بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم
قال الله تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )
وردت هذه الآية ولها مثيلاتها بأمر للمؤمنات بغض أبصارهن ، وذلك لما في غض البصر من نفع ورفع الضرر عن الفرد والمجتمع ، وصيانة للأعراض وحفظ للعورات.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم بغض البصر واعطاء الطريق حقه وبيان المسموح من النظرة والممنوع منه.
قال أبو داود : حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، حدثنا شريك ، عن أبي ربيعة الإيادي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة "
وفي الصحيح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والجلوس على الطرقات " . قالوا : يا رسول الله ، لا بد لنا من مجالسنا ، نتحدث فيها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أبيتم ، فأعطوا الطريق حقه " . قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال : " غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر " .
وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا طالوت بن عباد ، حدثنا فضل بن جبير : سمعت أبا أمامة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا اؤتمن فلا يخن ، وإذا وعد فلا يخلف . وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم " .
وأيضا بغض البصر فوائد عظيمة قد يستشعرها ويجدها الإنسان بلذة في عبادته ونور في وجهه وسماحة في خلقه ،
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عتاب ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة [ أول مرة ] ثم يغض بصره ، إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها " .
نسأل الله جل في علاه أن يمتعنا وإياكم باللذة الحلال ، وأن يصرف عنا النظر إلى الحرام ، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وجزاك الله خير أخي الحبيب على ما ذكرتنا به
مواقع النشر (المفضلة)