بأسمه ابدء
كنت احدث نفسي حين طُرق باب اعماقي طرقاً خفيفا، ففتحت ابوابها دون السؤال عن الطارق لأجد الصمتي واقفاً امامي في خجل و قد احمرت و جنتاه، دعوته للدخول الى حجرتي و مشاركتي الحديث مع نفسي، و لكن قبل كل شئ سألته عن اذا كان يريد ان يشرب شيئاً فرد بالرفض
و بعدها سألته عن سر خجله؟
أجاب صامتاً: لأني اتيت دون سابق موعد و على حين غرة
قلت له: لا عليك، فالسكرتيرتي -التي لا وجود لها اصلاً- قد اخذت اجازة وضع لعشر سنوات<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/tounge.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':p'> فليس هناك شخصاً يرتب لي المواعيد و كل من يريد الحديث الى يأتيني مباشرة
الصمت: هذا افضل
ثم لاذ بالصمت، قلت له محاولاً فتح الحديث معه: الا تمل من الصمتي يا صمتي
أجاب: احيان كثيرة و لكن ماذا افعل فهل الخشب يصبر على احتراقه برضاه
فتدخلت نفسي في الحديث قائلة: يقولون عنك انك من ذهب
الصمت: لا اريد هذا اللقب فكم عذبني صمت و لا احد يشعر بي و بألمي، الناس تستطيع ان تقول ما تشاء و لكنها لن تشعر ابداً بمدى الألم الذي يسببه الصمت في كثير من الأحيان
و هنا قلت له و نفسي: انفجر فضفض عما تشاء نحن كلنا آذان مصغية
الصمت: صمتُ على طعن المِ و جرحه لي لا لأني اردت الصمت و لا لأني لا اعرف الحديث ولكن لم اجد اذنٌ تصغي لألمي فالكل يظن ان الصمت لا يشعر، ان الصمت اخرسٌ لا يعرف الكلم لذا اتخذت الصمت صديق و ستار لألمي ليزداد صمتي صمتاً فحين رحل حبي صمتت و حين غدر بي اصدقائي صمتت و حين فارقني الجميع صمتت وحين حق للجميع البكاء صمتت و حين حق للجميع الكلام صمتت، هل تعرفان مدى الألم الذي يسببه الصمت؟ لم اعد قادراً على مزيد من الصمت لهذا اتيت اريد ان ابكي على كتف صديق اريد من يطبب على رأسي اريد من يأخذني في حضنه اريد ان اخفف عبئي فهل يحق لي ذلك
اخذت صمتي في حضني فهو صمتي و ضمتته الى في صمت، و سمعته يبكي في صمت حتى بللت دموعه ثيابي و بعد فترة شعرت ان آناته سكنت و في هدوء تفقدته لأراه قد نام في صمت عجيب فأخذته لأخلده على سرير في اعماقي و اغلقت الأبواب عليه
فهل استمعت يوماً الى صمتك و المه؟؟؟؟؟
مواقع النشر (المفضلة)