<font color='#000000'>وصلنا لبدايه السطور ياللي تسجلت في صفحه الم في تاريخ شوق .. وصلنا لنقطه بدى فيها قلب شوق يعلن نهايه صبره .. نهايه تحمله .. نهايه السكوت عن ما بداخله...يعلن رفع رايه الاستسلام لليأس .. وصلنا لنقطه بدى القلب ينطق بما لم يقدر عليه اللسان .. حاولت شوق تسكت لسانها و عيونها عن لا تذرف الدموع .. بس قلبها ما طاوعها .. رفض السكون والتزام الصمت .. رفض انه يسكت .. رفض انه يتم في صمته يتعذب .. رفض انتظار الليل ليفرغ ما خزنته العيون في النهار من العذاب والقهر والظلم .. رفض انه يحكر الدمعه في داخله .. رفض انه يجمع الدموع لساعه غروب الشمس مشان يفرغها في مخدته ياللي غرقت من الدموع وتغير لونها للون الاسود لهول ما شافته العين من الظلم والقسوه .. اخذ القلب يون بدل الونه عشر .. بدل الدمع عشر .. بدل الاهه عشر .. بدى يفرغ حموله سنين من الاحزان تراكمت في اعماقه .. يظهر احزان غرقت في بحر الصبر ياللي في قلب شوق .. هلت دمعتها .. بكت .. فرغت ما في خاطرها .. بس بونين .. ودموع .. في النهايه كل ياللي سوته ما غير من نتيجه ياللي حصل .. ما رجع امها للحياه .. ما رجع ولدها ياللي ضاع من بين يديها .. ما رجع سنين العذاب لقلبها المكسور.. ما رجع حرمان عاشت فيه سنين .. ما رجع قلب تحمل سنين عذاب وقهر وحرمان .. ما برا الجروح ياللي في قلبها .. اخذت عيونها تذرف ..الدمعه ... اخذت حتى الدمعه تبكي حال شوق .. ياللي عمرها ما ارتاحت في حياتها .. بدت تعلن تعبها و من كثر ما شافت الدنيا على حقيقتها ..

بدا انهيار اعصاب شوق لكبر المصيبه ياللي حلت عليها .. بدت علامات اليأس في عيونها .. في نظراتها .. في كلماتها ياللي شطبت على كل قاموس الكلمات ياللي في روحها .. لتسجل كلمتين صغار في تعبيرهم .. صغار في نطقهم ... صغار في عدد حروفهم .. بس معناها كبير لشوق .. معناها يوصل لاعماقها .. يوصل لمكان يحتار حتى الدم من اللوصول له .. بدت شوق تنطق بأسم سعيد في كل لحظه ... تناديه .. تحضن طيفه .. تبتسم لا ابتسم طيفه .. تبكي لا بكى طيف سعيد .. اخذت شوق تشوف طيف امها .. ترتمي في عضنها ساعات .. وهي تبكي .. رتمي بين ذراعيها ساعات .. ما تدري انه كله هذا حلم .. سراب .. والواقع غير .. الواقع امّر .. اخذت شوق تحلم .. تتمنى انها تبقى في الحلم ولا ترجع للحاضر .. لانه الحلم جمع لها اشخاص تحبهم .. تعشقهم .. بس الحاضر حرمها منهم .. منعها منهم .. ابعدها عن سماع ضحكاتهم .. من سماع اصواتهم .. من شوفه عيونهم .. اخذت شوق تتحطم يوم ورا يوم .. اخذت تشعر انها خلاص .. ما عاد لحياتها طعم .. اخذ اليأس يحتل كل شبر في مخلتها .. في شرايينها ..اخذ الجسد يعلن استسلامه وخظوعه للاسى .. للدمع .. لنداء اسامي انحرمت من شوفت اصحابها .. من اجساد انتهى تاريخ وجودها معها ..

بدت الايام تمضي ..بدى جسد شوق يتحسن .. بس روحها ما زالت تنزف .. تنزف فرقى الحبايب .. فرقى الاهل او بالاحرى ما تبقى من الاهل... اخذت تلتزم الصمت .. تعيش بجسد انحرم من الروح .. تنتظر رجوع ما تبقى من بقايا روحها ياللي هوه ولدها سعيد ..

وفي مستشفى الجيمي ...

تحسن في هذي الاثناء سعيد ياللي هوه نفسه اسمه فارس ..بدوا الاداريين يبحثون في الملفات عن معلومات سعيد .. ليتبين انه المعلومات ياللي اعطوهم اياها غلط .. او فيها اشياء غامضه .. بدت الاشياء تصير معقده .. لا اي رقم تلفون يشتغل ياللي انعطوا اياه .. ولا فيه من سأل عنه .. اخذوا يحتارون في الامر .. ابلغت اداره المستشفى الشرطه في الامر .. قامت الشرطه تبحث في الموضوع .. ولكن هل بيتم سعيد او فارس في المستشفى ؟؟

طلبت الشرطه من المستشفى ارسال سعيد لملجأ للاطفال اليتامى لين يحصلون اهله .. سلمت اداره الشرطه الموضوع لضابط بس للاسف كان كسول .. ما يهمه غير انه ياخذ الراتب ولا يهتم في امور شغله .. مرت الايام .. وكل ما سألته الاداره عن الموضوع يألف لهم قصص .. قام الضابط لخيانه الامانه ياللي اعطيت له .. خان ضميره .. خان وظيفته .. خان مشاعر وامال انسانه تحطم قلبها لفقدانها امها و ولدها في يوم واحد .. ما درا بقيمه ياللي سواه .. بقيمه اسعاد انسانه تحلم برجوع ضناها لها في يوم .. ما همه غير اشباع جيبه بالمال .. اشباع جسده بالراحه .. نسي انه بمجهود بسيط راح يصلح اسره تفككت واصبحت ضحيه لعواصف واختبارات الدنيا ...

مرت الايام .. تتلوها الايام .. تتبعها الشهور .. و تعقبها السنين .. اخذت الدنيا تدور .. تدور وفيها قلوب حايره .. كرهت الحياه بكل معانيها .. اخذت الايام تجري في السنين ..تقفل ملف فارس ياللي هو سعيد وختم عليه بانه يتيم .. ختم عليه باليتم هوه له اهل ينتظروه رجوعه بفارغ الصبر .... في هاي الفتره .. كبر فارس ياللي هوه سعيد في الملجاء ولا علم ولا خبر ولا حتى اي معلومه عنه او عن اهله .. كبر فارس وهو يشوف حال اليتامى .. حال الفقارى .. حال ياللي صج انحرموا من اهلهم .. شاف الحرمان من كل الاهل .. الحرمان من حنان اقرب القريب .. الحرمان من ذراعين تحضننك لا من بكيت او خفت .. الذراعين ياللي تحضننك في وقت الفرح .. وفي وقت الشده .. في وقت تحتاج لحنان ..


مرت على غياب سعيد حوالي خمس عشر سنه ..

صار في هاي السنين سعيد او فارس مثل ما يسمونه .. صار عمره 18 سنه .. كبر وصار له طول ابوه .. واخذ من امه العيون العسليه .. اخذ من امه كل شي .. الله رزق سعيد بوسامه .. وعقل ودين .. صار يهتم في ادا فروضه .. حترام الاخرين .. قام المسؤولين ياللي في الملجاء بتربيه فارس تربيه دينيه .. خذ فارس تعاليم دينه مع اخوانه اليتمى ياللي تربى معاهم ..في يوم من الايام .. طلب مدير الملجأ انه يقابل فارس ..

يدخل فارس على المدير بعد ما طرق عليه الباب ..

يدخل فارس على مدير الملجأ وعيونه في الارض احتراما للمدير ..: السلام عليكم ..

المدير .. بأبتسامه ..: هلا فارس .. حياك يا ولدي .. قرب .. لا تستحي ..

فارس وهو يبتسم ..: امر يا بو عبد الرقيب ..

المدير ..وهو مبتسم ..: لا يمر عليك عدوا .. مشاء الله عليك يا فارس ..كبرت وصرت الحين رجال .. ينرفع الراس فيه .. وانته من احسن التلاميذ عندي .. ومشاء الله عليك .. مستواك العلمي حلو كثير .. وانته مشاء الله راح تدخل الثانويه العامه .. في الاشهر الجايه ..

فارس : انشاء الله .. وانشاء الله راح ارفع راسك يا بو عبدالرقيب ...

المدير ..: انته تدري انك غالي عندي .. ومثل ولدي .. انا اعزك معزه الاب لولده يا فارس ..

فارس .. وهو خجلان .: الله يعز مقدارك يا بو عبدالرقيب .. وهذا شرف ليه اعتز فيه ..

المدير ..: بس ما قلت لي يا فارس .. انته وين ناوي تدرس .. انته تدري انه خلاص .. من تتخرج من الثانويه لازم تبني مستقبلك بنفسك .. والملجأ ما يتكلف بكل شي .. فقولي على شنو ناوي .. وانا حاضر باللي تامر فيه يا ولدي ..

فارس وبكل ثقه ينظر للمدير ..: والله يا بو عبدالرقيب .. صار ليه كم من اسبوع افكر في هذا الموضوع .. وما ادري شنو اسوي .. ما ارعف اي شي عن العالم ياللي برا مثل ما اتعرف .. وانته تعرف انه العالم تتحاشى الخلطه فينا الانا يتامى .. بس انشاء الله راح ادخل الجامعه .. واتخصص في مجال الكمبيوترات .. انته شنو رايك ..&#33;؟

المدير وهو فخور بفارس ..: والله يا ولدي زين الصواب .. وماشاء الله .. يعجبني تفكيرك .. وتدبيرك للامور .. ومجال الكمبيوتر مجال مطلوب .. والكل يتمناه ..

فارس .. : انشاء الله راح اخلصه .. وارفع راسك .. وبين للكل انه ياللي يطلع من الملجأ يكون من خيره الناس .. مش لانا يتامى بنكون مختلفين عنا ..

المدير : .. هذي مشكلتك يا فارس .. انته تحسب الناس ما يحبونك .. وهذا لانك يتيم .. وهذا مش صح .. بس الانه كل الناس مشغولين انته تحسب انه ما يبى يكون معاك .. وهذا غلط .. وانا فهمتك هذا الكلام من قبل .. صح يا فارس ولا انا غلطان .. &#33;&#33;؟؟ * وينظر المدير بعين الاب الحنونه لفارس * فاهم عليه يا ولدي ..؟؟

فارس وهو منكس راسه لانه استحى من الكلام ياللي قاله ..: هيه والله فاهم .. وانشاء الله ما راح اقولها مره ثانيه .. والسموحه منك يا بو عبدالرقيب ..

المدير : الله يسمح ذنوبك .. وانا انشاء الله راح اسوي ياللي اقدر عليه مشان تأخذ احسن مجموع في الثانويه العامه ..

مرت الايام .. مرت الايام وسعيد يبذل كل جهده على اساس يدخل الثانويه يرفع راس ياللي رباه .. ياللي تعب عليه بعد ما انحرم من اهله .. كان فارس اقرب اليتامى للمدير ياللي هوه ابو عبدالرقيب .. كان هادئ في طبعه .. في اسلوبه .. في طريقه كلامه .. وهذي الميزه اكسبها فارس ياللي تربى وتتلمذ علي ايده .. غير انه فارس عنيد .. وهذي الصفه فيه من ايام امه .. وهذا ياللي ما قدر المدير بو عبد الرقيب يغيره في فارس ..


مرت الايام .. ودخل فارس امتحانات الثانويه العامه .. بذل كل جهده .. اخذ يتعب ويدرس .. حتى انه كان ما ينام لمده يومين متواصلات على شان يخلص من المذاكره و ياخذ نتايج طيبه .. مرت الايام وخلص فارس من الامتحانات .. ومرت فتره عاش فيها فارس لحظات كمن تحته جمر .. ينتظر النتيجه .. ينتظر نتيجه تعبه .. نتيجه سهره الليالي .. نتيجه تعب سنوات مشان يبني مستقبله .. اخذت الايام تمر .. لين وصل يوم النتايج ..طلعت النتايج .. واول من بشر فارس بالنتيجه كان المدير .. كان ابو عبدالرقيب .. طلب ابو عبد الرقيب فارس لمكتبه قبل لا يبشره ..دخل فارس للمكتب وهو منكس الراس احترام للمدير ..

فارس .: السلام عليكم ..

المدير وهو مبتسم بابتسامه الرضى .. : مرحبا والله.. وعليكم السلام .. *يقوم المدير من مكانه ويخضن فارس بكل قوه .. يحضن فارس وكأن فارس ولده من لحمه ودمه .. حضن فارس وهو كله فخر .. * مبروووووووك يا فارس .. مبروك يا ولدي ..

فارس وعلامات السرور على وجهه : الله يبارك فيك .. بشر يا بو عبدالرقيب .. عسى النتايج طلعت .. كم النسبه .. &#33;&#33;؟؟

المدير وهو كله سرور وفرح ..: 87% والله مشاء الله عليك .. وفي القسم العلمي هذي نسبه حلوه مشاء الله ..

فارس وهو شبه حزين : بس 87% .. والله توقعت اني في التسعينات .. من كثر ما حليت .. بس الحمدلله على كل حال ..

المدير ..وهو مبتسم لانه فارس كان شوي مستعطمع ..: وشنو فيها هاي النسبه يا ولدي .. وانته ما قصرت .. بس الله كتب .. وبدل لا تشكره تجلس تتشرط .. غيرك ما حصله نص ياللي حصلته .. بس انته الحين قم وصل ركعتين شكر لله انك نجحت .. وتستاهل الحلاوه عليها ..

يقوم بو عبدالرقيم ويطلع من الدرج صندوق مغلف باللون الاحمر كهديه .. : فارس .. مبروك يا وليدي .. وهذي هديه نجاحك .. وتستاهل .. اكثر عن هذي .. بس مثل ما قال المثل ..:* الهديه بقيمتها المعنويه لا بقيمتها الماديه .. * .. وانته تستاهل يا ولدي كل خير ..

يمسك فارس الهديه وعينه تدمع .. هلت دمعته بدون قصد منه .. لاول مره تخونه الدمعه قدام احد .. اول مره تخونه الدمعه وتنزل قدام اعز انسان عنده ياللي هوه بو عبدالرقيب .. حس ابو عبد الرقيب بمقدار قيمه ياللي سواه .. بس شنو سبب هاي الدمعه .. ليش هلت دمعه اقوى تلميذ عنده .. كان فارس عمره ما قد هلت دمعته قدام اي انسان .. كل ما يريد يبكي يختفي عن العالم ويبكي بسريه .. بس عمره ما قد شاف احد الدمعه في عيون فارس العسليه .. اقترب ابو عبد الرقيب من فارس .. حضنه بقوه .. حضنه وهو يسأله ..

المدير .. : خير يا فارس .. اول مره تهل دمعتك .. ليش يا وليدي .. ما عجبتك النتيجه ..&#33;&#33;؟؟ ربي بيعوضك باللي احسن عنها ..

فارس وهو لاول مره يبكي في حضن احد .. وهو يتنهد : لا .. لا يا بو عبدالرقيب .. مو سبب النتيجه .. بس .. بس ..

يقوله المدير ... وهو حاضنه ولكن بقوه اكثر : بس شنو يا ولدي .. عمرك ما قد سويتها .. وهاي اول مره اشوفك تبكي .. رب ما شر .. احد مكدر خاطرك&#33;&#33;؟؟

فارس وهو يريد يمسك عمره عن البكى ..: لا يا بو عبدالرقيب .. بس تخيلت لو اني وسط اهلي واخواني .. شنو بيكون كلامهم ليه .. شنو بيقولون .. شنو بقدمون ليه من هدايا ..... كيف بتكون فرحتهم ليه .. هل بيسوون ليه حفله مثل ما اسمع عند باقي الطلاب ياللي تخرجوا .. هل بسمع التهاني من كل الناس .. اهل بكون محل فخر لهم ولا بيقولون انته ما سويت مثل ولد فلان ياللي جاب احسن النتايج.. هل بيطلبون مني اني اقدم احسن من جيه ولا بيفتخرون قدام الناس اني ولدهم .. ,اني جبت احسن النتايج ّ&#33;&#33;؟؟

هلت دمعه المدير لما سمع هذا الكلام .. اول مره يسمع بكى فارس العاقل الثقيل في طبعه الخفيف في دمه .. المرح في عادته .. اول مره يحس بمدى احزان فارس .. اول مره يفتح فارس قلبه له .. عمره ما قد قال شي عن الاهل .. كان يمثل انه كبير .. قوي.. يقدر يتحمل المسؤوليه .. كان يقول انه يقدر انه يعيش بروحه .. بس الحين تبين انه كان يمثل .. كان يخفي جروحه والامه عن الكل .. حتى عنه ياللي هو اقرب واحد له في الملجأ .. رجع ابو عبدالرقيب للحاضر .. رجع وشاف اول مره دموع فارس في احضانه ..

يمسح ابو عبدالرقيب دموع فارس ياللي ما تمالك نفسه .. وقاله

ابو عبدالرقيب : افا يا فارس .. من يقول انه ما بيفتخرون فيك .. والله بيفتخرون فيك مثل ما انا مفتخر فيك .. وتراك تخلي ياللي بس يعرفك يكون مفتخر فيك مثل ما انا مفتخر فيك .. وانا والله يا فارس اني مفتخر فيك كل الفخر .. وانته ترفع الراس يا ولدي .. وياللي خلاك تهل دمعتك الشيطان عن لا تشكر ربك . .يا ولدي فيه ناس فقدوا اهلهم ولا تخرجوا من مدارس ولا شي .. حياتهم عذاب في عذاب .. والانسان يحمدالله على كل شي ... وانته الحين سير صوب اخوانك في الملجأ وبشرهم .. وتراه اليوم بعزم الكل ياللي في الملجأ على نجاح ولدي فارس ياللي صج رفع راسي قدام الكل ..

سمع فارس كلمه ابو عبدالرقيب انه فخور فيه وبكى مره ثانيه .. حس انه لو ما عنده اهل .. لو ما عنده جماعه .. لو ما عنده اخوان .. يكفي انه في ناس تحبه واتقدره وتعبره مثل ولدهم .. هالمره بكى من الفرحه .. حس بقدره وسط اهله ياللي تربى معاهم .. تقاسم معهم الحلوه والمره .. عرف كيف يحبون و وش كثر يحبونه .. عرف انه لو ما حصل على اهل يكفيه ابو عبدالرقيب يكون له الاب والام والخوان ..

مره هذيج الليله ولكل فرح وافتخر بفارس .. افتخر بانه ولد الدار .. ولد زايد ياللي حارب كل الصعوبات مشان يثبت نفسه .. هنا الكل فارس .. وتمنوا له النجاح في حياته .. في كل شي ..

مرت اسبوعين على العزيمه .. وقدم فارس على جامعه الامارات في العين .. قدم عليها وكله امل انه يدخلها .. بعد عده ايام وصله القبول .. ظهر اسمه في الجرايد .. ظهر اسمه في الجريده والكل يفتخر فيه واشر عليه في الملجأ ويقولون هذا ابن الصعوبه .. هذا ياللي تحتى الكل وبنا نفسه .. صار فارس قدوه للكل .. صار ينضرب فيه المثل في الملجأ على كفاحه وتحمله .. صار المسؤولين يشجعون اليتامى انهم يكونون مثله .. يبنون انفسهم بانفسهم .. يتحلون الحلوه والمره ..يتشاركون الهموم والافراح مثل ياللي كانوا قبلهم ..

وصل اليوم ياللي فارس لازم ينتقل فيه للسكن الجامعي للطلبه .. قام ابو عبد الرقيب بعمل حفله وداع لولده فارس ياللي رباه صغير .. رابه طفل .. والحين صار رجال ينرفع فيه الراس .. شافه طفل والحين صار رجال .. شافه صغير والحين شافه انسان قادر انه يغدر العش ياللي تربى فيه سنين .. قام ابو عبدالرقيب واعطى النصايح ياللي تلزم فارس .. نصحه مثل ما ينصح الاب ولده .. نصحه وقاله عن كل شي عن الدنيا .. بين له الصح والغلط .. اعطاه خلاصه تجاربه .. اعطاه كل ياللي يقدر عليه .. من نصايح .. من مال .. من تجارب .. وفارس يصغي ويحفظ نصايح من علمه واهتم فيه .. حفظ النصايح وحطها في قلبه وقفل عليها .. واخذ عهد انه ما ينسها ..


اشرقت الشمس .. اشرقت الشمس وخيطها تدخل كل نافذه .كل بنيان .. تضرب النوافير لترسم قوس قزح في الدواوير .. اخذت الزهور تتفتح في كل مكان .. وطيور تزقزق في كل غصن .. بدت الدنيا تعلن طلوع شخص راح يبني نفسه بنفسه .. تعلن طلوع انسان راح يعتمد ويكافح وياكل من عرق جبينه ..يكافح مشان يبني مستقبله .. يرفع راس من ربوه وتعبوا على انشأئه .. طلع فارس وهو حامل شنطه في يده وهو طالع من الملجأ .. والكل يأشر ويودع فارس من كل مكان .. من الدرايش .. من الابواب .. طلع الانسان ياللي كانت له شعبيه في الملجأ .. طلع الانسان ياللي كل شخص في هذاك المكان حبه .. وقدره واحترمه .. طلع ليفاجأ بشخص على الباب ..شخص لطالما جلس معاه فارس لساعات .. شخص ياما كان يكلم فارس عن الدنيا .. وعن اهوالها .. شخص كان من المقربين لفارس .. شخص قليل كلامه .. كثيره معانيه .. قلبه كبير .. قلبه رحيم .. عطوف .. شاف فارس الدمعه في عين حارس الملجأ ..الرجل الكبير في السن *عوض* .. وقف فارس للحظه .. وشاف الدموع فيه عينه .. حس فارس بقيمه ياللي راح يتركه .. حس انه في ناس تحبه من عمق قلوبها داخل هذا المكان .. والحين يشوف اخر شخص يبكي قدامه .. العم عوض .. العم ياللي ياما عطا من خبرته في الحياه له ..

ابتسم فارس وهو يطالع العم عوض وهو يدمع لاول مره قادمه .. : افا يا عمي .. ما هقيت انك في يوم راح تهل دمعتك .. ما هقيت انك حساس يا عمي ..

العم عوض وهو يمسح دموعه بعد ما طلعت منه غصب: .. والله عضبن عني يا ولدي .. احس انها خساره بعدك عنا .. تعودنا عليك يا وليدي ..

فارس وهو ماسك نفسه : وانا بعد يا عمي .. بس هذي هيه الدنيا .. ياما جمعت احباب .. وفرقت احباب .. ولا انته نسيت كم من انسان فقد انسان .. بس انا ما بغيب عنكم ..تراني احب الحشره .. هاها.. انته تعرفني زين .. ما اصبر من اني احشرك كل مره وسرق دله الشاي منك كل مره .. هاها.. ولا نسيت ..

العم عوض وهو يمسح دموعه وهو يبتسم ويضحك ..: الله يقطع بليسك يا فارس .. ما اسهل ما بكيتني .. والحين ما اسهل ما ضحكتني...هاهاهأ.. هيه ... وحظكم كان معثور .. مناحيس .. هاها.. بدل لا احط السكر في الدله حطيت الملح .. بالغلط .. هاهاها.. بس فيه ناس امتغضوا هذاك اليوم ..هاهاها.. تتذكر &#33;&#33;؟..هاها

فارس وهو يضحك ..: هاها.. وفيه احد ينسى المغص ياللي جانا بسبتك انته والشاي ياللي مسويه بالملح .. وخاصه انا شربناه ولا ذقناه بعد ما بردناه .. من زود الحايه ..هاهاها.. والله ذكرى هذا المكان .. ما راح انساه في يوم ..

العم عوض وهو يبتسم وكله فخر بفارس .: وانا بعد يا وليدي ما راح انسى انه في شاب طلع مني كان ملعوز الكل بطيبته وبحلوه طبعه .. بس لا تنسنى .. لا تنسى ناس في يوم حبوك و تمنولك السعادي يا بوي ..

فارس .. : ما ينسى العشره غير نكار الجميل .. وان ايا عمي موب منهم .. وانته اعلم الناس بفارس.. ويما علمتني اشياء ما راح انساها ..

العم عوض عن لا يبكي قدام فارس بعد ما سمع احلى كلام منه : خلاص الحين .. اذلف من قدامي .. ما ابا اشوفك وانته مودع ..

فارس وهو يضحك.. : ما هقيتك حساس يا عمي عوض .. هاهاها.. من متى .. تراني اعرفك موب مال احاسيس ..هاهاها

العم عوض.. : ومن قالك اني حساس .. انا ما اباك تشغلني عن شغلي .. يالله انقلع .. * ويصيح العم عوض على عيال شردوا من الحصه مثل كل مره .. وهو يمسك العصى وهو يربع صوبهم ..* حووووووووووووووووووه .. وين شاردين .. يالله قادمي على الحصه يا سليمان .. ويا عديل .. تراني اعرفكم اهل مشاكل ..

ويضحك فارس لانه تذكر ايام ما كان يشرد من الحصص والعم عوض يقول نفس الكلام .. ضحك والدمعه حايره .. هل هيه دمعه فرح انه الحين بيشوف الدنيا على اصولها .. ولا يبكي انه ترك اهله وراح يبني مستقبله .. ...

حمل فارس اغراضه وطلع في الباص للجامعه مشان يتابع اموره .. طلع وهو كله امل انه راح يبني امال ومستقبل لنفسه .. يرفع راسه وراس من رباه للسما..

وصل فارس للجامعه .. خلص اغراضه .. انتقل فارس للسكن الجامعي.. وصل هناك وشاف تجمعات الشباب .. وصل وكله امل انه يلقى اخ او رفيق له .. بس الظاهر انه العالم قلوبها قاسيه .. ما فيه انسان يكلمه ولا يرد السلام عليه ..

دخل موعد الغدى ..

وصل فارس للكفيتيريا .. وخذ الغدى وجل على احد الطاولات .. سمع كلام وتفاهت الشباب في الجامعه .. سمع كيف وصل تفكير الانسان عندهم .. كله ياللي يتكلون عنه اخر موديلات السيارات .. واي سياره راح بخلي ابوه يشتريها له .. وياللي تكمل عن اعراض الناس ويفتخر انه يكلم بنات .. حس فارس بفرق العالم ياللي كان فيه والعالم ياللي هو بيعيش فيه .. اخذ فارس يحس انه راح يعيش في وسط دوامه .. في داومه ما تعرف الاخو فيهم من العدو.. اخذ يفكر يقول في نفسه ..."يعني هذيلا لو يدرون اني من الملجأ ما راح ولا واحد فيهم يكلمني .. لا راح القى اخو او صديق .. وراح تكثر الاشاعات .. وانا مو ناقص مشاكل .. بس انا راح اكتم اني يتيم .. واخترا صديق او صديقين مشان بس اتعرف على الدينا .. وعرف منهم كل شي .. عن هذا العالم .." .. وفجأه يقطع كلام وافكار فارس احد الشباب ياللي جلس على نفس الطاوله ويه ينفخ ويتمتم بالكلام .. *كان الشاب نحيل القامه ياللي جلس جنب فارس .. خفيف اللحيه .. *

فارس وهو مبتسم .. : كنك ما عجبك الجدول حق الكورس هذا ..

الشاب ..وهو يطالع في فارس بتعجب ..: كيف عرفت &#33;&#33;؟؟ والله يا اخوي الكورس هذا شكله زفت في زفت ..افففففففف منه ..

فارس وهو يضحك ..: امبين من شكلك .. الكتاب امبتين من عنوانه ....

الشاب .. وهو مبتسم ..: هاها.. مشاء الله .. الكل يقول ياللي في قلبي مطبوع على وجهي .. بس اقول شنو لون الغلاف ..هاهاها.. اونه دمي خفيف ..

ويضحك فارس .. : هاهاهأ.. الله يقطع بليسك .. انته لا خلاف ولا هم يحزنون .. كل ياللي في السالفه انك نفخت وانته تطالع على الجهه ياللي فيها تسليم الجداول .. وانا عرفت انك سجلت مواد صعبه عليك وفيها شوي لعوزه .. بس ما عليك .. هونها واتهون .. بس ما عرفتك يا اخوي .. شنو الاسم الكريم ..&#33;؟؟

الشاب ..وهو مبتسم .. : انا خليفه .. وانته .. &#33;&#33;؟؟

فارس وهو يمد ايده على خليفه : انا فارس .. كم صارك هنيه في الجامعه &#33;&#33;؟؟

خليفه .. : والله هذا اول كورس وتراني صغير .. دخلوني المدرسه وانا عمري خمس سنين بالواسطه .هاها.. مشان ما ضيع وقت على قولت الشيبه .. وانشاء الله يعدي هذا الكورس على خير .. تراه ياللي فيني مكفيني .. ما خلصت من الثانويه لين ادش الجامعه .. لوني دخلت كليه الشرطه كان احسن .. بس الله يهديه الشيبه .. يقولي انه الجامعه احسن واريح... بس شنو فياده الراحه يوم ما تحصل الشي بصعوبه .. &#33;&#33;؟؟

ونفجر في هاي اللحظه فارس من الضحك ..: هاهاهاهاهاه.. توك تنفخ وتحتشر على صعوبت جدولك ..ولا هذا اسهل من الكليه .&#33;&#33;؟؟

وتذكر خليفه كلامه ويضحك ..: وانته حضرتك يالس تتفلسف وتخزن كل كلامي .. يا عمي طاف .. ما شي عنط طاف انته ..&#33;&#33;؟؟ .. هاها.. ويا هالراس ..

فارس وهو يمسك نفسه ..من الضحك .. : عيل لو تاخذ كمبيوتر شنو بتسوي ..

خليفه وهو متعجب .. : تراني ماخذ نظم المعلومات .. وهذا كمبيوتر ولا شنو &#33;&#33;

فارس .. : زين .. زين ما اخترت .. الله يوفقك ..

ويصيح تلفون خليفه .. وقطع كلامهم هوه وفارس ..

خليفه ..وهو بيشل التلفون ..: عن اذنك يا فارس .. اشوفك بعد شوي ..هذي الوالده ..

يطلع خليفه من الكفتيريا وهو مستعجل ..

فارس وهو يقول في نفسه .. الله يسرها عليه .. شكله بيتعقد من الحين .. بس انشاء الله ربي بيسرها له ..

بعد حوالي ربع ساعه يدخل خليفه الكفتيريا مره ثانيه ..وهو مستعجل ..

خليفه وهو مستعجل ..: يالله يا فارس ..خلنا انشوفك ..انا شكلي بطلع من وقت اليوم .. العيوز تباني ..

فارس : خلاص .. ربي يوفقك .. بس شد الهمه ..

خليفه .. : يالله انشوفك على خير ..

ويطلع خليفه مستعيل من الجامعه .. طلع خليفه وهو يحس كنه يعرف فارس من سنين .. طلع وهو يقول في خاطره .. اخذت عليه واخذ عليه .. سبحان الله .. تكلمنا مع بعض كنا لنا سنين نعرف بعض .. بس فيه شي غريب .. انا هذا المخلوق كني شفته مكان .. وين &#33;&#33;؟؟؟ ما ادري ..&#33;&#33;

فارس حس بنفس الشعور .. حس كنه يعرف خليفه .. بس قال في خاطره هذا لانه بس يحب الخلطه ويا الناس .. يمكن خلاه يحس بهذا الاحساس ..

عدى هذاك الاسبوع .. ولا فارس ولا خليفه تلاقوا .. مر الوقت كنه سنين على فارس لانه عايش وحيد .. الشباب يجون يطلعون في شلات .. وهو بروحه .. لو كلم احد الكل يكون مشغول .. بس قال في خاطره لانه هو جيد وما يعرف الجامعه او لانه ما درس في مدرسه حكوميه خلاه ما يعرف احد .. وهذا شي موب غريب .. مر هذا السبوع .. وفكر فارس وهو يطلع في الملابس ياللي عنده انها خلاص ..انتها وقتهن .. وانه لازم يخيط غيرهن .. وخاصه انه ما عنده غير كمن كندروه .. قال في خاطره " انا لازم افصل ملابس جديده .. بس ما اعرف اي خياط زين .. ورخيص .. بس انا بسير السوق بتصرف ..والله يستر والاقي خياط تمام .. انه هذي اخر كنودر زينه بقت لي ... والباقيات صغار .." ..

طلع فارس للسوق .. وهو داخل من خياط لخياط .. يسأل عن الاسعار .. ويشوف انواع الاقمشه مشان يقارن ابمينهن ووفر على نفسه ياللي بقي من الفلوس ياللي اعطاه اياهن ابو عبدالرقيب... في النهايه وصل به الطريق للجمعيه العين التعاونيه .. وصل للخياطين ياللي هناك .. وهو من الظهر وهو يفر ويدور لعل وعسى يحصل مكان زين ورخيص .. وخاصه انه ما يشتغل .. وهو كان يفكر انه يشتغل بعد الجامعه .. بس منو بيشغل انسان ما عنده غير ثانويه .. ولا عنده واسطه ولا شي .. دخل فارس الجمعيه .. واشترى له شي ياكله .. اخذ فارس بعض الخبز وطلع من الجمعيه صوب الطرف الغربي منها .. كان فارس يالس على الطرف الغربي للجمعيه صوب التسجيلات ياللي كانت مقابله للجميعه .. كان اسمها تسجيلات الساحل العربي .. كان فارس ياكل الخبر وهو يطلع في الناس ياللي تبضعون في التاجر ياللي قدامه.. كان فارس يشوف انواع واشكال من الطبقات من الناس وانواع واشكال منهم ..وفجأه لمح فارس بنت تدخل التسجيلات .. وكانت بروحها .. كان يهز راسه وهو يقول في نفسه .. " لا حول ولا قوه الا بالله .. وهذي وين اهلها عنها .. رغيد ما لها احد تدخل التسجيلات .. اما انها ما تستحي .."

ما كمل كلامه فارس الا بشباب ثلاثه دخلين التسجيلات ياللي البنت توها دخلتها .. فجأه يشوف فارس الشباب يتحرشون في البنت .. اخذ واحد منهم يقط كلامه وحركات ما يقبلها انسان لحرمه غريب .. او لحرمه اجنبيه وما بالك بشباب الدار يتحرشون في بنت قدام خلق الله وعالمه .. يحط فارس اخبز في طرف الجدار . يربع داخل التسجيلات .... دخل فارس ويشوف الشباب زادت بهم الوقحه انهم بدو يمسكون ايد البنت يوغصبونها انها تاخذ ارقم وهيه ترفض بس بدون كلام .. ترفع ايدها بس هم يمسكونها بالغصب وجبرونها انها تاخذ الرقم .. دخل عليهم فارس فجأه وضرب اول واحد كان ماسك يد البنت بالغصب مشان يعطيها الرقم .. يضربه ضربه قريب لا تكسر فكه .. ويطلع للثاني ياللي تحرش فيها اول واحد .. وبطحه في الارض .. يجلس في بطنه ويبدى يضربه .. والشاب ياللي كانت تحته يصيحت ويجي الثالث ومسك فارس من ورا يدفر به من قوف فارس .. ما قدر انه يحرك فارس من قوته .. وقام ومسك فارس من طرف ثوبه ياللي في رقبته ولما خشعه انشقت كندوره فارس في يد الشاب لانه خشعها بقوه وفارس كان قابض في خويه يضربه .. فانقطعت الكندوره .. وما بكي ساتره غير الفانيله والوزار ياللي لابسه والكندوره انشقت من النصفين .. اتفت فارس لشاب ياللي كان وراه .. وقام له وشله كنه يشل طفل رضيع قدام البنت وصاحب المحل .. والبنت تطلع من المحل تبكي في حضن امها .. وامها تدخل المحل ولا بهذا الشاب ياللي تحته واحد وثنين واقفين بشردون عن خويهم ..

الشاب ياللي تحت فارس بدى يصيح : والله ما دريت انها اختك .. والله ما دريت انها اختك ..

يقاطعه فارس ..: مش اختي ولا اعرفها .. بس انته ما تستحي على عمرك .. تبى احد يتحرش في اختك مثل ما اتحرشت فيها .. ما عيب عليك .. انا بس لقافه دخلت امبينكم .. وتراه والله لو اشوفك في السوق انته ويا هذيلا الملاقيط لا افرشكم في الشارع للسيارات مشان تتعشى لحمكم الخايس ..

ويقوم الشاب ويطلع من المحل وهو فزعان ويشتم في خوياه ياللي تسببوا له بهذا كله.. التفت فارس ولا بالحرمه ياللي قدامه ... وعندها بنتها .. التفت وكنه قلبه بيوقف مكانه .. حس بشعور غريب .. شنو هذا الشعور .. هل لاني سويت خير احس هذا الشعور ولا فيه شي في الموضوع..

البنت كانت عينها تدمع ولا قدرت تتكلم .. وفارس قام بيطلع من التسجيلات ولا بهذي الحرمه تمسكه من ايده .. قبل لا يطلع .. واتقوله


الحرمه :.. صبر يا وليدي .. سويت فينا وفي سترك عل بنتي .. من اسمك ..

فارس وهو مستحي .. وخلق الله تطلع فيه وثوبه مقطوع .. : ما يحتاج يا خالتي تشكريني .. وانا ما سويت غير الواجب .. والحين سمحيلي .. بسير عندي شغل ..

الحرمه .. : والله ما تسير لين تقول لي اسمك .. ويا وليدي والله ما تسير صوب هلك وانته متشقق ثوبك .. وتراه والله يا عشاك عندنا .. بس انته اختار الوقت ياللي يريحك .. بس انته صبر خل البنت تزقر اخوها مشان يعطيك رقمه ..

اشرت الحرمه على بنتها وكنها النبت اختفى الكلام من حلقها .. اشرت عليها انها تسير لاخوها في الجمعيه وتجيبه ..طلعت البنت سرعه وهيه تمسح دموعها ياللي من الصدمه كانت تنتفض .. اسرعت داخل الجمعيه ..في هذا اللحظه ..

الحرمه : يا وليدي ما قلت ليه اسمك .. ولد منو انته ..

فارس .. وهو مستحي .. لانه انقطعت اخر كندوره عنده .. : اسمي فارس يا خالتي ..*ومشان يغير الموضوع ولا تسأله عن اصله وفصله ..بدا يعاتبها* بس يا خالتي سمحيلي اقولج انه ياللي سويتيه غلط .. المفروض ما تخلين بنتج بروحها في السوق .. وانتي شفتي النتيجه ..

الحرمه وهيه حزينه ..: يا وليدي هذي سالفه طويله .. وبينتي ما تقدر تتكلم .. خرسى يعني .. ما شفتها يوم جت بتصرخ خانها حتى صوتها لا يساعدها .. * ,وهلت دمعه الحرمه يوم قالت هذي الكلمات* ..

حس فارس بانه عاد للحرمه ذكرى شينه .. نزل راسه للارض وهو يقول في خاطره ..: لا حول لله .. انا ما لقيت غير اني اقولها هذا الكلام .. يعني قلت الرمسه غير اني اقولها هذا الكلام ..

وقطع تفكير وسرحان فارس صياح الشاب .. هذا انته ويا هالراس شنو مسوي بعد هذي المره ..

تفاجاء الكل انه هذا يعرف فارس.. طلع الشخص ياللي فارس ساعد اخته خليفه .. ياللي لقاه فارس في الكفتيريا .. طلع فارس مساعد الاخت التؤام لخليفه .. و فارس ما يعرف اي شي في الموضوع .. ..


قالت الام لولدها .. هذا خويك ياللي كلمتني عنه .. وفجأه يغمز خليفه لامه عن لا تكمل السالفه .. يجي خليفه ويسلم على فارس .. ويسأله عن سبب قطع كندورته .. فارس اتزم الصمت .. انه ما يبا يفتخر او بالحرى خليفه يحسب فارس انه مفتخر بانه ساعد اخته ... اتزم فارس الصمت .. وهو حاط راسه في الارض .. وعجبت ام خليفه بتواضع فارس ياللي كان طول كلامه معها عينه في التراب .. ولا حتى تطلع فيها ولا في بنتها ياللي حتى كانت مستحيه وتبكي بصمت ..

جاوبت ام خليفه .. جوبت وهيه تقول .. : دافع عن اختك وانته يالس لي تتشرى في الجمعيه ..* قامت ام خليفه وخبرت خليفه عن دفاع فارس لبنتها .. وكانت تكبر السالفه مثل كل الحريم .. وفارس مسكين من المستحى يتقلب وجهه اصفر واخضر وعيناوي وبنفسجي .. وخليفه ابو الشباب يالس يضحك من الخاطر .. والعالم تشوف ام خليفه يالسه تمثل الموقف يوم فارس يمسك هذاك ويضرب في هذاك.. وخليفه ميت من الضحك .. وفارس يطالعه بطرف عينه وهوه مستحي ..*


وعقب ما خلصت ام خليفه من قصتها ياللي خلت فيها فارس مثل ابو زيد الهلالي او مثل عنتر بن شداد يقوم خليفه ويحلف على فارس انه يقرب عندها على العشى كرامه وحشمه له .. بس فارس يتهرب لانه يعرف انه اكيد بيسألونه عن اصله وفصله وهو ما يريد يكذب ويألف لهم قصص .. حاول فارس انه يعتذر بس خليفه وامه رفضوا اعتذاره .. قالوا له انه لازم يتفضل معاهم بس لو ما كان اليوم يكون اليوم ياللي يختاره .. فقال لهم فارس يوم ثاني .. بس مش اليوم هذا ..

قام خليفه واعطى فارس كندوره من الكنادير ياللي عنده في السياره بعد ما حلفت عليه ام خليفه انه ما يسير في الشارع بكنودره كتقطعه .. حس فارسه انه هذي الحرمه وعيالها يعرفهم .. قد عاش معهم .. كنه قد اخذ واعطى معا هذي الحرمه .. بس هذا شعور اول مره يحسه .. اول مره يكلم انسانه وهو ما يحس بالخجل .. شي غريب .. شنو ياللي يستوي له .. قام خليفه واعطى فارس كندوره بس خليفه كان نحيل .. وفارس كان جسمه كله رجوله .. اكتافه عريضه .. وصدره كبير .. رغم انه جسمه كان رياضي ..الا انه قياس خليفه ما نسابه .. بس عشان ما يطلع بين الناس بمنظر متبهدل اخذ كندوره خليفه ياللي كانته عليه قصيره .. بس بتستر عليه لين يوصل لاي خياط ويخيط منه كنوره .. طلع خليفه وهو مستحي من خليفه وامه واخته ياللي يلسوا يطلعون فيه لين دخل في زحمه الناس .. دخل في زحمه الناس بعد ما ادخل كل ابتسامه وكل صوره في قلب اخت خليفه .. شافت اخت خليفه في فارس المثال للشاب الصالح .. المثال للشاب ياللي اي بنت من السهل انها تطيح في شباكه .. حسته غيرته وحبه للناس .. شافت فيه كلمه الرجل بكل معنا الكمله .. كانت فكر لو فيه شباب مثل فارس ما كانت الدنيا خربت .. طول الطريق خليفه وامه يتكلمون عن فارس .. هيه مشغول عقلها بنظرات فارس الغيوره صوب بنات الناس .. سرحانه في عيون فارس العسليه ياللي تحس انها شافتها في شخص .. في انسان .. شافت فيها الحزن الفرقا .. الالام .. بس وين .. في انسان قريب ..

اخذت طيوف فارس تسرق عيون اخت خليفه*ياللي اسمها ساره... ساره قصه اتوت لها سرقت منها الكلام .. سرقت صوتها ..صارت خرصا بسبب قصه مؤلمه .. بسبب قصه مع الوقت راح تعروفنها ..* .. اخذت تفكر فيه.. فكره في وسامته .. يا ترى شنو هذا الشعور ياللي خلها تتقلق بانسان لاول مره تشوفه .. ويا ترا منو بيقبل بانسانه خرسا .. وصلت ساره لنقطه الخرسى وانفجرت باكيه .. واخذت بكي .. ولتفتت امها صوبها .. حست بانها جرحت بنتها يوم انها يلست تتكلم عن فارس .. نست انها بنتها كانت قريب لا تتمشكل وتتلعوز وتصير علكه في السنه الناس بسبب اهمالها .. بس هذا خلاها تستسمح من بنتها وتراضيها .. ما درت ام خليفه انه ساره تصيح شعورها بالعجز انها تطلب النجده من امها ياللي كانت في المحل ياللي جنب المحل ياللي اتوت فيه السالفه .. شعرت بالعجز تسكت شباب بدو يتهزون فيها .. في مستقبلها .. في سمعتها .. في احاسيسها .. هل صار مشار الاخرين لعبه في ايدي الشباب حتى يلعبون على بنات الناس متى يريدون يتركونهن متى يريدون &#33;&#33;؟؟ اخذت ساره تبكي .. تبكي ودموعها لاول مره تشعر بالعجز قدام الواقع ياللي كانت تعيشه .. في هذيج الليله اخذ طيف فارس يزور ساره وكنه قاصدها من امبين العالم كلها .. اخذت عيوها ما تذقن النوم.. تسهرن واتسهرن القمر .. اخذت كل ما تطالع للقمر تشوف طيف فارس يقطع القمر وبتسامته تغطي بهدوئها وببرائتها جمال القمر .. اخذت تحس انه في يوم بتكون مجنونه به لو استمرت على هذا الحال .. بس شنو ياللي خلها تتعلق فيه&#33;&#33;؟ .. هل هو لانه دافع عنها وستر عليها قدام لا تستوي مشكله ولا مصيبه&#33;؟؟ .. هل لانه كان وسيم لدرجه اي بنت من السهل انها تسقط في شباكه؟&#33; .. او لنه في شي جديد خلف ياللي كانت تتوقعه في الرجال اختلف في فارس ياللي غير تفكيرها وخلها تتعلق فيه ..&#33;&#33;؟؟؟ ..

وصل اليوم ياللي فارس بكون معزم فيه في بيت خليفه واهله .. طلعوا فارس وخليفه من الجامعه وساروا لبيت خليفه .. في الطريف كانوا خليفه وفارس يسولفون وفجأه قال خليفه شي عن انه اخته ما تقدر تتكلم ..حس فارس بالفضول لاوله مره .. وستأذن من خليفه انه يسأله عن السبب

فارس .. بفضول .. : اسمحلي يا خليفه .. بس لو ما فيه اي احراج ولا مانع .. شنو السبب خلى اختك خرسى .. &#33;&#33;؟؟ اسمحلي .. اذا فيه شي خاص اسحب سؤالي ..&#33;

خليفه وهو شبه حزين ..: انته يا فارس موب غريب .. والشاهد الله عليه اني اعزك معزه اخ لاخوه .. انا هذا اليوم كلمت امي فيك .. خبرتها اني احس كني اعرف كم سنين .. انته يا اخوي منا وفينا .. بس هذي سالفه قديمه .. وتعور القلب .. انته شكلك حساس

فارس ويزداد فيه الفضول لاول مره ..: شنو السالفه يا خليفه .. &#33;&#33;؟؟ شكلها طويله .. &#33;&#33;

خليفه .. وهو ينتبه للطريقه لانه يسوق وهو يقول السالفه : هيه يا فارس طويله .. طويله وحزينه شوي .. الله يسلمك اختي كانت صغيره .. كانت تقريبا عمرها ثمان سنين .. الوالد الله يذكره بالخير جاب سواق من الشارع .. يعني منه على كفالتنا .. وانته تعرف هذي الامور .. ففي يوم السواق كان في اجازه مشان يشتري اغراض لأهله لانه بطرش لهم اغرضا .. طلع يومين ما حد درا عنه شي .. وفي يوم ... وابوي وامي كانوا في السوق .. وخالتي كانت راقده في الغرفه الانها مريضه .. طلعت ساره صوب الحوض تلعب .. يلست تلعب لين المغرب بروحها .. فجأه والعالم تصلي في المسجد ياللي جنب بيتنا وصل السواق.. وصل وكان في وضع الله لا وراك .. كان مسطل على الاخر .. يعني كان سكران .. ما ندري من وين جانا .. شاف ساره في الحوش تلعب .. كان يناديها وهو يترنح .. ساره ما كانت تعرف بامور السكر وغيره لانها طفله .. جته وهي تقوله بعد ما سمعت ابوي انه بيفنشه .. وبييب دريول على كفالتنا .. كان قوله انته ابوي بيفنشك وبييب سواق على فيزتنا .. هذا ثار اعصابه لانه اصلا كان سكران .. فحاول يغتصب ساره في الحوش ومسكها .. مسكها وحاول انه يغتصبها .. مصكها ولا رحم طفولتها ياللي ما تجازت طول ركبته .. مسكها وكان ناوي الشر لها .. بدت تصرخ من الخوف .. صرخت بس ما فيه احد لبا عليها .. مسكها وقريب لا يخليها عريانه .. مسكها وهي تبكي .. لا رحم دموعها ولا نظراتها ياللي كانت تشبعت خوف ورهبه .. بدت تصرخ وتنادي .. بس ما كان احد يسمعها .. اخذت تبكي وهيه تصرخ لين سمعت صرختها انا .. جيت ودخلت عليها والا بالسواق ماسكها يريد يغتصبها .. بكل ياللي فيني من قوه ربعت صوب المسجد ..دخلت وانا اصرخ وابكي .. قاموا جماعه من الصلاه .. قاموا من عز صلاتهم مشان يساعدون ساره .. دخلنا البيت .. ولا بساره نص ثوبها متشقق وعيونها بتطلع من الصايح .. مسكوا السواق وضربوه ضرب .. لين تقطع ثوبه من كثر الضرب والدم .. هذا المنظر وهذاك المنظر خلى ساره ياللي كانت مرحه ولعوب انه تخرس ابد الدهر .. خلها تفقد كل برائه الطفوله .. وصل ابوي .. وصل وشاف انه الفضيحه انتشرت في الحاره .. بدى يصرخ على ساره كنها هيه السبب .. بدى يعق كلامه عليها بانها ليش طلعت اصلا من البيت .. وساره لاول مره وهي دلوعه ابوي اشوفه يصرخ عليها ..هذا خلها تفقد صوتها للابد .. خلها تصمت .. بدل لا يضمها لحضنه رفع صوته عليها .. رفع صوته وبعد فتره وبعد ما هديت اعاصبه حول انه يكلمها .. بس ساره خلاص .. خلاص .. التزمت الصمت ..ومن هذاك اليوم وهيه ملازمه غرفتها.. ما تطلع منها الا وانا معها ولا امي معها .. بدت تخاف من اي رجال .. من حتى ابوي .. ابوي اللي كان يحبها ويدلعها نسته .. صارت ما تجلس جنبه .. والغريبه اليوم انها طلعت لاول مره من امي .. اول كانت تحاول انه تكون قريبه منها مثل عباتها .. بس شكلها حاولت تتحدى نفسها .. بس الظاهر انها دفت ثمنها غالي ..

بدت نظرات الحزن على فارس .. بدى يحس انه ساره انظرمت من كل انسان .. من ابوها ..من الناس .. من كل اناس غير من امها وخوها .. حس انه خليفه فيه حنان الاخ الصبور والعطوف صوب اخته .. حس بهذا الشعور بعد ما كان يتوقع انه خليفه دمه بارد لانه ضحك يوم امه تخبره بالسالفه .. بس مشان ما يحسس اخته باللوم غير ياللي حاسته يلس يضحك مشان يبين لها انه ما راح احد يرفع صوته عليها ما دام هوه موجود ..

فجأه يقاطعه خليفه ويقوله ..: فارس .. فارس .. بسم الله .. وش حلت بك .. تراه والله ما استوا شي .. لا يسير فكرك لبعيد .. وساره بخير الحين .. بس قالوا حاله نفسيه .. ومع الوقت بتتكلم .. بس لو فيه صدمه ثانيه تدجيها يمكن يمكن تخليها تتكلم .. وانا ما ابا اختي تنصدم مشان تتكلم .. تراه ياللي فيها مكفيها . ..

اقول فارس .. تراه هذا الكلام بيني وبينتك .. بس لانك عزيز وغالي انا خبرتك .. وراجوك .. ارجوك ..نشدك بالله انك ما تطريها عند احد ولا تقول لاي انسان ..

فارس بكل ثقه .. : افا عليك يا خليفه .. ترانا اخوان .. انا وانته واحد .. بس الصراحه انا الوم ابوك انه يلس يهد عليها وهيه ما لها ذنب .. وخاصه انها طفله ...

خليفه وهو يأشر انه وصلو للبيت ..: هيه ادري .. بس ابوي ما كان يدري باي شي .. وانته تعرف الشيبان .. مشكله لو ينصدموه .. يعصبون بسرعه...هاها..

وصلوا فارس وخليفه لبيت خليفه ..

دخلوا البيت .. وقريب لا يدخلون المجلس .. يسمعون صرخه شكت اركان البيت ..

يا ترا شنو السالفه .. وش القصه .. من ياللي صرخ .. وش خلاص يصرخ .. الله يستر .. كان ما شي اتسوا على اهل البيت بعد ..

هذا ياللي بنشوفه لي الجزء الجاي من *صفحه الم * .. والسموحه ..

شمس دبي</font>