<font color='#000000'><span style='color:darkblue'>في البحرين..

هند كانت في غرفتها من الصبح.. ما سارت تداوم ولا طلعت تتغدى.. كانت مقهورة من اللي سمعته الصبح.. وتبا تحسس أهلها انها مب سهلة يزعلونها ويراضونها متى ما يبون.. ثريا خافت تدش عليها الغرفة وما بغت تزعجها وخلتها في حالها.. كل ما تذكرت هند مكالمة ابوها، اكتئبت ويلست تصيح .. مرتاحة انه اهلها عرفوا الحقيقة بس في نفس الوقت هالشي احزنها وايد.. طلعت كل اللي في خاطرها من الصياح ..
والعصر.. يلست ندى وياها في الغرفة عشان تطلعها من الهجو الكئيب..
ندى: هنادي... خلاص حبيبتي لا تصيحين..
هند (بصوت تعبان): ما اقدر.. انتي ما تعرفين اللي في قلبي..
ندى: انزين خبريني وبعرف..
هند: ما اروم اخبرج..
ندى: انزين ياللا ابتسمي..
هند: مابا ابتسم خلاص عاد ندى&#33;&#33;
ندى: لا مب خلاص.. انزين اضحكي..
هند: اووهوو يعني اقول لج الابتسامة ما اروم ابتسمها.. تبيني اضحك؟
ندى: عيل ترومين تحتشرين.. والابتسامة مب قادرة عليها.؟
ابتسمت هند غصبن عنها وقالت ندى: أي عليها والله انه ضحكتها تجنن..

قبل لا ترد هند عليها دشت نادية الغرفة..
نادية: هنادي .. تيلفون حقج..
هند: منو بعد؟
نادية: مريم..
تنهدت هند: هاذي شو تبا الحين؟
نادية: قلتلها انج متظايجة .. بس هي مصرة تكلمج..
قامت هند وطلعت الصالة وهي تقول أمري لله.. بشوفها شو تبا..
يلست هند في الصالة وشلت السماعة..
هند: ألو..
مريم: هلا والله هنووده.. كيفك؟
هند: الحمدلله .. بخير.. ها مريم شو تبين؟
مريم: زين ليش تحاجيني جي من دون نفس؟
هند: مصدعة وجبدي لايعة..
مريم: والله اني انا اللي جبدي لايعة واحس روحي بتطلع من الظيج..
تأففت هند .. ما تداني حد يشكي لها.. وقالت غصبن عنها: خير... شو صاير؟
مريم: حاسة اني ملانة ووحيدة.. انتي تدرين انه ما عندي ربيعات..
هند: انزين مريم شو تبيي اسوي لج.. انا بروحي ظايجة..
مريم: طيب انا عندي حل.. شو رايك امر عليكي؟
هند (بقهر): تمرين عليه وين نروح؟ اسمحيلي انا مقاهي ومطاعم مب رايحة.. والسينما مالي نفس اروح لها..
مريم: حتى انا مالي نفس اطلع..
هند: انزين تعالي عندي البيت.. ندى ونادية خاطرهن يلسن وياج..
مريم: لا.. انتي تعالي عندي في شقتي.. عندي افلام حلوة.. بسوي لج عشا وبنطالع الافلام على راحتنا وبنسولف..
فكرت هند وقالت: حلو.. خلاص متى بتمرين عليه..؟
مريم: بعد ساعة تقريبا..
هند: انزين عادي اييب البنات ويايه؟
مريم: قصدج التوأم ؟؟ لا ماله داعي.. الافلام مب افلام يهال..
هند: ههههه اوكى خلاص .. اترياج.. باي..
مريم: باي

أول ما بندت مريم عن هند ، اتصلت في حميد اللي باجر اخر يوم له في البحرين.. ولين الحين يتريى وعد مريم..
مريم: ألو حميد...
حميد كان مقهور منها.. على كل اللي خسره عليها بعده ما حصل منها شي.. دوم توعده وتعشمه وفي النهاية لا حصل هند ولا حتى رقم تيلفونها..
حميد: نعم؟ شو عندج متصلة...؟؟
مريم: خلاص.. اليوم هو اليوم الموعود..
حميد: شو؟؟ أي يوم موعود..
مريم: هند بتكون في شقتك.. الساعة 7 ...
حميد انصدم: في شقتي؟؟؟ انتي تقصين علي؟
مريم: لا شو اقص عليك.. انا كلمتها وهي وافقت.. وعقب ساعة بمر عليها..
حميد: انا مب مصدق انه هند وافقت.. شكلها وايد محترمة..
مريم: ما عليك .. مجرد مظهر.. البنات كلهم من طينة وحدة..
تنهد حميد وقال: خلاص اترياكم..
مريم: اوكى.. بس قبل لا تكون هند عندك لازم تدفع لي..
حميد: انتي ما سدج كل اللي خذتيه؟
مريم: لا والله؟ انته تدري اني تعبت لحد ما وصلت لهند..
حميد: خلاص انزين كم تبين..؟
مريم: ألفين..
حميد: يوم بتين بعطيج اياهن..
مريم: اوكى .. باي
حميد: التعني..

عقب ما بندت مريم.. يلس حميد يفكر ويقول في خاطره.. هاذي اللي اترياها من 3 اسابيع ؟؟ هاذي اللي اتمنى نظرة من عيونها؟؟ بهالسهولة رضت توصل لشقتي؟؟ والله اني كنت ابا رقمها بس.. صج طحتي من عيني يا هند.. مالت عليه يوم ترييتج.. لو ادري جان من البداية فار البيزات في ويهج..

ردت هند غرفتها وكانت ندى ونادية بعدهن يالسات.. وقالت وهي تطلع ثيابها من الكبت.. : انا بظهر ويا مريم..
ندى: توج ما تقدرين تتبسمين والحين بتطلعين؟
هند: ابا اغير جو وانسى همومي..
نادية: وشو هالمكن اللي بينسيج همومج؟
هند: بسير شقة مريم..
ندى: ساكنة في شقة هاذي؟؟ انا كنت اتحراها في السكن..
هند: لا وين بتسكن يف السكن .. مريم مشكلجية..
ندى: انا مب مرتاحة لها..
هند: ولا انا .. بس تبون الصدق.. انا ما ابا اكون هني اليوم المغرب عشان جي بظهر..
نادية: ليش يعني؟
هند: ابويه وامايه بيون اليوم .. وانا مابا اشوفهم..
ندى: حرام عليج هنادي .. اهلج بيون وانتي محد؟ ما تولهتي عليهم..
هند: هذا شي خاص فيني.. ياللا اطلعوا عشان اتلبس..

طلعت ندى ونادية وتلبست هند وهي تبتسملنفسها في المنظرة.. وقالت: ما اتخيل شكل امايه يوم بتوصل البحرين وبتعرف انه بنتها طالعة ويا ربيعتها.. احسن خلها تنقهر شوي نفس ما قهرتني..

عقب ساعة. مرت عليها مريم وطلعت لها هند وساروا شارع المعارض..
هند: تبين الصراحة مريوم ما كنت اتوقع انه شقتج هني..
مريم: ليش يعني.. ؟
هند: الشقق هني وايد غالية
مريم: ابوي مو مقصر معاي..
هند: يحليله..
مريم: هاذي العمارة اللي ساكنة فيها..
هند: حلوة وايد.. بس تطل على فندق المعارض والهارد روك كافيه.. مب حشرة؟..
مريم: إي ..أشوف الاثارة كلها بالليل .. بالعكس حشرتهم حلوة..
هند: أها..

بركنت مريم سيارتها وقالت لهند: لحظة بروح ارتب الصالة شوي وبرجع.. انتظريني هني..
هند: زين..
طلعت مريم من السيارة وشغلت هند الاف ام عشان تتسلى بها في غياب مريم..
مريم ركبت المصعد وطلعت الطابق الثالث وين شقة حميد.. وبطلت الباب بالمفتاح اللي عندها وحميد كان يالس في الصالة يطالع التلفزيون.. ويوم شافه وقف وقال: وينها؟
مريم: في السيارة..
حميد: لا والله؟ ليش ما يبتيها وياج؟
مريم: البيزات اول..
سار حميد غرفته ورد وفيه ايده الفين درهم عطاها اياهن وقال: ياللا لا تبطين..
مريم (بابتسامة عريضة): دقيقة وبتكون عندك..
نزلت مريم بسرعة ويوم وصلت لسيارتها بطلت الباب وقالت لهند.. : ياللا حبيبتي تعالي..
هند: انزين بندي السيارة..
مريم: لا .. بوصلك وبرجع للسيارة..
هند: ليش؟
مريم: بروح اجيب لنا عشا..
هند: انزين بسير وياج..
مريم: لا انتي اقعدي في الشقة وانا بروح..
هند: خلاص وصليني وروحي..
نزلت هند ويا مريم وراحوا فوق عند شقة حميد.. وبطلت مريم الباب لهند وقالت: ياللا حبيبتي دقايق وبرجع لك..
هند: أوكى..

مريم نزلت بسرعة وركبت سيارتها وراحت.. كانت تعرف انه حميد بيعصب بس تراه باجر مسافر ، شو بيسوي يعني؟ وهند بتعصب وبتمشكلها في الجامعة؟ عادي.. متعودة.. أهم شي انها خلصت بيزات حميد كلهن عليها في هالاسابيع الثلاثة.. ضحكت مريم وهي تفكر تعزم ربعها كلهم اليوم على حسابها في واحد من المطاعم الراقية.. وقالت: يحليلكم.. اثنيناتكم مهابيل.. تستاهلون اللي بييكم..

هند بطلت باب الشقة ودخلت.. وابتسمت يوم شافت الديكور.. كان روعة.. الظاهر انه هالشقة مفروشة وجاهزة من قبل.. وفوق هذا وايد مرتبة..
فرت هند شنطتها على القنفة وحطت شيلتها على جتفها ويلست وشغلت التلفزيون بالريموت كنترول.. وسرحت في افكارها وعالمها الخاص.. الحين الساعة سبع.. أهلها اكيد وصلوا.. وابتسمت هند ابتسامة طفولية وهي تتخيل شكل امها يوم بتوصل البيت وما بتحصلها.. وقالت بصوت عالي: انا السوق ما يخلوني اروح... يحليلها امايه صج بتنصدم لو درت وين انا الحين..
حميد: مب بس هي حتى انا انصدمت..
انصعقت هند وشهقت بقوة وهي توقف وتطالع وراها.. كان حميد واقف وراها ويطالعها باحتقار.. بس نظرة الاحتقار هاذي خفت غصبن عنه يوم التفتت له.. حميد نسى ملامحها لأنه من زمان ما شافها ورد قلبه يدق بسرعة يوم شافها جدامه الحين وندم على النبرة الحادة اللي كلمها فيها.. كانت فعلا جميلة وملامحها بريئة .. وكانت تطالعه بنظرة حايرة ما فهمها..
هند كانت ترتجف من الخوف.. .هذا اللي دوم يلاحقها.. .ليش لحقها لين هني.. وبعدين كيف دخل؟ هند متأكدة انها صكت الباب عدل.. يمكن يوم مريم نزلت تييبها من السيارة دش حميد الشقة ؟؟ وشو يبا منها.. وليش يرمسها جذي شو بينه وبينها؟؟ مليون سؤال كان في بال هند في هاللحظة وتذكرت فجأة شيلتها اللي على جتفها ولبستها وهي ترتجف.. ودمعت عيونها من الخوف..
اقترب حميد منها وردت هند ورا بسرعة بحركة خلت حميد يضحك.. : بلاج ترتجفين ما باكلج انا.. وبعدين انتي ياية هني بإرادتج..
هني ما رامت هند تيود عمرها وقامت تزاعج: هى نعم ياية هني بإرادتي.. انته كيف تسمح لنفسك تلاحقني يا نذل..
حميد: الحين انتي ياية هني تحاسبيني عشان لاحقتج هذاك اليوم .. ؟ صج ما عندج سالفة..
ثنيناتهم كانوا متلخبطين ولا واحد فيهم فاهم سبب وجود الثاني هني..
هند: انته شو تخربط؟ وكيف تدش شقة ربيعتي من دون استئذان.. ؟؟؟ منو تتحرى عمرك؟؟
حميد: شو شو شو؟؟؟ عيدي اللي قلتيه؟؟؟ شقة ربيعتج؟؟ يا غناتي هاذي شقتيه انا..
هند : لا ... هاذي شقة مريم.. الظاهر انك غلطان..
حميد: أنا مب غلطان.. ولا تسوين لي فيها انج مب عارفة شي وبريئة.. انا اللي ضيعت وقتي وياج من البداية .. ما دريتي انج زبالة.
هند: أنا ؟؟؟؟؟ احترم نفسك واطلع برى..
حميد: ليش تطرديني من شقتي ..؟؟ وبعدين وين ذلفت هاذي...؟
اطالعته هند بحيرة.. الظاهر انه مب صاحي هاذا .. شو اللي يالس يخربط ؟ وشو يبا منها؟؟
حميد: مريم وينها انتي ما تسمعين؟؟
هند: مريم؟؟؟ انته تعرف مريم... ؟
اللي يقهر حميد اكثر انه شكلها كان فعلا يوحي انها مصدومة... معقولة تعرف تمثل لهالدرجة..؟
حميد: وكيف ما اعرفها وهي كل يوم والثاني ناطة لي هني..
اخيرا استوعبت هند اللي صار.. مريم خدعتها.. والظاهر انها خدعت حميد بعد.. ومن دون ولا كلمة.. شلت هند شنطتها ومشت صوب الباب.. ولحقها حميد بسرعة وهو يقول: وين رايحة انتي ؟؟؟ انا دافع فيج الفين ربية.. &#33;&#33;&#33;&#33;
حست هند بالدموع تحرقها في عيونها وكلماته تطعنها مثل الخنجر في قلبها.. وطلعت بسرعة وهي تصيح من قلبها وتقول في خاطرها: تستاهلين.. انتي اللي يبتيه لعمرج..

نزلت هند بالمصعد بسرعة وطلعت من العمارة وهي تصيح.. وتغشت عشان لا احد ينتبه لدموعها.. التفتت حواليها تدور مريم.. بس مالقتها.. وين تروح الحين؟؟ وكيف بترد البيت؟؟ مريم فرتها هني وراحت عنها..
حست هند بغربة كبيرة ووحدة عمرها ما حست بها.. وين ابوها واخوانها وعيال عمها؟؟ وين اللي تحبهم كلهم عنها هالحزة؟؟ كانت هند محتاجة تشوف اي حد تعرفه .. أي وجه مألوف بين الناس اللي يمشون في الشارع المزدحم بالسيارات.. حست بخوف كبير وحيرة مالها حدود.. وين تروح؟؟


&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; **************************************************

تمت هند تمشي في شارع المعارض.. تايهة.. ما تعرف وين تروح أو لمنو؟؟ .. دورت لها مكان تتصل منه البيت بس بينها وبين المحلات شارعين.. وكانت خايفة تعبر الشارع في الزحمة.. في النهاية توكلت على ربها وأشرت على تاكسي ... ويوم وقف لها ركبت وياه..
السايق كان بحريني وشيبة.. بس هند بدل لا تطمن خافت أكثر.. الموقف اللي تعرضت له توها خلاها تفقد ثقتها في كل حد..
السايق: وين رايحة الشيخة؟
هند (بصوت يرتجف): الرفاع.. الرفاع الشرقي..
السايق: ياللا توكلنا على الله..
طول الدرب وهند عيونها على السايق من الخوف وفي ايدها مبرد الاظافر الحاد اللي دوم تستخدمه.. وحمدت ربها انه كان موجود في الشنطة.. اذا فكر مجرد تفكير انه يتحرش فيها بتراويه.. بس السايق طبعا ما سوى شي ووصلها البيت.. ودفعت له هند بدل الدينارين خمس دنانير.. ونادى عليها السايق: يا بنتي الباقي ما خذتيه..
بس هند دشت البيت بسرعة وما التفتت له حتى..
استغرب السايق منها وخذ البيزات وروح..

هند دشت البيت بهدوء ولقت ثريا وندى ونادية واحمد يالسين في الصالة.. كانت الساعة 9 .. ساعتين مروا على هند وهي ظايعة في المعارض.. وكانت حاسة بتعب فظيع وألم في كتفها وريولها من المشي.. وعيونها منتفخة من كثر الصايح.. اقتربت هند منهم وانصدموا من شكلها ووقفت ثريا وخذت عنها شنطتها ويلستها .. وركضت نادية تييب لها ماي.. بس هند كانت ترتجف ودموعها تنزل وعيونها تفتش في الصالة ..
هند: وين امي وابويه؟
ثريا: ما يو..
هند (بصوت مخنوق): ليش؟
ثريا: انتي خبريني اول شو بلاج؟
هند (بصوت عالي): ليش ما يو؟؟
استغربت ثريا من اسلوبها وقالت: هنادي اهدي شوي .. ما بخبرج أي شي الا لما تهدين..
هند حظنت عمرها ويلست تصيح من الخاطر.. : ابا امي .. ليش ما يت؟؟ ابويه وعدني انه ايي.. ليش ما يوا.؟؟ ما يخصني ابا امي..
لوت ثريا عليها وحاولت تهديها.. : هنادي نحن كلنا وياج.. بس يا حبيبتي لا تصيحين.. شو صار عليج .. كنتى طالعة وانتي مستانسة.. شو استوى..؟؟
هند كانت تعبانة وتصيح وما ردت عليها.. ما كانت تبا تكلم أي حد الا امها وابوها.. ليش ما يو؟؟ ليش ابوها يعشمها ويخليها تتريى؟؟
رفعت هند راسها وقالت لثريا: خبريني ثريا والله ابا اعرف..
ثريا: أبوج تعب شوي اليوم الصبح وعشان جذي تأجل السفر..
شهقت هند ووقفت وهي تطالع ثريا بخوف: شو فيه ابويه؟؟ من شو تعب؟؟ وين التيلفون .. بتصل بهم..
يودتها ثريا من ايدها وقالت: ما فيه الا الخير بس ضغطه ارتفع شوي.. حتى ما راح المستشفى.. بس انتي تعرفين انه ما بيتحمل الطيارة ويمكن يتعب..
هند كانت تحس بعمرها متلخبطة وما ردت على ثريا ولا وقفت عشان تاخذ كلاس الماي من ايد نادية.. مشت على طول لأحمد وقالت له: عمي احمد ابا اطلب منك خدمة..
أحمد: عيوني لج حبيبتي..
هند: عادي نروح المكتب .؟ بكلمك هناك..
وقف احمد ومشى وياها للمكتب وندى ونادية وثريا وافقات كل وحدة فيهم تطالع الثانية بنظرات استغراب وحيرة..

دشت هند المكتب ويلست وحطت راسها على الطاولة عشان تخفف من الصداع .. وغمضت عيونها.. احمد حس بقلبه ينقبض وهو يشوفها جذي.. كان خاطره يحميها وهو ما يعرف حتى شو اللي تعرضت له.. بس كان حاس في داخله انه اللي استوى مب هين.. وقرر مهما استوى انه ما يتدخل في قراراتها او خصوصياتها.. اذا كانت هند ما تبا تخبرهم باللي صار.. مستحيل يسألها..
بس هند رفعت راسها ومسحت دموعها واطالعت أحمد بنظرة فولاذية: عمي أحمد.. أنا باجر برد دبي..
أحمد انصدم من قرارها هذا.. وقال: ليش يا هند؟ أهلج عقب كم يوم بيون لج..
هند: أنا ما اقدر اتم هني اكثر عن جذي.. باجر الصبح برد دبي.. والتذكرة بناخذها من المطار..
أحمد: بس يا هند..
هند: أرجوك عمي.. لا تحاول تقنعني اني اغير رايي..
أحمد: خلاص يا هند. .اللي يريحج.. باخذ لي انا وانتي تذكرتين باجر الصبح..
هند: لا..
أحمد: شو لا؟
هند: انا برد بروحي..
أحمد: لا هنادي مستحيل اخليج تردين بروحج..
هند: انا مابا اعطلك عن اشغالك..
أحمد: خلاص ثريا بتروح وياج..
هند: لا.. وندى ونادية يتمون بروحهم؟
أحمد: يا هند ما بتعرفين تتصرفين بروحج..
هند: لا تحاتي عمي .. اعرف اسوي كل شي.. المرة اللي طافت يوم كنت ويا ابويه كنت مركزة على كل الاجراءات في المطار..
أحمد: ما اقدر.. انتي مسئوليتي كيف اخليج تروحين بروحج..؟ حتى حمدان ما بيرضاها..
هند: ما بيعرفون.. بخبرهم انك وصلتني للمطار ورديت.. عمي الله يخليك ما اروم اتحمل اكثر.. ابا ارد بيتنا..
أحمد: والله يا هند انا مول مب راضي عن هالشي بس ما اروم اجبرج على شي انتي ما تبينه.. خلاص اللي تبينه بيصير.. الصبح تجهزي والساعة 6 بنطلع وبنروح المطار..
ابتسمت هند بحزن وقالت: تسلم .. انا كنت متأكدة انك بتساعدني.. بيزات التذكرة خذهم عن ثريا.. لأنه بيزاتي كلهم عندها..
أحمد: ما يحتاي يا هند .. انتي بنتنا..
حاولت هند تتكلم بس احمد سكتها بحركة من ايده.. وطلعت وياه من المكتب وراحت غرفتها بسرعة عشان ترتب أغراضها.. وحست بحزن كبير انها بتودع ثريا وبناتها اللي كانوا مثل خواتها واكثر.. بس ارادتها كانت قويه وشوقها للأمان اللي تحسه في بيتها ووسط اهلها كان اكبر عن أي شعور ثاني.. طلعت هند شنطتها وحطتها على الشبرية وبطلتها.. وبطلت الكبت عشان تبدا تطلع ثيابها.. بس في هاللحظة تبطل باب غرفتها بقوة ودشت ندى .. وكانت تزاعج ..
ندى: لييييييييييش؟؟؟ ؟ليش تبين تردين؟؟؟ نحن شو سوينا لج؟؟ منو منا غلط عليج؟؟؟
سارت لها هند ولوت عليها وحظنتها ندى بقوة ويلست تصيح ودشت ثريا ويلست على الشبرية وكانت عيونها تدمع ووياها نادية..
ثريا: ليش مستعيلة جذي يا هند؟ اهلج بيون عقب كم يوم..
هند: ماروم يا ثريا.. احس روحي بتطلع.. حاسة اني مختنقة ..
ثريا: حد منا غلط عليج؟
هند: لا يا ثريا انتوا عمركم ما غلطتوا عليه .. بالعكس.. حسستوني اني وحدة منكم واكثر بعد..
ندى: إي ليش تبين تروحين؟؟
هند: الله يخليكم لا تسألوني..
ندى: مب من حقنا؟
هند: من حقكم.. بس انا ما عندي اجابة لهالسؤال..
نادية كانت تبكي بصمت وطالعت هند بنظرة مكسورة وقالت: اسهري ويانا للصبح اليوم..
ابتسمت هند وباستها وقالت: أكيد بسهر وياكم.. صح ثريا؟
ثريا: صح..
هند: بنسهر وينلعب وبنسولف للصبح.. وبتون وياي المطار بعد..
ندى: امي ما بترضى..
ثريا: لا عادي.. بكرة اجازة.. سووا اللي تبونه.. كلنا بنسير المطار ويا هند..
اطالعتها هند وابتسمت وقالت: انا اسفة يا ثريا..
ثريا: اكيد بتوله عليج وايد .. وبشتاق لج فوق ما تتصورين.. بس ما ابيج تروحين دبي وانتي حاسة بالذنب.. بالعكس.. ابيج تفكرين بالشغلات الحلوة بس وانسي كل الذكريات السيئة..
هند: ان شالله..
ثريا: أنا بخليكم واسهروا هني عشان ما تسوون حشرة فوق.. ندى ونادية ساعدوا هند ورتبوا وياها الشنطة..
ندى + نادية: ان شالله امي..
ثريا: تصبحون على خير..
هند +ندى + نادية: وانتي من اهله..
راحت ثريا تنام وارتبشت هند ويا التوأم تحت في غرفة هند وكانوا كل شوي يروحون المطبخ يسوون لهم شي ياكلونه ويردون يكملون ترتيب الشنط.. وهند قلبها يدق بقو وأفكارها عند اهلها اللي بتشوفهم باجر اخيرا.. وسلطان.. اللي بتضطر تواجهه عقب ما تخلى عنها.. وحست هند بقلبها ينقبض وهي تفكر فيه.. وقالت في خاطرها: انا بعد مب محتاجتنك.. وبعرف كيف اتغلب على حبي لك..


في دبي

سلطان كان بيطير من الوناسة.. وهو يفكر انه باجر بيشوف حبيبة عمره اللي توله عليها.. هند اللي كانت مالية عليه دنيته بابتسامتها ونظراتها. . غابت عنه شهرين واخيرا بيشوفها.. حاول سلطان انه يرقد بس ما قدر.. كان يتجلب وكل شوي يبتسم وهو مغمض عينه.. يتوقع كيف بتكون ردة فعلها يوم بتشوفه.. شو بتقوله؟ وهو شو بيقول لها.؟؟ وفي النهاية .. قرر انه ما يرقد وطلع من غرفته وسار غرفة شما اللي كان متأكد انها بعد مب راقدة..
وفعلا كان عنده حق.. شما كانت مب قادرة ترقد.. بعدها مب مصدقة انه ابوها وافق وخلاها تسير وياهم.. مب مصدقة انها بتسافر وبتسير البحرين ويتكون هناك ويا هند وبتقدر تحظنها اخيرا وتحس بها عقب ما فقدت الامل انها تشوفها في الاسابيع اللي طافت..
دش سلطان غرفتها وشافها يالسة تتأكد انه كل شي موجود في شنطتها وابتسم..
سلطان: انتي بعد مب قادرة ترقدين؟
شما: هى.. حاسة بعمري نشيطة
سلطان: شما انا خايف..
شما: من شو؟
سلطان: انه هند تكون زعلانة مني..
شما: لا&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;&#33;.. انته شو تقول؟ هند عمرها ما كانت حقودة..
سلطان: شماني اذا ما طاعت تكلمني توسطيتي لي عندها..
شما: ههههه اكيد غناتي ما يبالها كلام.. بتكلمك غصبن عنها.. حد يزعل من سلطان؟
ابتسم سلطان وتظاهر بالخجل وضحكت شما على استهباله وساروا المطبخ يسوون لهم عصير قبل لا يسيرون عشان يرقدون . .

في بيت حمدان بن ظاحي.. محد كان راقد.. واللي يسمع حشرتهم يتحرى اللي في البيت يهال.. مب رياييل كبار.. ناصر وراشد محتشرين من الخااطر في الصالة اللي فوق ولين الحين ما خلوا ام جمال ترقد..
ناصر: أم جمال.. اقول لج العود لازم يكون في الشنطة.. انتي ما تفهمين؟
أم جمال: بفهم يا ابني بس اللي مو فاهمته ليش بدك تاخد معك العود للبحرين؟
ناصر: والله انا محروم منه هني.. .خليني استانس به هناك..
أم جمال: ما في شنطة في الدنيا بتوسع لهالعود. .وبعدين الشنطة بدها تروح في الشحن.. والعود بيتكسر..
ناصر: ما يخصج انتي.. سيري ييبي شنطتج العودة هاذيج اللي خذتيها وياج الحج..
ام جمال: يخرب بيت ابليس&#33;&#33; شو بدك فيها هاديك الشنطة كبيرة كتير..
ناصر: سيري ييبيها ام جمال ولا بتشوفين..
ام جمال: خلاص خلاص يا ابني .. رايحة..
نزلت ام جمال وهي تتحرطم بروحها وطلع راشد من غرفته وقال لناصر: امايه رقدت؟
ناصر: أحيدها يالسة تحت تسولف في التيلفون
راشد: ترمس منو هالحزة؟
ناصر: خالوه ام هزاع..
راشد: اها.. انزين خلصت كل اغراضك؟
ناصر: هيه ما بجى شي غير العود..
راشد: والله انك متفيج..
ناصر: اسمح لي .. ما اروح مكان من دونه..
ابتسم راشد ويلس يطفر بناصر بس ناصر طلع له قرون وهاي كانت حالتهم طول الليل سوالف للصبح وطلعوا المطار وهم مب راقدين وضحكوا على شما اللي عيونها كانت منفخة من الخاطر لأنها ما رقدت الا ساعة ونص.. والساعة 6 ونص كانوا في مطار دبي الدولي..

وعقب ما خلصوا من الوزن وخرابيط المطار.. راحوا يتحوطون شوي في السوق الحرة وشما مستانسة على عمرها وهي البنية الوحيدة بينهم..
ناصر: تعالوا بنسير ناخذ لنا شي ناكله..
شما: توك متريق..
ناصر: جو المطار خلاني ايوع..
سلطان: حتى انا يعت..
شما: توكم متريقين&#33;&#33;&#33;
راشد: وانتي شو حارنج.. اقول.. لا تاخذولها اكل..
ناصر: ليش نحن يايبينها هني عشان تاكل؟
شما: لا والله؟و ليش حظرتكم يايبيني وياكم؟
سلطان: يعني تعرفين.. يمكن نحتاي حد يكوي لنا ثيابنا.. يطبخ لنا..
ناصر: هههههه .. يعني مثلا رحنا السوق .. نبا حد يشل لنا الاكياس..
انقهرت شما وسكتت لأنها تعرف انهم يبون يقهرونها بس الشباب ما رحموها ويلسوا يطفرون بها لين سمعوا النداء الأخير لرحلتهم ومشوا بسرعة لبوابة 2..

في نفس الوقت.. وفي مشهد حزين جدا.. كانت هند في المطار تودع حبايبها اللي عاشت وياهم احلى ذكرياتها في البحرين. . واللي عمرها ما راح تنساهم.. كانت ندى بتموت من كثر ما تصيح وهي تترجاها اتم وياهم.. بس هند كانت عنيدة ووصلها احمد وثريا للبوابة الاخيرة اللي يروم يوصل لها ووصتها ثريا على عمرها.. وحظنتها فترة طويلة فبل لا تخليها تروح..

وفي نفس الوقت اللي وصلوا فيه سلطان وشما وناصر وراشد البحرين.. اقلعت طيارة هند عائدة لديارها واهلها في دبي...</span></font>