كنت كلما شاهدت الرسوم المتحركه في التلفاز وأنا طفله أحسدهم على أمهاتهم،،
و كبرت وحسدت الفتيات في المسلسلات على أمهاتهن أيضاً،،
كنت أظنها مجرد أحاسيس من مخيلة المؤلفين لا غير،،
ربما لن تصدقوني،،ولكنها الحقيقة،،لم أشعر في حياتي كلها بمودة تربطني بأمي،،
كانت بالنسبة لي الوحش في الصغر،،وأصبحت العدو اللدود في الكبر،،
كنت إذا مرضت لا أخبرها خشيت أن تغضب أو تعيد سبب مرضي للعبي بالخارج،،
كنت لا أستطيع أن أسمع بوضوح،، وذلك بسبب صفعها المتكرر لي،،
كنت لا أبصر جيداً ،، وذلك بسبب دموعي التي أذرفها وأنا متوارية عن الأنظار،،
و لم أخبرها بهذا كله ،، لأني خشيت أن تحرمني من الشيء الوحيد الذي كان يربطني بالعالم الخارجي،،التلفاز
كنت أعاني من الربو ليلاً ونهاراً،، ولم أخبرها أيضاً ،، لكنها أكتشفت هذه الحقيقة بعد مرور أكثر من تسع سنوات،،و لم تبدي أهتماماً إلى أن كدت أموت بسببه مرتين،، ومع ذلك بعد شفائي تجاهلت الموضوع،،
أنا الآن أستطيع أن أفصل لي نظارة ،، ولكنها (بالتأكيد) سوف ترجع سبب لبسي للنظارة إلى هذا الجهاز الذي أعتبره صديقي،، الكمبيوتر
وسوف تحرمني منه بالتأكيد ،، لذا لن أفضل نظارة و سوف أنسى الفكرة
أنها لا تعتبرني إنساناً يستطيع أن يتخذ قرارات بنفسه وتهم حياته الشخصية،،
أنها تعتبرني دمية تفصل لي وتلبسني كما تشاء،،
تتدخل في الصغيرة والكبيرة،، حتى في ملابس النوم تريدني أن ألبس ما تريدني أن ألبس،،
فكرت أكثر من مرة في الهروب من البيت والإلتجاء في بيت آخر،،كان حلم الطفولة ،، ولا تزال الطفلة بداخلي تبحث عن ذاك الحنان،،
أقسم أن أخي أرحم منها بالنسبة لي،،
أنه أخي من الأب فقط،، ومع ذلك أحس أنه كل أهلي وعائلتي،،
ليس عندي ما أقوله عن أبي لأنه دائماً خارج البيت ونادراً ما أراه،،و لكني أذكر تلك الصفعة القويه التي تلقها خدي من كفه الكبير منذ أكثر من عشر سنوات كما لو كانت البارحه،، في تلك الليله فقدت سمعي كلياً ولم يعلم بي أحد،، كنت فقط أرى شفاههم تتحرك ولم أكن أسمعهم،، ومن ذلك تعلمت لغة الشفاه،،
منذ أسبوع فقدت أخي المحب ،، توفي بسبب نوبة قلبيه <img src="http://oasis.bindubai.com/non-cgi/emoticons/butbut.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':but:'> (رحمه الله )،،
و ها أنا ذا وحيدة من جديد،، أجلس أمام شاشة جهازي (صديقي الوحيد)،،
لم أحب أمي يوماً ،، ولم أشعر تجاه والدي بأي عاطفة،،
أقولها ولست آسفه ،،فهي الحقيقة
مع التحية
دمعة العين
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)