لست سلبيا (كما يحلو للبعض وصفي) ،،، ولست أنتقد كل صغيرة وكبيرة لا تدخل (مزاجي) ،،، ولكنني أنزعج حقا عندما أرى بعض الأمور تمر مرور الكرام على الناس دون أن يكترثوا لها ،،، فالحقيقة التي يجهلها كثير من الناس ،،، أن إعلامنا (المسموع) صار مثل إعلامنا (المرئي) الهابط ،،، لست هنا أشبه هذا بذاك بالهبوط الذي يفهمه كثير من الناس ،،، ولكن من يرى ويسمع البرامج الإذاعية يعرف تماما ما أعنيه ،،،
من (صباح الله خير) وكل واحد منا (مشغل) ال(رادو) على إذاعة نور دبي ،،، ويستمع إلى حبيب قلبه (البث المباشر) ،،، هذا البرنامج الإذاعي والذي استحوذ على شريحة كبيرة جدا من المستمعين ،،، للأسف بدء يهبط مؤشر سهمه بشكل مخيف جدا ،،، ليس لسوء البرنامج ،،، وليس لسوء المقدمين ،،، ولكنني على يقين أن هبوط المؤشر ناتج عن ضعف في إدارة هذا البرنامج الحيوي والذي يهم الصغير قبل الكبير والوافد قبل المواطن ،،،
حقيقة أقولها أنني كنت أستعجل كثيرا كل صباح لإدراك الساعة السابعة وذلك كي لا يفوتني تقديم البرنامج ،،، ولكنني أصبحت الآن لا أكترث ،،، فقد كان البرنامج (أيام زمان) يُعنى بحل قضايا الناس ومشكلاتهم (وحتى الآن) ولكنه لم يكن آنذاك يتعدى حدوده الجغرافية المرسومة له ،،، أما الآن فقد أصبح يُسيّر على حسب (مزاج) مُقدمه ،،، فصار البرنامج تراثي ،،، شعبي ،،، سوق سمك ،،، حصة تقوية لللغة العربية ،،، واحة للفضفضة والقصائد (المكسرة) ،،، وكل ذلك يعتمد على المذيع و(مزاجه) ،،، فإن كان عاشقا للتراث و(اللهجة) الشعبية فإنك ترى البرنامج مُغلفا بهذا الطابع التراثي الشعبي ،،، وإن كان محبا لللغة ،،، فإنك تشعر وكأنك تعيش أيام عز الفصحى ،،،
ولكن ،،،
نحن لا نقول بمنع ذلك ،،، ولا نقول بالتكثير منه ،،، ولكن يجب أن يكون الأمر بين ذلك قواما ،،، أما أن يُصبح ديدن المُقدم تراثي شعبي ،،، فينسى أو يتناسى أن شريحة كبيرة جدا من المستمعين له هم من إخواننا الوافدين الذين لا يفقهون كلمة شعبية واحدة ،،،!!! أو أن يقلب البرنامج إلى سوق سمك ويتصل بهذا وذاك ليعرف ما استجد هناك وما آلت إليه الأسعار ،،،!!! أو أن يفتح حصة لغة عربية ،،، فيقرأ مقالات لغوية ،،، و يُعرب ما تحته خط ،،، فيُعيدنا للوارء سنوات عدة ويُشعرنا وكأننا أبناء مدارس ،،، أو أن يأتي و مزاجه (متعكر) بسبب ضيق ألم به ليلا ثم يهم صباحا فيقلب البرنامج إلى واحة لفضفضاته ،،، فكل هذا وذاك (في وجهة نظري) مضيعة وهدر لوقت المُستمع ،،، وغير مقبول إطلاقا ،،، حتى وإن كان الوقت المستغرق خمس دقائق ،،، فإن هذه الدقائق المعدودة تكفي لمكالمة هاتفية ،،، أو حل مشكلة (عويصة) ،،،
أما على الصعيد الدعائي أو الإعلاني فحدث ولا حرج ،،، فإن تقديم كل ما هب ودب من إعلانات مضروبة ،،، ودعايات (ماصخة) صار شعارا للبرنامج (نوعا ما) ،،، بل هو في الحقيقة إساءة للمستمعين ،،، فأصبحنا نتأفف وننزعج لمجرد سماعنا إلى تلك الدعايات والتي يقول صاحبنا في إحداها : (بطلت) ،،، (والله بطلت) ،،، (أقولك بطلت) ،،، أو كدعايات تحطيم أسعار مفروشات حول الإمارات ،،، أوكدعايات شركة دو وجريدة الاتحاد المليئتان بالأخطاء اللغوية والنحوية ،،، نحن لا نعترض أبدا على وجود الدعايات ،،، ولا نقول بالتقليل منها ،،، ولكن الاعتراض على نوعيتها وجودتها واختيار كلماتها وعدم التدقيق عليها ،،،
وأما إن تحدثنا عن بعض اللقاءات ،،، فالحقيقة المرة تقول أنها لا تهم المستمع لا من قريب ولا من بعيد ،،، فماذا يهمني أنا كمستمع أن تلتقي إذاعتنا الموقرة بمسؤول شركة محلية (بدون ذكر أسماء) ثم يستعرض المُحاوَر تاريخ الشركة ،،، إنجازاتها ،،، استراتيجيتها ،،، أهدافها ،،، رؤيتها ،،، رسالتها ،،، عدد العاملين ،،، عدد المواطنين ،،، تطلعاتهم المستقبلية ،،، طموحاتهم ،،، وباقي (الطبخة) ،،،!!! ومن دون التطرق إلى مشكلاتها ،،، مشكلات المواطنين ،،، مشكلات العاملين وشكاويهم ،،، تلويثهم للبيئة المحلية ،،، دفن سمومهم في المناطق السكنية دون اكتراث لقاطنيها ،،،!!! لقد مللنا حقا هذا النوع من المجاملات ،،، ومللنا من كثرة (دهان السير) الذي يقوم به البعض على حساب ذوقنا ،،،
أرجو حقا من القائمين على هذا البرنامج الجماهيري أن يُعيدوا النظر فيه ،،، ويُحللوا الأخطاء ،،، ويُرتبوا البيت ،،، أو على أقل تقدير ،،، ليتعلموا من إذاعة الشارقة وبرنامجهم الخط المباشر والذي يمشي على خطى ثابتة واستراتيجية واضحة ،،، فلسنا نريد الاستغناء عنه خصوصا وأنه كان فاتحة خير على كثير من الناس ،،،
حكمة :
من الصعب أن تقبض على قطة سوداء في غرفة مظلمة ،،، ولا سيما إذا لم يكن ثمة قطة في الغرفة ،،،!!!
وردة روز ،،،
يوم الخميس
الموافق: 08-04-2010
الحقوق محفوظة للكاتب وواحات بن دبي
مواقع النشر (المفضلة)