<font color='#000000'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><span style='color:red'> هذي الحلقه السـ <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/biggrin.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':D'> ـــــــــــــــادسه ..</span></span>
<span style='color:darkred'> الممزر 1990:
أمس كان عيد ميلاد هند اللي كملت 17 سنة، و كالعادة محد تذكر ولا احد ياب لها هدية.. بس عقب العشا كانت قاعدة في الصالة ويا أمها ويدها وخبرها يدها انه بيسير يشتري لها كمبيوتر باجر الصبح..
هند (وهي بتطير من الفرحة): والله يدي؟؟؟ كمبيوتر؟؟؟
سعاد: ابوي ليش الكمبيوتر؟ هند مب محتاجتنه
هند: أووهوو .. امايه لا تخربين علي
سعود: يا سعاد البنية طلبت مني كمبيوتر وانا ما اروم اردها
سعاد: بس هندوه بتخربه في نفس اليوم انا متأكدة .. ما عليك من طولها ترى مافيها عقل..
هند: أمايه!!!!!!!
سعود: هنادي مب ياهل عشان تخربه.. وبعدين هي محتاجته في دراستها..
سعاد: خلاص عيل لا تخسر بيزاتك على الكمبيوتر.. اذا تبا تفيدها صج، سجلها في دورة انجليزي
هند: أنا اعرف انجليزي ماله داعي ادش دورات.. وبعدين انا ابا كمبيوتر.. محد من ربيعاتي عندها كمبيوتر وانا اباه!!!
سعاد: هندوه انتي حتى فراشج ما ترتبينه.. أم جمال تسوي لج كل شي..
هند: بس هذا كمبيوتر مب قطوة.. يعني ما يباله اهتمام خاص.. عادي امايه!!
سعود: ما عليج من امج انا باجر بشتري لج اياه
سعاد: انا ما اعرف شقايل بربيها وانته تزيد في دلعها كل يوم اكثر عن اللي قبله..
هند: ماما انتي تغارين مني عشان يدي يحبني اكثر عنج.. (ولصقت في يدها عشان يدافع عنها)
سعود: أكيد تغار.. تعرف انج حياتي وهي كبرت على الدلع خلاص..
سعاد: أنا ما برد عليكم.. سووا اللي تبونه ..
وراحت امها حجرتها عشان ترقد.. ويلست هند ويا يدها يسولفون ويضحكون على أمها اللي تعصب بسرعة..
------------------------
في نفس الليلة حاولت هند انها ترقد بس ما قدرت.. كانت تحس انه العالم كله راقد الا هي.. كانت تفكر بسلطان.. وتتمنى لو كان وياها عشان ما تحس بهالوحدة الفظيعة.. غمضت هند عيونها بس ما كان في أي مجال انها ترقد خلاص.. وطلعت من حجرتها ومشت في الممر الخالي المظلم.. ونزلت الصالة وهي متجهة لحجرة يدها سعود.. في شي كان يدفعها لغرفته.. شوق كبير لهالانسان اللي محد غيره يفهمها.. وببراءتها وقلبها الكبير.. ما فكرت بالوقت ولا حست انه الليل عائق..
الساعة 3 فليل، دشت هند حجرة يدها سعود بكل هدوء.. كانت خايفة أمها تقعد وتشوفها.. اليوم انهزبت وايد بس يدها فديته ما قصر ووقف وياها.. وكانت تبا تقول له انها تحبه وايد وتروح ترقد.. وقفت هند عند الشبرية ومن دون تردد اقتربت ويلست على الأرض وحطت ايدها على الشبرية ومسحت على راسه.. وابتسمت وهي تسمع صوت انفاسه.. ابتسمت وهي تتذكر طفولتها وذكرياتها معاه.. الحب اللي بينها وبين يدها حب من نوع خاص.. محد وصل له ومحد بيوصل له.. حب حسسها انها غالية عليه وعلمها معنى الأمان..
شمت هند ريحة جيكارة في الحجرة وضحكت وهي تفكر انه يدها تجرأ وداخ في حجرته.. لأول مرة.. ما كان هاين عليها انها تقعده من الرقاد.. بس شو تسوي وهي متولهة عليه موت؟ وهي محتاجة ترمسه وتسمع صوته؟ ... وتبا تخبره شكثر تحبه وانها بتهتم بدراستها وبتحافظ على الكمبيوتر اللي بيشتري لها اياه..
مسحت هند على راس يدها مرة ثانية بس يدها ما انتبه.. فسعلت مرة ومرتين وثلاث.. وفجأه انتبه يدها وبطل عيونه وهو خايف..
هند: يدي انا هندوه لا تخاف..
سعود: بسم الله الرحمن الرحيم.. بلاج يالسة تطالعيني شرات الينية؟
هند: تولهت عليك.. حرام؟
سعود: ههههههه لا مب حرام.. منو حرمه؟
هند: يدي ابا ارمسك..
سعود: ليش يالسة تحت.. تعالي تلحفي الحجرة باردة..
انسدحت هند حذاله وتلحفت وهي تبتسم من الوناسة.. من زمان ما رقدت ويا يدها.. وهالليلة ردت لها ذكريات طفولتها الحلوة..
سعود: ها غناتي؟ شو بغيتي؟
هند: يدي انته تحبني؟
سعود: شو هالسؤال الماصخ؟ أكيد احبج.. انتي الغالية يا هند
هند: يدي سعود؟
سعود: عيون يدج سعود
هند: الكمبيوتر
سعود: بلاه؟
هند: امايه قالت لك اني بخربه.. بس والله اني راح اهتم فيه.. أوعدك بهالشي..
سعود: أدري يا غناتي.. لا تحاتين بشتري لج اياه الصبح اذا الله راد..
هند: والله؟
سعود: ان شالله..
هند: يدي؟
سعود: هااا هندوه ما بتخليني ارقد؟
هند: لا يدي اصبر بقول لك شي..
سعود: قولي..
هند (بخجل): انا الكمبيوتر ما يهمني.. ولا عمري فكرت اني اخذه.. بس انا اباك تاخذ لي اياه لغرض في نفسي..
سعود: ههههه.. شو هالغرض؟ الله يستر..
هند: لأني أحبك يدي.. إنته أكثر واحد أحبه في هالدنيا كلها.. وأباك تاخذ لي اياه عشان يذكرني فيك على طول
سكت سعود لفترة وهو مب رايم يرمس.. حس بالدموع تتجمع في عيونه .. كلام هند أثر فيه وخلاه يحس بوناسة عمره ما حس فيها.. وبطلت هند عيونها ع الآخر عشان تقدر تشوف ملامحه في الظلام وتستنج منهن ردة فعله على الرمسة اللي قالتها..
سعود: حتى أنا احبج موت يا غناتي يا هند.. ومحد وصل مكانج في قلبي ولا ظن انه حد بيوصله..
ابتسمت هند وحظنت يدها..
سعود: يالله عاد سيري ارقدي وخليني ارقد..
هند: يدي برقد عندك..
سعود: رقدي فديتج بس نشي من وقت الصبح وسيري حجرتح.. إذا شافتج امج هني بتواجعج.. وانتي ما تهونين عليه..
هند: تطمن يدي انا انش قبلها..
ورقدت هند ويا يدها.. وعلى ويهها ابتسامة كلها قناعة ورضا..
------------------------------
انتبهت هند الساعة خمس الفير وهي حاسة ببرد فظيع، وحست بجسمها يرتجف بعنف.. فاقتربت من يدها سعود عشان تدفى بجسمه.. ومرت لحظات قبل لا تكتشف انه البرودة هاذي كلها مصدرها جسم يدها .. مسحت هند على ويه يدها وانصدمت يوم لقته بارد برود الثلج..
يلست هند وهي تشهق واطالعت ويهه.. كان مبتسم.. وفكرت هند انه مسوي فيها مقلب وفي أي لحظة بيضحك وبيطنز عليها.. بس مرت دقيقة ويدها على نفس الحالة.. وجسمه يزداد برود.. كان ويهه مثل القناع.. خالي من كل شعور واحساس..
ضغطت هند بخدها الحار على خده وحظنت ويهه بإيدها.. وحست بدموعها تنزل من ويهها لويهه.. و تغسل ملامحه الغالية على قلبها.. كان جسمها يرتجف من الغصة اللي حاسة بها.. وابتدت تصيح بصوت عالي يقطع القلب.. ودموعها تنهمر من عيونها وتحس بها تحرق خدودها.. الحزن اللي كان في قلبها كان رهيب وحست به يخنقها.. يدها رااااح.. غناتها وحبيبها واللي كان سندها وأغلى صديق عرفته راح... وهند كانت حاظنتنه بكل قوتها وهي مب عارفة شو تسوي أو شو تقول عشان ترد الزمن لحظة لورا.. يمكن لو ما رقدت كانت تقدر تلحق عليه.. يمكن لو تمت ترمسه للفير..؟؟ بس هالافكار زادت دموعها وخلتها تكره عمرها وحسستها بالذنب أكثر وأكثر...
مضانين عيني ليتهم يوم دبّروا..........لبّات قلبي عوّضوني ردودها
تلّوا فوادي تلّ من باطن الحشا........وجرّوا معاليج الكبد من عمودها
قفّوا وخلّوني وخلّوا مدامعـــــي........من عبرتي تخشى غرقها خدودها
ساروا وخلّوني مجيمه وونّتي..........تسهر بها الهيّاع ويّا رقودهــــا
أعّزى ونفسي في العِزى ما تطيعني...وتذوب من حر الجلد في جلودها
يا قلّ صبري عقبهم يالحالتي..... من الهمّ والفرقا وكثرة جهودهــــا
كانت أفكارها مخيفة وهي تفكر شو بيستوي لها ومنو بيعوضها في غيابه؟ شو كانت اخر كلماته؟ وعدها اييب لها الكمبيوتر.. وما حست بعمرها الا وهي تصرخ في ويهه: "وين رحت عني حرام عليك!!!" كانت مب قادرة تيود عمرها او تتحكم بالطريقة اللي كانت تصرخ فيها.. وكل حد في البيت قام على صوت صراخها..
دشوا سعاد وناصر وراشد وحمدان حجرة يدهم وتذكرت هند أخر جملة قالها يدها : " إذا شافتج امج هني بتواجعج.. وانتي ما تهونين عليه.." كان دوم يدافع عنها ولآخر لحظة في حياته كان خايف عليها..
اقترب حمدان من بنته وحاول يبعدها عن يدها بس هند كانت متعلقة فيه بكل قوتها.. وسحبها حمدان عنه بصعوبه وحظنها عشان يخفف عنها.. كانت مصدومة بموت يدها وترتجف بعنف فظيع.. وسعاد كانت حالتها حاله وحظنت ابوها وهي تصيح من خاطرها.. ويوم حست انها تروم تتكلم قالت: اطلعوا ابا اتم بروحي ويا ابويه..
طلعوا عيالها وريلها احتراما لرغبتها.. وفي مشهد يقطع القلب..مسحت سعاد دموعها بإيدها وباست أبوها على جبهته بحزن.. ونزلت دموعها بغزارة على الأبو اللي انشغلت عنه في حياته وحست بحبها الجارف له بعد فوات الأوان.. بكت الأب اللي عرفته في طفولتها.. الأب اللي كان بالنسبة لها مثال وحلم.. الأب اللي كان يحبها أكثر من حياته .. على الاقل لحد ما يت هند وخذت كل حب أبوها منها..
مسحت سعاد على ويه أبوها وقالت: يا خوفي تكون مت وانته مب مسامحني يبه.. عمرك ما كنت راضي بزواجي من حمدان.. ولا حبيت فكرة اني اودر ديرتي وايي هني.. سامحني يبه.. يبه انت بس قوم.. تنفس وانا بسوي لك كل اللي نفسك فيه.. بس أبا أخبرك اني احبك يبه.. لا تحرمني من هالشي ارجوك..
وردت سعاد تصيح وهي تعرف انه فات الأوان وكل كلماتها ما تنفع وما راح ترده لها ولو للحظة.. وفي داخلها لامت هند على كره ابوها لها.. هند سرقت منها أبوها وريلها.. بسحرها وتمثيلها ودلعها المصطنع جذبتهم حقها وبينت لهم انها ضحية أمها.. هند هي السبب في الالم اللي تحس به سعاد في قلبها.. هي سبب كل عوار القلب وسبب فقدانها لأبوها..
غمظت سعاد عيونها عشان تمحي صورة جسم ابوها النحيل وهو ممدد جدامها على الشبرية.. جثة بلا روح.. ما كانت تبا تتذكر شكله وهو ميت.. كانت خايفه تلاحقها هالصورة في مخيلتها على طول.. وكرهت عمرها لأنها كانت تفتشل من تصرفاته ساعات وتستحي تاخذه وياها برى البيت.. بس رغم هذا ورغم انه كان حاس ببعد بنته عنه.. كان سعود ريال بشوش وما يعرف للحقد طريج..
مرت أيام العزا كئيبة جدا على عايلة بن ظاحي.. وطول المدة كانت هند قاعدة بروحها.. في حجرتها.. ما ترمس حد.. كانت بعدها مصدومة.. ومب مستوعبة اللي صار.. حاسة بفراغ كبير في قلبها.. رحل اللي كان فرحة عمرها وغناة روحها.. وخلفها وراه مثل الوطن المهجور..</span></font>
مواقع النشر (المفضلة)