<font color='#728FCE'>الحلقه التاسعه عشر



الاجازه مرت بطيئه على ميثا...الساعات تمر ثقيله..وميثا لم تتعود ان تبقىكل هذا الوقت وحيده...حاولت جاهده ان تقضي وقتها وتشغل نفسها بأي شي كي تنسى جميع ما جرى عليها في هذه الاجازة...حاولت جاهده ان تنسى شما وتنسى خالد..ولكن هيهات ...انى لها ان تنسى من وهبتهم العمر كل العمر...
الايام تمر كئيبه وميثا كما هي لم تتغير حالة اليأس التي طوتها...ولم تستطع ان تنهي ذلك الحزن الذي سيطر عليها...لاحظ جميع من في البيت حال ميثا..واستغربوا من الانهيار النفسي الذي تعانيه...وعزا اخوها عبدالله الامر الى ان ميثا تعاني فقط من غياب شما...
ولكن الامر تطور ومرضت ميثا...وفي المستشفى.....
عبدالله: يا دكتور شو فيها..
الطبيب: والله ما شي مبين عليها...بس شكلها مضغوطه نفسياً...
عبدالله: من شو..؟؟؟ والله كل شي تبيه واصل لين عندها...
الطبيب: لا انا ما اقصد اشياء ماديه..هذا شي ثانوي في الحياة..انا اقصد هي الحين في فترة تعب نفسي...يعني الاسباب راجعه للبيت او للجو الخارجي..يمكن حد مضايقها فيكم...هالحاله تصيب الشخص من جراء احساسه بالوحده او فقدان عزيز..او ما شابه ذلك..
عبدالله: ما ادري شو اقولك بس هي ولا عندها شي من اللي تقوله...
الطبيب: انت تقول ما عندها شي...بس انت جربت تسألها...؟؟؟ اكيد لاء..واكيد مستحيل تقول لك ..هذا عالم بنات..ابسط شي يحطم نفسياتهم...خل احد قريب منها يحاول يساعدها...
عبدالله: ما ادري والله هي صدق ما بتقول لي...بس الحين بشو تنصحنا...
الطبيب: هالفتره حاول تطلعها...حاول كل يومين تغير جوها....لين ما تتعدل النفسيه...
عبدالله: على خير ان شاء الله يا دكتور....
وفي السياره...ميثا سارحه في عالم اخر ..تلعب بهاتفها...وتقلب رسائل خالد...ويعتصرها الالم....ويمر طيف خالد وتصل عند تلك الرساله...اجل انها الرساله الاخيره التي ارسلها لها...( عطيتك كل ما املك لانك بالحشا سلطان...وانا من لهفة العاشق تخيلتك عطيتيني)...ثم يجول بينها وبين نفسها حديث شجي يقطع النفوس....
" الحين انا شو اللي ما عطيتك...الحب الاول وطلعت انت....قلبي وما وهبته لاول ريال دخل حياتي اللي هو ولد عمي...وهبتك قلبي الطيب...احساسي ما ملكه غيرك...غيرتي وجنوني وسهري..تعبي وتفكيري....دموعي اللي انا بعزة نفس اداريها..ما نزلن الا من حبيتك...حبك علمني شو هو البكا وعلمني شو هو الفرح...بس شو اللي ما عطيتك خبرني...اذا انت تشوف شي اكبر من الحب ...والله بعطيك اياه بس رد لي..ارجوك يا خالد لا تخليني.."
وهي تحدث نفسها...تتساقط الدمعات بحراره على خديها...بينما يثير تصرفها جنون اخيها...
عبدالله: ميثوووه تريج طفرتيناا....اربع وعشرين ساعه صياح شو فيج..تريني ما تحمل اشوفج جي ولا اعرف شو فيج...
ميثا:.............
عبدالله: يعلج ما رمستي لاعت جبدي منج ومن دلع البنات...سيري رقدي ببيت ابوج احسن لج...لا وناقصني مثل هالدكتور...اونه طلعوها وطلعوها...هاللي ناقص ما ورانا غير طلعاتج....
تصمت ميثا ويزيد عبدالله جراحها...وتحس فعلاً بأنها وحيده بدون اصدقاء..تصل للبيت وتصعد لحجرتها...وتلقي بنفسها على فراشها....في ذلك البيت الكبير البارد...الخالي من الشعور...وتدخل عليها والدتها...
ام ميثا: ميثاني شو فيج غناتي...
ميثا: امايه ما اعرف شو فيني ( تنهار باكيه) احس عمري ابى اموت اليوم...
ام ميثا: بسم الله عليج شو هالرمسه...اذكري الله غناتي...
ميثا ترمي بنفسها في حضن امها...وتبكي...بينما تحتضنها امها بكل قوه وحنان ..وفي نفس الوقت بغرابه من حال ابنتها الغريب....وبعد نصف ساعه...
ام ميثا: يالله غناتي رقدي وارتاحي والصبح ان شاء الله تكونين بخير فديتج...
ميثا: ان شاء الله يمه...
تنصرف ام ميثا..وتبقى هي بالغرفه...تضع رأسها على المخده....واينما اتجهت بتفكيرها...واينما وضع رأسها...وكيفما حاولت تقليب افكارها...فهيهات ....انى للنوم ان يأتي...اين المفر...وصورة الغاليه لا تفارق مخيلتها...تسمع ضحكاتها ...تتذكر كل كلمه وكل موقف....كل همسه وضحكه...تتذكر شما بضحكاتها وخفة دمها..وقوتها وعزة نفسها...تذكرت شما من ايام ما قبل الدراسه منذ ربيع الطفوله..حتى اجمل مراحل الشباب والحيويه..
فكم لقلبها ان يتحمل...وكم لعقلها ان يستوعب..وكم لنبضها ان يحمل...لا تملك سوى دمعات تكوي القلب...وتنهيدات تغزو النفس..فكم لقلبك يا ميثا ان يتحمل...
................................
هناك في اجمل عواصم اوروبا...لا تستطيع المسافات ان تنسي شما أي شي ...لا تستطيع المناظر ولا اجمل اللحظات هناك ان تجعل شما تنسى ميثا وخليفه لحظه واحده...
حالها ليس بأقل من حال ميثا...الا انها ربما تكون اوفر حظاً من ميثا التي لا تجد من يواسيها...وذلك لوجود خالد معها...الذي لديه الاستعداد الكامل..لتحطيم الكره الارضيه باكملها نظير ان لايرى دمعة شما او ان يتكدر خاطرها...
وفي غرفة التلفاز في الفندق...ينادي خالد على شما...
خالد: شمووه تعالي هني في شي حلو حاطينه بالتلفزيون...
شما من داخل الغرفه......: اصبر يا خالد اصبر بييك الحين...
وتخرج شما الى الصاله...
شما: هاه شعندك...
خالد: حفلة عيظه ناقلينها اللي بمفاجأت صيف دبي...
شما: يا حظي شو تبيني اسوي...
خالد: لو كنا في بوظبي جان انا والشباب سرنا والله وناسه...
شما: زين انا برد داخل...
خالد: لا لا يلسي وياي..ابي حد يقعد معاي ما يبتج هني عسب كل شوي تحطين راسج وتصيحين..تريني مليت..
شما: سخيف والله...
خالد: ادري بس يلسي يالله الحين بيغني جالس بحالي ولحالي...
شما: الله اموت على هالاغنيه.....
خالد: يلسي وشوفي كل شي روعه والله يوم يغنيها مباشره....
وجلست شما مع خالد وغنى عيظه اغنيته وتموا سهرانين على حفلته اللي منقوله من مفاجآت صيف دبي..وكالعاده اخرج خالد شما من عزلتها...وعندما انقضى الليل وحان وقت النوم...
شما: ابي ارمس اهلي...
خالد باندهاش : الحين..انتي تشوفين الساعه 12.؟؟؟
شما: هيه الحين عندهم..9 بالليل...يالله بسرعه قبل يرقد ابويه والله تولهت عليه...
ويتصل خالد بالبيت...وترد عليه ام هزاع....
خالد: السلام عليج يا اول حب واخر حب بدنياي...
ام هزاع: هلا فديت روحك يا بعد عمري والله...
خالد: شحالج امايه..اخبار صحتج وشحال ابويه...
ام هزاع: بخير الله يعافيك شحال شماني طمني عليها...
خالد: بخير كل ما قلت لها تعالي بندق حق هلي تقول لا لا مب وقته...
ام هزاع: خل عنك الخريط مب شما اللي تقول هالرمسه...عطنياها بسلم عليها...
خالد: اندوج شماني العيوز تبيج...
شما: هلا امايه شحالج فديت روحج والله تولهت عليج مووووووووووت...
ام هزاع: والله وانا بعد غناتي..
شما بلهفه وغرابه غير معهوده..: امايه اقول ميثا ما دقت...؟؟
ام هزاع: لا والله ما دقت يا بنتي ..تبيني اقول لها شي لو دقت..
تتنهد شما بخيبة امل : لا امايه فديتج ما شي...بس وين ابويه بغيت ارمسه...
ام هزاع: صبري بزقره...يالس بحجرته...
شما: زين امايه...
وبعد لحظات......
ابو هزاع: هلا شما ...
شما بصوت تخنقه العبره: هلا بويه شحالك والله تولهت عليك...
ابو هزاع: بخير غناتي شحالج...
شما: والله بخير ما شي ناقصني..غير وجودك...
ابو هزاع: ما عليه نحن كبرنا شلنا بالسفر ..خليني ويا عيوزي بالبيت...
شما: الله يطول بعمرك يا بويه..هاه اندوك خالد يبي يرمسك...
خالد: هلا بويه فديت خشمك..
ابو هزاع: شحالك يا خالد ..
خالد: والله بخير مستانس...انت شخبارك..شحالك وشخبار صحتك...
ابو هزاع: بخير والحمد لله...يالله يا خالد ما تولهت على بوظبي..
خالد: تولهت عليها مووت بس ما ابي ارد الحين ما صار لي شهر ابي استانس يا بويه...ولا شي بخاطرك تراني والله راد باجر لو تبي شي...
ابو هزاع: والله ودي اسير للمزرعه..ومب مطاوعني قلبي اخلي امك بالبيت لروحها..ابيكم عندها ...
خالد: عسب جي تبيني ارد..؟؟ ابويه شو رايك تاخذ امايه وياك...؟؟
ابو هزاع: ما طاعت....
خالد: عطني بقنعها....
ابو هزاع: اقول طب السالفه...وعقب بينا رمسه سير ارقد الحين وان شاء الله خير ..وخلي بالك من شمووه تراها بذمتك...
خالد: افا عليك يا بويه لا توصي حريص...
ويغلق خالد الهاتف ليجد شما...ملقيه بنفسها على احدى الكنبات تمسح دموعها....
خالد بتأفف: اوهوووه ردينا...؟؟؟ تري اذا ما سكتي بنرد باجر والله لاعت جبدي ...شماني ما يسوى عليج والله...خلاص انا بدق لها الحين وبترمسينها...
شما: مابا..ما اريد ارمسها..من قالك اني زعلانه عشانها...اصلا انا بس متولهه على امايه وابويه...
خالد: هيه مبين متولهه عليهم...هندي انا ما افهم...يالله قومي ارقدي وفكينا من الصدعه...
نهضت شما و دخلت حجرتها لتنام...وانصرف خالد الى غرفته...بعد ان اتفقا ان يخرجا غداً للتسوق...لتغير شما الجو...
..................................................
وبعد اسبوعان ..أي بعد مرور شهر واسبوعان في باريس....قرر خالد ان يلحق هزاع والبقيه الى لندن....وفي صباح يوم الاحد ....
خالد: سلام يا هزاع...
هزاع: هلا والله ...شحالك..
خالد: بخير والله من قدي ..عندي الفرنسيات ...
هزاع: الله يغربلك والله ينخاف على شمووه وياك...صدج بتنساها بزحمة البنيات...
خالد: بس خل عنك...اقول انتوا وين حاطين رحالكم...
يضحك هزاع...
خالد: والله ارمس جد...بييكم انا وشما...
هزاع : لا بويه خلك مكانك..لا تيينا ولا نبي نشوفك...ما وسعتك باريس...بتعفد علينا بلندن...
خالد: ما دريت انها ملك ابوك ولا ميراث من يدودك...
هزاع: ابويه خل عنك الاستهبال ...نحن ورانا دوامات..انا ما اشتغل في شركة ابويه متى ما بغيت اخذ اجازة خذيت...انا في مؤسسه حكوميه...
خالد بسخريه: غمضتني.....&#33;&#33;&#33;
هزاع: المهم باختصار لا تيي ولا شي نحن مجهزين اغراضنا..خلاص يا حبيبي يوم الخميس نحن بإذن الله ما بنرقد الا في بوظبي...
خالد: احلف ..؟؟؟ ليش بتردون بدري...
هزاع: بدري من عمرك...خالد صار لي شهرين الا اسبوع...والله وراي شغل ماله عدّ...
خالد: امم زين خلاص هونت...
هزاع: يالله انا بخليك حصوه ونوره يبن يسيرن السوق...
خالد: سلملي عليهم...وحب لي مهاري فديت روحها....وسلم على نواري...وحصوه...
هزاع بعصبيه: يا سلام..يعلكم فدوةٍ لراس فطيم ...نسيتوها ..خلاص..
خالد: ههههههههه حرام عليك والله هاي الحب الاول...
هزاع: فارج وراي شغل...
خالد: مع السلامه...
يغلق خالد الهاتف ويخبر شما بكل شي...وهي تستعد للخروج معه الى السوق...والحدائق....وما ان تنتهي حتى يخرجان الى كل مكان..
.................................................. ......
في ابوظبي عروس كل العواصم....وبالتحديد في بيت ميثا....يقرر ابناء حميد اخوان ميثا..ان يذهبوا الى عمهم سلطان في العين...وينهوا الخلاف...فقد تكلم الناس وشبعوا من التجريح وقرروا ان ينهوا كل الخلافات بين عمهم ووالدهم...
ميثا في غرفتها..يدخل عليها...عبدالله...وهي تستمع الى اغنية غاااااااايه في الحزن....وصوت راشد الماجد يصدح في جنبات الغرفه....باغنيته ( علمتني)...
( يا جرح من وين ابتدي ...وانت معي من مولدي...عيت يدي على وداعك تهتدي...بس انت علمني الجفا...دامي عجزت اعلمك كيف الوفا..)
عبدالله يتجه نحو المسجل ويبدد السكون بحديثه....وتنتبه ميثا الى وجوده مؤخراً....
ميثا: ما تعرف تدق الباب قبل تدخل..
عبدالله يبتسم: ادق الباب؟؟؟؟ والله كان بينكسر من زود ما دقيته...وين عقلج...
ميثا: شعندك...؟؟
عبدالله: تبين شي....؟؟ نحن بنسير العين...
تلفت ميثا بسرعه: ابي اروح وياكم...
عبدالله: تخبلتي ...ماشي شغله غير نوديج ويانا..
ميثا: ليش رايحين العين...
عبدالله : بنسير نطيب خاطر عمي سلطان ونراضي ما بينه وبين ابويه...
ميثا مبتسمه: اللللله واخيراً....
عبدالله: بس ابويه بعده ما يعرف شي...سكتي بنسوي لهم مفاجأه..
ويستمر الحديث بين عبدالله وميثا...الى ان خرج مع سعيد وناصر متجهين نحو العين...الى مهمه مجهولة المعالم...
وفي العين...يتصل سعيد بخليفه......
سعيد: مرحبا خليفه...
خليفه: هلا والله يا سعيد...
سعيد: هاه شو الاوضاع...؟؟
خليفه: كل شي تمام ابويه ما ظهر اليوم مثل ما قلت لك..خل كل شي هني عليه...
سعيد: اها اوكي خلاص ترا نحن جريب منكم الحين...
خليفه: وين يعني بالضبط...؟؟؟
سعيد: صوب المويجعي خلاص بنوصل الحين...
خليفه: خلاص برايك انا بترياك ...
سعيد: في وداعة الله...
يصل ابناء حميد الثلاثه الى بيت عمهم...وما ان يرحب بهم اخوان خليفه الثمانيه...حتى يدخلوا الى المجلس ليجدوا عمهم يجلس في احد جوانبه...يشرب القهوه...

خليفه: ابويه...شف من ضيوفك الليله...

ويلتفت سلطان ابو خليفه ليرى ابناء اخيه الثلاثه واقفين على باب المجلس فينهض بسرعه من مكانه مرحباً بهم...ويحتضن سعيد بكل قوته...في لقاء عائلي حميم بعد فراق دام خمس سنوات؟؟؟...يرحب بهم وتدور بينهم الاحاديث..الى ان يفتح سعيد الحديث عن الخلاف بين والده وبين عمه..فيتغير مجرى الحديث ويبدو ان الجفاف قد ساد بينهم...وتدخل ابناء سلطان اخوان خليفه وابناء حميد..الى ان اقتنعوا واقنعوا عمهم بأنهم في النهايه اسره واحده يجب ان لا تأثر بينهم خلافات الحياة...خصوصاً في زمن الفرد فيه بحاجه لاقرب شخص اليه....ولم يخرج سعيد وناصر وعبدالله...الا بعد ان اتفقوا ان يكون العشاء ليلة الخميس القادم في ابوظبي..في منزلهم...وانتهى الموضوع وغادر ابناء حميد الى ابوظبي بعد ان أدوا هذه المهمه الانتحاريه...ولم يبقى عليهم الا ان يصارحوا والدهم بالموضوع..وهم الان بانتظار الخميس القادم على احر من الجمر..
.................................................. ...</font>