<font color='#000000'><p align=center><font color=#330099>بسم الله الرحمن الرحيم
~ زايد بن خليفة الأول ... سيرة عطرة ~
<img alt="" hspace=0 src="http://www.dubaimoon.com/vb/attachment.php?s=&postid=712350" align=baseline border=0>
زايد الكبير هو الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح ، أما أمه فهي ابنة زعيم قبيلة السويديين في الشارقة ، والسويديون قبيلة عربية عريقة النسب ، اشتهر أبناؤها بحب العلم والأدب ، يرى بعض المؤرخين أنهم عباسيو النسب بغداديو المنشأ والتربية، بينما يرى البعض الآخر أنهم يعودون لقبيلة كندة العربية، وقد انتقل زايد الأول للعيش في الشارقة في كنف أخواله بعد وفاة أبيه في يوليو 1845م،حيث أشرف على تربيته خاله الشيخ عبدالله السويدي، وبقي في الشارقة إلى أن استدعاه أهالي أبوظبي لتولي الحكم خلفا للشيخ سعيد بن طحنون في عام 1855م ، وبذلك يكون الشيخ زايد الأول قد جمع عراقة النسب من جهة الأبوين. يعد زايد بن خليفة أول ثامن حاكم لإمارة أبوظبي على اعتبار أن عيسى بن نهيان هو اول حاكم لها وقد كان زايد الأول يبلغ العشرين من عمره حين تولى الحكم في إمارة أبوظبي واستمر في الحكم مدة أربعة وخمسين عاماً حى سنة 1909م، وشهدت فترة حكمه أقصى حالات الازدهار والأمان في تلك الأيام واصبحت ابوظبي في ايامه امارة مهابة الجانب، وانعم الله عليها بالاستقرار والرخاء وكان لهذا الرجل العظيم الدور الكبير في ذلك حتى لقبه الجميع بزايد الكبير تقديرا لمكانته وإجلاله لما قام به من اعمال لأجل الناس في ابوظبي وماجاورها ومثلما قيض الله لأولئك الأجداد زايد الأول الذي حكم بينهم بالعدل والرحمة فقد هيّأ الله لشعب الإمارات حفيده زايد الثاني زعيما كريما عادلا فرع من نفس تلك الشجرة الكريمة شجرة آل نهيان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بعينه التي لا تنام فكان منبعا للعطاء والخير خلفا لخير سلف.
~ رجــل السلام ~
عرف عن زايد الأول صدقه ونزاهته وحبه للسلام والابتعاد عن التدخل في الشؤوون الداخلية لجيرانه وفي هذا الصدد أفاد الحاج يعقوب نائب المعتمد البريطاني في مسقط أن بعض الساخطين على زعيم القواسم حاولوا اقناع الشيخ زايد الأول بمساعدتهم في هجوم غادر يشنونه على زعيم القواسم الشيخ سلطان بن صقر إلا أنه رمه الله عارضهم ورفض ذلك بشدة .
~ لآليء وشواطــيء ~
أدى الاستقرار السياسي الذي شهدته أبوظبي في عهد زايد الاول إلى ازدهار الحياة الاقتصادية وتطورها بشكل كبير لم تشهده من قبل واعتمد الاقتصاد الظبياني فيها على خمس ركائز هي
النقل البحري بين موانيء الخليج وموانيء المحيط الهندي، الغوص والاتجار بالؤلؤ، صيد الاسماك ، العري والثروة الحيوانية ، الزراعة، وفيها يخص النقل البحري ، استمر سكان أبوظبي بالعمل على نقل البضائع والسلع بين موانئهم وموانيء المحيط الهندي وبحر العرب بواسطة السفن الشراعية ، إلى ان تقلص ظهورها في البحر بعد دخول السفن البخارية المنافسة في النقل العام 1862 م ، بواسطة شركة الهند البريطاني ، وقد اشتهرت أبوظبي لفترة طويلا أيضا باعتبارها اهم مراكز الصيد وتجارة الؤلؤ في منطقة الخليج وتدل الإحصائيات على المكانة الهامة لهذا الحرفة بين السكان في عهد زايد الأول فقد اشارلوريمر في إحصاء لعام 1907م إلى أن أبوظبي كانت تملك أكبر اسطول بحري على امتداد الساحل المهادن ، إذ بلغ قوام اسطولها الخاص بالغوص 410 سفينة ، واسهمت تجارة الؤلؤ في نسبة 82% من دخل حاكم أبظبي ن وكان مركز التداول الرئيسي في بيع اللؤلؤ هو جزيرة دلما .
~ أول مدارس الإمارة ~
بالنسبة لنواحي التعليم في عهد زايد الاول فقد كانت في الغالب تقليدية وتعتمد على نظام الكتاتيب أو المطاوعة ومن اشهر من مارس هذه المهنة في أبوظبي هو الشيخ محمد بن احمد بن سلطان بن مجرن الذي قدم من الشارقة بناءً على طلب زايد الأول عام 1901م ، أما أول مدرسة أهلية شبه نظامية ظهرت في أبوظبي فهي مدرسة العتيبة التي أسسها تاجر اللؤلؤ خلف العتيبة 1903م وكانت المدرسة تتألف من أربعة فصول كبيرة مشادة من سعف وجذوع النخيل ، وأول من مارس التعليم فيها هو الشيخ عبد اللطيف مبارك وبعد وفاته قام على التدريس عمر السالك الشنقيطي.
~ شهــادة ~
عبّرت عدة شخصيات أجنبية زارت أبوظبي ايام زايد الأول عن مدى اعجابها بشخصيته وطبيعة حكمه ومن هؤلاء المقيم البريطاني كوكس ، والرحالة الألماني بورخاردت ، الذي التقى زايد الأول عام 1904 م ، وهو صاحب الصورة الشهيرة للشيخ زايد وبعض أنجاله وأتباعه أثناء أنعقاد احد مجالسه في الهواء الطلق أمام قصر الحصن ، وكان مما قاله هذا الرحالة أن الحكومة تتصف بالأبوية ، وأن أرواح شعب أبوظبي وممتلكاته كانت آمنه بدرجة لا تقارن بالأوضاع في منطقة أخرى .
~ حمكة متوارثة ~
لقد ظل الشيخ زايد يحكم أبوظبي مدة 54 عاماً ، لقب خلالها بزايد الكبير تقديراَ لدوره المتميز في منطقة الساحل وإجلالا لجهوده الرامية إلى احلال السلم بين قبائل المنطقة وقد وافاه الأجل في 19مايو 1909م وترك خمسة من الأبناء هم : خليفة وهو أكبر ابنائه من زوجته الاولى ميثاء بنت سالمين المنصوري ، وطحنون وحمدان وصقر وسلطان واجتمع أبناؤه وأعيان العائلة الحاكمة واختاروا ابنه الأكبر خليفة بن زايد جرياً على العادة المتبعة غير أن خليفة لم يكن راغباً في الحكم وفضّل الإقامة في واحة العين بعيداً عن الحكم والقيادة فتم اختيار أخيه طحنون حاكماً لأبوظبي وبوفاة زايد بن خليفة فقدت أبوظبي واحداً من ألمع حكامها وأقدرهم وساهمت وفاته بدخول أبوظبي في حقبة من الركود والتراجع ، إللى أن قيض الله لهذه الإمارة حفيده زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة الذي أضاء بعدله وحكمته وكرمه أرض أبوظبي بل وما جاورها من بلدان العرب.
<!-- / message -->
**::.. قبائــل ..::**
تتألف قبيلة بني ياس من عدة عشائر، أهمها : البوفلاح وهم زعماء القبيلة ، والبوفلاسا و " السودان " الذي تنتسب إليهم والدة الشيخ زايد بن خليفة الأول، والمشاغين/ والهوامل ، والمحاربة، والقبيسات ، والمزاريع ، الذين يعدون في بعض الأحيان قبيلة مستقلة، والبومهير ، والمرر ، والقمزان ، ورغم عدم عودة جذور هذه القبائل إلى جد أعلى واحد، إلا أن ذلك لم يمنع من توحدها تحت راية قبيلة واحدة هي بني ياس ، وقدّر المؤرخ : لوريمر" عام 1908م أي في أواخر حكم زايد الأول عدد أفراد بني ياس بحوالي 11 ألف شخص.
**::.. بنو كتب والبلوش ..::**
نشب خلاف في يوليو 1905م بين البلوش وجيرانهم بني كتب الذين حاولوا الاستيلاء على حصن البلوش في المازم وكانوا بني كتب بزعامة محمد بن علي بن هويدن وكان البلوش حلفاء الشيخ زايد بن خليفة الأول وتدخل فيما بينهم وقام الشيخ زايد بالكتابة الى زعماء بني كتب يطالبهم بوقف المعارك، تجاهل بني كتب مطالب الشيخ زايد في بداية الأمر واستندوا الى الوعد الذي تلقوه من شيوخ الساحل المهادن بالوقوف الى جانهبم ضد الشيخ زايد بن خليفة في حالة حدوث أي خلاف بين الطرفين.
استاء الشيخ زايد بن خليفة من موقف بني كتب، ورأى عدم تلبيتهم للمطالب تيعتبر تحديا لسلطته في المنطقة، قد يشجع القبائل الأخرى في المستقبل على اتخاذ الموقف نفسه، لذا بادر بجمع قواه استعدادا لشن هجمات على بني كتب الذين أدركوا بدورهم عجزهم عن الوقوف في وجه الشيخ زايد وحلفاؤه البلوش، فاستنجدوا بشيخ دبي، غير أنه أبدى اعتذاره عن تقديم أي مساعدة لهم حفاظا على علاقته مع الشيخ زايد، فبعثوا الى شيخ الشارقة وبدوره رفض تقديم العون لهم،وأخيرا التجؤوا الى شيخ أم القوين راشد بن أحمد فاستجاب لمطالبهم، وعمل على حل النزاع الدائر بطريقة سلمية مع الشيخ زايد بن خليفة والبلوش، وعقد اجتماع بين الطرفين في منطقة الخوانيج في دبي عام 1906م، وتم فيه تسوية جميع الخلافات.ولكن الآن وبحمد الله القوم اخوان ونسب فيما بينهم ولله الحمد.
قوم على صهوات الخيل طفلهم
يربو لهم من دم الابطال البان
مشاعر الحرب ان تنزل لهم نزلوا
وان تعاضلهم سحب فركبان
**::.. واحة البريمي ..::**
وسعياً لتوطيد العلاقات بين البوفلاح الذي ينسب إيهم آل نهيان وقبيلة النعيم التي كانت تقطن في واحة البريمي فقد تزوج الشيخ زايد الأول ابنة شيخ النعيم، وهو الأمر الذي مهّد لاعتراف شيخ النعيم وبقية رؤساء قبائل تلك المنطقة بالشيخ زايد الأول كزعيم أعلى لهم يدينون له بالطاعة والولاء ويلجأون إليه عند الحاجة للتشاور وحل الخلافات بينهم ، وفي شهادة للعقيد "كوكس" المقيم البرطاني في الخليج قالها أثناء زيارته اللتين قام بهما إلى واحة البريمي : " نفوذ الشيخ زايد بن خليفة في الواحة ودوره في حفظ الأمن وسيطرته على القبائل الموجودة فيها كان واضحا وكبيرا جدا وأشار إلى أن تنقلاته رحمه الله كانت كلها تتم بمعية أحمد بن هلال والي الواحة من قبل الشيخ زايد الاول ولا شك أن شخصية الشيخ زايد الاول وحنكته السياسية كان لها أثر كبير في توطيد نفوذ البوفلاح على الواحة"
**::.. منع تجارة الرقيق ..::**
ازدادت أهمية الخليج العربي في السياسة البرطانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي ، وتزامنت هذه الاهمية مع سيطرة بريطانيا المطلقة على مجريات الأحداث فيها بفضل المعاهدات المانعة وما اضفته من بعد قانوني على الوجود البريطاني في المنطقة وكانت بريطانيا ترى في استقرار أبوظبي استقرارا لمصالحها في منطقة الساحل المهادن لأسباب كثيرة ، كما ان زايد الأول وبحكم الظروف السياسية والأمنية المحيطة بامارته المترامية الأطراف وجد انه من الأفضل لشعبه إقامة علاقات طيبة مع الحكومة البريطانية لحفظ استقلال وسيادة الإمارة ، لا سيما مع وجود أطماع كبيرة تجاهها من قبل القوى المجاورة وقد توّجت العلاقة بين الطرفين بتوقيع معاهدة الحماية أو المعاهدة المانعة في عاد 1892 م ولم تكن هي الأولى من نوعها فقد كانت اول معاهدة بين زايد الأول وبريطانيا في عام 1856 م وتتعلق بتجارة الرقيق وقد عمل رحمه الله من خلال هذه المعاهدة على محاربة هذه التجارة التي كانت سائدة في تلك الأيام في المنطقة وفي عام 1864 م وقّع الشيخ زايد الاول ثاني تلك المعاهدات مع الحكومة البريطانية وتتعلق بخطوط التلغراف التي أقامتها بريطانيا على أرض أبوظبي ، وبعد تزايد النفوذ العثماني في منطقة الخليج بسيطرتهم على قطر تغيّر موقف السياسة البريطانية بطريقة التعامل مع إمارة أبوظبي ووقوفها السابق كحاجز بين زايد الاول والمنشقّين عن إمارة أبوظبي وتحديداً في قضية "خور العديد" المعروفة لأبناء المنطقة وكما ذكرنا فإن الوضع قد تغير كلياً بعد شعور بريطانيا بخطر الهيمنة العثمانية على قطر والمناطق المجاورة كأبوظبي ، فأيدت بريطانيا _ وحرصا على مصالحها_ مطالب زايد الأول السابقة بخصوص السيادة على خور العديد لتكون هذه المنطقة حاجزا أمام العثمانيين من ناحية والسعوديين من ناحية اخرى إذا ما فكروا في الامتداد تجاه إمارات الساحل .
**::.. المعاهدة المانعة ..::**
وتأتي سنة 1892م وفيها تعقد بين الشيخ زايد الاول وبريطانيا المهاعدة المانعة الكاملة التي أشرنا إليها سابقاً ، وقد تم توقيع المعاهدة في الخامس من مارس من تلك السنة بين الشيخ زايد الاول والعقيد "تالبوت" المقيم السياسي البريطاني في الخليج وقد وقع على المعاهدة للشيخ زايد الأول بقية شيوخ الساحل ، حيث وقعها الشيخ صقر بن خالد حاكم الشارقة ، الشيخ راشد بن مكتوم حاكم دبي، الشيخ حميد بن راشد حاكم عجمان ، الشيخ أحمد بن عبدالله حاكم ام القيوين ، والشيخ حميد بن عبدالله بن سلطان حاكم رأس الخيمة ، ورغم التحفظ الذي يبديه بعض المؤرخين حول هذه المعاهدة إلا أنه وللشهادة التاريخية أنها أسهمت ببعض الايجابيات المهمة لعل توفير الامن والسلام والاستقرار الذي ساد في منطقة إمارات الساحل منذ ذلك الحين كان من أبرز ايجابيات هذه المعاهدة ، أما الخطأ الجسيم الذي ارتكبته بريطانيا بحق سكان المنطقة بعد فرضها هذه المعاهدة فيتمثل بسعيها إلى تقسيم المنطقة إلى غمارات ضعيفة ومفككة يسهل السيطرة عليها ، وأمعنت بريطانيا بتكريس هذه السياسة حين وقفت بوجه المحاولات الوحدوية التي سعى إليها الشيخ زايد الأول عندما أراد توحيد مشيخات الساحل اتكوين دولة قوية موحدة ، ويبدو أن هذا الشبل من ذاك الأسد ، فصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله قد شرب من نفس نبع جده المغفور له الشيخ زايد الأول وحقق حلماً كان يراوده حين أقام صرح الاتحاد في دولة الامارات العربية المتحدة.
..إعــادة ..
~ حمكة متوارثة ~
لقد ظل الشيخ زايد يحكم أبوظبي مدة 54 عاماً ، لقب خلالها بزايد الكبير تقديراَ لدوره المتميز في منطقة الساحل وإجلالا لجهوده الرامية إلى احلال السلم بين قبائل المنطقة وقد وافاه الأجل في 19مايو 1909م وترك خمسة من الأبناء هم : خليفة وهو أكبر ابنائه من زوجته الاولى ميثاء بنت سالمين المنصوري ، وطحنون وحمدان وصقر وسلطان واجتمع أبناؤه وأعيان العائلة الحاكمة واختاروا ابنه الأكبر خليفة بن زايد جرياً على العادة المتبعة غير أن خليفة لم يكن راغباً في الحكم وفضّل الإقامة في واحة العين بعيداً عن الحكم والقيادة فتم اختيار أخيه طحنون حاكماً لأبوظبي وبوفاة زايد بن خليفة فقدت أبوظبي واحداً من ألمع حكامها وأقدرهم وساهمت وفاته بدخول أبوظبي في حقبة من الركود والتراجع ، إللى أن قيض الله لهذه الإمارة حفيده زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة الذي أضاء بعدله وحكمته وكرمه أرض أبوظبي بل وما جاورها من بلدان العرب.
المصدر : رسالة ماجستير بعنوان ( أبوظبي في عهد زايد بن خليفة الأول (1855-1909م) للباحث الإماراتي خالد سليمان
ابراهيم البلوشي .
<img alt="" hspace=0 src="http://www.dubaimoon.com/vb/attachment.php?s=&postid=712370" align=baseline border=0></font></p></font>
مواقع النشر (المفضلة)