<font color='#FF7F00'>قلها الآن
( الجزء الثاني عشر)
( خطيبي)
بينما أتصبب عرقا ً جرّاء الإحراج الذي سببته لي ( مريم ) بانفعالها غير المبرر, طأطأت رأسي و كفي الأيسر يحتضن الأيمن توطئة ً لطرقعة أصابعي ( كعادتي عند الإحساس بالضيق و الإحراج الجم)
- " هيا يا (سارة).. لنذهب إلى المنزل, فلا داعي هنالك لوقوفنا هنا بلا غاية" ( قالتها أقرب إلى الهمس)
لم أنبس ببنت شفة.. إنما تقدمتها بخطوات معلنة ً الخضوع لرغبتها .. ( يا لخجلي مما أقوم به من تصرفات غير مسئولة.. ما الذي سيظنه ( ملاكي الطاهر) بي ؟ يا للعار )
لم نبتعد إلا مترين أو ثلاثة عندما تناهت إلى سمعي طرقعة مألوفة أخرى غير طرقعة أصابعي التي كنت لا أزال أضغط على مفاصلها المنهكة بقسوة بالغة..
-" لِم توقفت يا (سارة) ؟ هل من خطب عزيزتي ؟ "
- " أ.. أ.. إنه.. إنّ..." ( كيف أقولها ؟ )
- " ما بك يا (سارة) ؟ " ( بدأت تفقد أعصابها رغم تظاهرها بالهدوء)
أصخت السمع جيدا ً فلم أسمع سوى تساؤلات (مريم) المزعجة و همهمات المتسوقين القادمة من بعيد.. ( لقد انصرف إذا ً !! )
-" لا شيء هنالك.. فلنمض.." ( مددت لها يدي لتقودني)
و لكن ما إن عاودنا المسير حتى عادت تلك الطرقعة التي أميزها جيدا ً من جديد..
- " و الآن ما الذي اعتراك ِ ؟ " ( بدأ صوتها يزداد حدة)
- " لا شيء.. أنت ِ من ترك يدي.." ( حيلة مذهلة.. سلم الله رأسك المليء بالأفكار يا (سويرة)
- " ماذا ؟" ( يا إلهي.. عادت السنفونية المدوية تشنف أذني ّ .. تباً لي..) " بل أنت ِ من أفلتت يدها من يدي.. أصبحت ِ لا تطاقين يا.. يا غريبة الأطوار.. كم كانت أمي محقة عندما نعتتك ِ بغريبة الأطوار"
-" ..............." ( أعتصر جفنيّ المغمضين محاولة ً التركيز لاختراق صوت (مريم) إلى ما ورائنا حيث توقفت الخطا التي لا أخطئها أبدا ً و لكن لا فائدة.. (فمريم) لي بالمرصاد.
كلما مشينا مشى .. و كلما توقفنا توقف.. !!
( ماذا تريد مني أيها الكهل ؟؟ )
و لكن صوتك ... !!!
و أمي .. لِم نادتك (يا بني).. ؟؟
( شددت زاوية فمي اليمنى للأعلى سخرية ً) يا لهذه الأم.. التي تتسع مساحات أمومتها حتى للشيوخ !!!!!
*********************
-" ما الذي أعنيه لك ِ ؟ "
- " كل شيء يا حبيبي.." ( قلتها و أنا أكثر بلادة ً من إنسان آلي يتلفظ بما لا يفقه)
-" صحيح يا حبيبتي؟؟ و أنت ِ يا (سوسو) أغلى من نور البصر الذي فقدته.. و لكني لن أفقدك بإذن الله"
- " لا.. لن تفعل.." ( أحس بشيء كالسم يخالط العصارة الصفراوية في معدتي.. الرحمة يا رب)
ها هو ذا يشد على يدي ّ اللتين تتوسلان إليه و تستحلفانه بكل غال ٍ أن يخلي سبيلهما..
-" ألن.. ألن تغادر ؟ لقد تأخر الوقت.."
-" لم نبق معا ً سوى لحظات ٍ معدودة.. هل اعتراك الملل و أنت ِ معي؟؟ ! "
- " أبدا ً.. أبدا ً.. ( تبا ً .. تبا ً) مطلقا ً يا ...... حبيبي " ( ازدردت ريقي إثر إحساسي بوصول السم إلى حلقي ! )
لم أكن لأعيره أي اهتمام في السابق لولا إصرار أمي على تغييري و إرغامي على ( طلب وده) و محاولة التجاوب معه رغم أنفي !! فهو زوجي شرعا ً و لسوف أزف إليه قريباً.. قريبا ً جدا ً..
-" حبيبتي.. هلا ّ ناولتني كأس العصير من فضلك ؟ "
-" و لكنك تمسك بكلتي يدي ّ .. هلا ّ.. ؟ " ( الحمدلله.. يبدو الفرج قريبا ً)
صاح على الفور كمن لدغته أفعى..
-" لا.. لا أستطيع.. لن أطلق سنونوات السعادة التي تقودني إلى جنة قلبك" ( لا بد من أن ابتسامة عريضة ترتسم على محياه ( المكتنز) في هذه اللحظة.. فلأرسم واحدة ً شبيهة بها على محياي (الممتعض) أيضا ً..)
-" و لكن.."
-" قلت لا يا حبيبتي"
-" سحقا ً.."
-" ماذا ؟ ماذا قلت ِ ؟؟ ! "
-" إ.. أ.. قلت.. نعم .. آآ.. لقد قلت (حقا ً ).. حقا ً .. كنت سأغضب كثيرا ً لو تركت يدي ّ
-( بعد تنهيدة ثقيلة كثقل جثته) " حقا ً يا (سوسو) ..ما أجمل الحب
-" !!!!!!!!!! !!!!!!!!!! !!!!!!!!!! !!! "
حقا ً.. أظنني نجوت..
********************
يتبع ،،،
و
د
م
ت
م
لأختكم
مزعلة النسا</font>
مواقع النشر (المفضلة)