<font color='#000000'><span style='color:Red'>السبت 18/1</span>

اولى أيام الأمل .. حركة منذ الصباح تنم عن حياة مثل خلية النحل .. الكل في حركة سريعه يضع آخر لمساته تأهبا لحفل الافتتاح .. في كل غرفة تجد ان رهبة الخوف تعتلي الوجوه .. هي دقات الساعه ما يفصل بين حدث جميل يكاد ينطلق ...

في تمام العاشرة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي .. يدخل من الباب الرئيسي وقلوب ملأها الفرح بهذا الحضور والاهتمام تنشد كلمة الانطلاق تعلن بدء فعاليات المخيم الرابع عشر ..


وهاهي الكلمات تلو الكلمات تنتناغم مع لحن الافتتاح .. كلمات من صميم المعاقين جاءت تقول إننا بشر هنا فاسمعي يادنيا واسمع يا بني صرختي ودويي ..

تنتهي كل المراسم من افتتاح المعرض .. تفقد ورش الاطفال .. ومغادة الحاكم ومن معه من سفراء دول مجلس التعاون واليمن الشقيقة .. لتبدأ الحياة الحقيقة في أرض المخيم .. مع تلك الوجوه البرئية التي استصعبت كثيرا لغة الحوار معهم كوني لا اعيي لغتهم ولا افهم اشاراتهم فكان <span style='color:Orange'>حــــــــــــا زا</span> يحول بيني وبينهم فأبحث عن من يترجم لي كلماتهم البسيطة الصعبة في قاموسي ..

سألني بعضم ألا تعرفين لغة الإشارات .. قلت لا فاشارات تختلف عنكم ولغتي هي غير لغتكم وليتني يا صاحبي تعلمت لغتكم وفهمت دروسكم .. تساءلت يا صاحبي هل هي غلطتي أم انني يجب أن لا احاسب نفسي وأعتبر ذلك من الكماليات لا الضروريات في حياتي .. توالت في داخلي اسئلة كثيرة وأنا ارى تلك الوجوه الصغيرة تعرف كيف تتحدث لم تعقها الاعاقة عن الاستمتاع بفترة الصباح وبما هناك من ألعاب وورش فنون .. تعرفت على بعضهم لكني كنت جدا حزينة لأنني لم أفهم اغلب ما قالوه .. صرخت في داخلي هل هكذا هي الحياة .. نعيش في أسوار بعيدة عنهم فنبعدهم عنا روحا وجسدا .. لا أدري .. هل تحق لي تلك الصرخه أمل لا ..

أرض المخيم الساعه التاسعة عادت الوفود الصغيرة من جولة في أرض الشارقة التي تحتضن طفولتهم اسبوعا كاملا .. عادوا والتعب باد عليهم من ارهاق يوم كامل .. لكننا لم نتركهم ليخلدوا الى النوم باكرا .. كان بانتظارهم حفل صغير وسمر .. أبهجهم وادخل السرور على قلبهم .. فهم أيضا أرادوا المشاركة فهم أيضا أرواح تصرخ أن يا <span style='color:Green'>مجتمـــــــــــ ــــــــع</span> أنا فرد منك ألعب والهو واشارك ..

غادرتهم قبل الموعد وقلب معلق بهم يحتفلون بيوم المخيم الرابع عشر .. بدأوا بتقطيع الكعكة الكبرى التي أحضرت لهم وأنا في السيارة زخات المطر تطرق النوافذ والاذهان .. وأنا في داخلي ايضا مازلت اطرق أبواب غريبة واسمع صرخات لكن بأصوات <span style='color:Red'>غير مســـــــــــــــــموعه</span>..



<span style='color:Teal'>تصبحون على خير .. غدا رحلة الى مدينة خورفكان .. وانتظروا صرخة أخرى من تلك الصرخات التي تبغي ان تخرج ..</span>

الاديبة الصغيرة
18-1-‏2003‏‏
11:29 ليلا</font>