الصافية..
اعذريني عزيزتي..
لأنني سأتخذ من زاويتك طريقة لإزاحة الحمل من على كتف قلبي..
دعيني أهمس لك ببضع كلمات.. و اعذريني..

اليوم فقط.. أيتها الصافية..
أيقنت أن هم الأطفال يشعرون قبلنا نحن الكبار..
اليوم فقط.. عرفت أنهم يعرفون ماذا يحدث حولهم.. ولا حيلة لهم..
اليوم فقط.. صدمت بأمثال ماجد و الصقر..
فعرفت قصة سليمان الذي كان يوما من الأوائل و ها هو اليوم حديث المدرسة ... ليس لأنه لامع بذكائه.. بل بإعجازه كافة من تعاملن معه.. سليمان قادر على التسبب في بكاء معلمة و خروجها من الفصل الدراسي بلا عودة..و هو يضحك.. سليمان قادر على إحداث مشكلة لمدرسة بأكملها..و هو يضحك.. فلا أحد يستطيع ضبط سلوكه..
هل أعطوا الأمر كفايته؟!!! لا أعرف فأنا مجرد زائرة..
عرفت أنه كانت له أم يوما ما.. و تخلت عنه.. فأغدق عليه والده بالحنان.. و لكن بطريقة فاشلة.. فأضحت طلباته أوامر.. كل ما يملكه من هم أكبر سنا .. سليمان يملكه..

هذا الفتى.. الزعيم.. الشقي الذي أحببت شقاوته رغم ما عرفته.. يتعذب و عذابه ضحك متواصل.. يتعذب و عذابه يترجم إلى تعليقات صارخة.. الكل لا يحتملها ووحدي بوجهه ابتسمت.. هذا الفتى كان يوما لامعا.. كان قبل طلاق والديه طفلا مجتهدا واعدا .. و هو اليوم يهوي.. يهوي إلى  قاع لا يعلمها إلا الله..

أيتها الصافية اعذريني و أخبريني..
ما العمل؟!! فهناك أيضا حسام و سلطان و سالم و غيرهم الذين اكتشف قصصهم  في كل زيارة.. فما العمل؟!!
أنتِ أخبريني...