<font color='#FF7F00'><FONT color=#ff7f00><FONT color=#000000>بسم الله الرحمن الرحيم

</FONT>
<FONT color=#ff0033>قلها الآن</FONT>


<FONT color=#330000>الجزء السادس

</FONT><FONT color=#669933>( آهٍ يا مريم )
</FONT>

<FONT color=#0000cc>اعتدت البقاء حبيسة الغرفة لساعات طوال لا سيما بعد أن تزوجت الخائنة (مريم) و تركت فراغاً لم أكن أتوقع مداه و لم أعاني من قسوته إلا بعدما خَوَت الغرفة على عروشها...



بصخبها و أنفها الكبير و أحلامها الوردية رحلَت...

و بصمتي المطبق و حيرتي و أحلامي الموءُودة بقيت..


أناجيها في الليل و أنا أضطجع على جانبي الأيمن مولّيةً وجهي شطر سريرها الذي أكاد أسمعه يئن أيضاً &#33;&#33; :


_ " (مريم) .. أيتها الغالية.. لم أحس بمقدار حبي لك إلا عندما رحلت.. ليتك تعودين بحماقاتك و سخريتك اللاذعة و سرعتك الصاروخية.. أشتاق لإزعاجك و شخيرك و غرورك و .... و رقة مشاعرك.. ( تنهمر من عينيّ دموع ساخنة لتحفر أودية غائرة في خديّ ثم تنساب على الوسادة التي طالما قذفت بها (مريم) لتخرس المنبّه الماكر قبل أن تتركه بحوزتي ليستفزني للأبد ( بحسب ما قالت) و هي لا تدري أنني أصيخ السمع لرنينه يومياً و هو يشنّف أذنيّ بأعذب الألحان&#33;&#33; أبتسم مع دوران شريط الذكريات في رأسي المثقل من لوعة الفراق.. و أستحضر مشاعر غضْبَى ليتها لم تبرح نفسي .. من قبيل: "إن لم تخرسي عديم الإحساس هذا, سأرميه في الشارع" و " أيتها الصماء.. استيقظي قبل أن تصلنا شكوى الجيران"..



و على ذكر الجيران.. أظنكم تخالون (مريم) تزوجت (سعيد) و لكنها لم تفعل, كما أنها لم تتزوج الخاطب الآخر.

و زوجها إنما هو إنسان عادي أبعد ما يكون عن كل الصفات المثالية التي رسمتها مخيلتها الخصبة ( لا.. لم أره بالطبع .. كما أنها لم تصارحني بذلك إلا عندما غضبت منه في إحدى المرات خلال فترة الخطوبة):










_ " (مريااااااااااااااااااااا )... عودي أيتها الحمقاء... فلم أعتد العيش بلا غباء.."

</FONT>



***********************











<FONT color=#990000>_ " للتو وصلنا يا (سارة) .. و أنت تلحّين عليّ بالعودة سريعاً ؟&#33;&#33;"


_ " لا أحد يعرف أكثر منك كم أكره الأسواق.. اشتري ما تريدين بسرعة و دعينا نذهب.."


_ " حسناً يا صغيرتي... ما رأيك لو تجلسين هنا للحظات حتى أعود ؟.. فالقسم الذي أريده مكتظ بالناس.."


_ " هذا أفضل.. ستوفّرين عليّ الكثير من عناء الاعتذار لمن أدوس على قدمه أو قبول أسفه الجم إذا ما وكزني في رأسي.. و لكن أسرعي من فضلك.."


خطوات أمي تبتعد مسرعة و أخرى تدنو ثم تتوقف و أنا أتحسس مقبض المقعد الذي نسيت أمي أن تجلسني عليه لكثرة ما استعجلتها:


_ " هل أساعدك يا آنسة ؟ "


( آنسة؟؟ من هي الآنسة؟ لقد أتممت العشرين منذ شهرين و مع ذلك لم ينادني مخلوق بتلك الكلمة حتى هذه اللحظة &#33;&#33; ):


_ " أ ...... أ..... شكراً.." ( كما ترون.. فقد أصبحت أتحدث بطلاقة منقطعة النظير &#33;&#33; )


_ " دعيني أحضر لك المقعد الآخر.. فهذا مخصص للأطفال.."


( تباً... أحس بتيار عنيف من الدم المحرَج يضخ في وجنتيّ فتحتقنان حرارةً... ماذا لو كنت هممت بالجلوس على هذا المقعد الضيق و ........ يا للإحراج.."



استرعى انتباهي صوت خطواته.. إنها مميزة بلا ريب.. كأنه يتعمّد جعل إحداها خفيفة و الأخرى ثقيلة ( يا لدهاء شباب هذه الأيام.. للأمانة .. هذه كلمات أبي, فأنا لا أعرف عنهم سوى ما تلتقطه أذناي من قصص مروعة و محاذير هي كفيلة بدق نواقيس الخطر كلما اقترب مني أحدهم) :



_ " تفضلي يا آنسة.. يمكنك الجلوس هنا.. نعم.. هكذا.."


_ " أ ......أ .......&#33;&#33; " (تباً لهذا اللسان الأخرس&#33;&#33;)


_ " لا عليك... هل كانت تلك أمك؟"


_ " أ.....أ....." ( كلمة نعم تبدأ بحرف النون يا خرساء&#33;&#33;)


- " نعم..." ( و أخيراً خرجت بسلامة الله و حفظه)



زممت شفتيّ بعدها و أطرقت برأسي و بدأت بطرقعة أصابعي... هذا ما أفعله عندما أتوتر ... ماذا يريد هذا المخلوق؟؟ لِم لا ينصرف؟؟ هل ينتظر أجراً لجلبه المقعد بمحض اختياره؟؟



_ " السوق مزدحم للغاية هذا اليوم.."


شددت زاوية فمي اليمنى تبرّماً و استياءاً ( ما شاء الله.. لقد باح لي بسر الأسرار.. و ماذا يعنيني أنا من ازدحام السوق؟؟ اغرب عن وجهي يا ثقيل الدم..)


_ " هل ترغبين بشرب الماء أو القهوة لحين عودة و الدتك؟"


يا إلهي.... هل للوقاحة صوت غير صوت هذا المخلوق؟؟ لقد تجاوزت جرأته قدرتي على الاحتمال ( انفرجي يا شفتيّ و انفجري يا حمم الغضب..):


_ " من تحسب نفسك ؟ مرافقي الخاص ؟ لا أريد شرب أي شيء.. اغرب عن وجهي.."


يا للغرابة &#33;&#33; ما زال محتفظاً بهدوئه و رباطة جأشه ( و الأدهى من ذلك أنه ما زال لديه ما يقوله &#33;&#33;&#33;&#33;&#33;):


-" آنستي.. اعذريني على التطفل ولكني لا أستطيع الانصراف.."



ماذا؟؟ ( الويل لك أيها اللئيم.. لقد أثرت حفيظة الثور الهائج بداخلي)


</FONT>







-" لأنني أعمل في هذا المحل.. و أنت تجلسين في ضيافتي.."




<FONT color=#000000>**********************</FONT>







<FONT color=#00cc99>يتبع,,,</FONT>




و

د

م

ت

م


<FONT color=#000000>لأختكم..
</FONT></FONT><FONT color=#cc0000>مزعلة النسا</FONT></font>