<font color='#000080'><p align=center><font size=3><strong><font color=#990066 size=6>شجره اللبان</font></strong>


<strong>حظيت شجرة اللبان عبر مسيرتها ، بحضور تاريخي هائل جعل منا جسراً للتواصل بين ‏حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة . ولأجلها تحركت القوافل التجارية ، في ‏مسارات شاقة من ظفار بجنوب عُمان ، إلى شواطئ جنوب العراق ، والى الشام ومصر القديمة ‏، وحتى غزة الفلسطينية الساحلة ، التي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية إلى البلدان ‏الأوروبية وخاصة روما القديمة . ‏

وتنمو أشجار اللبان العمانية المعروفة بإسم بوريفليا ساكرا (‏boswllia sacra‏) ‏بإرتفاعات تصل إلى خمسة أمتار تقريباً ، وهذا النوع من الأشجار وكذلك أشجار المر هما من ‏فصيلة الأشجار البخورية التي يتميز أعضاؤها بوجود مجارِ راتينجية في لحائها . ‏

وفي أوائل شهر إبريل من كل عام ، وما أن تميل درجة الحرارة إلى الارتفاع ، حتى يقوم ‏المشتغلون بجمع الثمار ، (بتجريح) الشجرة في مواضع متعددة ، فالضربة الأولى يسمونها ‏‏(التوقيع) ، ويقصد به كشط القشرة الخارجية لأعضائها وجذعها ، يتلو هذه الضربة نضوح سائل ‏لزج حليبي اللون ، سرعان ما يتجمد فيتركونه هكذا لمدة 14 يوماً تقريباً . وتتبعها عملية ‏التجريح الثانية ــ ثمار درجة ثانية ــ حيث أن النوعية في هذه المرة الأولى ، فضلاً عن كون ‏الكميات المنتجة منها غير تجارية . ‏

ويبدأ الجمع الحقيقي بعد أسبوعين من التجريح الثاني ، حيث ينقرون الشجرة للمرة ‏الثالثة ، في هذه الحال ينضح السائل اللبني ذو النوعية الجيدة ، والذي يعد تجارياً من مختلف ‏الجوانب ، ويكون لونه مائلاً إلى الصفرة . وضرب أشجار اللبان ليست عملية عشوائية ، وإنما ‏هي عملية تحتاج إلى مهارة فنية خاصة ويد خبيرة ، وتختلف الضربات من شجرة إلى أخرى ‏حسب حجمها ، ويستمر موسم الحصاد لمدة ثلاثة أشهر ، ويبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة ‏عشرة كيلو جرامات تقريباُ من الثمار ، ويصل ما تنتجه محافظة ظفار ــ في العام الواحد ــ إلى ‏سبعة آلاف طن تقريباُ ، وهو ما يمكن تقدير قيمته المبدئية بحوالي 30 مليون ريال عماني . ‏

سكان محافظة ظفار يستخدمون ثمارها في ماء الشرب ، حيث يعتقد أنها تساعد على ‏‏(الإدرار) ، كما أنها تجعل الماء بارداً ونقياً في أوقات الصيف ، ويتم إستخدام اللبان كمادة هامة ‏في صناعة البخور الذي يستخدم في الكثير من المناسبات الاجتماعية ، المرتبطة بعادات الزواج ‏والولادة ، وقد ذكرها وأشاد بها (ابن سينا) حيث يقول (إنها تداوي جميع الأمراض) .‏

ولا يزال اللبان العماني ، الذي يعتبر أفضل أنواع اللبان في العالم ، مطلوباُ في العديد من ‏بلدان العالم ، حيث يتم إدخاله في صناعة الأودية ، والزيوت والمساحيق والعطور والشموع ‏الخاصة ، بالإضافة إلى إستخدامه في العديد من دور العبادة حول العالم .‏ </strong></font></p>
<p align=center><strong>وضعه العضو المزوحي في 22/1/2004
<a target=_blank href="http://oasis.bindubai.com/cgi-bin/oasis.pl?act=st;f=36;t=38907">http://oasis.bindubai.com/cgi-bin/oasis.pl?act=st;f=36;t=38907</a>
</p></strong><font size=3></font></font>