<font color='#000080'>ثامناً: محطات إسلامية في مسيرة القائد
كلما حل موعد يوم الجلوس الذي نحتفل به معا كل عام، هذا اليوم المبارك الذي تولى فيه صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي يستعد المرء تفاصيل ما كان... وما حدث من تطورات مذهلة، ليدرك أن وجه الحياة قد تغير على هذه الأرض منذ ذلك التاريخ ملتمسا حجم الإنجاز والنجاح الذي حققه سموه ليس فقط في إمارة أبوظبي بل على مستوى أنحاء الدولة.
وإذا كان سجل زايد حافلا بالكثير فإن الإنجاز الأكبر بلا شك يتمثل في نموذج الإنسان، فالإنسان كان وسيظل على الدوام المعيار الأدق لنجاح أو فشل أيه تجربة.
ويوم الجلوس مناسبة للوفاء في صوره المتعدده واشكاله المختلفه، وعندما يأتي هذا اليوم ويحتفل الشعب بما يشير ويرمز إليه فأنه يتطلع بهذا الأحتفال إلى المستقبل، فالماضي والمستقبل حلقتان موصولتان بالحاضر، فما قام به صاحب السمو رئيس الدولة منذ ذلك التاريخ المجيد من ترسيخ لقيم المعاني الإسلامية يعبر عن إيمانه القوي بإن الشريعة تصلح لكل زمان ومكان، ولهذا فقد استعان بهذه التعاليم في إرساء قواعد الدستور الدائم للدولة، فهذا الدستور - كما ذكر صاحب السمو رئيس الدولة - "هو عنوان مجدها وتقدمها وحضارتها، كما أنه القانون المنظم لكل تشريعات وأخوال الدولة". وفي هذه السطور لمحة سريعة لأبرز تلك المحطات:
الشؤون الإسلامية:
تبذل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف جهدها لتقديم أفضل الخدمات لمجتمع الإمارات ودرء ما يفد إليه من عادات وتقاليد لا تتلائم مع منهجه الذي حددته الشريعة الإسلامية، فيتولى هذا القطاع الهام مسؤولية أعباء الدعوة الإسلامية واجراء البحوث والدراسات الخاصة بنشر الدعوة ومراجعة المطبوعات المعنية بالإسلام وتوجيه الخطباء وائمة المساجد بتوجيه جموع الناس إلى الإلتزام بمنهج الله عزوجل وسنة رسوله، فضلا عن قيام بتنظيم واقامة الندوات الفكرية ولاحتفالات والاسلامية والمشاركة في المؤتمرات والندوات الاسلامية العالمية.
قطاع الأوقاف الخيرية:
اسهم هذا القطاع بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة في الكثير من المجالات دعم منطلقات البر والاحسان بغية تحقيق مبدأ التكافل الانساني بين المسلمين، وقد دأبت الوزارة على تنمية مصادر الوقف الذي ينفق ريعه على عدد من المساجد، فآنشأت بذلك العديد من الإوقاف، وقامت بإرساء قواعد تحديد الوقف ودور الدولة تجاهه من خلال إنشائها هيئة معينة بالوقف ضمن آلية العمل في الوزارة وذلك في العام 1999م.
بعثات الحج والعمرة:
ويقوم هذا القطاع بالقسط الأكبر في تسهيل مهمة بعثة الحج والتنسيق مع مقاولي الحج واعداد اللقاءات المنظمة مع العاملين في هذا القطاع، سواء كان داخل الدولة وخارجها من خلال ما تقوم به إدارة الحج والعمرة التابعة للجنة العليا للحج والعمرة والمكونة من خمس وزارات معينة.
ويقوم صاحب السمو رئيس الدولة بدور بارز في ايفاد الراغبين ممن لم يسبق لهم اداء فريضة الحج، كما يوجه بإستمرار بتحمل نفقات العمرة للطلاب الاوائل والمتفوقين في دراستهم وتحمله نفقات الكثير من الراغبين في آدائها، إيمانا منه بأثرها على إستقامة نفوس الشباب، كما يأمر صاحب السمو رئيس الدولة بالإفراج عن الغارمين والمسجونين بسبب ديونهم من أبناء الدولة والتفريج عن كربتهم وتسديد ديونهم.
رعاية المساجد:
أولت الوزارة لهذا القطاع اهتماما خاصا انطلاقا من اهتمام الدولة بها بصفتها مراكز الهدى والاشعاع الفكري المستنير بنور الإسلام وقد دأبت على وضغ خطط تدريبيه لرفع كفاءة العاملين في بيوت الله ورفدهم بالمعلومات والدورات، ولعل آخرها ما تقوم به مؤسسة زايد للاعمال الخيرية والانسانية بتبني إنشاء عدد من المساجد الجامعة والمراكز الاسلامية بالداخل والخارج بهدف دعم أواصر التكافل والتراحم، وكان منها ما تم الاعلان عنه في نيروبي واستكهولم، ومن قبله في بورندي وروندا، فضلا عن عدد كبير آخر، بالتعاون مع منظمة الدعوة الإسلامية.
مشروع زايد لتحفيظ القرآن الكريم:
وايمانا من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة بدور كتاب الله في توجيه الشباب ونفوسهم تأسس مشروع زايد لتحفيظ القرآن الكريم بالدولة عام 1974 حيث تخرج منه الآلاف حتى يومنا هذا ممن يقومون بدورهم نحو الأجيال الصاعدة، وعن دوافع سموه لإنشاء هذا المركز قال: "دوافعي إيمانية، وذلك لإن الإنسان خلق الله وصنعته وهو - سبحانه - أعلم بما يصلحه في جياته المادية والروحية من القرآن الكريم، وإذا أردنا صلاحنا وجدناه أيضا في القرآن الكريم، وإذا أردنا إصلاحنا في ديننا فعلينا بالقرآن، ولذلك كان هدفي من إنشائه ربط الأجيال بالمساجد ولهذا أمرت وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف بأن تتوسع الوزارة في إنشاء هذه المراكز وأن يلحق بكل مسجد مركز منها".
المعهد العلمي الشرعي بالعين:
وبأمر من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة أمر سموه في العام 1967 بتأسيس المعهد العلمي الشرعي بالعين ليكون منارة للعلم واشعاعا للحضارة الاسلامية في الخليج وهو يستقبل أبناء الدولة وأبناء المسلمين من كافة انحاء العالم الإسلامي في أكبر تجمع إسلامي يشمل كافة الجنسيات المقيمة على أرض الدولة، وقد تخرج منه الآلاف منذ تأسيسه إلى يومنا هذا.
دار زايد لرعايا المسلمين الجدد:
وحرصا من صاحب السمو رئيس الدولة على مد يد العون لمن ضل بهم درب الحياة وهم يبحثون عن الحقيقة التي يوفرها لهم الايمان بربهم، كان انشاء الدار في اكتوبر 1982 والذي انتسب إليها الآلاف من المسلمين الجدد، حيث وفرت الدار الرعايا الكريمة لمن دخلو في دين الله وتكريسا لقناعتهم وتوطيدا لدعائم الايمان في نفوسهم لمواجهة الأفكار والتيارت المعادية التي تحاول هز كيانهم وايمانهم، وتقوم الدار باعداد الدورات التعليمية للرجال والنساء لتعريفهم بأمور دينهم، وقد أقيمت المراكز العديدة وانشئت على غرار هذا الهدف النبيل.
مركز الشيخة سلامة بنت بطي للارشاد الديني:
وتقديرا لدور سمو والدة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة أمرت قرينة صاحب السمو رئيس الدولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بإطلاق إسم سمو الشيخة سلامة بنت بطي على مركز الارشاد الديني بالاتحاد النسائي العام، لما لها من دور بارز ومهم وتخليدا لذكراها الطيبة، حيث سيقوم المركز بتقديم كافة أشكال الرعاية للمسلمات الجدد لتعزيز إندماجهن في المجتمع الاسلامي.. فضلا عن اضطلاعه بمهمة توعية هؤلاء المسلمات.. من مختلف الجنسيات.. بضرورة التمسك بآداب وأخلاقيات الإسلام منهجا والأخذ بتعاليمه ممارسة وسلوكا.
مفهومه للوحدة الإسلامية والحوار مع الغرب:
ويؤمن صاحب السمو رئيس الدولة بأن ما عانته الشعوب الاسلامية من تجرب مريرة عبر التاريخ، يعود إلى عدم وحدتها، وإن الوحدة هي الطريق إلى الانتصار، وإن الأمة الإسلامية مؤهلة بكل إمكانياتها لهذا الغرض ونادى - وما زال ينادي - بأهمية قيام سوق عربية مشتركة لمواجهة التحديات التي تحدق بالأمة من كل حدب وصوب.
كذلك يؤمن صاحب السمو رئيس الدولة بأن العالم العربي ليس بحاجة إلى أمة يسترشد بها، فهو يتقبل المجتمع التكنولوجي بمزاياه، ولا يمكن أن يقبله ليفرض عليه الطابع الغربي. لأن قيم ديننا تحث على المعنة والتقدم والكرامة، داعيا إلى تسخير كل الطاقات من أجل اثراء حوار نافع يعود إلى انباء آدم بالتقدم والرقي.
</font>
مواقع النشر (المفضلة)