<font color='#728FCE'>الحلقه الخامسه والعشرون



وفي بيت ابو هزاع يوم الجمعه الضحى...يستعد ابو هزاع للذهاب ويتصل بالعمال ليتوجهوا الى ليوا ...
ابو هزاع: يالله هزاع دير بالك على البيت..
هزاع: ان شاء الله ابويه لا توصي حريص..
شما تحتضن ابوها: ابويه لا تطول ترى هاي اول مره بتم فيها اسبوعين هناك..
ابو هزاع: لا تحاتين وادرسي عدل...وانتبهي لدروسج في الجامعه...
نوره وقد سحبت شما: ابويه لا تتأخر ترى مب شي البيت وانت محد...
ابو هزاع: وين مهاري وفطيم..
هزاع: لا حول يا ناس ابويه ما بيسافر... بنات خلن البزا واصطلبن عاد..شخليتن حق فطيم ومهاري...
نوره: يالله تغار...
تضحك حصه...وتسلم على عمها...ويروح ابو هزاع المزرعه..ويرجعون كلهم البيت...طبعاً خالد مب موجود...وام هزاع شوي كانت متضيجه وتمت بحجرتها...( كيفها ريلها تغار عليه ولو انه شيبه ولا تتحرون الحرمه يوم تكبر ما تغار على ريلها)...
.......................
في بيت سالم عم شما...
منصور: اليوم رمسني ذياب ولد سهيل بن حابس..يبي يخطب روضه...
حمد: وشو قلت له...؟؟
منصور: شو بقوله يعني...؟؟؟
حمد: تتريا خالد انت..؟؟ لا تستوي شرات اهلك صغير العقل..يا بوك زمانا وزمان ابويه وهله تغير...غصب طيب تبون تيوزن روضه لخالد..
منصور: ما حيدك قلت هالرمسه يوم بغيت تاخذ حمده...
حمد: على الاقل انا كنت ضامن مشاعرها وهي ضامنه اني شاريها.بس خالد ولا مبين شي ولا حد حاس انه يبي روضه حتى عمي محمد ما طرا الموضوع لابويه...
والله ان نحن عاقين عمارنا عق يا بوك لا تضيع نصيب اختك ولا ترد الريال وقرب بولد سهيل ..ما شاء الله روضه كلٍ يتمناها ..واللي خطبوها من شيوخ القبايل مب أي ناس...
منصور: والله مدري شقول لك...شاللي مب عايب خالد بروضه...يستحي على ويهه هالصايع اللي مرابط لي فالمولات اربع وعشرين ساعه...
والله انه ما يستاهل ظفر روضه...عيل والله لا اقهره واقرب بولد بن حابس وخل نشوف شو يستوي..
حمد: والله ها هو عين الصواب...
............................
وفي نص الاسبوع...
خليفه في ميلس بيت بوهزاع...
خليفه: والله يا خالد بقولك شي بتضحك لين ما تقول بس...
خالد: هاه شعندك مع ان كل اللي تقوله يسد النفس...
خليفه: لا هو ما يضحك ..هو من كثر ما هو يعور القلب يضحك...
خالد: يا ثقالتك خلصنا وقول...
خليفه: الويكند اللي طاف يوم ييت بيتكم عقب صلاة العشا...تحيد ولا لاء..؟؟
خالد:هيه شو استوى...
خليفه: كنت ببيت عمي حميد..
يصمت خالد...
خليفه: سرت ازور العروس المحروسه...وما تدري يا خالد صار اللي ما كنت اتوقعه..
خالد يحاول ان يبدو طبيعياً..: هاه شو صار..؟؟
خليفه: مسكينه البنت والله اني ظلمتها تخيل وانا ارمسها بس جي قلت بعطيها شوي امان وبشوف رد فعلها...البنت ما صدقت خبر طلعت كل اللي بالخاطر وجنها تعرفني من 100 سنه..
كان خليفه يتكلم وخالد ميت مكانه يحترق...وده يقوم يصفعه بس شو يسوي مجبور انه يتم ساكت...
خليفه: حسستها اني ما ابيها وكنت ابي اشوف ردة فعلها..والله ما عطتني فرصه افكر بأي شي..وقالت لي انها ما تبيني ومغصوبه علي..لا وازيدك من الشعر بيت والله وقالت لي بكل سرعه جنه شي بإيدي ... سير كلم ابوي وقله انك ما تبيني...
خالد تجمد مكانه ..وجن حد صب عليه بحر من الجليد وابتسم ابتسامه من الخاطر...وما صدق عمره وتم مبتسم وشاق الحلج..اللي يشوفه يقول خلاص ميثا استوت حرمته من الوناسه...
خالد: ههههههههههه احلف بالله يا خليفه..
خليفه على نياته يضحك: هيه والله وانا تحريتها متعلقه فيني واقول ما ابي اجرح احساسها..طلعت البنت مغصوبه بعد...
خالد: يا حليلك والله..
خليفه: الحين اقدر اقول لابويه وانا مرتاح اني ما ابيها...وخله يستوي اللي يستوي ..دام البنت ما تبيني عندي حجه واقدر اقنع اخواني يقنعون ابويه العنيد...
خالد: زين يا خليفه انت يالس تفكر بعمرك بس ما فكرت بالبنيه..وما تدري لو انك قلت لاهلك انها ما تبيك ..اكيد الرمسه بتوصل لاهلها..وتدري يمكن بهالطريقه ان تأذيها واكيد اخوانها ما بيسكتون..و يمكن توصل السالفه لمد الايد..يعني انت تجاهلت البنت وحالتها وفكرت بس كيف تطلع نفسك من هالموقف...
خليفه: بل عليك محقق سياسي..كيف فكرت بهالطريقه والله ما يت على بالي ...والحين ردينا نتعقد من اول ويديد...يالله يا ذكي مثل ما ورطتني انقذني وعطني حل اطلع به من هالورطه...
خالد: ما ادري تصرف..مثل ما عشمت البنيه تحمل اللي ياك..لازم قبل تسوي أي شي تحسب له الف حساب..
ويستمر النقاش بين خالد وخليفه...
.............................
وبعد شهر... حميد جالب بيت ابوه فوق تحت ومستعجل الحبيب..على انه يملج على شما..وابوه يقول له يتريا والولد ما فيه صبر...
واخر شي اتصل سالم في اخوه محمد ابو شما..
محمد: يا هلا والله ومرحبا يا بو منصور..
سالم: الله يحيييك....شحالك يا خوي..
محمد: بخير وسهاله ربي يعافيك...
سالم: ما مليت من ليوا وهالمزرعه اللي ماخذه كل وقتك..بعدين ام هزاع بتغار...
يضحك محمد: لا ما عليك يا سالم انا مرتب اموري وان شاء الله كم يوم وبرد بوظبي..وبعدين والله عندي مشاغل وايده هني...
سالم: هيه والله نحن بعد مستعيلين ترد بوظبي..عندنا شوية مواضيع بغينا نرمسك فيها..
محمد: خير عسى ماشر يا بو منصور..
سالم: لا والله بس بغيت ارمسك بسالفة حميد وشما...
محمد: شفيهم..؟؟
سالم: والله الولد مأذينا يبي يملج على البنيه يقول لين متى ونحن بنتم جي...
محمد: والله الساعه المباركه يا بومنصور بس اصبر لين ما رد من ليوا...
سالم: بس ما قلت لي شو ردت عليك البنت...؟؟
محمد: والله انا شاورتها بالموضوع ورمستني بعدين وقالت ان الشور شور ابوها..
سالم: ونعم التربيه والله..
محمد: عيل نشوفكم ان شاء الله عقب ما رد من ليوا...
سالم: على خير ان شاء الله لا تبطي علينا...
محمد: لا ان شاء الله يومين وراد صوب بوظبي ...
سالم:في وداعة الرحمن..
محمد: الله يحفظك..
..............................
وفي الجامعه بعد كم يوم...في مبنى ال X Building وبالتحديد في المبنى الارضي كانت شما وميثا تبحثان عن أي صف خالي من المحاضرات لتجلسان فيه بعيدا ً عن الازعاج..حيث ان غداً هو موعد تسليم الملفات والبحوث..ليبدأ الاسبوع القادم اسبوع اختبارات منتصف الفصل...
ميثا: افففف اخيراً لقينا كلاس بس على الله ما نشوف حد من بنات التخصص اللي يرفعن الضغط ويقولن لنا ان في كلاس هني..
شما: برايهن..والله انا ما بقوم من هني الا الساعه 3 يوم بيبدا كلاسي..بعدني ماا خلصت شغلي..وباجر التسليم..
ميثا: اقول شو رايج نسير ال Library هناك ما شي ازعاج وبنفتك من الحشره..
شما: لا بويه مب سايره هناك توني شايفه ساره وحنان يايات من صوبها ويقولن زحمه وكل الاماكن محجوزه..روحهن يدورن على مكان...
الا اقول اتصلي بهن وخلهن ييلسن ويانا..حرام ساره مب مسويه ولا شي بنساعدها..
ميثا: ساعدي نفسج اول وبعدين ساعدي الناس...
شما: وحليلي والله مضغوطه واكسر الخاطر مب دحيحه شرات بعض الناس...
ميثا: اذكري الله فقدت عدوينج يا خوفي لو ارسب باجر ولا الاسبوع الياي يا ويلج والله...
وتتصل ميثا بساره وحنان ...وبعد ربع ساعه وصلت ساره وحنان الصف الذي تتواجد فيه شما وميثا..
ترمي ساره حقيبتها على الطاوله وتجلس على اقرب كرسي..
ساره: تكسرن ريولي وانا يالسه ادور من ال Building Y و Building Z واخر شي يطلع في كلاس فاضي هني..في ال Building X
حنان: ياالله قومي طلعي اوراقج والفايل بنخلص كل شي اليوم...
ميثا: ساروه تبين أي مساعده..تراني فاضيه..
حنان: الكريم ما يسأل يالله تعالي بسرعه..وانتي يا شما بسرعه تري باقي لها وايد..
شما بسخريه: بس بس الله يخليج لا تعصبين بي روحي بنفجر ..مب مخلصه شي وانتي تقولين لي اساعدكم...والله ما فيكن خير ولا حد بتساعدني والله شكلي بعيد الكورس...
حنان: والله انتي وساره يبي لكن ضرب عنبو شهر ونص شو يالسات تسون ما خلصتن شغلكن..
ميثا: والله ما دري بكن..
ساره: بس سكتوا عن المذله اذا ما بتساعدوني ذلفن هناك ولله بمووووووت باقي لي وايد والله..
وتبدا حنان وميثا الشغل ويا ساره ويساعدون شما شوي...وبعد ساعه يعني تقريباً على الساعه واحده الظهر ..تدخل شلة بنات والظاهر انهن بنات متعودات يقعدن في هالكلاس وفجأه لمحت ميثا ويه ما تحبه بين هالبنات بس حاولت تخفي شعورها ولو انها طالعت فيها بنظرات غريبه...
روضه كانت مع اللي موجودين....
شما: اوهووووو وانا اقول الازعاج ما يي الا من رويض وشلتها ..
وقامت شما وسلمت على روضه وربيعاتها...
روضه: تروا ها مكاننا ومحد ييلس فيه غيرنا..بس اليوم بنسوي لكم واسطه عسب بنت عمي وياكم..
حنان باحتقار: والله الكلاس مب مكتوب عليه من برا كلاس روضه وربيعاتها..
تضحك ميثا ولو ان ما فيها ضحك بس تبي تقهر روضه..
روضه: بس اليهال ما يرمسون يالسات في كلاسنا وبعد يتفلسفون...وبعدين قالوا الضحك بليا سبب...وانتوا كملوا الباقي...
ميثا بعصبيه حاولت ترد عليها بس احترمت وجود شما اللي استغربت من هالحرب الطاحنه..
ساره وخلاص شوي وتصيح: صدج اني ما شفت حد اسخف منكن والله اليلسه في الشمس ارحم من مجابل هالوييوه..
شما: يا جماعه شو فيكم شو السالفه استهدوا بالله..
حنان: يالله يا ساره قومي بنظهر من هني ما نبي نيلس في مكان عند ناس ما تعرف الذوق..
روضه: خليناه لليهال...
ميثا: وانا بعد بطلع يالله يا شما ولا تبين تمين هني لروحج..
روضه: انتي مالج شغل سيري وخلينا ساكتين احسن..ولا تتدخلين في شما...
ميثا: لا رمسي تقصدين ساكتين على شو...تري اشكالج ما يهموني والله..
شما: حووووووووو شو فيكم لا تخبلن بي شو مستوي..خلاص يا روضه بنطلع والله..
روضه: مب اشكال هاي اللي ترابعينها يا شما..
ميثا: شما قولي لها تسكت تريني مب ساكته حبا فيها بس والله احتراماً لج انتي وبس..
روضه: لا سكتي احسن ما يعرفون العالم سالفتج يا ...........
وتخرج ميثا بسرعه مع حنان وساره ..
شما : روضه ابي اعرف كل شي قريب الحين عندي تسليم ومب متفيجه بعرف منج كل شي عقب..
وتخرج شما خلف ميثا والبقيه..
وفي الحديقه في ساحة الجامعه تجلس شما وميثا والباقيات على العشب..اذ ان جميع الصفوف مزدحمه بالبنات والازعاج لن يترك أي فرصه لاي احد ليجلس للدراسه..
ساره تحدثت بكل براءه لانها لا تعرف روضه ولا تدري انها ابنة عم شما..
ساره: افففففف والله ما ارتحت لهاي البنت ما ادري جي حسيتها خقاقه..وغبيه بعد..
تضحك حنان..بينما تلتزم ميثا الصمت ..
شما: هههههههههههه هيه والله وايد..
حنان: ساروه يا خبله هاي بنت عم شما..
ساره وقد احمرت خجلاً: سخيفات والله وليش ما ترمسن من الصبح..
ويضحكن جميعاً...
ساره : بس بصراحه الله يعين اللي بياخذها..
شما تتنهد: ويعين اللي بيسكن وياها..
كل هذا كان يصير وميثا ساكته ولاحظت ان الحاله بدت تتعقد وروضه مصختها وتنغيزاتها زادت...والله يعين محد يدري شو يمكن تسوي ترا عادي اللي مثل روضه جي يفكر ومتوقع منها تسوي أي شي...
....................................
اليوم هو الجمعه وهو موعد عودة ابو هزاع من ليوا... ....في بيت ابو هزاع...الجميع متواجدون...وحمده اتت لزيارة اهلها وقد زفت لامها خبر حملها.
...يتأخر خالد...وهزاع....تتصل بهم شما ...
شما: مرحبا هزاع ...
هزاع: هلا شما ...تريونا على العشا ادري امايه محرجه ...بس تريونا...خمس دقايق ونحن عندكم...
شما: اوكي يالله ...
وتذهب للصاله....
شما: امايه يقول هزاع خمس دقايق وبيكون هني....
نوره: وابويه متى بيي...
ام هزاع: ما ادري والله دق الظهر وقال اليوم بيرد من المزرعه بس ما حدد أي وقت...يعني يمكن يي متأخر..
شما: يالله بموت من االيوع والله متى بنتعشى...والله مفروض عقابهم ..ما يتعشون اليوم....
حصه: لا والله حبيبتي ريلي ماله خص...
فاطمه بنت هزاع: انا ابويه لاء.... بيتعشى ويانا سكتوا..اذا حد ينحرم من العشا حرموا عمي خالد..
نوره: يا سلام يا ام لسانين انتي ..حلال على ابوها وحرام على اخويه..
ويضحك الجميع.....ثم يحضر خالد وهزاع وينضموا اليهم .....يتبادلون الاحاديث والضحكات...وينصرفون بعد العشاء الى غرفهم....
...........................
وفي صباح اليوم السبت يوصل خالد نوره وشما الى المدرسه والجامعه....وينصرف للشركه...
خالد: غريبه ابويه تأخر اليوم...بسم الله الرحمن وعده ان يي امس بالليل او اليوم الصبح...بدق له وبشوف....
يتصل خالد بوالده..."ان الهاتف المتحرك الذي طلبته مغلق او خارج نطاق الخدمه ...يرجى الاتصال فيما بعد"
خالد: يوم بيوصل اكيد بيسوي تلفون...بتصل بهزاع ابي اتطمن قلبي يعورني...
هزاع: هلا ومرحبا خالد هاه شعندك من الصبح...
خالد: ابويه تاخر وانا مب مرتاح المفروض يوصل اليوم او البارحه...
هزاع: يا ريال خل عنك...ابويه دوم يقول بيي اليوم ويرد عقب يومين..
خالد: خير ان شاء الله...
هزاع: برايك والله انا مشغول وايد بخليك الحين...
.................................................. .....
وفي الجامعه...
شما: حنان...أي ساعه علينا كلاس الارت...؟؟
حنان: الساعه وحده الاعشر ...بتحضرين...
شما: والله مجبوره...شسوي والله مالي بارض بس غيابي واصل حده...
حنان: عيل اشوفج هناك ان شاء الله...
تدخل ميثا الى الصف...بينما تجمع شما اغراضها مستعده للخروج...
ميثا: شما وين سايره
شما: هالكلاس بيون فيه بنات عقب شوي ..قومي نسير مكان ثاني..
ميثا: يالله..
...................
في مكتب هزاع...يرن هاتفه ....
هزاع"اووه هذا رقم ابويه غريبه فتح تلفونه"..
هزاع: مرحبا ابويه...
المتحدث : السلام عليكم ورحمة الله
هزاع مستغربا بعد ان نهض من مكانه:منو انت ...
المتحدث: معك الضابط سالم محمد ..
هزاع: بسم الله الرحمن الرحيم..
المتحدث: انت من عياله..
هزاع فزعاً:هيه... شو صار فيه وانت ليش راد على تلفونه وبأي حق تدق لي من تلفون أبويه...
المتحدث: على مهلك هوّن عليك ....بس لو سمحت اخويه انت ولده الكبير...؟؟
هزاع: ارجوك لا تحرق دمي هيه انا ولده ليش شو فيه...
المتحدث: العمر كله لك باذن الله ..والبقا براسك...تعال مستشفى خليفه ...عسب تكملون باقي الإجراءات..
هزاع يصرخ بهستيريا غير مصدق: انت جذاب ابويه ما مات انت ان شاء الله بداله ......انت وين انا ياينك الحين ....
المتحدث: لا اله الا الله قلت لك تعال مستشفى خليفه...
يخرج هزاع مسرعا لا يرى شيئا امامه وكان الدنيا قد اسود لونها ...يقود سيارته بسرعه جنونيه لا يرحم نفسه لا يستطيع الصمود تخونه دموعه...تنزل بحراره على خديه وتمنعه من مواصلة الطريق.....يسرع اكثر واكثر يسابق الوقت.." لا لاء ابويه ما مات ابويه بعده حي يا رب ارجوك لا تاخذه منا يا رب ارجوك ....ما اقدر اتصور الدنيا بلاه...ابويه ارجوك لا لاء ترياني انا ما اسوى شي بدونك..."
يصل مستشفى خليفه يركض مسرعا للداخل...يتصل برقم والده..يرد عليه الشرطي ..:.تعال قسم الحوادث بسرعه.....
يصل هزاع...ليرى جثمان المرحوم مسجى وقد غطوا وجهه بقماش ابيض....يجثو على ركبتيه...ويبكي بنشيج مسموع منهاراً لا يبالي بمن حوله.." لا لاء انت ما مت ...لا يا بويه ارجوك نش ..بعدنا محتاجينك...ابويه..ارجوك ...عشاني يا بويه رفجة عليك...تقوم...عشان نوره ...اذا مب عشاني عشان شما اللي تموت فيها..لا تكسر بخاطر امايه ..ابويه ارجوك اسمعني.." ويدخل في نحيب مستمر ...ينهار و يحاول احد الاطباء مساعدته...على النهوض...
الدكتور: استغفر ربك يا ولدي هذا قضاء الله وقدره لازم يكون ايمانك بالله قوي لا تخلي الشيطان يسيطر عليك...
هزاع: كيف ما تبيني احزن وهو كان لي السند والعون هذا ابويه...بذمتك كيف تبيني اقول لامي الحين ولا خواتي اللي صاروا يتامى ...ولا بناتي كيف اقولهن ...ان اكثر انسان يحبهن حتى اكثر من ابوهن مات...كيف كيف ....
الدكتور: قل لا اله الا الله...اذكر الله...هم السابقون ونحن الللاحقون...
هزاع: لا اله الا الله......
يمسك هزاع هاتفه ويتصل في خالد.......ويطلب منه احضار حمده وحصه والبنات الى المستشفى...ولو انه كان يعتقد انه قرار غبي ولكن في مثل هذه اللحظات يغيب التفكير..
يحضر خالد الجميع الى سيارته...وهو يرتجف لا يدري ما يقول...يمر على الجامعه ويطلب شما...التي تهرع بخوف للخارج...لترى امها بالسياره مع حمده ونوره وام هزاع....
ام هزاع: شفيك يا خالد اذا ما بترمس والله اني ما بسامحك...ابوك شو صار فيه ارمس يا خالد...
خالد: يا امي الله يهديج ..بس خلينا نوصل....
الدموع تترقرق فوق خديه لا يكاد يرى ...العالم انهار ...الحياة لم تعد كما كانت...." ابويه ليش يا بويه....اشمعنى انت ...لازم احاول اكون متماسك..عشان خواتي عشان نوره وشما....صاروا يتامى يا ربي ...الطف يا رب وهون عليهم الصدمه...."
ويصلون للمستشفى......وفي المكان او الغرفه التي يوجد فيها ابو هزاع....يقف هزاع محمر العينين..منهار القوى...
هزاع: امايه البقا براسج ..ابويه خلاص راح....ابويه الله اختاره اليوم...
ام هزاع: ....................
بدون ان تتكلم وبصمت بالغ ..ضربه قويه على ارضية المستشفى...تسقط نوره مغشياً عليها وتتبعها ام هزاع....
شما تصرخ ويتردد صراخها في جنبات الممر والمستشفى بل الكون بأسره: لا لاااااااااااااااااااااااا ا ابويه ما مات انت جذاب...انا اكرهك..ابويه ما مااااااااااات ..انتوا اللي موتوا احسن ابويه ما مات ..انا اكرهكم كلكم اكرهكم كلكم...
وتنهار باكيه.......تصرخ: وينه ابي اشوفه وينه ابي ابويه ...انتوا جذابين .......ابويه ما مات...
يجذبها خالد من يدها...ويضمها الى صدره بقوه....
يبكي منهاراً: لا يا شما ابويه مااااااااااات خلاص ابويه مب موجود...شما اذكري الله...
تحتضنه بقوه...: لا لاء يا خالد..هاه اللي مات مب ابويه...مب ابويه ارجوك يا خالد سير تأكد يمكن يطلع مب هو..خلادي ارجوك عشاني خلني ادخل ابي اشوفه ارجوك...
خالد: ما يخلونج ووالله ما يخلون غير الرياييل...شما انتي بس وحدي الله واذكريه.....
شما: لا اله الا الله....وتستمر في البكاء...
وفي الغرفة الاخرى ام هزاع....مغمى عليها ولم تفيق بينما نوره استيقظت من الاغماءه وما ان رأت حصه تبكي بجانبها..حتى غشي عليها مره اخرى.......
حمده...مع هزاع ....تبكي بحرقه في احضانه....: لا يا هزاع...ابويه سندي وعوني راح..لا يا هزاع...الوحيد اللي بالكون كان يهمني وجوده راح...لا يا بويه...وينك لا تسير عني انا محتاجه لك ارجوك يا بويه انا ما اسوى بدونك..لا تخليني..
هزاع يحتضنها بقوه: لا يا حمده نحن لازم نكون اقوى من جي ...لازم نحن اللي نخفف عن امي والبنات الصغار..نحن اللي لازم نفرح ابويه..ان امي وشما ونوره ..ما بيتعذبون بعد ابويه....
حمده تبكي بقوه ولا تستطيع وقف دموعها: لا لا يا هزاع ما اقدر والله ما اقدر انا اضعف عن جي انت ما تعرف ابويه شو بالنسبه لي..هزاع ارجوك انا بعد ابي اموت وياه.....ليش يا ربي اشمعنى ابويه...ليش ابوي بالذات....
هزاع: استغفري ربج لا تخلي الشيطان يدخل من بينا...
تنساب حمده من بين يديه...وقد انهارت...ودار بها الكون...مغشياً عليها.....ينقلوها بسرعه الى غرفة خاصه....لتفقد جنينها الذي لم يكمل الشهرين....
يتصل هزاع بعمه سالم ويطلب منه الحضور...اذ من الواجب ان يكون حاضراً....ولم تمر عشر دقائق حتى وصل مع ابنائه الثلاثه منصور وحمد وحميد..
هزاع: حمد ادخل عند حرمتك ...طيحت اللي ببطنها.....
حمد وقد بدا التأثر واضحاً على وجهه: أي حجره....
يحتضن سالم ابن اخيه هزاع...ثم يبكي هزاع كالطفل في احضان عمه....." يا عمي ابويه راح خلاص يا عمي انا انتهيت...يا عمي راح سندي والعون....عمي انا كيف بهدي امايه وخواتي....يا عمي انا عندي ارمله وثلاث يتامى...ليش يا عمي انا شو سويت في الدنيا."
يحتضنه عمه بقوه: هون عليك يا ولدي ...الله يرحمه..لا اله الا الله اذكر الله يا ولدي...اذكر ربك...الشيطان يستغل اللحظات....قل لا اله الا الله...استغفر ربك وادعي له بالرحمه.....حط الرحمن بصدرك وانا ابوك ...البقا براسك انت وخالد والوالده..
حميد يرى شما منهاره على احد الكراسي تبكي بحرقه..تمسح دموعها التي لم تتوقف ...منهاره ...تسند رأسها للجدار....وتنتحب....يقترب منها....خائفاً...لم يتعود ان تكون شما بهذا الضعف.....
حميد: شماني عظم الله اجرج...
شما...تنظر اليه ...لا تستطيع الكلام.....تنزل رأسها للاسفل....تبكي بحرقه...: حميد ابويه راح يا حميد..انا من لي في الدنيا غيره يا حميد...ليش ربي ما خذاني انا....
لم يتحمل حميد كلام شما...محبوبته في عز المها والحزن...تناديه....تنكسر رجولته امامها...يذرف الدمعات...يمسك بيديها ناسياً العالم من حوله...: شما فديت روحج ..لا تقولين على عمرج جي...الله يخلي هزاع وخالد....وعمي الله اختاره...وكلنا فانيين من الدنيا...شماني هم السابقون ونحن اللاحقون....شما ما حب اشوفج يا دنيتي تصيحين..الحزن ما خلق لعيون الملاك..شما اذكري الله...واطلبيه يخفف عليج وعلى الوالده ...وخواتج...لا اله الا الله...شما الدنيا ما بتنتهي...لا تحرقين قلبج...لانه بعده غض وبرئ....شما لو تحبين ابوج ما بتعذبينه...شما قومي اذكري الله وصلي ركعتين والله ربي رؤووف ورحيم...يستجيب للعبد متى ما دعاه...اطلبيه يخفف عليج...ويرحم الوالد...يالله يا شما اذا مب عشاني ...عشان خاطر المرحوم...
وكالطفله تنهض من مكانها ... ...ويوصلها نحو حمام النساء..تغسل وجهها وتتوضأ.....وتدخل غرفة امها وتفرش عباءتها وتصلي....تخنقها العبرات اثناء الركوع والسجود....تدعي وتدعي وترجو الله ان يخفف عنها وعن اهلها مصابهم ويرحم فقيدهم برحمته.....
تستيقظ ام هزاع على صوت بكاء شما وهي تصلي وتدعي ربها....ورغم مصابها الجلل...الا انها تنظر بخشوع شديد لابنتها....التي ذكرت ربها ورضيت بحكمه...ونهضت ببطء والدمع...يهطل كالمطر على خديها.......التفت شما الى امها...وقامت مسرعه...لتحتضنها بقوه...وتنخرطان في بكاءٍ مرير......بينما بقيت حصه بجانب نوره التي لم تستيقظ بعد....
وفي غرفة حمده..يدخل حمد....ليجدها منهاره تبكي...وعندما رأته...ازداد بكاءها......
حمد: العوض في الله يا حمده...والبقا براسج يا غناتي....هوني عليج...
ويحضنها بقوه الى صدره...اذ اصبح مصابها مصابين....في والدها وطفلها المرتقب...ولكن هذه هي حكمة الله ...الذي انما امره ان يقول كن فيكون....سبحان الله وجلت قدرته....
..............................
الساعه تشير الى الخامسه عصراً.....فتاة تأتي بسرعه من بداية الممر ...مسرعه في مشيتها لا تكاد تتبين ملامحها....تقترب اكثر واكثر وتسأل حمد...لو سمحت وين اهل المرحوم محمد....ويعرف حمد انها تسأل عن بيت بو هزاع ويرشدها الى غرفة شما واهلها....تركض بسرعه وبدون اذن تفتح الباب على مصراعيه تبحث بعينيها عمن تريد...اخيراً هذي شما وتصرخ ببكاء متواصل: شمااااااااااااااااااا
شما وقد هدأت نوعاً ما..تنظر من تكون تنهض من مكانها مسرعه...وتحتضنها بقوه ..لتنهار الاثنتان ...وتدخلان في نوبة بكاء مريره.....
شما وقد اختلط الدمع بحرارة البكاء: ميثا ميثا ابويه مات يا ميثا....
ميثا وهي تحاول الكلام بصعوبه....:شما انا مب مصدقه...شما ارجوج لا تصيحين...
ميثا وقد شدت بيديها على شما: اموت يا شما اموت ولا اشوفج تبكين ...
تبكي شما بعد ان سمعت كلام ميثا وبسرعه تذكرت ما حدث صباح اليوم في الجامعه...وتحتضنها بقوه...ـ
تمسح شما دموع ميثا بيديها...
ميثا وقد هدأت قليلاً: شما وين خالوووه..بسلم عليها....
شما تتنهد: امي وين ولا وين ما تدري تبكي على ابويه ولا تخفف على حمده اللي طيحت اللي ببطنها...ولا على نوره...اللي طايحه من الساعه 10 الصبح...
ميثا: طيحت حمده البيبي...؟؟
شما: هيه...
ميثا: لا اله الا الله...
شما: كيف يتي هني توه الدوام مخلص متى لحقتي تردين البيت...
ميثا: انا اول ما عرفت طلعت من الجامعه هني...انا ما سرت البيت...خليت الدريول ييبني المستشفى هني على طول...
شما: ليش يا ميثا لو عرف حد من اخوانج بيجتلونج والله...ميثا ردي البيت فديت روحج..ما اريد أي حد في هالدنيا يزعلج...واستاذني من خالوه وما بتقول لاء.... ادري والله..
ميثا: ادري بس انا قلت للدريول يروح بتم معاكم هني...
شما: انتي مينونه ردي يالله بسرعه...بخلي هزاع يوصلج...
ميثا: لا لا بدق للدريول الحين...
وبعد عدة دقائق يصل السائق....تحتضن ميثا شما بقوه...
ميثا: ديري بالج على نفسج غناتي تريني برد باجر ان شاء الله....
شما: وانتي بعد يا ميثاني ...بس لا تشردين من الجامعه خبري اهلج وتعالي...وعلى فكره نحن باجر بالبيت وبنروح بعد شوي شو اللي ييلسنا خلاص الدفن عقب شوي...
ووتنصرف ميثا..وقبل خروجها من باب الغرفه...تلتفت للوراء لتجد شما...تمسح دموعها..
غطت ميثا وجهها وخرجت اذ ان الممر مزدحم بالرجال..ومشت ببطء للخارج ووقفت في الطريق المؤدي للخروج لكثرة الرجال ..و رآها حميد من بعيد وعرف انها تريد الخروج ..واسرع يريد ان يخلي لها الطريق..ولكن خالد كان اسرع منه على الرغم من انه لم يعرف من تكون..وبسرعه..اصبح الممر شبه خالي ورأت ميثا خالد وكادت الارض ان تدور بها لولا انها تماسكت وخرجت بسرعه...
وصل مكتب التحقيق والشرطه لان اللي صار مب موت طبيعي ..وعرفوا ان اللي صار حادث ونتيجة اهمال بعد...وبعدين من كل التحقيقات...عرفوا ان ابو هزاع وهو راد على درب ليوا...انجلب به الموتر والعمال في سياييرهم وراه وتموا ماشيين ولا وقفوا وتم الموتر مجلوب يوم الجمعه كامل من عقب صلاة العصر...وبالصدفه كانت في هيلوكبتر ماره بالمنطقه وانتبهت للموتر..وفي المستشفى قالوا الدكاتره لو انه تم اسعافه بسرعه كان في امل انه يعيش لان اصابته مب خطيره بس انه كان صعب عليه يتحرك بالسياره والاوكسجين انعدم..وضغط عليه اكثر ال Air Bag ومنعته من الحركه وتم مضغوط مع الاصابه وتم بالموتر ليله كامله ونص يوم عقب توفى..
.................................</font>