<font color='#F660AB'><p align=center><font color=#996600>.وتقول لها الممرضه ..: هند .. انا راح ارجع لك بعد عشر دقايق على شان على شان ارجعك الغرفي ..

هند وهيه تبتسم ..وتحط يدها على يد الممرضه ياللي كانت حاطه يدها على كتف هند مثل ياللي يشكرها .. رضبت الممرضه على يد هند ضربات حنونه مثل ياللي يقول لها العفوا .. وتطلع ..

هلال وهو يبتسم ..: هاه ابوعسكور .. كيف الامور بعد ما استقلت ..

سعيد وهو يبتسم باحتقار لهلال باللي سواه في امه ..: احسن من يوم كنت في شركت ابوي ...

هلال وهو يبتسم ..: بل .. صارت الحين شركه ابوك &#33;

سعيد وهو من داخله وده يقول انه هالانسان حقير .. وخصوصا من يبتسم هلال .. بس ما يقدر يقول هالكلام عن لا تتأثر هند .. ما درى انه حتى هند معاتبه على ابوها .. : وليش .. عندك شك ..انته سيد العارفين بالموضوع كله ..

هلال وهو يبتسم ..: سعيد .. لهاي الدرجه تكرهني ...

سعيد وهو يناظر في هلال .. : انا عمري ما كرهت الانسان باللي يسويه فيني .. بس انسان يتطاول على امي .. عمري ما اغفرها له .. ولو كان اخوي ولد امي وابوي ..

هلال وهو ينزل راسه ..: بل يا سعيد .. الدنيا غيرتك .. انته موب سعيد ياللي اعرفه ..

سعيد وهو يحط يدينه على بعض مثل ياللي مش ماثر فيه كلام هلال ..: وليش ما تقول انه ادنيا هيه ياللي غيرتك انته يا هلال .. اول شي تبريت منا انا وامي في وقت كنا نحتاجك .. وثاني شي ظلمت امي ويدتي حقهم ..في الاخير تتبرا من عبدالله .. ابوعبدالله .. كنت اعزك معزه اب .. والله شاهد على هالكلمه .. بس للاسف .. صرت اشوف جوانب مظلمه تغطي على النور ياللي اشوفه قدامي .. اشوف ورا النور .. نار&#33;&#33;.. تلهب .. وتحرق كل من يقترب منها ..

هلال وهو يبتسم بكل بروده لانه دومه قوي .. ولا راح تكسره كلمه سعيد .. : وشنو المطلوب مني &#33;&#33;

سعيد وهو ينزل راسه ..: انا ما بقولك شنو المطلوب ما دمت لين الحين موب مقتنع باي خطوه جديده من خاطرك تسويها .. انته شوف ياللي صح وسوه .. وانا ما بعلمك .. انته اكبر والمفروض تكون احكم ..

هلال ما كان يبي يقول انه بسوي كل شي لعبدالله .. لانه ابومحبه كلمه في الموضوع .. وكان يبي يسوي كل شي خلف الكواليس .. على شان ما يقولون انه هلال سوى على شان سمعته .. فسكت .. بس هلال قال بكل بروده ..: سعيد .&#33;&#33;.... ما قد سألت نفسك ليش انا اعزك .. واقدرك .. ما سألت نفسك ليش اشاورك في اموري الخاصه ياللي عمري ما قد فاتحتها لاي احد .. سعيد .. اسأل نفسك قبل .. كيف قبلتك في شركتي واوراقك ناقصه .. حتى الاسم موب كامل .. الظاهر انه هالامور ما حبيت تسأل نفسك فيها ..ولا انا غلطان &#33;&#33;

ارتسمت ملامح التعجب في وجه سعيد .. حس بنفسه يتسأل هوه الثاني في هالامر .. بس نزل راسه ولفه بعيد عن مكان وقوف هلال وخليفه ..

هلال وهو يبتسم ويجاوب ..: سعيد .. انا استرحت لك من يوم ما شفتك في المستشفى .. ايام حادث عبدالله .. شفت فيك عزه النفس .. الاخلاق .. الطيبه .. السمه ياللي اي واحد يتمنى انه يشوفها في موظفينه .. انا ماسألتك عن ابوك .. بس من طبيعي كوني مدير احب الافضل لشركتي بعد الحوادث ياللي مرت عليه اني اراجع اوراق الموظفين الجدد على شان اختار منهم ياللي يصلح لي والافضل..

سعيد وهو بدى يناظر هلال بتعجب في اللحظه ياللي خليفه بدت نظارته تدور بين سعيد وهلال .. وكان خايف انه هند تسمع الموضوع .. بس هند طلبت من الممرضه تصكر الباب بينها وبين هلال وسعيد وخليفه .. ما تبي تسمع صوت ابوها ..

هلال وهو يبتسم..: شفت وعرفت انه قصتك قصه .. وخصوصا اني اعرف انه شوق ما لقت ولدها .. هذا ياللي اعرفه ..

سعيد وهو يقاطلعه ..بنبره حاده ..: وليش ما اكون واحد ثاني .. ليش ما اكون صدق من الملجأ ياللي العالم تحتقرهم ..

هلال وهويبتسم ..: وليش ما تكون ولد شوق .. انته ليش شفت الناحيه الثانيه ..

سعيد وهو يتعمق اكثر ..: وشنو يظمن لك ..&#33;&#33;..

هلال .:. وليش ما اظمن .. سعيد .. انته جوازك موجود في ملامح وجهك .. ياللي يعرف حمد وشوق .. مثلي .. يظمن مليون في الميه انك ولدهم ..

سعيد وهو يحتقر هلال ..: وشنو قصه ولد الشوارع ياللي ملفقينها عليه وانا صغير .. ومتهمين امي في عرضها &#33;&#33;&#33;

هلال وهو كنه هالكلمه افحمته .. ما عرف كيف يجابوها غير انه يقول ..: ماضي وانتهى ..

سعيد وهو يمشي جنب هلال ..: ماضي بالنسبه لك يا هلال .. اما بالنسبه ليه .. هوه الحاضر .. والشي ياللي راح اسويه هوه اني ارجع كرامه امي .. وكلامك انته وحصه في عرضها ما راح افوته .. او اني انساه .. هذا عرضي .. وانا ما ارضى في عرضي المهانه ..يوم انها ضعيفه ولا لها عزوه الكل نهش لحمها .. والحين .. وبعد ما كبرت وصرت قادر ارجع لها كرامتها .. اشوفكم سكتوا ..

حس هلال بنبره سعيد في التحدي .. حس بنفس اسلوب اخوه حمد .. اغمض هلال عيونه وهو يبتسم ..: هل معناته انه تحدي ..&#33;&#33;

سعيد وهو يمشي من هلال ..:اعتبره مثل ما تعتبره .. حقي راح اخذه .. وكرامه امي راح ترجع .. ويكون لعلمك .. انا ما راح انسى اي شي مضى وطاف .. وياللي كان امبينى .. انا اعتبره ماضي وانتهى على قولتك ..

ويمشي سعيد في اللحظه ياللي خليفه ودع بنظرته هند ومشى وهو يبتسم في وجه هلال .. لانه خليفه يعز هلال بشكل .. ولا ينسى معروفه ياللي يسويه لهم .. وفكر خليفه انه يصلح ذات البين بين هلال وسعيد ..وترجع المياه لمجاريها ..

في هذي اللحظه دخلت الممرضه على هند ..

الممرضه وهيه تبتسم ..: يالله يا اختي.. خلينا نروح ..

ولا بهند تبكي ..وهيه مغطيها وجهها بيدينها ..

الممرضه وهيه خايفه على هند .: اختي .. شو بيكي &#33;&#33;..

هند وهيه تبكي .: ما فيه شي .. ما فيه شي ..

وتمسح هند على عيونها في اللحظه ياللي تقربت منها الممرضه وهيه تقول

الممرضه ..: اختي .. اهم شي راحه بالك هاليومين بس .. على شان تطلعي من المستشفي .. وبعدها الله كريم ..

وتمسح هند عيوها ..وتتقرب من سلومي وتحب راسها .. حست هند انها ما تقدر تلحق جسم سلومي من كثر الاشياء ياللي التحمت بجسدها .. اول ما طلعت ولا بالدكتور قدامها يراجع الملفات ..

هند وهيه تبتسم وتسال الممرضه ..: اختي .. هل هذا دكتور سلومي .. &#33;&#33;..

الممرضه وهيه تلتفت في الورقه ياللي برا وتشير على اسم الدكتور ..: ما بعرف .. خلينا نسألو ..

وقفت هند ومعاها الممرضه ياللي تسندها جنب الدكتور في اللحظه ياللي الدكتور صكر الاوراق وابتسم لهم ..

هند وهيه تسأل ..: عفوا دكتور .. هل انته دكتور الغرفه ياللي في اخر الممر ..

الدكتور وهو يبتسم ..: ايوه .. اكيد انتي اخت المريضه ياللي في القسم النسائي &#33;&#33;

هند وهيه متعجبه .. بس عرفت انه هلال قال كل شي للدكتور ..: ايوه .. ممكن اعرف حاله اختي &#33;&#33;

الدكتور ..:. اختي .. انا ما اريد اضيق صدرك .. وخصوصا انه اعصابك تعبانه مثل ما فهمت من الوالد ..

هند وهيه تصر وتسأله بكسور خاطر..:.. دكتور الله يخليك..اعصابي بروحها بتتحطم لو ما عرفت حاله اختي .. على الاقل ما بيلعب بي الخيال وبعرف حالتها الحقيقيه ..

الدكتور وهو ينفخ مثل ياللي ما يبي يحطم هند .. لانه شكلها كان تعبان .. وكلامها صح .. لو قال لها الحاله سلومي .. على الاقل ما راح تفكر اكثر من ياللي راح تسمعه .. ويفتح الدكتور الاوراق .. وهو يقول ..

الدكتور ..: هممم .. اختي .. بكون واقعي وصريح معاكي .. بس انتي تتحملي المسؤوليه لو صار فيكي شي لا مسح الله ..

هند وهيه مصره .. انا مستعده بس راجوك .. ارجوك .. لا تخبي عليه شي ..

الدكتور وهو يفتح الاوراق وتعمق فيها ..: اختي .. الصراحه اختك عندها ضعف شديد في جهاز المناعه .. بسبب سوء التغذيه.. وخصوصا انه الماده ياللي شاربتها مثل ما هوه مكتوب عندي في الاوراق .. سبب لها قرحه في العده .. لانها كانت ما تكل شي .. وهذا راح يهبط من نشاط المعده ..

هند وهيه خايفه ..: يعني الحين فيه امل لعلاجها ..&#33;&#33;&#33;..

الدكتور ..وهو يبتسم ..: كل شي بامر الله .. وان شاء الله راح تقوم بالسلامه .. بس حاليا هيه في غيبوبه .. ونحن نريدها تقوم علىشان تبدى في تغذيتها بالشكل الصحي ..

هند وهيه تقاطعه ..: متى راح تقوم من الغيبوبه ..

الدكتور ..: والله ما اعرف يا اختي ..لانه امر الغيبوبه عند رب العباد.... ومثل ما اشوف انه نبض قلبها على نفس المعدل من اول ما جابوها ..يعين اعطينا كمن يوم ..وراح نشوف ياللي نقدر عليه ..وان شاء الله تقوم بالسلامه ..

هند وهيه خايفه ..: دكتور .. هل فيه شي انتوا خايفن منه ..

الدكتور وهو ينزل راسه .:. تبين الصدق ..

هند وهيه متحسمه .: ارجوك كون صريح معاي .. وانا مستعده اتحمل كافه المسؤوليه ..

الدكتور ..وهو يبتسم بطيبه .على شان يعزي من هند ..: اختي .. انتي تشوفين انه سنها صغير .. والصغار ياللي في سنها محتاجين تغذيه وعنايه .. وانا اشوف من حالتها انه الكل مهملها لانه سوء التغذيه كان فيها من مده طويله .. رغم اني فاحص الانزيمات .. وجسها طبيعي .. بس فقر الاغذيه ياللي كانت تاكلها من المواد المغذيه اثر عليها .. واخاف تطول في الغيبوبه اكثر .. لانه هذا مش في مصلحتنا .. ولا مصلحتها

هند وهيه تقول بخوف ..: شنو اسوء نتيجه لهاي الغيبوبه ..

الدكتور ما جاوب .. بس نظرته كانت الجواب يوم نزل عيون للارض وهو يلتزم الصمت ..

في هذي اللحظه عرفت هند انه الجواب " الموت" .. الموت لطفله صغير .. طفله ما تجاوز عمرها الخمس سنوات .. بدت هند تنتفض لين طاحت عليهم .. طاحت وتم نقلها للغرفه وهيه في حاله تعبانه .. عرف هلال انه هند اصرت على الدكتور انها تعرف كل شي كونها اختها .. وهلال ما لامه لانه يعرف عناد هند .. وانها ما راح تخلي الدكتور الا يوم تاخذ حقها منه

مر اليوم طبيعي وعادي .. ما فيه شي .. ودخل اليوم ياللي بعده

وفي قسم التحقيق .. كان سعيد عند الضابط بروحه .. لانه خليفه ما قدر يسير معاه بسبب ظروفه ..وانشغاله بامور ثانيه

الضابط وهو مستغرب ..: واخيرا احد سأل عن المتهم &#33;&#33;

سعيد وهو يبتسم باحراج .. : نعم يا اخوي ..ممكن اعرف تفاصيل القضيه على شان اوكل محامي لولد عمي ..

الضابط .. : اخوي ..انا ما اقدر اقول لك شي لين تثبت لي يا اما بليسن او هويه على انك ولد عمه .. لانه هالامور ما يسمح انه احد يعرفها غير اهل المتهم ..

سعيد وهو يطلع الليسن ..: وهذا الليسن يا اخوي ..

الضابط وهو يشوف الهويه ويرجعها لسعيد ..: زين .. فيه بعض الاخبار الطيبه .. وفيه بعض الاخبار ياللي ما تسركم .. شنو تحب تسمع قبل ..

سعيد وهو متحمس ..: الاخبار الطيبه .. طبعا ..

الضابط المحقق ..: اسمعني يااخوي .. نحن بعدنا نحقق .. ولين الحين ما خلصنا .. وعلى حسب علمي .. انه الخادمه ياللي انقتلت .. كانت بالاصل ميته &#33;&#33;

في هذي اللحظه انصعق سعيد &#33;&#33;.. ما عرف شنو ياللي حصله .. انتبه لنفسه انه قايم من مكانه وهو يقول ..بصدمه .: شنو &#33;&#33;.. ميته بالاصل &#33;&#33; يعني عبدالله ما قتلها &#33;&#33;

الضابط وهو يبتسم ..: ايوه .. هذي بشرى لكم .. الخادمه كانت بالاصل ميته .. وعلى شان جيه ما قاومت ولا تحركت .. سألنا وحققنا مع عبدالله .. بس عبدالله ما يتذكر شي .. كل ياللي يتذكره انه طعنها وبس .. وطلع للصاله ولاقى امه ياللي شافته وفزعت ....ونحن مصدقينه لانه عند البلاغ عن الجريمه في بيتهم .. المتصل ياللي كانت امه .. نست السماعه على الخط .. ونحن بطبيعتنا .. نسجل اي مكالمات تجينا .. وسمعنا كل شي .. يعني سمعنا تفاصيل الجريمه وصراخ الشاهدين على الجريمه

سعيد وهو يطلب من الضابط ..: اخوي .. ممكن اسمع التسجيل ..

الضابط ..: اسف .. حاليا ما اقدر ..

سعيد ما اصر عليه .. بس قال له ..: وشنو بعد صاير ..

الضابط وهو يكمل ..: حققنا مع الخادمه الثانيه .. بس حاليا عندها انهيار عصبي .. وكله تبكي وتبي تتسفر لبلادها .. ما تبي تجلس واو ترجع تشتغل في مكان الجريمه ..

سعيد وهو يسأل بحماس ..: زين .. ما تقدرون جبرونها &#33;&#33;

الضابط ... : اخوي .. اجبارها على قول شي هيه ما تبي تقوله راح يأثر على مجريات القضيه .. وراح تنقلب على ولد عمك بدل لا تكون له ..ونحن نبيها تقول كل شي بثقه انه ما فيه احد راح يأذيها لانها خايفه الحين من عبدالله ..

سعيد وهو مندمج مع الاخبار الطيبه ياللي كان خايف انه ما يسمعها ..: وكيف الخادمه كانت ميته ..

الضابط وهو ينزل راسه ..ويطلع من الملف ورقه اشبه بها برساله ..وهو يقول ..: أخوي .. الظاهر انه الخادمه عندها حساسيه قويه من ماده الكلور .. وتأثر عليها بشده .. ومن الطبيب الشرعي ياللي وصلتنا تقاريره .. قايل انه المتهمه كانت شاربه ماده الكلور وميته بسبب الحساسيه من هالماده القويه قبل لا يجيهم عبدالله تقريبا بساعه وحده بس .. وهذا من حسن حظ عبدالله .. و لقينا هالرساله في مسرح الجريمه .. ومكتوب فيها كل شي بخط المجني عليها ..

سعيد وهو يمسك الرساله ..ولا فهم شي من خطها .. بس الضابط قال له ..

الضابط وهو يطلع ورقه ثانيه .. وهو يقول: هذي ترجمه للي كتبته المجني عليها ..

مسك سعيد الوراقه وبدى يقراها .. كانت الورقه مطبوعه بحروف بالحبر العادي .. بس كلماتها من دم ونقاطها من دمع .. كانت الرساله مكتوبه لترسل لعيالها .. بس الموت كان اقرب لها ..

الرساله ياللي كتبتها ميري

**********************
ابنائي الاعزاء

اكتب لكم هذه الرساله .. وانا اموت .. لم يبقي شيئا لاعيش من اجله .. باتت قواي تخور .. بدت اموت لحظه بلحظه .. لم اعد ارغب بالعيش .. تركتكم لابني لكم مستقبل .. بذلت كل جهدي .. ولكن تقف الايام ضدي .. حاولت جهاده ان اسهر الليل لكي تلقون لقمه العيش في النهار .. ولكن بت انام وانا اخاف ان لم اسمع نداء سيدتي القاسيه ولا اقدر ان البي لها طلبها بسرعه .. لانه ان لم البي .. سوف يكون عقابي وخيما .. بت اراها في احلامي الورديه لتنقلب لكوابيس .. بت اسمع ندائها في كل لحظه .. حتى وان لم تكن في البيت معنا ... هاهي الان تصرخ في غرفتها كالمجنونه .. لا عرف ما سبب صراخها ..حاولت ان افهم .. ولكن لم تتقبلني كانسانه تفتح قلبها لي .. بل تعاملني كما يعامل الكلب في حضيره التأديب ..

اما الان .. قررت ان ارحل .. وامل ان تصلكم رسالتي وانتم بالف خير .. سوف ارحل من عالم الظلم يالذي اعيشه .. لعل ربي يجعل لي مكانا في احضان الجنان .. اتمنى ان يعوضوكم بشيء من المال على موتي .. فسيدتي "هند" عطوفه ..وكريمه.. ولكن عندي وصيه .. وصيه اتمنى ان تعملوا بها .. الا وهيه ادرسوا .. كافحوا الحياه بكل ما تستطيعون من قوله .. حتى لا ينتهي بكم الامر كما انتهى الامر بامكم .. ماتت وهيه تحت ارجل الناس الذين لا يملكون رحمه ولا قلوبا تنبض بالعاطفه .. ونصيحه اخرى .. لا تسافروا للعمل في الخليج .. اصبحت العالم تتعامل معنا كحيوانات اكثر منا كبشر .. يروننا فيستسغروننا .. لم يحاسبوا للظروف التي نمر بها والتي اجبرتنا على هذه الحال .. اما الان ..حان وقت الفراق بيني وبين هذا الظلم ..

وداعأ يا احبتي ..

امكم المظلومه .."ميري"
**********************

سعيد وهو منصدم من الحاله ياللي كانت فيها ميري .. لهاي الدرجه كانت متحطمه &#33;&#33;.. ومظلومه من حصه &#33;&#33;... بس سعيد ما استغرب .. ما دام ظلموه وهو وامه .. ياللي من لحمهم ودمهم .. ما بالك بغريب &#33;&#33;..

التفت سعيد في الظابط وهو يقول ..: اخوي .. هل انتوا حققتوا من انها هيه ياللي سممت سلمى اخت عبدالله ياللي ارتكب الجريمه لهذا السبب ..

الضابط وهو ينزل راسه ..: هذا هوه الخبر ياللي موب زين .. لانه مثل ما قلت لك .. فيه اخبار طيبه واخبار موب طيبه ..

سعيد .وهو متعجب ..: يعني &#33;&#33;

الضابط .: اخوي .. نحن ما نعرف هل ميري ياللي سممت سلمى .. ام سلمى بروحها شربت الماده .. يعني تبعت المجني عليها في ياللي تسويه ... يعني كنوع من التقليد ياللي يسوونه الصغار هالايام يوم يتبعون واحد باللي يسويه ...لانه لين الحين ما بين شي لنا انه ميري هيه ياللي سممت سلمى .. وخصوصا انه الشاهده لين الحين في حاله صدمه .. ولا نقدر نسألها لانه الطبيب يبالها الراحه لين تهدى اعصابها .. واما الطفله مثل ما اعرف انها الحين في غيبوبه . وهيه بيدها الحل .. يعني ما نقدر نقول اي شي .. او نسوي اي شي لين تهدا الشاهده .. وتقوم الطفله .. وتخبرنا باللي صار لها ..

سعيد وهو خايف من السؤال الثاني ..: اخوي .. انا ابا اسألك سؤال .. وان شاء الله اسمع الخبر الشافي معاك ..

الضابط وهو يبتسم .:تفضل ..

سعيد .. وهو بدى يربتك .: اخوي ..انتوا قلتوا انه المجني عليها ميته بالاصل .. وعبدالله حضر بعد موتها .. هل هذا معناته انه ريئ&#33;&#33;&#33;

الضابط ..: ما اظن يا اخوي .. لانه قام بالطعن .. ولو كانت الضحيه حيه .. كان ماتت على يدينه .. بس هذا راح يخفف عنه اشياء في القضيه .. يعني ما راح ينعدم او ينسجن على ما اعتقد مدى الحياه .. ما اقدر افتيلك يا اخوي .. بس هالامر بيد القاضي .. وهو يشوف القضيه بعد ما نخلص من المور ياللي بيدنا .. بس اخوي .. استعجلوا لانه الامور من اولها تكون اهون بدلا لا تجون في الاخير .. لاني على حسب علمي . انه ما فيه احد سأل عن القضيه بالمره ..ولا حتى ابوه ولا واحد من قرايبه ..كنهم تبروا منه .. وهذا مش لمصلحته ..

نزل سعيد راسه وهو يقول في خاطره ..: اي والله .. الكل تبرا منه مسكين .. بس الله كريم .. وربي بيكون عنده

مرت فتره سعيد يتناقش مع الضابط .. ويسأله عن التفاصيل .. وفي النهايه قرر سعيد انه يروح ويوكل محامي .. وهذا راح يسهل عليه مهمته .ويحاول انه يدخل على الضباط الكبار .. ولو ما قدر .. كان يفكر انه يدخل على الشيخ "محمد بن زايد " (ربي يحفظه ) او احد من الشيوخ الكبار ويكلمه في الموضوع .. عسى يخلص منه على خير .. طلع سعيد وزار عبدالله .. وطبعا ياب له ثياب لانه تقريبا نفس قياس سعيد .. وبشره انه الامور راح تخلص على خير .. بس ياللي احزن سعيد انه عبدالله يوصي سعيد على اخواته .. مثل ياللي يودع .. حس سعيد بثقل في هالوصيه .. لانه هند ما راحت ترضا باللي راح تسمعه عن كلام عبدالله .. وخصوصا انه ابوها ما يخليها بروحها .. وطول الوقت عندها .. حس سعيد انه عبدالله كلامه مثل ياللي يعرف انه العلاقه بين اخته وابوها ما راح تكون على خير بعد كل هالامور ..

اما هلال .. فكان خلف الكواليس يخلص الامور عن لا تكون العالم خايف بس من الكلمه ياللي قالها وانه خايف انه العالم تتكلم عليه بشي من الكلام ياللي ما له معنا ..

مرت اربع ايام ..

بشر خلالها الدكتور انه سلوم في تحسن مستمر .. ويمكن تقوم خلال الايام الجايه .. بس ما يندرى متى راح تقوم....ما زاد خلال هالاربع ايام اي شي زياده .. غير انه سلوم راح تقوم.. وهند بدت تتحسن .. وصارت تقوى اكثر واكثر وخصوصا انه منال والعنود وعايشه ونوره ومحبه يزورنها بين اليومين مره ..ويتطمنون عليها..

بدت الايام تمر ..

بدت الاشياء ياللي حول سلومي من الانابيب المغذيه والمتابعه لحاله سلوم تبعد عن جسدها .. وبدت نبضات القلب عندها تتحسن .. وفي تطور ملحوظ .. في هذي الفتره .. كانت هند ما تفارق سلوم .. كانت جالسه في المستشفى .. في غرفتها .. لانها لين الحين يلاحظون حلاتها .. دخل هلال على هند وهو يحاول انها تكلمه هالمره ..

هلال وهو يكلم هند ياللي كانت على الفراش ..: هاه هند .. كيف تحسين اليوم ..

هند ما قالت له شي غير ناظرته بنفس النظره من قبل .. بدت نظرات هلال تفقد الصبر .. ما عرف شنو ياللي حصله .. وصرخ على هند بقهر .: هند .. ليش انتي تتعاملين معاي بالطريقه .. ليش &#33;&#33;.. انا شنو سويت فيج ...

هند وهيه تناظر في ابوها كانها كلامه عادي .. صارت متعوده عليه ولا تحسب بقهره ..: كيف تباني اتعامل معاك عيل .. ما اعرف .. هل اتعامل معاك كأب .. بس خوافتي تستوي فيني مصيبه اول من يتركني في هالمصيبه انته .. مثل ما سويت في عبدالله وطاوعك قلبك راح يطاوعك قلبك عليه .. يعني ما فرقت .. سواء انا ولا غيري ..

هلال ما قدر يقول شي .. لانه هوه لين الحين بالنسبه لهند تارك عبدالله .. ما درت انه ابوها موكل اقوى المحاميين على شان قضيه عبدالله .. بس طبعا خلف الكواليس .. ولين الحين يتابعون القضيه من من دون علم اي احد ثاني .. سكت هلال ولا قال شي .. غير انه ابعد وجهه عن هند ..وقال وهو مغمض عيونه مثل ياللي منصدم

هلال وهو عيونه حزينه وهيه مغمضه ..: هند .. انا ما راح اقول شي الحين .. بس احب اقولج انه الدكتور يتوقع انه سلومي راح تفتح عيونها اليوم او بكره .. بس ..

وقبل لا يكمل هلال ولا بهند تاركه الغرفه .. ومن الفرحه سايره للعنايه .. تركته ولا كنه موجود بالاصل معاها .. نزل راسه هلال وهو يكمل كلامه .. : واتمنى في يوم انج تعرفين وش كثر احبكم .. احبكم ..

حس هلال بانها اول مره يقول هالكلمه .. عمره ما قد قالها لهم .. بس ليش لسانه قالها .. هل لانه اول مره يشوف معانات عياله .. ام انه الدنيا قربته منهم شعوريا بعد ما كان بعيد منهم .. حس هلال بقهر في خاطره .. ليش ما يقدر يتعامل مع هند ياللي كانت دايما معاه في الشركه . .وين هذيج النظره الطيبه .. وين هذيج الضحكات ياللي قلبه كان بعيد عنها .. ما حس بحلاتها غير الحين لما شاف هند تبتعد عنه مثل ما ابتعدوا عنه اغلا ناسه ..

طلعت هند للعنايه .. بس ما كان وقت زياره .. حاولت تدخل بس الممرض المناوب طلب منها انها ترجع لهم بالمساء .. لانهم الحين يريدون المرضا يرتاحون .. حست هند انه الممرض يمنعها من انها تشوف اختها بنفس وسخه .. رغم انه يقدر الا انه ما يبي .. فهيه فكرت انها راح تكلم الممرضه ياللي معاها انها تكلم احد يخلونها تشوف اختها بالليل وتسهر عليها .. يعني كنوع من الواسطه .. رغم انه هذا ممنوع .. الا انه املها الوحيد بانها تسهر على اختها لين تقوم .. وما يندرى متى راح تقوم ..

حست هند بضيقه في صدرها .. فقررت انها تطلع تتمشى برا .. وعلى راحتها .. طلعت هند بثقل من المستشفى .. وبدت تتمشى برى .. حست بقلبها ناقصه شي .. شي في خاطرها مش موجود او انه يشتكي بعده عنها .. هل هو عبدالله .. ياللي اشتاقت له بالحيل ونفسها تشوفه .. ولا شي ثاني .. سكتت هند وبدت تمشي وجلست في واحده من الكراسي ياللي برا .. وبدت تسرح وهيه تفكر باللي ناقصها في قلبها .. كانت تحس انه موب وقت مشاعر .. ولا وقت طلوق الفكر في العنان على ياللي في قلبها لانها الحين تعيش واقع صعب ومرير .. هلت دمعتها وهيه شاخصه بصرها في السما وهيه تقول ..

هند وهيه دمعه حايره في خاطرها تقول .: ربي دعيتك .. وكلت امري لك وكلت اخواني عليك .. ارجوك يا اكرم الاكرمين انك ما تحرمني منهم ولا ترهمهم مني .. احتاجهم الحين اكثر من قبل ..

في هذي اللحظه وفي السجن ..

تم نداء عبدالله على انه حرمه تبي تشوفه ..

طلع عبدالله متحمس على باله انها هند .. دخل الغرفه وهو مكلبش بالسناسل .. اول ما وصل ولا بحرمه غريبه عنه .. ما يعرفه .. توقع انه غلط في الغرفه .. ولتفت في الشرطي ياللي طلع على شان ياخذ عبدالله راحته مع هالحرمه ياللي توقع انها امه او اخته بس الشرطي مثل ياللي يقول انه غلطان .. هذي ما يعرفها .. بس ابتسمت الحرمه وهيه تقوله ..

سلامه وهيه تبتسم .: عبدالله .. هذي انا حرمه ابوك .. سلامه ..

انتبه عبدالله على انه الحرمه معاها طفله في احضانها .. تقرب منها وهو مستغرب .. امه ياللي هيه امه ما زارته .. اخته ياللي من لحمه ودمه لين الحين ما يعرف شنو ياللي صار لها .. ولا ياللي صار على سلومي ياللي انقطعت اخباره ..

اول ما تقرب عبدالله .. ولا بالحرمه تبكي .. اول مره تشوف عبدالله .. وكان في اوسخ مكان .. تمنت لو تلتقيه في مكان اعز واحسن من ياللي تلاقيه فيه اول مره .. تعجب عبدالله من بكي هالحرمه لحاله . وخصوصا انه سلامه شافت ملامح الشحوب والهموم في عبدالله .. فبدت روح الطيبه في خاطرها تبكي حال ولد زوجها وخو بنتها ..حس عبدالله انها الانسانه طيبه .. وبكاها عليه وزيارتها له دليل على انه نيتها صافيه ..

عبدالله وهو يبتسم ولو كانت مش من نفس .:. هلا ..

سلامه وهيه تمسح دموعها وتتقرب من عبدالله وتسلم عليه .. : الله يهليبك يا عبدالله .. بشرني عنك .. عساك الحين احسن ..

عبدالله وهو يبعد نظره عنها .. الا مثل اول واتعس ..

سلامه وهيه تحد يدها الحنونه على ذراع عبدالله وهيه تقوله .: محنه يا عبدالله وبتخوز مع الوقت .. بس تحمل .. والمؤمن يا عبدالله من يحبه ربه بلاه ..

عبدالله وهو ينزل نظرته للارض وهو يقول ..: ونعم بالله .. والله يصبرنا ويخلف عليها في مصابنا ..&#60;&#33;-- / message --&#62;
</font></p></font>