السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لكل قراء وأعضاء الواحات
بالنسبة لي لم أنقطع يوما عن الكتابة ولي أيضا عمود اسبوعي منذ عامين في جريدة الخليج كل يوم أحد..
ولمتابعة كل كتاباتي
الانستغرام engmaryamabloohi
توتيترmaryamalbaloosh
.........................

مقالة هذا الأسبوع
عمود كلمات

رحيل مؤلم
مريم البلوشي (الأديبةالصغيرة)

استيقظنا أمس، على خبر مؤلم: سعود الدوسري في ذمة الله (رحمه الله).
لوهلة تمنيت لو أن الخبر شائعة كما هي الشائعات عن الكثير من الفنانين والإعلامين. بحثت وكلما طال بحثي تأكد الخبر الذي زاد
إيلام قلبي. رحل وكلنا حزينون لأنه إعلامي ذو أخلاق وثقافة وفكر.
ذو قلب وصاحب مواقف وبرامج ستشهد له خيراً بإذن الله.
رحل ونحن نترحّم عليه ونذكره بخير، ولم أقرأ أو أسمع أحداً يذمّه؛ رحل صاحب خلق.
قبل يومين كنت أتساءل: هل يجب أن نغيّر من أخلاقنا وأنفسنا من أجل أن نساير الآخرين؟ أعتقد أن الإجابة الصحيحة: لا؛ سنرحل كلنا يوماً ويبقى ذكرنا وما قدمناه، أخلاقنا، تواضعنا، نفوسنا، وكيف كنا نخالط الناس؛ ماذا قدمنا بحق؟ ومن كنا في حياتهم ذوي أثر.
لن يقال فلان كان ملتزماً بعمله طوال الوقت، ويؤدي مهامه، وإن كان ذلك من الأمور التي يجب أن نخلص فيها، لكننا أحياناً تؤخذ منا حياتنا وأوقاتنا، دونما أن نعطى أهمية، فالأمر هنا توازن واتزان.
نعطي كل شيء بمقدار وبعقلانية. لا تتغيّر أخلاقنا ولا مبادئنا.
نحاول أن نكون ممّن يعطي ليس من أجل المال، بل يجب أن تكون لنا بصمة جميلة وفعل، وإن لم يعلمه إلا الله.
لنحرر أنفسنا من المحسوبيات وقلة الضمير؛ لنكن دائماً شخصيات راقية واعية معطاءة، تنظر إلى الحياة نظرة صحيحة، وننظر إلى من حولنا نظرة الإنسان المتساوي مع أخيه الإنسان.
لا نظلم ولا نأخذ حقوق الآخرين، نسعى في خدمة من يحتاج إذا استطعنا. لا نتردّد ولا نقلل من الإحساس الجميل، حين نعطي من دون أن يعلم أحد. لنسامح ولنبق في حقيقتنا بشراً لا تنفخنا المناصب أو الماديات.
كيف سنرحل غداً؟ وماذا سنترك خلفنا ليكون أمام أعيننا؟ نريد أن نرحل ويقال: فلان ذو خلق وقلب رحيم، ووفيّ، ومخلص ومعطاء.
لنجعل الآخرين أيضاً يتألمون لرحيلنا بالذكر الحسن والقلب الرحيم. لن يذكرنا من أسأنا إليه إلا بدعوة قد توردنا الهلاك، ونحن بحاجة إلى كل حسنة. الحياة جميلة ولا تستحق منا في الوقت نفسه أن نعطيها ما يخذلنا ويبخسنا. لنعشها بكل ما هو حقيقي، ويكون سبباً في رحمة قد تنزل علينا في قبورنا.
لنكتب الحق، لنعط بالحق، لنشهد بالحق، لنؤدّ واجباتنا بحق.
لا ننسى أن كل شيء سيزول.
لندع من يريد أن يظلم يستمتع بذلك، فهو لا يدرك ماذا خلد في الذاكرة ووجبت عليه الشفقة. لندع من يبخس الحقوق يفرح بما يفعل، فهو لا يدري متى رحل بأنه سيحاسب من ملك الملوك.
لنترفّع عنهم ونعش بما نتمنّى أن نكون أهلاً له، وبما تربّينا عليه، وديننا، وخلقنا ومبادئنا.
رحيلك أيها الخلوق الطيّب نبّهني إلى أن لا أتنازل أو أن أقبل بأن يجبرني أحدهم أن أغيّر ما في داخلي، من أجل أمر زائف لن يدوم. طاب ذكرك حياً وأنت اليوم عند أكرم الأكرمين، وأكفّنا ترفع بالدعاء لك. سنفتقدك ونتألم. وعزاؤنا أنك في جنات الخلد، عند الرحمن الرحيم.



Mar_alblooshi@hotmail.com