<font color='#000000'>ماذا ينتظر شبابنا لكي يتركوا المقاهي و "الشيشة" و يتجهوا إلى الجد و العمل ؟ ماذا يجب أن يحدث حتى يتحول الشاب الإماراتي الكسول المتقاعس إلى شاب مثابر و منتج؟ لماذا يقضي جل وقته في مغاسل السيارات يحك سيارته و يلمعها ليقوم من بعد ذلك باللف و الدوران أمام مراكز التسوق و صالونات النساء ليعود مره أخرى في اليوم التالي إلي نفس المغسلة ليحك سيارته و يلمعها و هكذا حاله إلى يوم الدين ؟ هل ستذهب سنوات الدراسة التي قضاها في جامعات الدولة "هباءً منثورا" لأنه يفضل أن يمد رجله في مكتب يعج بالهواتف و "استكانات " الشاي بدلا من الخرائط و التقارير العملية؟ كل هذه الأسئلة راودتني و أنا أطالع في الأسبوع الماضي خبر الإعلان عن إطلاق عشرة مشاريع جديدة من مشاريع الشباب الخاصة بمؤسسة الشيخ محمد بن راشد لدعم الشباب و بدأت أفكر ما الفرق بين أولائك الذين تركوا الكسل و انطلقوا لينظموا إلى ذلك المشروع و بين الغارقين في أحضان شيشة يدخنونها أو فتيات يلاحقونهن ؟
بالتأكيد الفرق كبير، فالأول صاحب مبدأ و يعلم أن الجد و الاجتهاد أساس النجاح و انه بدون أن يعمل و يعرق لن يهنأ له بال، أما الآخر فقد أخزاه الله ورضي هو بأن يكون كالفأر، ينام طوال النهار و ينهض ليلاً ليتسكع من مطعم إلى مقهى و من مرقص إلى ملهى متوهما أن هذه هي السعادة بل هي السعادة بذاتها، و أن النجاح أن أتى فأنه سيأتي من أمام بوابة إحدى المقاهي &#33;
في السابق كان الشباب يتعذرون بعدم وجود الإمكانيات المادية، فأتى مشروع الشيخ محمد لدعم الشباب ليوفر الدعم المادي اللازم لأي فكره ناجحة. و بعد ذلك تعلل الشباب و اخذوا بالنعيق قائلين " يا أخي الفلوس مب كل شي ..الخبرة مطلوبة" فقطع عليهم المشروع نعيقهم و وفر خبراء في مجال التجارة و الدراسات الاقتصادية ليكونوا كمستشارين لمشاريع الشباب. و زيادةً على ذلك وفر المشروع مكاتب مزودة بجميع الخدمات الأساسية التي قد يحتاجها أي شاب او فتاة يريد او تريد البدء في عمل تجاري خاص بهم.
بصراحة لم يبقى شيء لم يقم به المشروع، و بقي على الشباب ترك "مباسم الشيشة" و التوجه مباشرة إلى إدارة المشروع و ليس لهم أي عذر من بعد اليوم و بالعربي الفصيح " بسكم دلع"</font>