حسبت أني لن اغرق أكثر
وأن تحتي صخورا وبجانبي جدرانا
حسبت أن النجاة اختيار.. وأن الغرق طارئ مؤقت..
حسبت أن مثلي يعوم جيدا.. حتى وسط الرمال المتحركة
وأن الموت غرقا .. لا يعرفني..

حسبت أن الوقت معي.. وأن تفاصيل الزوايا أمست ملكي..
حسبت أن التأوهات التي تعلتها عيناي
وهم لا قرار له.. وأن الغرقى في بحور الألم والخيبة أغبياء..
حسبت أني أسبح مع أو ضد التيار..
وأني سمكة لها إرادة قرش..

ولكني..
لم أحسب أني محاطة بغرق من كل الجوانب
وعند كل الحواف

ها أنا الأن أطلب النجدة
تصرخ أعماقي النجدة
وتطالبني روحي بالنجدة
وأسأل من يفهمني بدون كلمات.. من يفسرني بدون اثم..
من يعرف ماذا يعني الصمت..
سينجدني.. لأني استنجد بصمتي الآن..
استنجد بصمت الكبرياء.. وعزة البكاء..
حين تقضي الحاجة أن اكون في حاجة بشر..
أنا التي لم تعرف أبدا ماذا تعني الحاجة

النجدة..
من مرارة قهر وضباب لوعة
من خطيئة لم أرتكبها
وقسوة لم أقترفها
ورغبة لم تكن لي لأطالب بها..

من محيط شرس.. يرمي بي هنا وهناك..
من موج عاث.. قاس.. يرسم كل جنونه على وجهي..
من عمق مزقني.. وتركني أشلاء
من وهم علق بي ولم أعرفه

النجدة..
لأني الأن محتاجة لساعد يتيم يحيط بي
لكف يربت على كتفي ويقول لي اصبري..
لإبتسامة.. وكلمة.. ودمعة مالحة..
وخطوة أمامية تدعوني للقفز

أحتاج لطوق نجاة.. يعلمني الغرق قبل السباحه..
أحتاج لأن أشعر أني محاطة بحنان.. بأمان ما..
ماذا يعني أمان.. أحتاج لفك رموز هذا المعنى..
هذا ما أحتاجه بالتحديد..

النجدة..
لأني وحدي لم أعد أستطع أن أصمد أكثر
كثرت الضربات
علا الموج
وابتعدت كل السفن

لم أعد ألمس تراب الشاطئ بأصابعي..
ولا تصل قدماي لمرجان الأعماق..
هذه المرة الأولى التي اعرف فيها معنى الحاجه
وهذه المره الأخيرة
لأني بعدها.. إما غريقة
وإما .. وليدة يوم جديد..

النجده..
آخر الأصوات
أول المطالب
وانتصاف الموقف
لم تعد غير لحظات
وغير انفاس أخيرة
تساندني لنجدة نفسي.. أو..
تخيب ظني وتتركني فريسة لكل بقايا البحر تفترسني..

هل.. من ينتشلني قبل أت تخذلني مقاومتي؟!
هل.. من إشارة من بعيد.. تعدني بالحضور؟!
هل.. من نجدة أخيره تعيد دمي لقلبي؟!

هل من ....

نجدة...؟!

.................................................. ...........................