حين كنت صغيرة انتظرت متى أكبر.. كنت اعتقد أنني حين أكبر سأكون أسعد.. وحين أعمل ستكون تلك أجمل فترات عمري.. وحين عملت ومضت السنين راجعت نفسي وعرفت.. أن أجمل أيامي هي الأيام التي عشتها متناسية الغد!
تلك الأيام التي تميزت بشقاوتي وجنون طفولتي.. سهر الليل فالأجازة الصيفية ومذاكرة الفجر ويوم استلام الشهاده.. حين كنا نعد الأيام منتظرين العيد والعيدية.. حين كنا نذهب للأسواق القديمة ونشرب كأس اللبن قبل الوصول لسوق الذهب مشيا مع ' أمي'.. حين كنت انتظر معها الحافلة لنعود محملين باكياس كبيرة .. وآنا أعرف أن لي نصيب منها.. حين كنا نفترش الأرض وناكل جميعنا بصحن واحد وننام في غرفة واحده.. حين كنا نلعب في آل' حوش' العابنا البسيطة وحين كنا نفترش الشارع سبورة لأحلامنا..
لسنا مضطرين أن نقلق ونخاف مما ينتظرنا فالصباح .. ربما عمل وربما أحد من البشر.. فماهي إلا ساعات تمضي وتصبح وراءنا.. ونتذكرها من الماضي وننسى.. تختلف مشاعرنا مساء كل سبت بين مودع لإجازة وحزين ليوم عمل.. ونحن لازلنا في ساعات الإجازة.. لنفكر فالغد بعد صلاة الفجر.. بعد أن نتم الصلاة ونجمد الله على نعمة الحياة.. ونتذكر ' من صلى الفجر فهو في ذمة لله' فلم نقلق ؤنحن معه؟ نقرأ ألاذكار ونخلص النية فتكون كل أوقاتنا بأجر لله.. لنبدأ بابتسامة.. بما نحب بقهوة الصباح وبقولنا ' اللهم اجعل علمي هذا وعملي خالصا لوجهك الكريم'..
لنعد للشقاوة الجاده الجميلة ولنتذكر.. ما مضى كان جميلا ومإ سيأتي سيكون بإذن الله أجمل..
مريم إلبلوشي
الاديبةالصغيرة
3-11-2012
8:05 مساء
مواقع النشر (المفضلة)