<font color='#000000'>وقفنا يوم انه حمد اخذ السواق مشان ما توصل شوق للمستشفى وتسقط حملها ...
حمد والقهر مالي قلبه .. وهوه في طريقه من العين لابوظبي .. يرن تلفونه ..
رن التلفون .. بس حمد ما رد عليه .. درا انه هذي ام شوق تتصل فيه مشان يرجع او يرجع السواق .. بس حمد مشان يقهرها مثل ما قهروه .. شل التلفون .. وانه ام شوق تبكي .. وتصرخ مستنجده فيه وتبا الفزعه منه .. ..
ام شوق والدموعها مغرقه عيونها ... وهيه تبكي بحرقه وبقلب الام المتعذبه لشوفه ضناها يموت قدامها وهيه عاجزه انها تسوي شي ..: يا حمد تكفى يا ولد الاجاويد . ارحم هاليتيمه .. ارحم حال العجوز ياللي تكلمك .. يا حمد اجوك .. يا حمد ابوس ريولك يا وليدي رد علينا .. تراه مهما كان.. كان بينا عيش وملح يا حمد .. يا حمد تكفى ارحمني .. ارحم كبري .. يا حمد ارحم ضعفي وفقري ... * يغطي صدى الدموع على صوت ام شوق وهيه تطيح من طولها .. ام شوق بحرقه تبكي وصدى صراخ شوق في التلفون غطى على صوت بكى امها ياللي تترجى في حمد *
حمد وبكل بروده ..: والله انا ماسك الخط السريع .. ومتعايز ارد للعين .. ولا اقولج .. خلي بنتج تتصل لحبيب القلب وهو ياللي يباخذها للمستشفى ..اوووووه ..وقبل لا انسى ..بنتج ورقه طلاقها بتيها بكره .. ولا اقولج ..خلني بعلقها .. مشان ما تتزوج بعدي .. بعلقها وخليها جيه لين اموت .. لا هيه تسبقني .. وعلى جهنم تروح انشاء الله
ويقوم حمد بكل بروده ويصكر التلفون ورجاء ام شوق على الخط ما خلص ..
بدى التلفون يرن .. ويرن .. ويرن .. بس حمد مطنشه ..ولا يرد عليه .... وبدت افكاره تفتحله البوم ذكرياته مع زوجته الاولى مريم.. بدى يشتاقلها كل ما بدى يحس كثر ياللي فقده بعدها .. بدى يتذكر رفيقه دربه ياللي ضحت بكل شي مشانه .. وبطلبها له بعد ما اتموت انه يتزوج بعدها ويخلف.. رغم انها تعرف انه ما يخلف ..الا انها كانت تطلب منه انه يتزوج.. بس المرض تغلب على زوجته مريم وماتت بعد ما تمكن منها المرض ..
* مريم .. زوجه حمد الاوليه .. تبلغ من الجمال الكثير .. اهيه الانسانه الاقرب الى حمد والى طبايعه .. دام زوجهم 25 سنه .. بس بدون عيال ... شاركت زوجها من بدايه خطواته في التجاره ..بمساندته بكل ما تقدر عليه .. وعاشت معاه الحلوه والمره .. بس بدون عيال .. عندهم من المال الكثير الكثير بس الله ما رزقهم بالعيال رغم انه حمد يحب اليهال حيل .. بس مثل ما طلعت نتيجه الفحوصات .. انه حمد عقيم .. الا انها ما تخلت عنه بعد ما اعطاها الحريه في الطلاق او العيش معه على هذه الحل .. الا ان الزوجه الوفيه .. فضلت العيشه معه .. ولكن سعادتهم ما تمت .. لانه مريم اصابها مرض خطير واختطفها من حمد .. الا انها طلبت منه انه يتزوج ... وهو ياللي يرفض .. بس باصرار منها وعدها وهيه على فراش الموت انه يتزوج بعدها...والله كتب انه يشوف شوق في عن طريق معارف لهم .. تعلق بها لما فيها من جمال الصفات .. وجمال الاخلاق .. وجمالها وحده يكفي لانها كانت تبلغ من الجمال الرباني ما تأسر به العالم .. الا انها كانت تخفيه خلف ثوب الحشمه والوقار ..*
ورجعت به ذكرياته للحاضر .. وسمع السواق يقوله ..
السواق وهو يرتعش من الخوف من معزبه ..: با با..بابا .. تلفون ما انته زياده دقي .. دقي .. انته ما فيه يسمع هوو...
حمد ..وبعصبيه ..: وانته شنو دخلك ..تراني بفنشك وييب غيرك .. جب وانثبر ..
ورن التلفون هذي المره بعد .. وطنشه حمد .. صاح التلفون لين انقطع الخط .. و يرجع التلفون يرن .. بس هذي المره حمد شله وهوه معصب.. وهوه يقول : اقولكم ما برد .. تسمعون ما برد .. ويالله انقلعوا يالعلها قلعتكم ....
ويرد عليه بكل دهشه اخوه هلال ..: بسم الله عليك يا حمد .. شنو فيك .. اقولك تراه رقمي معروف عندك ولا ما شفت الشاشه ..!!!
حمد ...وهو يحاول يهدي اعصابه ..: لا ما شفته .. خير يا هلال ..شي مشاكل في الشغل ..
هلال وهو مشتغرب من تصرف اخوه حمد..:لا ما شي مشاكل في الشغل ..و ليش انته معصب .. خير ..عسى شوق ما فيها شي .. انته قلت لي انه امها دقت عليك تلفون تباك تجي لموضوع ضروري.. بس انته ما قلتلي شنو السالفه ..
حمد وهوه معصب .. : هلال .. !! لا تطري اسمها على لسانك .. ولا تراني بقصه لك ..
هلال وهوه مستغرب .. : خير يا حمد .. شنو بلاك .. انا ما قلت شي .. كل ياللي سويته هوه اني اسأل عن حرمتك .. كاني تعديت حدودي السموحه منك يااخوي .. ما كان قصدي ..بس عن لا تحرج
حمد .. وهو ينفخ ويستعيذ من الشيطان ..: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. اسمحلي يا هلال .. ما كان قصدي .. بس انا بسير للبيت القديم .. ما ليه نفس اكلم احد ولا اسمع لحد..
هلال وهو بصوته الحزين يسأل اخوه ..: خير يا اخوي .. انته ما تسير للبيت القديم الا وعندك شي مكدر خاطرك .. رب ما شر ...
حمد بصوت حزين ...: لا بقولك بعدين..يالله مع السلامه .. ..
وصكر حمد التلفون .. وصل حمد لابوظبي... ويطلع صوب الكرنيش ووقف سيارته وتمشى حمد وهو يفكر بالماضي والحاضر .. والفرق امبينهم .. ويفكر ..كيف خانه احساسه انه شوق هي صوره طبق الاصل من شخصيه زوجته .. طريقه كلامها ..حركاتها ..تواضعها .. بس فيه شي فرق امبينهم .. هوه القلب ..قلب زوجته الاولى اشرف وانقى من قلب شوق يالي خانته ..
توقع انها خيانه .. بس مادرا باللي كان مخفى له ..حمد يحسب للحاضر على حساب الماضي .. ما درا انه كل انسان يتميز عن الثاني بيمزه الله عطاه اياها .. كل انسان وله الجانب الطيب والجانب السيء .. كل انسان وله صفحه بيضى وصفحه سودى .. بس شوق عمرها ما بين شي منها .. رغم شكوكه فيها بالاول .. الا انها قطعت كل شكوكه ولا اظهرت له كل الادله انها عكس كل شكوكه بصفائها ونقوه قلبها الطاهر.... .. بس الحين طلع شي غريب .. خيانه مره وحد .. ليش شنو السبب ..
يرجع حمد للسياره واذان المغرب بدى الاذان يرتفع في الافق .. بدى الاذان يعلن ابتعاد نور الشمس ياللي بدت تودع صاحبنا على اساس انه في اشياء له بنكشف له بالايام الجايه .. بدى الاذان يبعد اخر خيوط النور مشان يفسح المجال للي تاب انه يقوم الليل .. انه يمسح ذنوبه .. انه يتقرب من ربه بالليل مشان يمسح ما بدى منه في النهار ..
ركب حمد سيارته .. وسار للبيت القديم بعد ما صلى المغرب .. شافه اشكثر مهجور .. اشكثر اهمله .. بس بدى بوعد بينه وبين نفسه انه يرجع يعمره .. بيرجع يزرع كل ذكرى حلوه فيه .. ما راح يترك ذكرى رفيجه دربه الاولى مهما كان ..
وفي مدينه العين ......
وفي مستشفى التوام .. وفي العنايه المركزه بالضبط .. ام شوق يرجع بها تفكيرها للماضي .. لليوم المشؤوم ياللي خلاها تضحي بظنها مشان المال .. مشان العز والجاه .. تذكرت نظره شوق الحزينه وهيه رافضه انه تاخذ حمد .. تذكرت بكاها وهيه تترجى في امها انه ما تظحيبها للزمن مشان تشرد من الواقع ياللي هم عايشين فيه .. تذكرت كيف بكت يوم الملكه ... وكيف انهارت يوم الزفاف . وكيف اتعذبت من زوجها كل ما قارن بينها وبين زوجته الاوليه مريم قدام الكل .. هل هذي السعاده ياللي هيه كانت تفكر فيها .. هل هيه الدنيا اللي تمنتهى وهيه تدور على لقمه العيش الحلال بعرق جبينها لها ولليتيمه ياللي تربيها !!..
بدت الاسئله تلف بام شوق وتجيبها .. بدى الهم ياكل قلب ام شوق .. بدت الدموع تهل ندم على كل ياللي ذاقته بنتها من نتيجه زوجها .. وهيه ياللي كانت السبب في عذاب فلذه كبدها على حساب تتهنى بالفلوس و بالدنيا مثل ما كانت تحلم ...
وفي ابوظبي ..
حمد يصبح عليه الصبح وهو في البيت القديم .. اصبح عليه الصبح على صوت طرق على الباب .. قام حمد وبطل الباب .. ولا اخوه هلال جايه .. دخل هلال البيت وهو يسأل حمد عن ياللي استوى .. حمد يتهرب من اخوه الصغير عن لا يخبره بالسالفه .. بس هلال اصر .. وباصرار من هلال خبره حمد بكل السالفه .. استغرب هلال تصرف شوق ياللي عمرها ما كانت من هاي النوعيه من الناس .. حتى انها تكره التلفون .. وذكر هلال اخوه حمد انه شوق كانت رافضه فكره التلفون اليدوي الا بالغصب اخذته بعد ما شد عليها حمد انها تاخذلها واحد يوم يريد يكلمها فيه ..
حاول هلال انه يهدي اخوه .. بس اخوه كان شبه منهاره اعصابه .. والحزن راح يقتله .. قام هلال بروح الاخ لخوه وهو يطلب منه انه يسمعله..
هلال .. : يا حمد .. انته الحين مشاء الله ريال ما فيك شي من الصغر و انته اكبر عني ..يعني لو انا ياللي خطيت انته ياللي تصلح لي اغلاطي ... واظن انك لازم ما تتسرع وتظلم الانسان .. يمكن شوق هيه الصح وانته الغلط ....
حمد وهو منهار ...: كيف هيه الصح .. يا حمد انته تعرف اني .. اني .. * تعجز الكلمه من حمد انها تطلع .. يعجز انه يقول الواقع .. يعجز انه يردد الكلمه ياللي طالما عذبته في رجولته .. *
هلال وهو يناظر اخوه .. : قصدق انك عقيم !!! ..
حمد والحزن والقهر في وجهه ياللي اهلكه التفكير والسهر ..: هيه يا اهلال .. عقيم .. انته ما تتذكر اني فحصت مع مريم الله يرحمها.. ما تتذكر يوم فحصت انا ومريم ولا طلع منها اي شي وطلع العيب مني!! .. تتذكر يوم هيه فحصت اكثر عن مره وهيه صابره علي واتقولي انه ما فيها عيب ...
هلال ..وهو يناقش اخوه بكل جديه ..: حمد .. اتذكر كل شي!! .. حتى انته قمت وفحصت عند نفس الدكتور ياللي فحصت عنده زوجتك مريم الله يرحمها .. بس يمكن الله رحم حالك وارزقك بالذريه .. لا تنسى انه الله رزق سيدنا زكريا بسيدنا يحيى -عليهم السلام- بعد ما بالغ منه العمر مبلغه .. لا تنسى انه فيه ناس يرزقها الله بالعيال وهم في سن متأخره .. بس انته قولي .. هل تعالجتم ...
حمد وهو شاحب الوجه ..مرهق الاعصاب .. : هلال .. أنا بعد ما انصدمت في الواقع ما كنت اريد احرج نفسي .. وخاصه اني ريال في هذيج الايام صرت مشهور برجل الاعمال الناجح .. هل اخلي الاشاعات تلعب فيني وخسر سمعتي ......
هلال ..: وش دخل الشغل في حياتك الخاصه .. يا حمد انته ريال عاقل .. موب ياهل .. والمفروض كان عندك شك من هذا الدكتور انه بيخبر عليك او العالم بتشوفك عنده انك تسافر برى ..
حمد : اسافر .. لا .. لا .. انا ما ابا افقد مريم في هذاك الوقت لو قالوا نفس كلام دكتور مريم .. توقع انه قالوا مافيه امل مثل ما قال دكتور مريم ياللي فحصنا ..تخيل انه مريم تطلب الطلاق بعدها .. وخاصه انه مريم تحبني واحبها مثل ما اتعرف .. ما تصورت الحياه بدونها ...
هلال .. وانزين بعد ما توفت بثلاث سنين تزوجت .. ليش ما خفت من غضبها عليك .. ليش ما نسيتها ..
يبدى حمد بالبكى بعين الكبير العاجز عن الرد .. بيدى حمد بالبكى ولاول مره يبكي حمد قدام اخوه هلال .. هلال ما صدق ياللي يشوفه .. يشوف حمد الكبير القوي في شخصيته .. الشديد على الموظفين يبكي قدامه ... حس هلال بمدى جروح اخوه .. حس انه بدل لا يكون البلسم الشافي صار السم ياللي يحرق الروح .. هلت دمعه هلال .. بدى يندم على ياللي قاله... اخذ هلال اخوه حمد بين ذراعيه .. وحضنه بكل قوه وهو يقوله ..
هلال ودموعه تهمل لعذاب اخوه قدامه .. : يا حمد اذكر الله .. يا اخوي الدنيا زايله .. ولو الناس كانت تسلم من كلام بعضها كان سلمت السيده عائشه -رضي الله عنها- من تهمت المنافقين .. انته الحين اعصابك تعبانه .. خلني احجزلك صوب نيوزيلاندا .. يقولون انه الطبيعه فيها حلوه ... خلني احجلك ..وسير كمن يوم .. وريح اعصابك .. و يوم بترجع انشاء الله .. بنحل المشكله ...
حمد وهو يحاول يهدي اعصابه ..: لا يا حمد .. ما اقدر ..لازم اسير الشغل .. بتتعطل مشاغلنا وانا مسافر ..
هلال وهو نظرت العتاب على الخوه حمد .. : وانا شنو شغلتي هناك في الشركه .. مش انا مناوبك .. واذا عن بعض الامور ياللي ما اقدر عليها ..خلاص .. عطني توكيل .. وانا بمسك شغلك لين ترجع بالسلامه .. وانشاء الله الامور بتنحل ...وعلى فكره انته عمرك ما قد سافرت بعد ما تخرجت من بريطانيا .. سفار وشوف الدنيا .. تراها والله ماتسوى عليك حزنها يا اخوي ..........
حمد وهو يفكر .. : خلاص يا حمد .. انا بسير بخبر المحامي انه يجبلي الاوراق اليوم العصر وبوقعها له ... واحجزلي في اقرب طياره .. ابا اسافر باقرب وقت ..
هلال وهو فرحان انه اقنع اخوه انه ياخذ اجازه بعد سنين من الشغل المتواصل ...: واخيرا يا حمد وافقت .. .. ولا يهمك .. انته رتب اغراضك لين اكلم شركه السياحه وبخليهم يرتبولك احلى سفره ......
حمد .. هوه شبه متردد من هاي السفره ..: يا هلال .. تتوقع المشاغل ما راح تتعطل يعني ..
هلال وهو يضحك ..: عمرك ما راح تتغير .. كله شغل في شغل .. عنبو غيرك .. خف على عمرك ... شنو فيها الدينا غير الكشتات و الجمعه مع الشباب .. بعدين ويوم بترد من السفره هذي .. بعرفك على شباب .. والله يحبهم قلبك .. عقال .. وفلحين في كل شي .. بس لا اتخاف .. مو من نوع الشباب ياللي يحبون المشاكل والخرابيط ..
حمد .. : والشباب يا هلال بيلسون عند شايب مثلي ..هاهاها اخاف يحسبوني ابوك .. هاها..
هلال ..وهو يضحك .. : لا ياحمد .. ترها كبيره هذي .. ابوي مره وحده .. قول جدي ولا شي .. هاها
حمد والبتسامه على وجهه : .. هاهاها.. جدك .. انا الحين صرت جدك .. تعرف هذي غلطت ابوي انه تزوج من امك و هوه شايب .. اهاها.. الشيبان عيونهم زايغه اول ... هاهاها.. بس الحين عقال .. عرفوا انه الحريم موب سهلات ..هاها
هلال وهو يضحك .. : يعني الحين الغلط من ابوي الله يرحمه ..هاها.. روح يا عمي روح ..
استمرت الجلسه بين هلال وحمد حدود الساعه .. بعدها طلع هلال من بيت حمد بعد ما اتصل حمد بالمحامي مشان التوكيل .. وهلال طلع لشركه السياحه مشان يرتب السفره لاخوه حمد ..
في المستشفى بمدينه العين ...
اشرقت الشمس على ام شوق وهيه في مقاعد الانتظار .. تنتظر الزياره لبنتها .. والتعب والسهر طالع في عيونها .. ام شوق ما جاها نوم من الحزن على بنتها الوحيده وهيه في العنايه المركزه تذوق العذاب انواع .. الجنين في حله خطيره .. والام حالتها اخطر ...
تطلع احد الممرضات لام شوق لانها تعرف انها ما سارت لبيتهم .. تتقرب الممرضه وفي ايده كوب قهوه لام شوق ..
الممرضه .. وهي تقدم كوب القهوه لام شوق ..: يا خالتي .. خذي هذا الكوب .. فيها قهوه .. اضنج محتاجه له ....
ام شوق ترفع راسها للممرضه وهيه شاحبه الوجه تعبانه الملامح ..: تسلم يا بنتي * تنظر الى الممرضه وتسألها*.. ما هقيت ان هفيه مواطنين ممرضين في المستشفى ..
الممرضه وهيه تبتسم ..: يا خالتي احنا اهل البلد .. وحنى ياللي لازم نرعاها .. و اخوانا المسلمين من الدول الثانيه موب مقصرين بعد .. وما فيه فرق امبينا ..
ام شوق .. وهيه تغير الموضوع ..: يا بنتي ارجوج طمنيني على بنتي .. شنو فيها الحين .. وشنو ياللي بيستوي عليها ...!!..
* ام شوق وهيه قريب لا تبكي ..تسأل .. الكلمات من فمها تطلع مثل السكاكين تقطع قلبها .. الحسره ورا الحسره على بنتها تعذبها .. تتخيل العالم بدون شوق .. تتخيل العالم بدون ضناها .. شنو بيكون .. شنو بيصير .. بدت مخاوفها تفتح لها ابواب الدموع .. أبواب الحزن و الموت الاكيد .. بمجرد التفكير بفقد شوق يخليها تملى شيلتها دموع .. عيونها قربت لا تفقد بصرها على ضناها ..الغرف فرقت ام شوق عن شوفت شوق .. كل ياللي تقدر اتشوفه هوه جدران .. و ضناها تقترب منه خطاوات الموت من ورا هذا الجدار صوب بنتها شوق ...*
يقطع حبل احزان ام شوق كلام الممرضه لها ..خالتي .. يا خالتي .. بسم الله عليج .. شنو فيج سرحتي وبديتي تبكين .. خير يا خالتي .. عسى ما شر ....تطمني .. انشاء الله بنتج بتقوم .. بس يا خالتي .. الدكتور يقول انه الشرطه تبا تحقق في مسأله شوق .. كيف وصلت للعنايه وفيها كدمات في كل انحاء جسمها ..والشرطه بيجون قبل موعد الزياره .. يعني في حدود نص الى ساعتين ..
ام شوق ... والخوف في عيونها .. : شنو .. يعني بيسجنون بنتي .. والله انه بنتى ما سوت شي .. حرام عليكم .. بعد كل هذا بتسجنونها .. * ام شوق بدت تخاف انه حمد اتصل في الشرطه وبلغ عليهم .. بدت ام شوق تاخذ النواحي السلبيه .. تعرف انه حمد رجل اعمال معروف .. ويقدر يبهدلهم لو يبا .. وبدت ام شوق تفسر الامور على مخاوفها ..
الممرضه .. لا يا خالتي .. الشرطه جاين يسألون بس عن سبب هذي .. وشنو سببها .. بس هذا كل شي ...لا بتنسجن بنتج ولا شي .. بس اقول . وين زوجها .. غريبه انه ما جاها لين الحين ..
ام شوق مشان تغطي على الموضوع وبستر ..: والله يا بنتي .... اضنه مسافر.تعرفون انه الريال ما يلسون في البيوت .. وهو من طلع ما رد ..
الممرضه استرخصت من ام شوق مشان تكمل شغلها .. وسارت تتابع حاله المرضى .. بعد حوالي ساعه وانص جا واحد من الضباط وسأل ام شوق عن سبب وجود شوق في العنايه .. وعن سبب الكدمات على جسدها ..ام شوق تعذرت انه شوق طاحت من السلم مشان ما تبتلش بحمد و مشاكله .. وحاولت انها تتعذر انه حمد مسافر .. و قالت انه سبب الكدمات هوه من سبب السلالم ياللي طاحت منها شوق ..
طلع الضابط من عند ام شوق ولا بميثا وامها روضه وصلين وميثا الدموع مخرسه البرقع .. والعيونها حمرا من كثر البكى ....
ميثا .. وهيه تسلم على ام شوق .. وهيه الدموع تنهمر من عيونها مثل المطر .. : خالتي بشري يا خالتي .. شنو فيها شوق .. شنو ياللي استوى .. حرام عليكم انكم ما خبرتونا باللي استوى على شوق.. والله حرام ..
روضه ام ميثا وهيه تطالع على بنتها بنظره عتاب ..: بس .. جب انتي .. تراه ياللي في ام شوق مكفيها . احنا جينا نوقف معاها في محنتها .. ما نزيد همومها فوق ياللي هي عايشته .. وانتي قمي غسلي وجهك . .تراج حشرتني في البيت وفي السياره .. وشوق ما فيها الا الخير .. تحب تتغلى علينا .. صح يام شوق ..* ناظرت روضه على ام شوق بنظره حنان ورحمه على حاله ام شوق .. *
ام شوق ... وهيه معنوياتها بدت ترتفع انها لقت ناس واقفه معاهم في محنتهم .: هيه .. أنشاء الله ما بيكون فيها الا الخير ........
مرت على ميثا وامها فتره تحاولن فيها رفع معنويات ام شوق ياللي بدت الهموم تاكل قلبها .. بدت تحس باللوم والحزن ياللي في حياتها .. وكل ما بدت ام شوق تقكر في شي .. روضه ما تخليها في حالها ..تقاطعها باي رمسه مشان ما تخليها لحظه للهمومها واحزانها .. لين غطت الشمس .....
في الليل .. وفي ابو ظبي ...
حمد يتحظر مشان السفره .. ويرتب اغراضه .. بدى حمد يرتب اغراضه بعد ما خلص .. بدى يحن حمد لايام الاول يوم كان مع زوجته مريم .. بدى يتذكر كيف كانت حياتهم حلوه حتى ولو بدون يهال .. بدى تذكر كيف الثقه كانت متبادله امبينهم .. تذكر نظره مريم الحزينه كل ما شافت ياهل يلعب ولا يمشي جنبهم .. بدت الذكريات تشق طريقها في ظلمات النسيان ياللي كونها الزمان في ذاكرته بعد وفاه مريم .. بدى يتذكر الكلام ياللي يدور بينه وبين مريم .. بدا يعيد ذكرياته القديمه في كل ركن من اركان البيت ... لين تذكر انه في اشياء لزوجته مريم تذكاريه .. وفيها البومات صورهم .. وشياء تخص المرحومه مريم .. فكر وقال نفسي اشوف هذي الاغراض القديمه مره ثانيه.. نفسي اشم ريحه الوفا ..ريحه الطيبه .. ريحه الغاليه ..ريحه رفيقه دربي .... قام حمد للمخزن الجديم ياللي في الطابق الارضي .. فتح الباب .. الدينا غرقانه في بحر من الغبار .. بدى حمد يسلي نفسه بترتيب الاغراض و يفتش في محتويات الصناديق .. كل ما فتح صندوق مره يضحك ومره يبكي .. يضحك يوم يتذكر شنو سبب وجود هذا الشي في هذا البيت .. ويبكي كل ما تذكر صاحبه الشي هذا ياللي هي مريم ..
بدى يقلب في الاغراض لين وصل لصندوق مريم ياللي تحتفظ فيه باشياها الخاصه مثل الذهب والاشياء الثمينه في حياتها .......
فتح حمد الصندوق .. اول شي لقاه .. صوره له ولمريم ايام الفقر .. وحياه العذاب ياللي بدوا فيها حياتهم من الخطوه الاولى .. الخطوه ياللي كل واحد ماسك يده بايد الثاني ... وبقوه لين شيدوا كل هذا الخير .. وصوره ثانيه كانت اخر صوره لهم قبل لا تمرض مريم وترحل مودعه توأم روحها حمد ..بدى حمد يقلب في الصندوق .. لقى اول ورده هداها اياها ليله ما خطبها .. و صندوق العطورات ياللي ياللي كانت اول هديه لها يوم زواجهم .. كلها كانت هدايا بسيطه في قيمتها .. بس قيمتها المعنويه كانت غاليه عندهم .... حس حمد بكثر حب مريم له .. وكيف احتفظت بكل شي حمد اعطاها اياه في هذا المكان .. بدت دمعات حمد تنهمل منه لتذكر ريحه مريم .ياللي حس انه صج ما قدر يتعوض بعدها ....
بدا حمد يفتش في الاغراض لين وصل في اخر قاع صندوق ذكريات مريم على ملف .. ملف اصفر .. وكان مصكر ومغلف بكيس بلاستيكي السود .. بطله حمد .. بطله وهوه يسأل نفسه شنو ياللي في داخل الكيس ....مرت فتره صمت حتى جدران البيت حست برهبه منها .... يمر الوقت وحمد يقرا في الاوراق .. ويقرا باللي في الملف وهو موب مصدق ياللي يشوفه ويقراه ........................................... فجأه .. أنفجر حمد .........انفجر وهو يبكي ... أنفجر وهو شبه مجنون ..
يا ترى شنو سبب بكى حمد .. وشنو ياللي في الملف الاصفر ياللي حمد لقاه فيه .......................!!!!!&# 33;!!!!!!!!
هذا ياللي بكمله لكم في الجزء ياللي بعده ..
والسموحه منكم
اختكم شمس دبي</font>
مواقع النشر (المفضلة)