اللي كنت..
ما كمل هزاع رمسته لأنه سلطان صفعه بكل قوته ويره من قميص بيجامته وصرخ في ويهه: جااااااااب ...
هزاع تخبل وحاول يبعد اخوه عنه بس ما قدر ، وزخ سلطان من رقبته.. في نفس الوقت موزة بدت تصيح ومانع حاول يبعد الاثنين عن بعض بس ما شي فايده.. كانوا كل واحد أقوى من الثاني.. وهند واقفة عند الدري مبطلة حلجها من الصدمة وهي مب مصدقة انها قبل ثواني كانت اسعد مخلوقة في الدنيا.... وحطت ايدها لا إراديا على بطنها وهي حاسة باحساس رهيب بالمصيبة اللي جدامها..
سلطان اللي كان يتنفس بصعوبة كان يحترق في داخله.. كيف يتجرأ هالنذل ويتبلى عليه.. واللي كان صج قاهرنه انه كان يبا يأذي هند.. وهزاع كان مصمم يكمل لعبته عشان ما يتوهق.. والأدلة كلها وياه..
مانع: هد أخوك يا سلطان.. مب كافي سواد ويهك انته وهالسبالة.. بعد تبا تجتل أخوك؟
انصدم سلطان من رمسة ابوه وشل ايده عن اخوه اللي استغل الفرصة ورد له الصفعة بصفعة أقوى عنها.. في هاللحظة شهقت هند وحطت ايدها على حلجها.. يمكن هند تحلم.. يمكن كل اللي تشوفه جدامها مجرد كابوس وبتصحى منه في أي لحظة.. وهني يت عينها في عين موزة اللي اقتربت منها وقالت والدموع مغرقة ويهها: ليش يا هنادي احنا بشو غلطنا عليج ؟؟ متى قصرنا وياج..؟؟؟ نهون عليج ويهون عليج ابوج؟؟
هند (بصدمة): شو؟؟؟؟؟؟ خالوه انتي شو تقولين؟؟..
سلطان: امايه هند ما يخصها ونحن ما سوينا شي غلط وهالنذل جذاب!!!
مانع (يرمس سلطان): جب ولا كلمة.. انته من اليوم ورايح راسك ما ينرفع عن الارض يوم بتشوفني انا واخوك.. فاهم...؟؟
سلطان: لا مب فاهم ابويه صدقنى هند..
مانع: هند ياهل وانته قصيت عليها بكلمتين.. وانا كنت مستغرب ليش ما تبا هزاع ورفضته مرتين.. ثرك انته غاسل لها مخها..
لأول مرة في حياته صاح سلطان.. ما اهتم ابد انه دموعه تنزل جدام اخوه ولا اهتم انه هند تشوفه.. ما تحمل اللي يستوي وما تحمل انه هند تنهان جدامه او انه حد يشكك في سمعتها..
لأول مرة في حياته.. سلطان كان يترجى ابوه وهزاع: أبويه والله العظيم اني مب جذاب.. وهند طاهرة طهر حمام مكة.. حرام عليكم تشكون فيها هاذي بنت عمي مستحيل أءذيها.. هزاع... هزاع خبرهم انك غلطان.. يمكن انت كنت تتخيل انك تشوف حد في البيت.. أخويه ليش تسوي فيني جذي ؟؟ ليش؟؟
موزة كانت خلاص منهارة وتمنت انه شما.. اللي غرفتها آخر غرفة في البيت ما تنتبه على صراخهم.. وتنش.. ما تباها تحضر هالمشهد..
هزاع: سلطان أنا رمستك أمس وقلت لك جان تباها بنخطبها لك.. بس انته ما تباها .. وانا خطبتها مرتين عشان استر عليها بس هي اللي ما تبا الستر حق عمرها..
سلطان: جذاااااااااااب.. جذاب ونذل.. خاف ربك يا هزاع.. خاف ربك!!!
وكان سلطان بيتجدم له عشان يظربه مرة ثانية بس ابوه وقف جدامه وقال: بس!!!!!!
والتفت مانع على هند وقال: وانتي.. جدامي ع البيت بوصلج.. ياللا اشوف..
تمت هند واقفة مكانها وعيونها في عيون هزاع.. كانت نظرتها كلها كره صريح لهالمخلوق اللي دمر حياتها بكذبة.. كلمتين قالهم بدون أي تعب .. هدمت كل أحلامها ومستقبلها.. خلتها تعيش في دوامة من الحزن والهم.. طلعت هند من البيت ويا عمها من دون ما تحط عينها في عين سلطان.. كل اللي صار بسببها.. كانت تقدر ترمسه في التيلفون بس هي استقوت ووصلت للبيت.. كانت تقدر اتم يالسة في الصالة بس فضولها خلاها تروح فوق..
بسبب غبائها وتهورها.. دمرت مب بس حياتها.. دمرت حياة اعز الناس عليها.. وعمرها ما راح تسامح نفسها على اللي استوى الليلة..
دشت هند بيتهم ويا عمها مانع اللي ما قال لها ولا كلمة من طلعت وياه من بيتهم.. ويوم يت بتركب الدري عشان تروح حجرتها سمعت عمها يناديها: هند وين رايحة؟ قعدي أبوج بكلمه..
اطالعته هند بنظرة حادة وقالت: انته تدل حجرته.. روح قعده بروحك..
ركبت هند الدري بخطوات ثابتة.. وراحت حجرتها وصكت الباب.. وبعد تفكير قررت ما تقفله.. هي واثقة من عمرها.. بس الله يستر كيف بتكون ردة فعل أهلها.. بس غصبن عنها صاحت.. كانت خايفة من أمها.. ورغم انها تعودت انها تنهزب بس هالمرة غير.. السالفة كبيرة وايد وهند زودتها وفي نظرهم غلطت.. ومرت نص ساعة وهند يالسة على الشبرية بصمت.. تنتظر..
تبطل الباب فجأة وبعنف ودشت أمها وويها أحمر وفي عيونها غضب الدنيا كلها.. كانت شفايفها ترتجف وهي تزاعج على هند: انتي شو سويتي؟؟؟؟!! الله يلعنج ويلعن الساعة اللي يبتج فيها.. سودتي ويوهنا !!..
كانت هند تطالعها بخوف وحمدت ربها انها ما ظربتها.. كانت تزاعج بس وويهها يخوف.. "شو بيقولون الناس عنا الحين؟ هدتي حياتنا وخربتي اللي بينا وبين عمج مانع!!! حسبي الله عليج يا هند.. حسبي الله عليج!!!"
طاحت امها عند الشبرية وحطت ايدها على ويهها وابتدت تصيح.. هند ما قالت ولا كلمة ولا حاولت تقترب من امها .. كانت تعرف امها عدل وتعرف انها مهما قالت ما راح تصدقها.. مستحيل تصدق الا اللي في بالها هي.. ويلسوا اثنيناتهم يعانون بصمت ما يقطعه الا صوت سعاد وهي تصيح.. وأخيرا اطالعتها امها بعيونها اللي مليانة دموع وقالت: ادري انج تكرهيني هنادي ودوم تعانديني.. بس ما توقعت انج توصلين لهاالمستوى..
حست هند بغصة وهي تسمع هالرمسة بس يودت عمرها عشان ما تصيح..
سعاد: متى ووين غلطت في تربيتج؟ عمري ما حاولت أدلعج مثل يدج وأبوج.. طول عمري وانا متمسكة بديني وعاداتي.. متى غلطت في تربيتج؟ متى؟؟
نزلت هند عيونها عن امها وما عرفت وين تودي ويهها... كانت في داخلها تتألم.. ليش حاسة بالذنب؟؟ دافعي عن نفسج.. قولي شي.. !! بس كل اللي كانت تسويه هو انها تستمر في صمتها.. لأنها لين الحين مب مصدقة انه هالموقف استوى لها..
في هاللحظة وقفت امها وقالت: إذا لمحتج برى هالحجرة ما تلومين الا نفسج.. فاهمة؟؟
هزت هند راسها وهي ترتجف وراقبت امها وهي تاخذ تيلفون الحجرة وياها قبل لا تطلع وتصك الباب وراها بكل قوتها.. غمضت هند عيونها وقالت: سلطان... سامحني..
كان خاطرها تروح له.. تطمن عليه.. بس لأول مرة في حياتها كانت هند خايفة.. وتمت يالسة على شبريتها.. تتريى ابوها ..
كان ابوها يالس تحت يرمس مانع اللي كان يخبره بالسالفة كلها مرة ثانية.. مانع كان مشتط وغلط على هند أكثر من مرة وفي النهاية ما رام حمدان يستحمل وقال: مانع!!! هند بنتي وبنتك.. ولا نسيت هالشي..؟؟ وانا متأكد من تربيتها ومب مصدق كلمة من اللي تقولها ..
مانع: تكذبني يا حمدان وانا اللي شفتهم ينزلون من فوق بعيني؟؟؟
حمدان: استح على ويهك يا مانع انت ريال وفاهم.. مب ياهل ينقص عليك بكلمتين.. لا تظلم ولدك وتظلم بنتي وياه.. سلطان عمره ما نطق الا بالحق.. ولو يبا هند كان خطبها.. بس الكل يعرف انهم اخوان واكثر من الاخوان بعد..
مانع: الظاهر انك انت اللي ينقص عليك بكلمتين يا حمدان.. خلك ماشي ورا بنتك ومرتك وبنشوف وين يوصلونك.. هذا بدل لا تروح وتغسلها بالعقال يالس هني تدافع عنها؟
حمدان: مانع.. الساعة اربع والحين بيأذن الفجر.. أنا بسير اتيدد وانته البيت بيتك .. منت غريب..
وقام حمدان عنه وخلاه يالس بروحه في الصالة وهو ياكل في عمره من القهر والغيظ اللي فيه..
----------------------
وقف حمدان جدام حجرة هند دقايق طويلة.. متردد.. مب عارف كيف يتصرف ومب عارف اذا يصدق مرته ومانع ولا يوقف ويا بنته ويصدقها مهما كانت الظروف.. وأخيرا، استجمع كل قوته ودش.. وحس انه قلبه يتفتت وهو يشوفها متكورة وراقده على الشبرية.. واقترب منها بصمت عشان لا يقعدها.. كانت في عيونه بعدها هنادي الصغيرة الشيطانة اللي كل حد يحبها ويغار منها.. هنادي اللي مهما غلطت الكل يغفر لها ويسامحها.. وبكل حنان، مرر ايده على شعرها وهمس لها في إذنها: هنادي؟
بطلت هند عيونها وشافت في عيونه كل حب وحنان الدنيا.. وعلى طول حظنته وصاحت في حظنه شرات اليهال..
هند (اللي كانت ترتجف من الخوف والتعب): أبويه صدقني كل اللي انقال جذب.. والله انهم ظلموني يبه .. صدقني..
حظنها حمدان بقوه عشان يخفف عليها ويخفف على عمره في نفس الوقت.. : مصدقنج غناتي مصدقنج لا تحاتين.. لا تحاتين أي شي.. أنا بتصرف فديتج.. أنا بتصرف..
حست هند بالراحة والامان وهي في حظنه.. وتنهدت وهي تعرف انه أكيد بيتصرف .. وبيطلعها من هالمشكلة مثل كل مرة..
هند: أبويه .. سلطان..
حمدان: سلطان ما غلط أدري.. وادري انج مستحيل تغلطين..
هند: أبويه انا احبه وهو يحبني.. وكنت رايحة بس اكلمه.. والله انه راح الغرفة يبدل عشان يوصلني .. بس..ابويه تصدقني؟
حمدان: مصدقنج غناتي.. والله مصدقنج..
هند: أبويه شو بيستوي في سلطان الحين؟
حمدان: سلطان ريال.. ما ينخاف عليه.. انتي اللي لازم تحتاين عمرج وان شالله عمج مانع ما يرمس جدام محمد..
ردت هند تصيح وقالت: أمايه تكرهني.. طول عمرها وهي تكرهني..
حمدان: امج ما تكرهج هنادي.. هي بس مصدومة الحين وان شالله بتهدا باجر وانا بفهمها السالفة نفس ما خبرتيني..
هندا: أنا اسفة ابويه.. والله ما كنت ابا احطك في هالموقف..
سكت حمدان وفكر كيف يطلع بنته من هالموقف وكيف يجابل مانع باجر في الشركة؟
------------------------
الصبح.. نزلت هند الصالة بخجل.. وراحت حجرة أمها وابوها.. وهناك كانوا يتريونها لأنهم من الساعة 5 الفجر وهم يتناقشون في موضوعها.. حتى حمدان ما راح الشركة .. ويلست هند على الكرسي وهي منزلة عيونها.. مثل التلميذة اللي تتريا العقاب من المديرة.. كانت سعاد يالسة على الشبرية وأبوها كان يمشي رايح ياي في الحجرة وويهه قناع من الحزن والهم.. ولاحظت هند انه ابوها كبر.. في هالساعات اللي مروا كبر وايد.. وحست بذنب كبير.. هي اللي يابت كل هذا حقها وحق أهلها..
راشد وناصر كانوا حاسين انه في شي جايد مستوي.. أمهم وابوهم ما تريقوا اليوم ويوم سألوا عن هند.. صاحت أم جمال وطلعت من غرفة الطعام وصكت على عمرها باب المطبخ.. فما كان جدامهم الا انهم يسيرون الشركة وهم يحاتون اختهم اللي مهما صار اتم حبيبتهم وأغلى الناس عقب امهم وابوهم..
في غرفة أمها وابوها كانت هند تنتظر على اعصابها.. وأبوها قرب منها الكرسي ويلس جدامها وقال بحزن: هند .. أنا وامج فكرنا وايد في الموضوع.. ورمسنا عمج مانع ومرته وهم بعدهم لين الحين زعلانين.. وانا ما بحاول اخبي عليج أي شي عشان لا تحسين انا ظلمناج.. عمج ومرته ما يبونج تروحين بيتهم ولا يبون يشوفونج مرة ثانية..
شهقت هند وبغت تتكلم بس ابوها سكتها.. :اصبري هند خليني أكمل كلامي.. نحن عرضنا عليهم انهم يزوجونكم اذا كانوا شاكين في اللي استوى بس عمج ما طاع..
وسكت حمدان دقايق وهو يتذكر كلام اخوه الجارح وهو يقول انه ما يبا وحدة مثل هند تربي له احفاده.. وتنهد وكمل كلامه..: هند نحن قررنا تروحين عند تدرسين برى.. اتمين هناك فترة لين ما تهدى الاوضاع هني.. نحن مانبا هالسالفة تنتشر وما نبا اخوانج او بيت عمج محمد يعرفون عن أي شي استوى.. ونحن طرشنا اوراقج وشهادتج الجامعة اللي نباج تدرسين فيها اليوم.. واتصلنا بناس نعرفهم هناك وقلنا لهم يسجلونج في الجامعة.. بتدرسين هناك.. يمكن الفترة اللي تبعدين فيها تقدر تنسيهم اللي صار..
كان حمدان ومرته مخططين لكل شي..بيودون هند البحرين عند ثريا بنت خالة سعاد.. وما خبروا حد بخطتهم.. كانت هالفكرة فكرة سعاد.. اللي كانت ميتة من الخوف على بنتها وتباها تبتعد عن عيون عمها وكلام الناس اللي ما يرحم.. كانت سعاد تعرف انها اذا خبرت هند انها بتسير البحرين.. بتوصل هند هالمعلومة لسلطان.. وسعاد ما تبا سلطان يعرف مكان هند.. مب كافي اللي يا بنتها منه الين الحين؟
هند: بس وين؟؟ وين بدرس؟؟ وين بتودوني؟؟ حرام عليكم انا ما ابا اودر البيت..
حمدان: هند.. يوم بتوصلين المطار بتعرفين وين بتروحين..
سعاد: نحن ما نبا هالخبر ينتشر وما نبا أي حد يعرف مكانج..
هند: بس انا ما سويت شي انتوا ليش مكبرين السالفة؟؟؟
سعاد: نحن مب مكبرين السالفة.. بس نباج ترتاحين وتبتعدين فترة..
هند: بس انا راحتي هني .. امايه انا عمري ما سافرت ولا بت برى البيت.. ليش تسوون فيني جذي ليش؟؟؟
سعاد: هند نحن خلاص قررنا .. وما في أي مجال انا نتراجع..
كانت هند ترتجف .. مقهورة وتعبانة وفوق هذا كله.. كانت حاسة انها فقدت ثقتها بأهلها.. وقالت وهي منزلة راسها.. : تخليتوا عني.. كلكم تخليتوا عني.. محد فيكم مصدقني..
حمدان: هنادي...أمج..
في هاللحظة بدت هند تزاعج.. خلاص ما قدرت تتحمل تخبي كل هذا داخلها: إنتي!!!! انتي اللي قررتي هالشي بروحج!! من البداية تبين تتخلصين مني والحين يتج الفرصة عشان تطرديني من البيت.. كيف تحددون مصيري من دون ما تشاوروني!!
حمدان (اللي بدا يعصب): هندوه احترمي امج ووطي حسج!!
كانت هاي اول مرة يكلم فيها حمدان بنته بهالنبرة الحادة.. ونقلت هند عيونها من أمها لأبوها وهي مب مصدقة انهم يبونها تبتعد عنهم.. حست فجأة انها غريبة عنهم.. خلاص ما عادت تعرف الاثنين اللي واقفين جدامها..
سعاد: كل اللي نسويه عشان مصلحتج..
وقفت هند بتحدي رغم الدموع اللي في عيونها وقالت: أنا مب طالعة من هالبيت.. وسووا اللي تبونه..وتتحرون محد بيعرف؟؟ هزاع ما بيقصر.. شرات ما تبلى عليه بيخبر كل حد بكذبته..
سعاد: هنادي انتي الحين محرجة بس بعدين بتتفهمين موقفنا وبتشكرينا بعد..
هند (وهي تصيح بحرارة): أمايه.. عمري ما راح اسامحج .. ولا انته ابويه.. تخليتوا عني وانا بأمس الحاجة لكم.. لا تتوقعون مني اسامحكم في يوم..
حمدان: هنادي انتي تعرفين معزتج وكل اللي نسويه هذا عشانج.. صدقيني..
هند: خلاص أبويه.. سووا اللي تبونه.. والله يسامحكم..
طلعت هند من حجرة امها ... وصكت الباب وراها بهدوء.. وفكرت انها لازم تتصرف بروحها.. عقب ما انعدمت ثقتها حتى في أقرب الناس لها..
عقب ما طلعت هند من حجرة أمها، يلست في الصالة وشلت السماعة عشان تتصل بسلطان.. بس قبل لا تدق الارقام .. لحقت عليها أمها ويرت السماعة من إيدها..
التفتت هند وهي متفاجئة ويوم شافت أمها قالت: أبا أكلم سلطان..
سعاد: أنا خذت التيلفون من حجرتج عشان ما ترمسينه.. وما ابا نقاش في هالموضوع..
هند: المفروض كنت أعرف انه لو الدنيا كلها صدقتني انتي مستحيل تصدقيني..
سعاد: هندوه احترمي نفسج وثمني رمستج.. ويكون في علمج انج ما بتشوفين ولا بترمسين اي احد لين ما تسافرين باجر الصبح..
في هاللحظة دش أبوها الصالة واقتربت منه هند وهي تترجاه: أبويه الله يخليك أبا أكلم سلطان .. دقايق بس..
نزل حمدان عيونه وهو مب عارف كيف يرد عليها.. كان احساسه بالذنب كبير لدرجة انه ما يقدر يحط عينه في عينها.. المفروض يوقف في ويه مرته وما يتخلى عن بنته.. بس في نفس الوقت كان يفكر بمصلحة هند ويعرف انه سعاد اتصرفت بدافع خوفها عليها..
حمدان: هنادي روحي حجرتج ورتبي أغراضج.. والساعة 6 الصبح باجر تزهبي عشان نروح المطار..
هند (بنبرة حادة وويهها احمر من القهر): مستحيل أسافر من دون ما أودع سلطان.. قبل لا تفكرون بسمعتكم وبكلام عمي مانع وعمي محمد.. فكروا فيه أنا!! كيف تبدون رمستهم على مشاعري أنا؟؟" وركضت هند فوق ويلست في البلكونة تصيح وهي تتمنى لو كان يدها سعود وياها في هاللحظة..
عقب دقايق مرت كأنها ساعات، دشت أم جمال البلكونة وحظنت هند اللي كانت تحبها حب الأم لبنتها.. وصاحت هند بحرارة أكثر في حظنها .. وفجأة تغيرت ملامحها وابتسمت لأم جمال بخبث وقالت: " أم جمال.. أباج تساعديني .. عادي؟"
أم جمال: لو بدك عيوني ما بتغلى عليك حبيبة قلبي..
ضحكت هند وركضت حجرتها وكتبت رسالة قصيرة على عجل.. وردت البلكونة وعطتها لأم جمال..
هند: وصلي هالرسالة لسلطان اليوم.. ولا تخبرين أي حد.. ما اباهم يشوفونج اوكى؟
باستها أم جمال على خدها وقالت وهي تبتسم: ثواني وهالرسالة راح تكون في إيده..
وطلعت من البلكونة وهند تدعي ربها انه محد يشوفها او يشك فيها..
الساعة 2 الظهر، ردوا ناصر وراشد البيت ومروا على بيت عمهم مانع قبل لا يروحون بيتهم.. وشافوا شما يالسة في الصالة ويلسوا يسولفون وياها..
راشد: أقول شماني ما رمستي هندوه؟
شما: لا اليوم ما رمسيتها .. ليش؟
راشد(بارتباك): لا ماشي.. بس شكلها اليوم الصبح كانت ظايجة..
شما: ما ادري والله.. بسير أدق لها..
وقامت شما عشان تتصل بهند بسردت عقب دقايق وقالت: محد يرد.. لا على تيلفون حجرتها ولا الصالة..
سلطان كان يالس في البلكونة .. اليوم ما داوم وكان بيموت من الخوف على هند.. وكل شوي يوايج بيت عمه يمكن يشوفها .. بس بدل لا يشوف هند، يت عيونه على أم جمال اللي شافته واقف في البلكونة وأشرت عليه ينزل لها..
نزل سلطان الصالة بسرعة وشاف عيال عمه يالسين وطنشهم وطلع.. استغربت شما وانصدموا راشد وناصر من تصرفه..
راشد: شو السالفة؟
ناصر: الظاهر انه العايلة كلها تخبلت اليوم..
شما: الله يستر.. عندي احساس انه في شي جايد مستوي..
سكت راشد واطالع اخوه بخوف.. هذا كان احساسهم من يوم نشوا الصبح اليوم..
طلع سلطان وسأل أم جمال بلهفة: هند شحالها؟
أم جمال (والدموع في عينها): قالت لي أعطيك هالورقة.. ولا تخبر حدا.. حبيبة قلبي من الصبح وهي تبكي.. ياللا انا لازم روح هلاّ.. ما بدي حدا يشوفني واقفة معك..
سلطان: مشكورة أم جمال..
راحت أم جمال من دون ما ترد عليه.. وحمدت ربها انه محد شافها.. كانت هاذي آخر رغبة لهند وهي تعرف انها باجر مسافرة.. والحمدلله انه رغبتها تحققت..
بطل سلطان الورقة وكان مكتوب فيها..
" الساعة 2 فليل ببطل لك الباب.. وترياني عند الحوض.. "
--------------------------
الساعة وحدة ونص كانت هند يالسة على الشبرية في حجرتها تتريى مصيرها بكل برود وهدوء.. الوقت يمر ببطء شديد وكأن عقارب الساعة وقفت عند الوحدة ونص وما تبا تتحرك.. وقفت هند عند الدريشة تطالع البيت اللي بتودعه باجر الصبح.. فكرت بهزاع في هاللحظة.. راقد أكيد ولا هامنه.. ما فكر في لحظة كيف بيكون تأثير كلامه على حياة اللي طول هالسنين وهم يحبونه.. أهداها الألم والعذاب في لحظة بدون تفكير وبدون تردد.. وابتسمت هند وهي تفكر انه الله ما ينسى عباده.. ومثل ما ظلمها بييه يوم وبينظلم.. وساعتها بس .. بيحس بالدمار اللي سببه والألم اللي خلفته كلماته..
اطالعت هند الساعة.. 2 إلا عشر.. وبطلت باب حجرتها وطلعت.. وقفت في الممر تراقب الظلام بصمت.. وعقب ما تأكدت انه محد قاعد في هالحزة.. نزلت الصالة وانقبض قلبها فجأة وهي تفكر بسلطان.. إذا شافوهم اليوم بتكون مصيبة.. بس لازم تشوفه.. لازم تخبره انها مسافرة.. يحق لها تقول له ولو كلمة قبل الوداع.. وبسرعة وبكل هدوء.. طلعت هند وبطلت باب الحوي.. وردت تمشي للحوض.. وعقب دقايق، حست انه حد وراها ويوم التفتت شافت سلطان..
حست هند بشفايفها ترتجف والدموع تتيمع في عيونها.. كان خاطرها تركض وتحظنه.. تزاعج وتوقف في ويه اهلها وبيت عمها عشانه وتخبرهم شكثر تحبه.. بس كل اللي سوته انها يلست ويلس سلطان حذالها وهو منزل عيونه.. وعقب صمت استمر ثواني..
هند: باجر الصبح بسافر..
انصدم سلطان والتفت لها وهو مب مستوعب: شو؟ كيف؟!!!
هند: امايه ما تباني اتم هني.. تخاف عليه من رمسة الناس.. سجلتني في جامعة برى وتباني ادرس هناك..
سلطان (بعصبية): أمج تخبلت؟؟؟ ما له داعي تسافرين.. وبعدين سفرج هو اللي بييب لج الشبهات..
هند (وهي تحاول تمسك عمرها عشان ما تصيح): يبوني أبتعد.. لين ما تهدا الاوضاع شوي..
سلطان: ووين بتروحين؟
هند: ما اعرف..
سلطان: شو ما تعرفين؟
هند: ما اعرف.. ما خبروني عشان لا اخبرك.. باجر في المطار بعرف..
سلطان: أنا بكلم عمي حمدان.. ماله داعي تسافرين.. بخطبج منه وما عليه من أهليه..
هند: لا يا سلطان .. اصبر شوي.. أمايه مب طايقة تسمع طاريك وابويه متأثر وايد باللي صار.. اصبر عشاني..
سلطان: هنادي ما راح اخليهم ياخذونج مني.. هزاعوه الكلب مصيره بيعترف .. هنادي لا تروحين.. كيف بعيش من دونج.. أنا يوم واحد يمر عليه ما اشوفج فيه احس بعمري مخنوق.. تبيني اتحمل فراقج لين ما تخلصين دراسة؟
هند: انا ما بإيدي شي..
سلطان: بسافر وياج!!..أنا مالي قعدة هني من دونج..
هند (اللي حست عمرها بتموت من الظيج..): سلطان لا تسوي شي أندم عليه أنا وانته في النهاية.. الحياة مب حب وبس... الحياة طعمها وحلاوتها في رضى الوالدين عنا.. وانا رغم اني ودي اكون وياك.. بس ما راح اخالف كلام اهليه.. وانته بعد يا سلطان.. لا تخلي امك وابوك يكرهوني أكثر .. كفاية اللي صار لين الحين..
سلطان: عيل اخليج تتحملين المسئولية بروحج؟؟ انتي هناك تعانين وانا بين أهليه وانسي ولا جنه شي استوى؟
كانت هند ساكتة وتفكر بخالوتها ام هزاع.. اذا سافر سلطان وياها بيتقطع قلبها .. وهي اللي ما تتحمل فراق عيالها ولو يوم واحد.. وقالت: بس أنا لين الحين ما اعرف وين بروح.. وما بعرف الا باجر الصبح..
سلطان: خلاص هنادي.. سافري.. ودقي لي من هناك وخبريني عن مكانج.. وانا بلحقج..
في داخلها كانت هند مستانسة وتتفداه.. هذا سلطان اللي حبته.. مستعد يخسر كل شي عشانها.. بس ما بينت له هالوناسة وويهها كان من دون أي تعبير يدل على اللي في قلبها وقالت: ليش تلحقني؟
سلطان: ما اعرف.. كل اللي اعرفه اني احبج.. ومستقبلي ما راح يكون الا وياج.. مستحيل ارضى تكونين مرحلة وعدت في حياتي.. إنتي أكبر عن جذي..
كان في ويهه غضب وإصرار عمرها ما شافتهم في ملامحه قبل.. كان يقصد كل كلمة قالها.. هند صارت حياته وسلطان ادرك هالشي من يوم قرر ينساها ويتخلى عنها لهزاع.. من دون هند.. حياته ما راح يكون لها أي معنى.. البيت ودبي كلها بتكون كئيبة ومن دون لون وطعم.. مثل الجسم بلا روح.. وهند شافت كل هذا في نظرة عيونه وقالت وقلبها يدق بقوة: سلطان خلنا نتفق.. أول ما اوصل المكان اللي بسافر له بدق لك وبخبرك بمكاني.. وهناك تقدر تاخذني وساعتها محد يروم يعترض..
حست هند انه تهورت وأكيد سلطان بيتظايج من اللي قالته .. بس سلطان ابتسم وقال: اتفقنا.. بس قبل لا الحقج بحاول اقنع اهليه واهلج .. خلاص؟
ابتسمت هند وقالت: أحبك..
حس سلطان بقلبه يتقطع وقال من خاطره: وأنا أموت فيج هنادي..
صاحت هند وهي تعرف انها لازم تودره الحين.. باجر بتسافر هند للمجهول.. وبتترك نبضها وروحها هني.. بتترك الحب والأمان اللي تعودت عليه.. بتروح وما معاها الا ذكرياتها.. تواسيها وفي نفس الوقت تعذبها..
ووقف سلطان واقترب منها.. ومن دون تردد باسها على يبهتها.. وقال: الله يحفظج غناتي.. وأول ما توصلين هناك دقي لي..
رفعت هند عيونها المليانة دموع وحاولت تحفر ملامحه في خيالها.. وقالت: سلطان ترياني.. أكيد بدق لك.. واياني واياك اغيب عن بالك لحظة..
سلطان: لا تحاتين هنادي.. بنلتقي قريب ان شالله..
هند: ان شالله..
وروح سلطان وراحت هند حجرتها.. واثنيناتهم متأكدين انه الاقدار مثل ما فرقتهم راح تجمعهم مرة ثانية.. ومهما تفرقت دروبهم .. مصيرهم يردون لبعض..
نهاية الحلقة الحادية عشر</span></font>
مواقع النشر (المفضلة)