أعزائي اعضاء واحات بن دبي' مبروك عليكم الشهر الكريم. مرت مدة طويلة منذ اخر مشاركة لي بينكم، وكم تسعدني العودة .
أضع اليوم بين أيديكم اولى صفحات قصتي، وهي عبارة عن نظرة تخيلية لما قد يكون عليه جيش درع الجزيرة عام ٢٠٢٥
ووقد فضلت ان ان أضع بين أيديكم اولى صفحات القصة حتى استمع لنقدكم البناء علما بأنني قد وصلت لمراحل متقدمة من القصة
والآن أترككم مع مقدمة القصة.
في احد مطارات اوروبا الشرقية حيث انهى مهمته بنجاح وقف ينظر الى الساعة منتظرا موعد اقلاع رحلته العائدة الى الامارات, وبملامحه العربية الاصيلة وقامته المتوسطه وبشرته الحنطية وانفه الطويل الحاد ولحيته التي يحب ان تكون خفيفة, بدا الرائد محمد بن غانم كأحد ابطال مسلسلات الدراما البدوية في حقبة التسعينات ولكـن في زي غربي متمدن مرتديا سترته الجلدية البنية وبنطاله الجينز، كانت علامات التعب والارهاق بادية على وجهه كأنه جندي مرهق من كثرة الحروب والمعارك، نظر الى الساعة وهي تشير الى السادسة والنصف مساءا , تململ في مكانه فلازال عليه الانتظار لثلاث ساعات أخرى حتى يحين موعد اقلاع الطائرة، جـلس على اقرب كرسي امامه وأخذ يحدق في الساعة مرة أخرى، كان التاريخ يشير الى الاول من نوفمبر 2029، ابتسم ابتسامة جافة متعجبا كيف مضت كل هذه السنين، لا يزال يتذكر يوم أخذه والده الراحل حين كان يبلغ الخامسة لحضور احدى امسيات شاعر المليون، ابتسم ساخرا من نفسه وهو يتذكر تفاعله مع الشعراء بالتصفيق الحار حتى لو تعذر عليه فهم اغلب ماكان يقال من حروف وابيات لصعوبة فهمها عليه كطفل، لطالما اعجب محمد غانم بتاريخ اجداده وإرثهم الذي خلفوه ورائهم، رغم نشأته في جـيل جـاء في زمن الانفتاح الاقتصادي الذي عاشته دولة الامارات ومعظم دول الخليج، او كما كان يحلو لكبار السن بتسميته (جيل البلاك بيري) جيل توقع له الجميع ان يتخلى عن عروبته واصالته وينجر وراء العولمة الغربية، ولكـن بطريقة ما استطاع والده غانم ان يغرس في ابنائه وخصوصا محمد حب بلاده وتاريخها والقيم الاصيلة والعادات الاسلامية العربية الحميدة، لطالما سمع والده يكرر مقولة نسبها للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( اللي ماله أول ماله حاضر يا ولدي ) فهمها فهما جيدا واستوعبها حد الاقتناع والتطبيق، تنهد بألم حين تذكر هذا الجزء، لطالما تحسر لأنه ولد بعد وفاة الشيخ زايد بثلاث أعوام، هذا الشخص الي عشقه واتخذه قدوة دون أن يراه، حـقا كان يتعجب كـيف لشخص رحل عن الدنيا ليلاقي ربـه أن يأسر الملايين ويدخل قلوبهم بمجرد مرور ذكره او مشاهدة تسجيل قديم له ، لطالما كـان زايد يتمثل لمحمد بصورة الفارس النبيل ولطالما كـان يقرأ القصص التاريخية ويتخيل فرسان هذه القصص ومغاويرها بصورة الشيخ زايد ، قدوته الذي رحل من الدنيا قبل ان يدخلها محمد ومثاله الاكبر الذي اوصله لمنصبه الحالي في درع الجزيرة العربية.
في خضم ذكرياته تلك وارهاقه الذي اثقل جوارحه احس بنسمة باردة اعادت له بعض من حيويته، انها (حصة) الفتاة التي لم تكـن تفارق مخيلته في حله وترحاله، ذات العيون الناعسه ، جادة ورقيقة الملامح، فتاة لم تكن ككل النساء بالنسبة لمحمد انتابه شعور بالسخافة حين تذكر لقائة الأول بها في مقـر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي حيث تعمل حصة بنت راشد مساعدة للأمين العام للشؤون العسكرية، (أسميني دفش) كلمة رددها محمد غانم مرارا وتكرارا في نفسه كلما تذكر لحظة لقائة الاول بحصـة، لم يكن يوما ضعيفا او مسلوب الشخصية، لكـنه لم يشعر يوما بضعف كالذي شعر به حين إلتقى بحصة، تذكر كيف انه شعـر بالإهانة حين علم بأن الأمين العام قرر ان تترأس مساعدته الاجتماع الدوري للشؤون العسكرية مع قادة درع الجزيرة، كـان محمد مرافقا لقائد القوات الخاصة لدرع الجزيرة الفريق خلف بن حاضر السعودي الأصل ذو الانتماء النجدي النبيل الذي لطالما فضله على غيره من الضباط الشباب لكفائته وتفانيه وعينه ليصبح قائد وحدة السيف 9 الخاصة التي ستلعب دورا مهما في ما بعد في اهم الاحداث التي مرت في اخر سنتين من عمله كضابط في القوات الخاصة الخليجية، تذكر كيف تم عقد الاجتماع وكيف ثار غضبا اكثر من مره اثناء النقاشات التي دارت وكيف كانت حصة ترد عليه باسلوب هادئ وتعلو وجهها ابتسامة ملائكية لم يستطع محمد بن غانم ان ينتزعها من خياله منذ ذلك الحين، احس بالخجل والسخافة مرة أخرى حين تـذكر كيف كان يرفع رأسه وينظر للأعلى حينما يوجه حديثه الى حصه بطريقة دفاعية لم تجدي نفعا ليخفي ارتباكه امامها، انتهى اجتماع ذالك اليوم وتوالت الاجتماعات التي اشترك فيها محمد بحضور حصة و أحس محمد بأن شعورا جميلا بداخله قد جذبه بإتجاه حصه واخذ يكبر شيئا بشيئـا, لم تكن حصة بذات الجمال الخلاب رغم قوامها الفرنسي الهزيل, لكن شيئا ما حولها قد جذب محمد بن غانم ، وفي ذات الوقت لم تسعف محمد شجاعته في المجال العسكري او قوة شخصيته في التقرب من حصة او حتى التلميح بما يجول بخاطره بل على العكس تماما كلما زاد حبه لحصة زادت حدته في التعامل معها، فلم يكن أمرا طبيعيا لشخص كتوم مثله ان يبوح بما يجول في خاطره.
اغمض محمد عينيه على صورة ارتسمت لحصة في خياله وارجع رأسه الى الوراء في محاولة للاسترخاء حتى فاجأه صوت مألوف و مزعج : وش علامك مغمض عيونك وتفكر يا نمر بن عدوان ، تفكر في من هاااه ؟ عمشا ولا وضحى ؟
كـان ذلك صوت الرائد السعودي مرزوق بن عيد زميل محمد في وحدة السيف 9 وصديق عمره منذ ان بدأ محمد في التدرج في الثانوية العسكرية حتى إلتحقا بقوات درع الجزيرة، فتح محمد عينيه ونظر مبتسما الى مرزوق وشعره القصير المجعد ولحيته الكثه الغليظه وقال بهدوءه المعتاد ممازحا : عوذ بالله شيطـان مب آدمي.
فرد عليه مرزوق: إيه يا بو غانم اقعد انت ناظرني كذا ، لكن علي الطلاق منت نايم ، قم بس قم سولف معي وانا خوك، الطياره يبغالها ثلاث ساعات عشان تقلع، هذا اذا ما تأخرت يا رجال. من قدك انت كلها كم ساعه وراح توصل لبوظبي أما انا بقعد انتظر ساعتين في مطار بوظبي اللي كـأنه حديقة ملاهي من كبــره، اقول وراكم ما تقلبونه ملعب كورة ههههاي ، عالاقل راح تستفيدون من المساحات الفاضية.
مواقع النشر (المفضلة)