وفي نظره عميقه إلى ذاتنا ، بعد كُل هذا العمر من التجارب في الحياة ، نجد أنّنا نحمل بين جنباتنا كنز أسطوري لم يبق منه سوى ملامح ( شوهاء ) باليــه , وننظر للبعض من حولنا وقد أغرقتهم السنون بتخاريفها الجوفاء , ونراهم لازالوا يلهثون على طريق العمر الطويل ، ويجّترون ورائهم بقاياهم ( المهترئه ) ويتنفسون وإيّانا أدخنة الزمان المتعجرفه , ليتبادر إلى أذهاننا ونحن في هذا البحر الـلانهائي...
هل أصبحنا مأساةٌ إنسانـيّه؟
هل أصبحنا مثال للأشياء عندما تتكسّر ك(نتف) الزجاج المتناثر و لا يمكن جبرها كما كانت في سابق عهدها ؟
هل نصل في نظرتنا أنّ هذا الكائن البشري وصل من الإنكسار الداخلي وبُعثرت الأشلاّء إلى حد لا يستطيع فيه أن يجمع بعضه المتكسر؟
حاله من التفكير لا توصف , نتسمّر في أماكننا في غياب عن العالم من حولنا , هذا المطلق الذي تحول إلى جبروت يهاجم كل لحظات الصفاء ليطرح تساؤلاته , مدخلاً تلك الصورة الكاريكاتيريّه المرعبه عن رتابة الحياه وعن هذه الحياه المليئة بسخافات البشر , وفي نظره آمِله نقف موقف الحياد في أنتظار يوم جديد يزفّ بُشراه القلقه ، ونبحث فيه عن ملجأ من هذا الإعصار أو منفى! .. ف( الخريطه ) الكوّنية مزهوّه بأخلاق البشر و أفكارهم ومبادئهم ، لتقف فيها ذواتنا موقف الفكره الجامحه , ( ثُــــمَّ ماذا؟ )...!
هل نكون كملايين سبقونا ، منطفئين بالفطره يأتون ويذهبون ( كالزَبَد في قالب حار) ولا يتركون أي أثر لهم في الحياة بل إن وجودهم عبء عليها أو إضافه هامشيه لا تسر ولا تضر؟
كل ما يفعلونه في حياتهم ، أنهم يملؤن حيّز ضيّق جداً ، كالحفره التي سيذهبون إليها بمعنى أنهم سيخرجون من حفره وسيذهبون إلى حفره ، قد تختلفان في الشكل لكن ( المضمون واحد )...
نخرج من هذا المنطلق الذي أقحمنا في عالم الذوات ، تلك النافذه المفتوحه التي تطل من خلالها أشباح ومخالب لتغزونا , لنخرج من هذا المنطلق وعيوننا معلقّه في أسقف هذه الحياة ، نجر خلفنا ( أذيال ) الهزيمه وطموح مبتور , نخرج وأعيُننا تدمع من جرّاء إحساسنا بصداع طفيف , وعندما سمعنا همس ذواتنا ( تصّطرخ ) , تتحفّز كل قوانا , وتستنّفر فينا الرغبه , فتدفعنا للخروج بحثاً عن ذاتنا وتحقيقاً لأهدافنا , لنعيش صدى جميل ورائع , غير آبهين بكُل تلك الصعوبات ، ووعرة الطريق وعواصف بحرنا الهوجاء ، وتلك الأفئده المريضه التي ترشقنا بمجتراتها إلى عالم مظلم , غير عابئين بأجهاضات الحلم , وتكسّر الأشرعه وأنحناء الصواري , ليبقى في داخلنا آخر وكأنه وحش كاسر لا يقبل الهزيمه حتى في ساعات ضعفه , <span style='color:Green'>و ما علينا إلاّ أن نبحث عنه في ( دواخلنا )</span> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/exclamation.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':exx:'>
مواقع النشر (المفضلة)