<font color='#FF7F00'><FONT color=#ff7f00><FONT color=#000000>بسم الله الرحمن الرحيم
<FONT color=#cc0000> قلها الآن</FONT>
<FONT color=#996600> الجزء الثاني
( عقدة الجمال</FONT> )
<FONT color=#0000cc> انتهى الطبيب من فحص عيني اليسرى و ها هو ذا يشد جفنيّ عيني اليمنى لأقصى اتساع ( نعم.. هذا ما أحتاجه الآن.. عمى و تجاعيد في سن التاسعة ! )
صوت أمي يدنو فجأة:
_ " ها .. ماذا ترى؟ هل هنالك أمل إن شاء الله؟ "
تحركت أصابع الطبيب على جبيني و هو لا يزال ممسكاً برأسي ثم ساد صمت مطبق!!
أظنه كان يهز رأسه نفياً لأمي التي ما فتأت تدعو الله أن يرد إلي بصري ( آآآه يا أغلى من عينيّ.. متى تستسلمين ؟ نعم.. ما زالت عيناي غاليتين و لو لم تعودا تنفعاني في شيء, فمن خلالهما أبصرت وجه ملاكي الطاهر الذي أحس به يرتجف لوعة و كمداً في هذه اللحظة. استسلمي يا حبيبة قلبي و لا تعيدي هذا السيناريو الحزين في كل مرة تصطحبيني فيها إلى طبيب العيون إثر منام ترينني فيه مبصرة. لو اعتمدنا على الأحلام المبصرة لحثثت الخطا كل صباح إلى العيادة !!!)
كنا جالستين وراء السائق في سيارتنا الخاصة و لاحظت أن أمي لم تنبس ببنت شفة بعد سؤالها المتوسل ذاك... ( ماذا عساه يسرّي عنها يا ترى ؟؟ ):
_ " أمي.. "
_ " نعم.. " ( خرج صوتها واهناً جداً)
_ " من هي الأجمل؟ أنا أم (مريم) ؟" ( يا للسخافة.. ليتكِ لم تفتحي فمكِ )
زممت شفتيّ لأحبس ما تبقى من حروف.. و لكن الوقت قد فات.
_ " ما هذا السؤال يا صغيرتي؟ ألا تسمعين عبارات الإطراء التي يغدقها عليكما الجميع في كل مناسبة ؟ ( ثم بحذر و بطء) ألا تذكرين كيف هو شكلك؟ "
رددت على سؤالها بسخرية بالغة:
_ " طبعاً أذكره, فأنا (أراه) في المنام كل ليلة.. أتعرفين يا أمي.. لم أر مناماً قط كنت فيه عمياء!!!"
سكتت أمي.. أخرستها بدلاً من أن أحثها على الكلام ( اخرسي إذاً أنتِ أيضاً )
<FONT color=#000000>********************************
</FONT>
</FONT>
_<FONT color=#cc0000> " قل : ماااما "
_ " بااابا.."
_ " لا يا صغيري.. قل ماااا.. مااا.. هيا.."
_ " ييّا "
_ " لا.. لا تقل هيا.. قل ماااما.. حسناً حسناً.. قل سااارة.."
_ " يااايا.."
تباً لهذا الطفل العنيد الذي إن أطلت البقاء معه لساعة بعد, سيفقدني صوابي و لا ريب.. فلا يوجد في قاموسه إلا حرفان ممدودان: الباء و الياء!!
_ " هيا يا (سارة) أما زلت تناغين ذلك الطفل الجميل؟ ستعرّج جارتنا بعد قليل لتأخذه."
اقتربت أمي و حملت الطفل بين ذراعيها, فوجمتُ. هل هو جميل حقاً؟
_ " أمي.. هل المخلوق الذي تحملينه جميل ؟"
_ ( جاء ردها سريعاً) "طبعاً يا حلوتي.. شأنه شأن سائر الأطفال"
_ " لماذا إذاً عندما يكبرون يتباينون جمالاً.. فترين منهم الجميل و الدميم؟ "
_ " لا تقولي ذلك يا حبيبتي, <فكل خلق الله حسَن>. تذكري ذلك على الدوام. "
_ " و لكن (مريم) تتذمر من البثور الي أودت بجمالها. أضف إلى ذلك أنفها الكبير الذي ما عاد يحرجها نظر الناس إليه!! ( ترى.. هل توقف عن النمو أم قامت ببتره؟؟)
_ ( باستغراب بالغ) " لم تذكر لي (مريم) قط أنها تحس بالإحراج بسبب أنفها, و هو ليس كبيراً إلى حد الحرج!!! ويلي منكما يا ابنتيّ.. و صارت لديكما أسرار تخبئانها عني !!"
لم أعلّق..بل أطرقت و وجهي تعلوه ابتسامة بلهاء, فقد ساورني شعور بالغباء حينها!!!!
في تلك الليلة رأيت مناماً غريباً بحق.. كانت أمي عمياء و أنا من يهديها السبيل ( تبادلنا دورَينا في الواقع )..
ثم توقفت عن السير و جثت على ركبتيها و ظلت تبكي بهستيرية و هي تتحسس وجهي بوجل و فزع بالغين:
_ " هل أنا جميلة يا (سارة )؟؟؟.. بالله عليكِ أصدقيني القول.."
!!!!!!!!!! !!!!!!!!!! !!!!!!!!!! !!!!!!!!!! !!!!!!!!
</FONT><FONT color=#000000>*****************************</FONT>
<FONT color=#990000>يتبع ,,,</FONT>
<FONT color=#0000cc>و
د
م
ت
م
</FONT>
<FONT color=#0033cc> أختكم..
</FONT>
</FONT></FONT><FONT color=#cc0000> مزعلة النسا</FONT></font>
مواقع النشر (المفضلة)