تحقيق : غزيل العتيبي - السعوديه
"القطع - الربع - الصغير".. جميعها مسميات مختلفة النوعية للأسلحة، حرص
معلمات "الطرق الطويلة" على اقتنائها، وذلك لمواجهة خطر الطريق والدفاع عن
النفس و"الشرف"!.
أمام ذلك السلوك الذي بدأ في الانتشار كان لـ "الرياض" وقفة مع بعض
السيدات من المجتمع للتعرف عن قرب على مدى مميزات تلك الأسلحة والجهة التي قامت
بإعطائهن السلاح واستخدامه عند الضرورة.
مواجهة صعبة
تقول "صيتة العجمي" معلمة تعمل خارج مدينة تبوك: عندما انهيت عملي خرجت
ومن معي عائدات إلى منطقة تبوك ولكن سرعان ما شعرنا جميعا بالخوف لأن السائق
لم يسلك نفس الطريق الذي تعودن عليه وعندما أمرته بالرجوع أخذ يضحك بصوت
عال ويقول اليوم سوف اذهب بكم إلى نزهة قريبة".
وتواصل "أخذ الجميع حولي يصرخ بصوت عال عندها أخرجت مسدسي "النصف" لآمره
بالتوقيف ولكنه لم يبال لأنه كان يعتقد ان المسدس لعبة أطفال وعندما أدركت
ما يفكر به أطلقت النار على الزجاج الأمامي للسائق لينكسر قطعاً صغيرة
وتنجرح يديه عندها وضعت المسدس في رأسه وأنا أردد هل تريد الثانية أمام ذلك
توقف ليغير مسار السيارة إلى الصحيح"!!
الدفاع عن النفس
أما "مها السبيعي" فتقول "أعمل خارج مدينة حائل ولم أفكر يوما بحمل السلاح
ولكن عندما تعرضت إحدى قريباتي إلى مطاردة من بعض الشباب أصر والدي على
ضرورة حملي للسلاح وقام بتدريبي".
وتتابع "لا أخفي عليك انني اشعر بالأمان الآن وأنا أرى المسدس في حقيبتي
كل يوم".
وقت الضرورة
وتتحدث "العنود العتيبي" قائلة: اخرج يوميا من مدينة الرياض على سيارتي
الخاصة مع السائق، ويذهب معي ثلاث معلمات مقابل مبلغ مادي معين وبالتالي أنا
مسؤولة عن حماية نفسي ومن معي".
وتتابع قائلة "اشكر والدي واخوتي الذين اهتموا بتدريبي على حمل السلاح
وكيفية استخدامه عند الضرورة، فقبل سنة خرجت ومن معي كالعادة لأداء العمل
والذي اخرج من أجله قبل صلاة الفجر، لأعود للرياض عند آذان المغرب، وذلك لبعد
المسافة حيث خرجت خلفنا سيارة صغيرة فيها ثلاثة كنت اعتقد في البداية انهم
لا يقصدوننا ولكن عندما تجاوزونا أوقفوا سيارتهم بالعرض في نصف الطريق
ليجبروا بذلك السائق على التوقف وبالفعل توقف السائق عندها خرج أحد الشباب
والذي كان يتولى القيادة ليجلس على مقدمة سيارته وكأنه يقول له لن اتحرك من
مكاني، وأشار إلى السائق بالنزول وتسليم المفاتيح.
وتواصل: "خفت من غدر السائق لنا عندها اخرجت "البيبي" وهو أصغر حجماً من
"الربع" ووضعته عند رأس السائق وأمرته بعرض السيارة كما فعلوا هم وبالفعل
فعل ما أمرته به عند ذلك طلبت منه تسليمي المفاتيح وقمت بفتح احدى شبابيك
السيارة وقمت باطلاق النار على الكفر الأمامي والخلفي لسيارتهم عندها أمرت
السائق بالخروج عن المسار الصحيح للطريق وعندما تجاوزناهم عاد للوضع
الصحيح وواصلنا طريقنا بكل أمان لانني اجزم بأن لديهم استبنة واحدة ولكن لا
يمكن ان يكون لديهم اثنان.
وتضحك قائلة "لا يمكن أن أنسى تلك الدهشة التي على وجوههم لأنهم لم
يتوقعوا أن يكون لدينا سلاح".
موقف صعب
وتقول "العنود الشمري": "أعمل خارج مدينة حائل في احدى القرى الصغيرة ومن
الطبيعي جدا ان احمي نفسي من شر الطريق لذلك احتفظ بـ (الربع) دائما في
جيبي حيث خرجنا قبل ثلاثة أشهر مع سائق مواطن على سيارة (فان) مع مجموعة من
المعلمات لأداء عملنا اليومي، وأثناء توجهنا إلى المدرسة تعرضنا إلى
مطاردة شرسة من مجموعة شباب على سيارة كامري، وقاموا باطلاق أعيرة نارية في
الهواء لاجبار السائق على التوقف ولكنه رفض وبادلهم اطلاق النار عند ذلك قررت
مساعدته في اطلاق النار ولكن من سلاحي الخاص فعندما تساوت السيارتان في
الطريق وهم يصرخون توقف توقف أخرجت مسدسي واطلقت رصاصة واحدة على احدى
الكفرات الخلفية والتي تسببت في عدم توازن السيارة مما اضطرهم للتوقف لنتابع
طريقنا بعد ذلك بسلام".
وتواصل "لقد تلقيت التهاني بالسلامة من جميع الصديقات والأقارب ولا أنسى
قول السائق عندما قال لي كيف طرأت فكرة الكفرات دون غيرها عليك". وكان الرد
ان الخوف يخلق الشجاعة أحيانا.
موقف محطة الوقود!
وتشاركنا "حصة الهاجري" قائلة: "لا أنسى أبداً موقف محطة الوقود حيث
اخبرني السائق ومن معي بأن البنزين على وشك الانتهاء ولابد من ملء السيارة
بالوقود لأصدقه وعندما توقف أمام المحطة لاحظت بعض الحركات الغريبة بينه وبين
عامل المحطة والذي كان من نفس جنسيته حيث شعرت زميلتي بالخوف"، عندها
اخرجت مسدسي لأضعه خلف صدره وأنا ممسكة بمؤخرة رأسه وأمرته فوراً بالتحرك وفي
نفس الوقت طلبت من صديقتي الاتصال بالشرطة وخاصة اننا قد اقتربنا من مدينة
الجوف وبالفعل تم تسليمه للشرطة ليعترف بعد ذلك انه كان ينوي الاعتداء
علينا مع عمال تلك المحطة".
الطريق الصعب!
وقالت نوف القحطاني، معلمة "عند بدء الاجازة الصيفية من العام الماضي قررت
مع والدي وهو كبير في السن العودة إلى الرياض وخاصة ان مقر عملي في مدينة
الطائف".
وتتابع "أخبرت والدي بأن النقل الجماعي أفضل وسيلة للعودة، ولكنه رفض وأصر
على استئجار سيارة أجرة، وبالفعل تم له ما أراد وبينما نحن نسير في الطريق
لاحظت ان صاحب السيارة كان ينظر إليّ بنظرات غريبة ويصدر منه بعض الحركات
ووالدي لم ينتبه لذلك وخاصة انه ينظر للجميع بأنهم طيبون وذو نوايا حسنة".
وتواصل "لا اخفي عليك انني خفت أن يفعل بوالدي شيئا ليخلوا له الجو، "كما
يقولون" عندها أخرجت مسدسي "الربع" والذي أعطاه لي أخي لأضعه خلف رأسه
صارخة بصوت عال.. ان أي توقف بالسيارة أو تكرار لتلك الحركات سوف تكون نهايته
ولقد قام والدي بإبلاغ نقطة التفتيش عند مدخل مدينة الرياض ومن بعدها
أصبحت لا أذهب ولا أعود إلا بالطائرة"!!
مواقع النشر (المفضلة)