<font color='#000000'><span style='color:blue'>أنا (مواطن) .. أحب وطني حتى النخاع و أعتز بأني ولدت و ترعرعت على أرضه.. و لكن ذلك لا يعني أن (أرفع خشمي) على غيري و أن أنظر إليهم بنظرات ملؤها الاحتقار و الازدراء ..و لا يخولني بأن أتعامل مع من حولي بكل غطرسة و تكبر.... أنا (مواطن) و لكني سوف أقف منتظما في الطابور إن تطلب مني ذلك حتى لو كان جل أفراده من (الهنود و البنغال) حالي حالهم فارتدائي للكندورة و الغترة و العقال لا يعني أن (على راسي ريشة) و أن غيري منتفين الريش&#33;....أنا (مواطن).. إن ذهبت إلى مطعم لتناول وجبة العشاء لن أصرخ و ألم الناس حولي لمجرد أن النادل (المصري) تأخر دقيقة أو دقيتين في جلب الطعام....صدقوني أنا (مواطن) و لكني أحترق بداخلي و أنا أرى منظر امرأة (مواطنة) ترمي ثوبها في وجه الخياط (الباكستاني) و هي تصرخ بكل ما أوتيت (بلاعيمها) من قوة فقط لانه زاد فيه (إنشا) أو أنقص منه (سنتي) ... و أتميز غيظا عند رؤية مشهد فتاة (مواطنة) تتمايع عند المصمم (اللبناني) و على وجهها (أطنان) من المكياج و (الميك أب) &#33;... إن غيرتي على هذا الوطن تجعلني أفتح فمي مندهشا و انأ أرى طفل (مواطن) -توه طالع من البيضة- يطعن في رجولة عامل الكافتيريا ويتلفظ نحوه بألفاظ بذيئة.. لأنه قام بإحضار(همبرجر دجاج) بدلا من (همبرجراللحم) الذي طلبه و العامل المسكين عليه أن (يبلعها) فقط لأنه.......(هندي)&#33;</span>

<span style='color:crimson'>(الوطنية) &nbsp;التي يتشدق بها بعض الإمعات و يظنون أنهم صاروا معها من سكان القمر تجبرني كموظف ألا أفرق في المعاملة بين خميس و مصطفى و ألا أخلص إجراءات مبارك قبل بابو&#33;...و لا أعتقد أن مقداري سيقل بأي حال من الأحوال إذا ما فاصلت في ثمن سلعة ما فأنا (مواطن) "على قد حالي" ولست بنكا متحركا كما انطبع في أذهان الكثيرين..&#33;&#33;</span>

<span style='color:darkblue'>و لدت في شقة إيجار و ترعرت في شقة و يبدو أنني سأموت أيضا في شقة .....و لا يوجد عندي لا سواق و لا طباخ... لكني مازلت (مواطنا)..&#33;..سيارتي عادية...و ألتزم دوما بقوانين المرور.. و أضع حزام الأمان.. و تلوين زجاج السيارة ليس (عاكس شامل) إنما في حدود المسموح به ..و لوحة أرقام سيارتي خماسية رمادية ( كل رقم فيها يلعن الي بجنبه) ... فهل هذا يطعن في (وطنيتي)؟</span>

أ<span style='color:red'>نا(مواطن) -شاء من شاء وأبى من أبى- و لكني أشهد الله أني بريء من التصرفات المخجلة التي تصدر من قبل بعض (المواطنين) ... بريء من كل من يعيث على أرض هذا (الوطن) فسادا و هو يدعي الإنتماء إليه...بريء من جميع المظاهر الكذابة و (الفشخرة) التي ليس لها داعي و التي يتورط بسببها الكثيرون مع البنوك الربوية.. بريء من كل من يدعي (الوطنية) و هو لا يحمل منها سوى القشور.</span>

--------------------------------

<span style='color:orange'>سامحوني ...فالبداية &nbsp;قد تكون قاسية بعض الشيء... و لكن صدقوني فالقسوة في هذا الزمن.... رحمة&#33;</span></font>