عزيزتي فيلسوفة ..

أولا أرجو من الله العلي القدير والعالم بخفايا الصدور أن يرحمك وان يسدد خطاك وان يكتب لك الخير في كل خطوة تخطينها حتى لو كانت رغما عنك ..

فإن كان هذا الأمر اجباريا من أهلك ولا تستطيعين الاعتراض ..
أولا قولي الحمد لله رب العالمين .. فهو الذي لا يحمد على مكروه سواه ..

ثانيا لا تعتبري هذا الأمر مكروها فنحن لا نعرف ما يخبئه لنا الله .. فقد يكون خيرا ونحن لا نعلم .. وإن اعتبرتيه مكروها فسيظل محفورا في ذهنك أنه مكروه ولن تشعري بالهناء أبدا حتى لو كانت لحظات السعادة ترقص امام عينيك ..

ثالثا .. إن شحب صوتك وجفت دموعك في استعطاف الأهل فسلمي أمرك لله وحاولي كسب الجانب الآخر .. لا تجعليه في عينيك الجحيم المستعر .. حاولي أن تخففي من حرارة هذه النار المحمومة داخلك وابدي في تغيير نظرتك للأحسن ..

توقفي مع نفسك .. حاولي تذكر بعض المواقف الحسنة لهذا الشخص لتبدأي تقبله نفسيا .. فلا تدمري حياتك قبل أن تبدأ .. اكسبيه فقد يكون لك الحياة السعيدة وأنت لا تعلمين ..

لا تجعليه شيطانا في صورة بشر فقد يكون وراء المظهر الشيطاني ملاك طاهر .. لا تستعرضي سيئاته فقط لتزدادي كرها له ..

حاولي ان تكوني حيادية في نظرتك له .. اعرضي الحسنات واثني عليها .. وابتعدي عن السيئات وعاهدي نفسك على مساعدته في تخطيها ..

الحياة لا تمشي على هوانا دائما .. وعندما تجرحنا لا يكون الحل في الهروب أو الانتحار .. إنما يكون في محاولة التأقلم معها حتى نصل لنقطة الالتقاء التي نبدا منها الحياة السعيدة والمستقرة ..

أقولها لك عزيزتي مرة أخرى .. لا تستعرضي سيئاته فتكرهيه أكثر .. وحاولي أن تفهميه فتعرفين كيفية التصرف معه للوصول للاستقرار .. والحب أيضا ..

عزيزتي أقدارنا ليست بأيدينا .. وليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. وكل واحد منا له من الآلام ما يجعل الدنيا قاتمة في نظره .. وهناك من يموت في اليوم ألف مرة .. وهناك من الفتيات التي تحلم بالأسرة ولا تجدها .. وهناك من لو نظرتي لآلامهم لعرفتي انك محظوظة .. فقط انظري حواليك وستعرفين .. ستعرفين أن الجراح تنتشر في كل مكان .. ولكن الذكي الذي يستطيع تسييرها كما يريد إن انجبر على تقبلها في البداية ..

ولك مني ألف تحية .. ودعاء خالص لوجهه الكريم ان يكتب لك السعادة وأن يحقق أحلامك ويبعدك عن ما تكرهيه.

أختك عيون