<font color='#728FCE'>الحلقه السابعه عشر



اليوم هو الخميس...اليوم المرتقب الذي طالما..تمناه خالد..وانتظرته ميثا بصمت...مرت الساعات طويله...وبعد يوم طويل ...الساعه الان...5 عصراً....يدخل خالد حجرة شما وهي تتحدث مع نوره....
شما: شعليك ...لابسنا اليوم عاد خطبه وجي...اذا عرست شو بتسوي ..اكيد بتتبرى منا...
نوره: هيه سكتي تريها وراثه...حتى حمدوه اختج نستنا ...والتلفون ما صارت تدقه...
خالد:يا ساتر منكن ...عطني فرصه ارمس وادافع عن عمري...
نوره: دافع عن عمرك...الا اقول انا ما خبرتك تراني باجر بسافر لندن....
خالد: فرحانه يعني....؟؟
نوره: عيل شو ما تبيني اطلع من هالحكره...
خالد: شتبين من لندن..من زينها احسن لج تمي بالبلاد...
شما: قلت لها بس مب طايعه...الا اقول تعال ايلس يا خالد ليش واقف....
نوره: يا خالد دخيلك تعال اقنع لي شما مب راضيه تسير ويانا...
خالد: لا شما مب سايره هي قالت لي بتم وياي ..
نوره: اها يعني جي السالفه متفقين....
شما: لا متفقين ولا هم يحزنون....بس انا ما لي بارض افارج بوظبي هالسنه...
نوره: برايج والله بس انا بحس بالضيجه وانتي مب وياي...
خالد: بتتعودين...باجر شما بياخذها حميد وبتعرس وبتمين لروحج...لازم تدربين نفسج من الحين...
شما: ههههههههه ما بقى الا حميد...نفكر فيه...خلصوا الرياييل..
نوره: يا سلام شو حميد بعد...شو هاه بيت عمي سالم ياخذون منا كل بناتنا....والله حرام...
شما: هيه انتي منو قالج اني بوافق على حميد لو يموت ما خذاني...
خالد: بس بس سكتن...ما عندكن غير سوالف العرس...
نوره: افففففف يالله متى بيي باجر ابي اطلع...
شما: طلعي وفكينا منج..
طرقات على باب غرفة شما.............
شما: تعالي يا حصوه...محد هني الا انا وخالد ..
هزاع: مرحباااااااا...هذا انا مب حصوه.....
شما:تعال يا هزاع تحريتك حصه..
هزاع: لا مب حصه...حصه سارت تسلم على اهلها....
تعدل شما جلستها هي ونوره..
شما: يا سلام يا هزاع...شو هالمرور الغريب على حجرتيه...
هزاع: ما شاء الله تتجمعون وتتناقشون...وانا محد يطريني ولا يقول تعال يا هزاع...فديتني انا ولد البطه السودا..
نوره: ههههههههه انت اللي دوم مشغول مع ربعك وحصوه وبناتك المفاعيص...
هزاع: مفاعيص....؟؟؟ هذيل عماتج يالهرمه....
نوره: ههههههه والله عصب...
شما: تعال ايلس يا هزاع ولا تاخذ من كلام نوره ...ترى ما على الخبال عتب...
هزاع: زين ما عليج دواها عندي باجر...
نوره: خلاص الحجز مؤكد شو بتسوي يعني بتقولي لا تسافرين...
خالد: بس صدعتونا...غيروا السالفه...
هزاع: الحبيب متوتر اليوم...محد بيسير يخطب الا هو...
خالد: اسكت يا هزاع من الصبح بطني ما ادري شو بلاه...جن حد يعصرني عصر...من البارحه ما هنيت برقادي...كل خمس دقايق انش وارد ارقد...تقول انا البنت وجن حد ياي يخطبني...
هزاع: هههههه شعور طبيعي...
يضحكن البنات...
شما: الا اقول يا خالد امايه ما بتسير وياكم...
خالد: لا ...
هزاع: هييييه ما خبرتكم...
شما: شوووو
خالد: هاه شعندك...
نوره: اكيد شي عادي...
هزاع: شي عادي يالهرمه...انتي ما بوديج وياي مصدعتني من هني الله يعيني عليج شهرين....
شما: يالله يا هزاع قووول شو عندك...
هزاع: حمد وحمده بيسافرون ويانا...
نوره: هييييييييييه احلف بالله...
هزاع: والله العظيم...
خالد: باجر....؟؟؟
هزاع: لا مب باجر عقب بيلحقونا...يعني جي ع الاسبوع الياي...لانهم بيسيرون فرنسا اول شي عقب بيمرون علينا ...
شما: اها جي يعني والله وناسه...
نوره: شماني ما بتغيرين رايج...حمدووه ويانا...
شما: ما بسير....
هزاع: اقول بظهر عنكم الحين يأذن المغرب...
خالد: وانا بعد....اقول بنات بطني يعورني زياده كل ما قرب المغرب...
شما: ههههه خالد خل عنك الخبال...
نوره: يالله شماني قومي بنصلي....
يخرج خالد وهزاع للمسجد....وتقوم نوره وشما للصلاه...
......................................
الساعه الان السابعه مساءً في سيارة خالد...ابو هزاع وهزاع...متجهين الى بيت ميثا...وعندما وصلوا....
خالد: ابويه بطني ما ادري بلاه ...احس اني خايف...
ابوهزاع: افا والله ...جي هاي مب حركات رياييل...
هزاع: ابويه ها شعور عادي...
ابو هزاع: كيف عادي...اذا هو حس جي شو يسون البنات...
هزاع: يالله ابويه والله عيب واقفين جي من ساعه انزلوا.....
وفي بيت حميد والد ميثا...وبالتحديد في مجلس الرجال....يوجد ابو هزاع وخالد وهزاع...وحميد والد ميثا وابناءه...سعيد وسلطان وعبدالله وناصر اخوان ميثا...
ويدور بينهم حديث مطول...وبالاخص بين خالد و ناصر .....وهزاع وعبدالله.....حيث ان سعيد وسلطان من اعمار لا تتوافق مع عيال ابو هزاع....وجاءت اللحظه الحاسمه....
ابو هزاع: والله يا بو سعيد...نحن بينا عيش وملح...ومتعارفين من قبل...ونحن اليوم يايين نخطب بنتكم لولدنا خالد...
ابو سعيد: افا عليك يا بو هزاع نحن ما بينا هالرسميات....وبعدين نحن اهل واخوان قبل كل شي....
واثناء حديثهما تعلو الدهشه وجه عبدالله وناصر.....ويقطع دهشتهما...حديث والدهما...
ابو سعيد: والله ما ادري شو اقولك يا بو هزاع ونحن والله يحصل لنا الشرف نناسبكم...بس السموحه منكم نحن مقربين بولد عمها من يوم البنيه عمرها 15 سنه...
ابو هزاع: افا والله ...نحن ما عندنا علم والله...
ابو سعيد: السموحه منك يا بوهزاع...
ابو هزاع: لا والله يا بوسعيد ما حصل الا كل خير وما يا منكم قصور.....
تدور الدنيا برأس خالد...ويسوّد الكون في عينيه...وبينما هو يبحر بأفكاره بعالم ملئ بالسواد...يقطع حديثه عبدالله شقيق ميثا...ويزيد عمق صدمته بصدمه اكبر منها...
عبدالله: الا اقول يا خالد...انت ما تدري منو اللي خاطب ميثا ومن ولد عمها....؟؟
ناصر: هيه والله ...شكلك ما تدري..ولله...يا خالد الله يسلمك انت اليوم ياي تخطب على خطبة ربيعك خليفه...
هزاع: خليفه ولد سلطان اللي ساكن بالعين...؟؟؟
عبدالله: عليك نور ..ما غيره.....
ينقلب الكون رأساً على عقب ...يحس خالد بألم كبير في صدره...يصبح التنفس صعباً وكان الاكسجين قد انتهى من الكون....لا يرى أي احد امامه...وكأن المجلس قد خلى من الناس....يحاول جاهداً ان يبدو طبيعياً...لكن هيهات ونظرات الالم تعتصره...والقهر يمزق اوصاله....
ابو هزاع: نحن نستأذن يا بو سعيد...نشوفكم قريب ان شاء الله...
ابو سعيد: ايلس يا بو هزاع...العشا عندنا الليله..
ابو هزاع: سلمت يا بو سعيد بس والله مشاغل الدنيا وايده...ونشوفكم مره ثانيه....
خرج ابو هزاع وخالد وهزاع...بصمت حاول ابو هزاع ان لا يتكلم...فقد رأى الانكسار جلياً في عيني ابنه...والتزم هزاع الصمت ايضاً...مداراتاً لشعور اخيه المحطم...
وفي الطريق...قطع الصمت...صوت ابو هزاع الذي تكلم بصوت حنانه يفوق كل لغات الكون....
ابوهزاع: فدوةٍ لراسك يا خالد....مالها حظ فيك....والله لو تبي من تبي لخطبها لك بس لا تكدر خاطرك ترى الدنيا ما ترزا....وفي الف من تتمناك يا خالد...
هزاع: ما عليه يا خالد...العوض في وجه الكريم...
يلتزم خالد الصمت...ويبتسم ابتسامه باهته...يخفي فيها مصيبته....
خالد: عادي والله عادي...بس منو اللي طلع خاطبنها....خليفه ربيع عمري...خليفه...لا يا بويه انا ما اقدر اصدق...
ابو هزاع: خليفه ماله ذنب...شدراه انك يوم من الايام بتخطب بنت عمه....
هزاع: خلاص يا خالد يمكن خيرها في غيرها...وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم....
ابوهزاع: الله يعين بس....
وصلوا الى البيت...وخالد لم ينزل بل ذهب الى اللامكان...عله يلاقي من يجتث منه الالامه......يبحث عن جهة يفرغ فيها همومه...
........................
وفي بيت ميثا...يدخل عليها اخوها عبدالله...وهي مستلقيه على فراشها تتصفح احدى المجلات...
عبدالله: شو تسوين..؟؟
ميثا: اللي تشوفه يالسه اقرا المجله...
عبدالله: اهااا زين زين...
ميثا: ليش واقف تعال ايلس...
وتعدل ميثا جلستها...ويقترب منها عبدالله...
عبدالله: ميثا ...شخبار ربيعتج شما...
ميثا: بخير ..ليش تسأل...
عبدالله: تعرفين من كان عندنا قبل شوي بالميلس....؟؟
ميثا دون ان تنظر اليه وهي تتابع تقليب صفحات المجله: ليش من متى انا ادري من اللي يدخل ومن اللي يطلع ..وبعدين انا شلي باللي عندكم بالميلس...
عبدالله: تعرفين انا بقولج من كان عندنا...كان عندنا يا طويلة العمر..ناس يايين يخطبونج...
ميثا: هه ويعني ..اكيد قلتوا لاء كالعاده....
عبدالله: بس هالناس غير مستحيل تتوقعين منو..؟؟
ميثا وقد بدا الخوف والارتباك واضحاً في ملامحها: منو..؟؟
عبدالله يضحك: ههههههههه خالد اخو شما.....
تصعق ميثا وتنتفض في مكانها...
عبدالله مبتسماً: بلاج جي تغيرتي...والله يا ميثوه اول ما عرفت انه يبي يخطبج ضحكت من خاطري...مسكين والله تحريته يعرف..ما يدري انه ياي يخطب على خطبة ربيعه...
ميثا لم تتحرك تغير لونها...وقد لاحظ عبدالله ذلك..لكنه لم يفهم ما السبب واكتفى ببعض كلمات زادت الطعنات في قلبها...
عبدالله: عادي عادي ..لا تنحرجين من شما...وقولي لها ان انتي مخطوبه من قبل...وحليله خالد والله غمضني...
ينهض عبدالله خارجاً لا يعلم ما الذي تركه في نفس ميثا من جروح..ولا يدري عمق المراره التي بناها في كيانها....
.................
في شوارع ابوظبي يدور خالد كالمجنون..لا يدري الى اين او..ما ينوي فعله...كل الذي يعرفه...انه اليوم قد خسر اجمل احلامه...استولى على فكره شبح الكراهيه وقرر ان يحطمها ببرود كما خدعته...لم يسمح لعقله بالتفكير.. ومن فوره ارسل لها رساله مليئه بالغضب...دون ان يشعر..
خالد( عطيتك عمري وايامي...احسب ان معي توفين..سرتي لغيري جدامي...جرحي صار لي جرحين..)
استقبلت ميثا رسالة خالد في ذهول فضيع...وقد صدمت ولم تتحمل قسوته...وعرفت انه قد فهم كل شئ وعرف ان خليفه صديقه هو خطيبها او لنقل من اختارته العائله ليكون زوجاً لها..
ارسلت له رساله من فورها...
ميثا( لا تحاسبني على قل الوصال والامل مابيك مني تقطعه..)
خالد( ما دامك بغيري معجب...ليش عليه تلعب..خلك مع من تحب..وخلني بدنيتي اتعب..)
ميثا( ارجوك لا تطرش لي هالمسجات والله مالي ذنب يا خالد)
خالد( اقول يالشيخه لو سمحتي..امسحي رقمي من تلفونج..ولا تدقين عليه..مب من شيم العرب يخونون ربعهم..)
ميثا( والله اني ما ابيه والله)
خالد( ما اريد اسمع شي لو سمحتي مسحي رقمي لا تخليني اغيره عشان ما تأذيني)
ميثا( ارجوك لا تجرح احساسي...)
لم يرد خالد واتجه نحو البحر عله يأخذ منه بعض همومه..وقف امامه..واغلق هاتفه ليرتاح من نغمة الرسائل التي امطرته بها ميثا..دون ان يكترث او ان يفتح احدها...وقف امام البحر يتقاذف امواجه...تنهد بعمق..وتمنى انه لم يعرفها او انه مات قبل ان يراها...امتلأت عيناه بالدموع..وخانه الموقف..ولم يتوقع ان ينهار...تدارك نفسه..وحاول جاهداً ان لا يكسره الحزن...وقرر السفر ..عله ينسى او يجد ما يلهيه...
وفي طريقه...حجز له ولشما على اقرب رحله الى باريس...وعاد الى البيت..عاد خالد..او لنقل بقايا خالد..واتجه نحو غرفته...القى بنفسه على فراشه..وتنهد بعمق ..دفن وجهه في مخدته...وحاول جاهداً ان يمنع دمعةً خانته وانسابت على خده..وبسرعه مسحها...معاتباً نفسه بألم وقاسياً عليها...و كأن رجولته تمنعه من الحزن...
احدهم عند الباب..طرقات على الباب...
شما: افتح يا خالد انا شما...
خالد: ما اريد..انا تعبان برقد...
شما: ارجوك بس كلمتين وبظهر...
خالد: قلت لج ما ريد....
شما: والله ما باخذ من وقتك بس خمس دقايق...
خالد: شما سمعي الكلام وخليني ارقد يكفيني اللي فيني...
وتنصرف شما...نحو غرفتها ولكن هيهات...لقد تركها النوم..وغزا جفنيها السهر....لاتستطيع النوم..تتقلب في فراشها...
" كنت عارفه ان كل هاه بيصير...والله ان نص ذنوب خالد علي...لواني قلت له شو كنت بخسر..؟؟؟.بس من انانيتي فكرت كيف اشوه صورة ميثا بعينه..مثل ما اكتشفت متأخره ان خليفه هو ولد عمها..سبحان الله كيف العشره بين الناس تهون بين ليله وليله...فديتك والله يا خالد..ما تستاهل اللي صار فيك..."
مر الليل بطيئاً لم يستطع خالد النوم...وظل طوال الليل يفكر ويستعيد اللحظات...." ليش يا ربي ..انا شو سويت في الدنيا من ذنب عسب تحرق قلبي..والله مب هامتني هالبنت كثر ما هامني ربيعي...اللي ما لي ويه اقابله بعد اليوم..."
ليس خالد وشما فقط من جافاهم النوم...ميثا ايضاً قضت ليلتها بالدموع...ولم تستطع كتمان جرحها...ومصابها في فقدان خالد..الحب الاول في حياتها وحبها العذري...خالد الذي رسمت معه اجمل ايام العمر...وغازلت بحبه النجوم..وتغنت مع القمر وعجزت في وصف حبها له الوصوف والاشعار...."يا رب اموت اليوم ولا اشوف اللي شفته في حياتي...ليتني مت قبل ينخلق خليفه...الله ياخذه يا رب يموت اليوم..يا رب اموت انا بعد...ولا يضيج خاطر خالد...والله يا ربي مالي ذنب انا محكومه من غيري..ولا لرايي..قيمه..ليش يا ربي خالد مب راضي يفهمني...ليش يا ربي ..انا ما اعترض على قضاءك بس بعد ما اريد اجرح خالد...يا رب ليتني اموت ولا اسمع ولا اشوف اللي خالد يعانيه...والله حياتي مالها معنى..."
..................................</font>