(232)
"اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا"
في هذه الأيام نتداول هذا الدعاء ونلح فيه، وفي كل عام أنظر لكلمة العفو وكلي ثقة أني مهما قرأت في معانيها وعمقها لازلت افتقد الكثير.. فلربما هي كلمة من ثلاث حروف لكن مابها أكبر مما نحن نوقن به أو نسعى له.. فالعفوُّ "هو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب” وهنا جل ماينبغي أن نسعى له أن نكون صادقين، حريصين على أن نشكو له زلاتنا وأن لا نخجل بأن نبكي بين يديه .. حين يطيل الأمام السجود فهي فرصة أن نقول مابداخلنا.. أن تكون دقائق مع من يحبنا وينتظر منا أن نرجع له.. قد نسرف وقد نعتقد أن ذنبنا أكبر من أن نقوله وقد يغلنا اسرافنا على أنفسنا فنقول كيف لنا أن نواجه رب السماوات والأرض.. فتأتي كلمات الله رحمة وبردا وسلاما فتعالى يقول في محكم أياته " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " .. فكيف بعد هذا نخجل؟؟!
نشكو لبشر ونفتح قلوبنا ونبكي لديه ما يعتلي قلوبنا والله أحق بأن نخاطبه ونكلمه .. نبكي لبشر ضعف حالنا وهو الذي بيده ملكوت كل شي..قد أسرفنا وأصبحت قلوبنا قاسية جامدة ..نحن نتداول الدعاء وفي كل يوم يصلنا مئات المرات و لكن كيف نحن من تطبيق هذا الدعاء والعيش في معانيه والأحساس بعظم من يعفو.. سألت نفسي ماذا تبكين قالت ضعفا اعتراني وتقصيرا ابكاني . .فقلت: لكِ رب عفو غفور رحيم .. فيانفسي كوني في ركعة السجود معه.. تفضفضين .. تقولين ماعتراك ولا تخجلين . .ابكي بدموع التوبة فهو يقبلها والبشر ينكرونها.. ابكي حزنا اعتراك فهو يغيره .. ابكي رغبات في قلبك طالت فهو من يجيبها .. وابكي شوقا للفردوس تكون ماينتظرك.. وابكي رؤية رسول " صلى الله عليه وسلم" بكى لنا وافتقدنا.. ابكي حبا للعفو الغفور .. وابكي نفسك في ساعات السحر حين ينزل رب البشر فيقول هل من سائل فاستجيب له .. فلنسأل ولنسأل كثيرا ولنلح في الطلب ولنبكي.. لنلح فهو لا يمل والبشر يملون .. لنلح ولا نرفع الجباه إلا وقد قلنا مافي القلوب والنفوس.. لنلح ولتطمئن قلوبنا بذكره .. ولنردد بملء اليقين " اللهم أنك عفو تحب العفو فاعفو عنا" .. يقين بالاجابة ويقين بأن من نخاطبه ملك الملوك.. يقين بأننا قد لا نكون رمضان المقبل ممن يدركه .. ولنكثر اللهم رضاك والجنة .. اللهم رضاك والجنة!
الاديبةالصغيرة
مريم البلوشي
11-8-2012
3:29 ظهرا
مواقع النشر (المفضلة)