<font color='#000000'><span style='color:Red'>مخيم الامل والاديبة ..</span>

قد نقلت لكم احداث قليلة ولكنها كانت تغطية سريعه لأحداث مخيم الامل الرابع عشر .. لكني احتفطت بالكثير في داخل نفسي لأعطيه فسحه كبيرة من التعبير .. الاديبة التي دخلت المخيم بشخصية لتخرج بأخرى ..

انه ومع أول يوم لدخولي مدينة الشارقة للخدمات الانسانية .. بدأت ملامح تتغير فيني .. وجود جوالة عمان بذاك النشاط وأغلبهم معاقون جاؤوا وكما أخبرت كدائم عهدهم.. ليكونوا في المخيم عونا .. تلك الارواح التي لم تمنعها اعاقتها من السفر إلينا والتواجد معنا اسبوعا كاملا ..

<span style='color:Orange'>مشاركين لا مشاهدين او ضيوف</span>

بل هم أهل الدار ..كانوا مبتسمين دائما محاولين نشر ابتسامتهم بيننا .. ومتعاونين لابعد الحدود الممكنه .. فيهم البساطه عنوان جميل .. شكرا لكم يا جواله عمان .. منكم تعلمت ان المرء يعطي بكل ما يملك ولا يقف متفرجا أو ان يقول لا أملك ما اعطي بل المحاولة افضل برهان على ما نقدر أن نعطي .. ومنكم تعلمت أن الحياة لها طعم الامل مشرقا ..

<span style='color:Green'>الوفود التي جاءتنا محملة بورد المحبة والحب ..</span>

جميعا دون استثناء كانت ارواحا محلقة .. واشراقة منيرة في سماء الشارقة ..
لكن سابدأ بالقول الان فيمن علمني الكثير .. اولئك المعوقون .. اولئك الذين في التواجد معهم تتعلم دروس الحياة في التصميم والعزم ..

<span style='color:Purple'>مصور المخيم</span>.. ذاك الذي كان يتجول في أنحاء المخيم ينقل كل حدث بعدسته .. والابتسامة لا تفارقه .. هو من الصم .. لا يسمع ابدا ولا يتكلم .. كان حديثا معه محدودا لجهلي بلغة الاشارات وقيل لي فيما بعد ان اشاراته اصلا مختلفه عن البقيه .. هو من أهل الخور .. يدرس حاليا في أميريكا ( كومبيوتر ) لكن بعد احداث 11/ سبتمير لازال ينتظر الموافقة على ( الفيزا ) ليعود لاكمال دراسته سنه ثالثة هو .. هذا النموذج جعلني أفكر بما اضعته أنا في الجامعه أحيانا كسلا وأحيانا عدم ايمان بقدراتي .. كيف لهذا الذي لا يسمع ولا يتكلم أن يكون أقوى مني ارادة .. واصرارا على الدراسة .. ومعلومة اخرى .. هو من اهل الامارات لكنه لا يعرف العربية كانت الورقة سبيل الحوار معه وباللغة الانجليزية &#33;&#33;

وجدتني أحاول ان اعيش في داخله .. ان ابصر ما يقول في داخله ولا تسمعه نحن .. عالم الهدوء المطلق .. عالم الصمت المطلق المبهم .. كنت أسائل نفسي لو اني انا من الصم .. مالحديث الذي احادث به نفسي .. وهل لي صوت اسمعه انا وحدي .. هل كنت سأحتمل هذا الصمت الذي حولي ولا مجال لتغيره ..

ووجدتني أنظر في وجه احدهم ( <span style='color:Purple'>عبدالرحمن</span>) من الكويت صمته جعلني احاول ان ادخل الى عالم غريب .. سن المراهقة كيف يكون دون فوضى وازعاج للآخرين .. كيف لي أن اكتب وأن اصرخ بما أريد وأنا لا أتكلم .. ولا أسمع .. كيف لي أن اعبر لمن حولي لمن لا يعرف لغتي أنا لغة الاشارة .. في كل مرة هل أبحث عن من يترجم حديثي الداخلي .. صعب أن اجد بينكم لغة تفاهم دائمة وسؤالي لماذا وحتى متى ؟؟


<span style='color:Purple'>محمد</span>.. طفل من اليمن جاءنا من يراه على كرسيه يظن أنه لا يتجاوز السنتين .. لكنه في العمر أكبر .. محمد وجه أخر للبراءة المطلقة .. لو دخلت لداخله ماذا عساه اجد .. روح من الامل .. روح من الابداع والانطلاق .. لكن ألا يتساءل في داخله .. هل سأظل هكذا بين أقراني ذو حجم صغير&#33;&#33;
لا يعي حقيقة عمري الا من يعرفني ترى يا محمد ماذا تقول عني أنا وانا التي منحني الله كل نعمه ولا زلت لا افيه حقه في الشكر .. ماذا اقول يا محمد وانا امامي الطريق ممهد للكثير للكثير .. هل لا أملك أرجل مثل التي تملك .. هل إرادتك أقوى مني .. أم أننا في غقلة عما نحن نملك .. هل تملك يا محمد اجابة لي ؟؟

<span style='color:Purple'>لولوة .. والعنود</span> .. فيهما جمال برئ .. من البحرين أتوا إلينا .. سألتهم في أي مرحلة أنتما فأجابتني العنود أنا فني .. بما اعتقد يعادل الثانوية هنا .. لولوة والعنود في داخلكما فتاة أنا اعرفها .. تعيش أحلاما غير ما عشته انا .. لا تعي الكثير من حقيقة الحياة القاسية .. ببساطة تعلقكم بمعلمتكما تخاطبان من حولكم وتسمعان الكلام دون جدال عكس فتاة المراهقة التي تعيش حياتها معلنة العناد المطلق لكل من حولها وعدم الطاعه .. ترى يا زمن لو أني لولوة أو العنود ماذا كنت سأفكر .. هل سأفكر بالشهرة والأناقة .. أم بالبهرجة والتفاخر أما م زميلاتي لا طبعا .. فهذه مصطلحات لا توجد عندهم فالحياة ليست تلك التي تجذبهم فهم في عالم مختلف .. عالم الخوف من الاخرين .. عالم الارتباط بمن يقودهما .. اتمنى أن اراكما مرة أخرى ..

أن الحياة عالم واحد .. لكننا ايها القارئ نفصل بين عوالمنا .. نجعل لك عالما .. نكتب الابواب المختلفة .. لكننا أبدا لم نحاول أن ندخل تلك الابواب .. أبواب الامل لغيرنا .. وثق تماما أنك ستخرج من هناك وأنت بالله اكثر اتصالا وبنعمه أكثر ادراكا لكنك .. مغرور متعال دائما .. فإلى متى ..

<span style='color:Teal'>لي عودة فالحديث جدا طويـــــــــــل</span>

الأديبة الصغيرة
26-1
7:2 مساء</font>