<font color='#000000'>.::: بسم الله الرحمــــن الرحيم:::.
الســــــلام عليكم ورحمـــ الله ـــــة وبركاته ..
تميز الزواج في الماضي باحتفالاته ومراسيمه البسيطة الرائعة، فالزواج فريضة
حث عليها الإسلام الحنيف، ويعد من أسمى العلاقات الاجتماعية التي تربط
الزوجين والأصهار والغرباء أيضاً داخل المجتمع الواحد.
فحينما يعقد الأهل النية على تزويج ولدهم فانهم يبحثون له عن فتاة تنتمي إلى أسرة
كريمة وقورة تتحلى بصفات الدين والأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة . وكانت مهمة
البحث عن الفتاة المنشودة تقع على كاهل الخاطبة أو الرسول ، وهي امرأة ذات عقل
وفكر ولباقة لديها القدرة على تقييم الفتاة ، وتتحلى أسرتها بالصفات التي كان المجتمع
ولا يزال يعطيها اعتباراً خاصاً. فبالنسبة للفتاة فان الجمال والخلق الحسن والدين صفات
لا بد منها لأهل الشاب المقبل على الزواج كما أن سمعة الفتاة وأصالتها ونسبها ومكانة
الأب الاجتماعية وما يتمتع به من خلق كريم وسلوك حسن هي أيضا ما تشترطه
عائلة العريس ، وقد لا يكون للخاطبة أي دور في إتمام عملية الزواج أو حدوثه إذا كان
الزواج من الأقارب، إذ حرص الناس - قديما على مصاهرة الأقارب كأن يزوج الأب
أبناءه من بنات أخيه أو أخته أو أبناء عمومته وذلك زيادة في الترابط الأسري والتماسك
العائلي.
وفي حالة الاستعانة بالخاطبة، فإنها تقوم بزيارة ودية لبيت أهل البنت، وربما دخلت عليهم
حين غفلة فرأت البنت وجها لوجه , لأن من العسير الالتقاء بالبنت البكر لإقامتها في محل
خاص وعند جلوسها مع أهلها وذويها ودخول امرأة أجنبية تقوم مسرعة إلى مسكنها، فإذا
رجعت الخاطبة إلى أهل العريس أخبرتهم بجميع ما رأته . وعلى ضوء تقريرها يقرر أهل
العريس الخطبة أو البحث عن أخرى ، فإذا رغبوا في خطبة البنت ذهبوا إلى منزل أبيها أو
من يقوم مقامه فكلموه في ذلك فيرحب بهم ويعدهم برد الجواب ، فإذا رجعوا من عنده شاور
أهل بيته وفي مقدمتهم أم البنت، أو انفرد برأيه في الرد والقبول ، وعند عدم الرغبة في
تزويجهم يلتمس عذراً لحسن التخلص .
<span style='color:Red'>صور للرزفه</span>
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وفي حالة تمام الموافقة على بركة ا للّه بين أهل الشاب وأهل البنت
فالصداق متفق عليه، فقد كان صداق الفتاة البكر يتراوح بين سبعة توامين، وأربعين
تومان، وسبعين توماناً. في حين أن التومان يساوي ثمان ريالات، ويتكفل العريس بدفع
"الزهبة" وهي دراهم محدودة تدفع لجهاز البنت من ثياب وزينه وتختلف باختلاف حالة
الناس المادية ومكانتهم الاجتماعية، كما يتكفل العريس بتجهيز متطلبات حفل الزواج وفي
مقدمتها الوليمة. يستغرق الاحتفال بالزواج سبعة
أيام للأغنياء والمقتدرين، أما الفقراء
فتكون ثلاثة أيام متتالية تبدأ يوم الأربعاء وتنتهي يوم الجمعة.. تقدم خلالها الولائم
للضيوف والمدعوين وتتشكل الولائم من مختلف أصناف الحلوى والهريس والطبق
الرئيسي هو الأرز (العيش) واللحم المشوي في حين يتم إحياء رقصات العيالة والرزفة
الوهابية أيام العرس
حتى ساعة متأخرة من الليل. وتحتفل النسوة بالعرس داخل " الحاضر " وهو خيمة كبيرة
من شراع السفينة (طربال) تقام وسط البيت تتجمع فيها النسوة فيشاهدن ملابس العروس
وجهازها الذي أحضره المعرس أو العريس وتقوم امرأتان مكلفتان من قبل أهل العريس
فيستعرضن الكسوة أمام النسوة وتقدم المفاتيح لأم العروس ويتناولن المأكولات الشهية
, عادة ما يخصص يوم الأربعاء أول أيام العرس لاحتفال النسوة وابتهاجهن , أما يوم
الخميس فيكون يوماً عاماً للجميع في بيت العريس " فإذا كانت العروس من قرية أخرى
ركبوا الإبل والحمير ونقلوها في موكب تزغرد فيه النساء وتتصاعد أصوات الرجال
"بالرزفة" يتخلل ذلك صوت البنادق وتهيأ للعروس ناقة تركبها رديفة امرأة ثم عند
وصولهم قال أهل الزوج لمساعديهم (أغرفوا للضيوف ) أي أعدوا المائدة ثم
تقدم الصياني
عليها اللحم والأرز للحاضرين ويهدى الجيران منه، فإذا فرغوا من الطعام قالو
للبنات الأبكار
زميلات العروس . ثم تبدأ استعدادات العروس باختيار امرأة تقوم على
خدمتها قبل العرس بإسبوع حيث تقوم بوضع الحناء لها، ويدهن جسمها بالنيل.
<span style='color:Brown'>نقش الحنا للعروس</span>
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وفي ليلة العرس تستحم وتغسل شعرها بالسدر المطحون، كما
يغسل جسمها من النيل حتى يزول النيل عنها، ثم تقوم المرأة القائمة على خدمتها بتدخينها
بالطيب الخاص المعد سابقاً، وترتدي العروس ملابسه خفيفة، إذا كان الطقس حاراً أو
سميكة إذا كان الطقس باردا، ولا يحق لها أن ترتدي ذهب أو حلى أو تتدخن أو تتعطر
قبل يوم العرس
وفي مساء يوم العرس تقام الاحتفالات من الساعة التاسعة حتى الحادية عشر ويتناول
الحاضرون طعام العشاء ويشربون القهوة ، بعد هذا يدخل العريس مع أهلهَ لغرفة
العروس وتسمى الكلة "حيث تجهز بأن تحضر كل جارة من الجارات شيء مثل
المطرح أو المخدة أو المنظرة (المرآة) أو الفراش! وتجهز غرفة العروس بهذا الشكل".
فيباركون له ثم يخرجون، وتكون العروس في غرفة أخرى لا يراها إلا المرأة المكلفة
بخدمتها، حيث تزفها إلى زوجها هي وإما إحدى خالات العروس أو قريباتها وذلك قبل
أذان الفجر بنصف ساعة ويقال أنة قديما كانت العروس تزف محمولة داخل سجادة
تحملنها أربع خادمات وتدخل على العريس وتوضع في وسط الكلة (الغرفة) تظل العروس
عند العريس إلى الساعة التاسعة صباحأ وتأتي النسوة ليأخذنها عنه ويطلبن منه ما يسمى
(بزفة الضحى) وهى عبارة عن فلوس أو أي شيء لديه، ثم تحمم (تأخذ حماماً) المرأة
العروس مرة أخرى ويلبسنها أفخر الملابس ، وتزين بالذهب، ويعطرنها، ويدخنها، و
يدخلنها على الزوج بعد صلاة الجمعة . ويقدم العريس للعروس صباح يوم الجمعة
هدية حسب ذوقه ومقدرته المالية " وفي المساء تخرج العروس من غرفتها وقد تزينت
وتجلس فوق فرش خاص، وتتوافد النساء لمشاهدة العروس والمباركة لها ويدوم هذا
الحال لمدة سبعة أيام.
وبعد ذلك تذهب العروس لبيت العريس مع أغراضها فيقيم أهل العريس مأدبة غداء
احتفالا بقدوم العروس مع أهلها ويدعون للحفلة الأهل والأصدقاء المقربين، ولا تحضر
أمها معها، ولا تأتي إلى منزل العريس إلا بعد فترة. وتقوم نساء الفريج (الحارة) بزيارة
العروس بهدف مساعدتها على تقبل الحياة الجديدة بالتدريج .
<span style='color:Red'>مندوس العروس</span>
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
والسموحه منكم واتمنى اني وفقت في طرح الموضوع <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/smile.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':)'>
مصدر الموضوع : كتاب تراثيات
الكاتب : الأديب عبدالله راشد الجروان</font>
مواقع النشر (المفضلة)