أهلا زهقان ...
وان شاء الله اجابتي ترفع الزهق عنك ... لكن اسمح لي ..

الصقر ليس ذكاء أخذ بالتضاؤل ‍‍!! بل هم اجتاح قلبه وعقله الصغيرين

ونعود لسؤالك ...
هل يوجد العكس؟؟
هل تؤثر المدرسة في نفسية الطفل مثلا إن يكون ذكيا سريع الفهم قبل دخولة المدرسة هل كان هادئا مطيعا هل كان مرتب نظيف منظم و تأتي حياته الدراسية لتقلب كيانه كأن تقسو عليه معلمة او تستخدم معه وسائل قاسيه او ان يستهزىء به زملاؤه او لا ادري الاحتمالات كثيرة..

هل هذا الإتجاة المعاكس لكل الحالات التي سبق و تفضلتي وذكرتيها لنا( وكم كانت شيقة اختي ) لها جانب في المدرسة؟؟

و إن كانت اتمنى ان تفيدينا بهذا المجال

<span style='color:Blue'>للأسف هناك حضور كبير لهذا الجانب وعلى مختلف المجالات الصحية والسلوكيه والتحصيليه... ويعود السبب في الأساس لتفاجئ التلميذ الصغير بهذا العدد الكبير من الأطفال .. وتشده وتلفت انتباهه و بقوة النماذج الحادة منهم .. سواء الايجابية أم السلبية ... وهنا يأتي وبشكل أساسي وهام دور المعلمه .. في التوجيه و تأكيد السلوكيات الجيدة وتثبيتها .. ونبذ الخاطئ منها وبشكل مباشر - وهذا نادر الحدوث - أو غير مباشر ... والتعاون مع البيت له دوره المهم في ذلك .. وبالتالي نجد بأن الجميع يبدأ بالعودة إلى نفسه من جديد .. و تبدأ المشاكل بالاختفاء تدريجيا ... لأنها لم تتأصل بعد ... لكن هذا مع المعلمه الواعية والمدركه لدورها التربوي قبل التعليمي</span>

وللأسف الشديد .. أن هناك أسباب لا يمكن علاج نواتجها بسهوله لشدة تأثيرها على التلميذ وعلى تحصيله وعلى اظهاره لقدراته و ذكائه بل تمتد لتؤثر على حبه للمدرسة والتعلم .. ويكون المسؤول المباشر لمثل هذا الجانب السلبي .. هو المعلم أو المعلمه ... وإليكم المثال..

<span style='color:Red'>فـــاطمــــــــه </span>

<span style='color:Blue'>آخر العنقود... ودلوعة العائلة ... اعتادت منذ نشأتها الأولى على نمط معين من التعامل يتسم بالكثير من الدلال والتلاطف والمحبه والاهتمام المباشر ... لأسباب أهمها لأنها أصغر من بالمنزل فأقرب اخوتها إليها في العمر يكبرها ب13 عاما ...

إلى جانب هذا كله .. تميزت هذه العائله - ولي معرفه شخصية بها - &nbsp;بحب العلم والتفوق فيه بدرجه ملفته.. فالجد كان من بين القلائل في الدولة والذين سلكوا سبيل العلم وغرقوا في عالم الكتب ونهلوا منه الكثير وأعطوه الكثير .. وكذلك سار الأبناء والأحفاد ..

جاء موعد دخول فاطمه المدرسه .. وليتها لم تدخل - كنت يومها لا أزال متدربة في نفس المدرسه - تفاجئت الطفلة بما تراه وتسمعه .. فأخذتها الدهشة والاستغراب .. ولم تتكيف بسرعة على الوضع .. وآثرت الهدوء ..

لكن المعلمه ..وهنا كانت مفاجئتي شخصيا .. فهذه المعلمة من بين المتميزات في هذه المدرسه &#33;
لكنها &nbsp;لقلة وعيها بأهمية الجانب النفسي &nbsp;.. لم تمهلها .. ولم تعطها الوقت الكافي لها لتتكيف نفسيا .. ولم تحاول كسر الحاجز الذي بدأ ينمو بداخلها .. وهنا جاءت المصيبه ..
الى أن جاء ذلك اليوم ... تعثرت فاطمة في الاجابة عن سؤال .. فجاءت عبارات السخرية والاستهزاء من المعلمه لتتعالى الضحكات من زميلاتها .. وتتساقط الدموع من عينيها الصغيرتين ... ويزداد الصمت الذي ينهار فجأة تحت صرخات مخيفة من المعلمة القاسية في وجه الطفلة التي أصابها الذعر و الخوف الشديد و بدأت بالبكاء بشكل هستيري ..

ومن يومها تعاني فاطمه من التلعثم في الكلام .. التأخر الدراسي .. الرسوب المتكرر ... وعندما تم تحويلها الى فصل التقويه ( التربيه الخاصه) كان تفاعلها مذهلا مع المعلمه .. وزال التلعثم .. وعند اعادتها للفصل العادي وبين مجموعه كبيرة من التلميذات .. مع اختلاف المعلمه .. تعود إليها الحاله الأولى ..
ويعود الرسوب .. وهكذا خسرت فاطمه سنوات من عمرها متنقلة بين فصول التقويه و الفصل العادي ... وأصبح من الصعب عودتها كالسابق ..
حتى في المنزل أصبحت تكره الكتب والكتابه والدراسه وكل ما يتعلق بالمدرسه ...الأقلام و الألوان .. و كل شيء</span>