احتارت الفتاة ولم تعد تدري ماذا تفعل مع الرجل ... ان جلست في البيت تنتظر ابن الحلال وطردت من راسها فكرة التعليم والجامعة, قال عنها جاهلة ومصيرها العنوسة, وان قاومت ظروفها وتعلمت واصبحت فتاة جامعية واعية ومدركة, اتهمها بالغرور والتعالي.. وربما التمرد وعدم طاعة الزوج.. وهكذا اسقط في يديها, هل تسير خلف الرجل وتتنازل عن اشياء كثيرة وان لم يرض؟! ام تسير امامه غير ابهة لشئ وتحاول شق طريقها بنفسها وبطريقتها وعليه ان يرضى؟!
في كل الاحوال ترى الفتاة ان الرجل لن يرضى فهو يرفض الجاهلة ويذلها ولا يتقرب من الجامعية.. ولا يطيق حتى المساواة بينه وبين الفتاة لذلك اندفعت في طريقها نحو التعليم ونجحت في الجامعة وواصلت ..طرقت ابواب العمل وتقدمت وعندما التفتت حولها تبحث عن شريك حياتها لم تجده, لقد هرب منها .. رفض الزواج والاقتراب , القضية اذا ان كثيرا من الشباب يرفضون الزواج من الفتاة الجامعية ويفضلون عليها نصف المتعلمة او الاجنبية.
تثار في ااونة الاخيرة قضية غاية في الاهمية حول الفتاة الجامعية ومسالة الزواج بعد التخرج الموضوع يحدث ويتحدث به الشباب في مجالسهم وتجمعاتهم الخاصة وفي مجالس الكبار.. ويدور همسا او جهرا بين الجامعيات سواء اللواتي لا يزلن على مقاعد الدراسة او اللواتي تخرجن من الجامعة ولم يتزوجن بعد.. وفي هذا الضجيج ارتفعت اصواتهن احتجاجا على الشباب الجامعين الذين يرفضون الزواج من الجامعية وعلى الرغم من التقارب العلمي والثقافي والعمري بين الطرفين, اصبح كل منهما ينظر الى الاخر نظرة مختلفة.
بعض الجامعين يرى الزواج من غير الجامعية افضل بكثر من الزواج بجامعية ويبرر ذلك بان الجامعية تكون كبيرة السن وتتعالى على الرجل اذا كان اقل تعليما منها وانها مغرورة وتريد ان تسير الحياة الزوجية بالتساوي في كل شئ وتفرض احيانا امورا مستحيلة وتشترط العمل والزوج يرفض الى اخر تلك المبررات التي تبتعد كثيرا عن المنطق المعقول وعلى الرغم من كل ما قيل ويقال فان الجامعية وخير من تقدس الحياة الزوجية وخير من ام لتربية وتنشئة الاجيال المقبلة وخير من توفر السعادة والهناء والحب والود والانسجام والاحترام وتبادل الاراء والمناقشة الهادئة في كثير من القضايا الاجتماعية والاسرية مع زوجها . وقديما قالوا"" وراء كل رجل عظيم امراة"" ولكن البعض يعكس المسالة ويقول"لو لم يكن وراء الرجل امراة لكن اعظم"
انا في الحقيقة استغرب من وجهة نظر الشباب في هذه القضية وظلمهم للجامعية بل ان الامر وصل الى الصراع وكان من الممكن اثارة هذا الموضوع قبل عشرين سنة ولكن اليوم لا والف لا.. خاصة ان الفتاة نالت اعلى الشهادات والدرجات العلمية واقتحمت جميع الميادين واحتلت اكبر المناصب بجانب اخيها الجامعي فهل هي غيرة من الشباب او خوف من تفوق الفتاة عليهم؟
والغريب في الامر ان البعض يدعو الى اختصار مرحلة تعليم الفتاة الى الثانوية العامة فقط وهناك من يدعو الى التوقف عند نهاية المرحلة الاعدادية انه زمن العجائب لقد تعجبت كثيرا من امر الجامعيين رافضي الزواج من الجامعيات والذين يفضلون طالبة في الاعدادية او الثانوية او الزواج من اجنبية , وقد تكون هذه الاجنبية جامعية ايضا اذن ما الفرق بين الجامعية بنت الوطن والجامعية الاجنبية؟ وكثيرا من فشل زواجهما قبل مرور العام الاول, فالفتاة نصف المتعلمة لا تعرف الكثير عن مفهوم الامومة الحقيقي ومتطلبات عش الزوجية بسبب مستواها التعليمي وصغر سنها وقلة خبراتها في الحياة وبالتالي يقع الطلاق وتنهار الاسر وتتفكك ويضيع الاولاد والصغار.
جميع المعتقدات الدينية تحث على تعليم البنت ولا تفرق بين الجنسين في العلم واذا كان هؤلاء الجامعيون يرون ان تعليم الجامعية عيب فليس هناك ما يعيبها فهي لم تخرج عن الظوابط الاجتماعية ولم تقصر في المحافظة على شرفها وكرامتها وعادات وتقاليد المجتمع, فالعلم يحميها من الانحراف وهي اكثر وعيا وادراكا من اختها الجاهلة وفي الاغلب يكون الجامعي اكبر سنا من الجامعية وذلك لظروف او اعتبارات يعرفها الجميع.
والسؤال لماذا يخاف الجامعيون من الزواج بالجامعيات؟ وكيف لهم ان يتنكروا لبنات وطنهم؟!
مواقع النشر (المفضلة)