دائما سنقع بـ عقد التبرير ..

أحيانا نبرر ، واحيانا أبدا ،

مره بيكون التبرير مطلب ، ومره بيكون زيادة كلام ،
ومرات بيكون اختيار لا أكثر ..

فاصله : المشكلة لمن يتوقع منا التبرير ، ونتوقع نحن عدم الحاجه لـ ذلك !.

~

بالكفه الثانيه ، مو بس بالنسبه للتبريرات منا للـ غير ،
بل كذلك تبريراتنا نحن عن الغير ، وما يصادفنا من مواقف ..

إهي شغله من الشغلات اللي ماحبها بالدوام ،
لمن أشوف أحد يبرر سؤال ولا استفسار بشكل ينتقص فيه من شخص السائل ،
بالمعنى ، بحكم إن شغلي عالأغلب مع الموظفين أكثر بكثير من المراجعين ،
توصلني وايد استفسارات أختار دائما إني أجيبها بالتبرير لهم ، كـ مبادرة لإفهامهم طريقة سير الاجراء مثلا ،
ليش ، لأني أبرر استفسارهم على إنهم يجهلون باختصار كيفية الاجراء ، وبالأخير ما ودهم اجراءهم يتعطل لسبب من الأسباب ..

لكني أشوف البعض العكس تماما ، يقوم ينتقص من السؤال وكأن الاستفسار عباره عن تهمه !.

أذكر مره اتصل موظف لزميلتي يسألها عن اجراء ويطلب منها التسريع فيه ،
لكن ردها عليه ماكان ابـ عصبيه ، بس جديتها وردها باسلوب معين حسسه إنه ارتكب جريمه باستفساره ،
حتى لمن رجع اتصل فيني ، قعد ساعه يقولي استسمحيلي منها والخ والخ ، وانا احاول أبين له إن بالعكس عادي جدا ،
وان اهي اسلوبها جذي وان شاء الله بكمل الاجراء والخ الخ ، وطلع المسكين سبب استفساره إن موظف ابـ شؤون الموظفين
اتصل فيه يقوله بإن تقديم الطلب لازم يكون خلال هاليومين وإلا ما بيصير كذا وكذا ..!

كان من حقه يحس ابـ هالاحساس لأنها فعلا ما حبت السؤال ، وكالكلمة اللي تستخدمها دائما : شو هالغباء !.
تضحكني وبنفس الوقت أقول اممم ، ليش كل هذا الانتقاص ، مع إن كثير من الأمور أبد ما تستاهل ..

ممكن انمشي أمور كثيره بشكل أسهل بمجرد تبرير بسيط ينضاف !.

فاصله : مره كانت قاعده مجابلتني بالمكتب تنطر يعدلولها الكمبيوتر ، وكنت وقتها متصله ابـ موظف لشي يتعلق بإجراء ،
فـ شفتها من سكرت تقولي بابتسامه عريضه : ليش جي مبتسمه وانتي تتكلمين .. وكملت بما معناه : جيه هو يشوفج ..
أنامل قلب : لا عادي بس جي متعوده أبتسم وانا اتكلم ، وبعدين أحس يبين حتى لو اللهم بالفون ،
يحس الطرف الثاني إذا الشخص مب فايق ولا بالعكس ، يتكلم بنفسيه مرتاحه ..

ولا !..

موقف : مره بعث لي موظف سوداني الجنسية كذلك بخصوص اجراء يتعلق بالشغل ،
بس كان نص الإيميل بشكل ما أحبه ، جي باسلوب في تكريم مبالغ فيه للشخص ، يعني لي ،
اونه : إلى الاستاذة الكريمة والفاضله أنامل قلب > أو شيء من هذا القبيل ..
فـ رديت عليه عادي ، بس من بين الكلام ـ كعادتي ماروم اسكت عن هالأشيا ـ قتله بما معناه إن ماخانتني الذاكره :
يحليلي أستاذه مره وحده ، عادي أخوي قولي اختي أنامل قلب تسدني وزياده ، بستانس عليها أكثر ، وكملت بموضوع الشغل ..

لكنه يحليله رد علي بـ مقال ، وانتي كذا وانتي كذا ،
وبالعكس الاستاذ ما يكون ابـ سنه ولا مادري شو ، يكون باخلاقه وانتي الكل يمدح فيج ،
وهذا الكلام ماقوله بروحي بالعكس كل اللي اتعاملو معاج وشافوج يقولون عدنا نفس الكلام / اهمه بفرع ثاني !.
ونعم التربيه ويزاج الله خير وما شاء الله عليج .. يعني قفطني بكل معنى الكلمة ..

وليـ يومه يقولي استاذه والكريمه والفاضله والقديره والمحترمه ، بس طبعا حرمت اعلق ..

بس تدرون ، أحس أكثر شي معطيهم انطباع ايجابي مسألة التبرير ،
مع إنهم يقولولي دوم اللي معاي بالمكتب إن موظفينا بيتعبونج عقب ومن هالكلام وما بترومين وباجر بتقعدين تتحرطمين عليهم ،
لكن اظلني اشوف إن هذا اهني ماهو اختيار ، شغلي إني أبرر لهم كل استفسار ع كثر ما أقدر ،
لأن السؤال ما بينطرح إلا لوجود علامة استفهام عندهم ..

فاصله : أحيانا تبريرنا للأمور يحدد ردود فعلنا كيف تظهر ..


موقف آخر : اتصل فيني موظف من شؤون الموظفين يطلب مني ادخال بيانات موظف يشتغل بنفس إدارتنا بس مو تبع قسمنا ،
طبعا إهو ما كان يدري إن هالموظف ما يعتبر من قسمنا ، ما يدري إني أساسا ابـ قسم ضمن إداره ،
وانا عادي عندي أخلص هالاجراءات ما بتاخذ وقت أساسا بضيف البيانات ابـ دقيقتين ،
بس كانت وحده من زميلاتي قاعده حذالي نخلص شغل المحضر وسمعت ردي ، فـ عطتني محاضره اشـ طولها !.
أنا ما اعترضت عساس إنه يبي يخلص الاجراء ويجهل هالموظف وين طايح ، بس أهي تمت تقول بإنهم مو فايقين ،
ويبون يخلصون شغلهم بسرعه ويطيحونه الموضوع عليج ، باجر ليـ صارت مشكله بيرجعولج ،
وباجر بيصير كله يتصل يطلب ما بيصدق ، ـ قلت بخاطري شي ـ بس طبعا ما علقت ، مع إني حسيتهم بالغو ..

اممم ، عندي هالقناعه ، بإن تبريراتنا كلها بالأخير تنم عن شي موجود بداخلنا نحن ..