الثلاثاء 2-2-2010

كانت الغفوة الصباحية من أجمل مايكون، كنت أقاوم النهوض وفي غفوتي تلك كنت أفكر، ماذا يا ترى يفعلون الآن في المخيم؟ كيف هي الاستعدادات وماذا قد يكون قد تغير؟ كل تلك الأفكار التي جالت في خاطري وصارت جزءاً من مخيلتي أجبرتني أن استيقظ، أن أودع سريري وأرحل لسيارتي، لذلك المكان الذي يرسم في مخيلتي لحظات ستكون جميلة.
وصلت وعند البوابة أحسست بالفرق، كثر اليوم رجال الشرطة، في كل الزوايا وكثرت مرات السؤال، من أنتِ؟ أين تعملين؟ وكل ما قد نتخيله من إجراءات أمنية كانت متواجدة اليوم، المكان يستعد ليوم آخر، ورش العمل التي بدت شبه هادئة في ساعة الصباح الأولى ما فتئت أن أصبحت خلية نحل، كل الأطفال بدؤوا بالتوافد والقدوم، الكل بدأ يأخذ موقعه في المكان، الورش بدأت ونحن في الاستعدادات الأخيرة لاستقبال صاحب السمو الوالد الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لم يكن افتتاحا آخر، بل زيارة من والد حنون لأبنائه، نظرة لما يفعله أبناء الأمل وما يقدمونه اليوم لإنسان كان ولا يزال نصيرا لهم كثرت التراحيب وكثرت أصوات الأطفال، تلك النفوس التي صرخت فرحة لقدومه، وكيف امتلأت نفوسها بهجة وفرحا، كانت زيارة سريعة ولكنها لم تكن ككل المرات ولم تكن كغيرها من الافتتاحات، انتزعت الرسمية منها لتصبح زيارة أب لأسرته، لأبنائه وبناته، هذه الزيارة التي عززت في نفوسنا الكثير من مفاهيم التواصل والمحبة ودوام العمل على ما نؤمن به.
المعرض الإعلامي..!


بعد السلام الصباحي على سموه كان لقائي معه أثناء الجولة السريعة التي بدأت عند آخر خيمة للورش، كنت أسيرمعه لأبسط كلماتي فالصور التي كانت حاضرة قالت الكثير، وكان مخيم الأمل في سنوات حاضرا بنفسه قبل أي كلمة قد نقولها، جلسنا معه وجلس الكل حوله، بعد الرسميات وكلمات الحب التي قيلت كانت له كلمة، أثرت فينا جميعا وما جعلها ترن في أذهاننا اليوم قوله الذي كرره "أيها الأب رفقا بأبنك"، " أيتها الأم رقفا بفلذة كبد"، كانت كلمات تخرج من داخله قالها بكل حب وخوف على أبنائه، وحسرتنا أن الكثيرين رحلوا بحوادث سيارات، تلك صرخة جميلة وجه بها الوالد كل من كان جالسا، كلمة كانت لنتجنب أن نكون سببا في معاناة طفل جديد أو إصابته بإعاقة تكون هي مصيبته ومصيبة أهله، كانت كلماته تلامس نفسي وتداعبها كثيرا، كانت رسائل موجهة للكل، فشكرا والدنا الكريم.


بعد تلك الكلمة وبعد تلك الجولة الجميلة مع ضيوفنا كان الكرنفال لينهي صباحا جميلا، عشنا معه طفولتنا، اندمجنا مع الأطفال وكنا جزءا من هذه الاحتفالية الكرنفالية التي انستنا تعب يومين سابقين فشكرا للجنة البرامج والأنشطة! كنت قد وصلت لمرحلة لم أعد فيها أعي شيئا، كنت فقط أريد أن أنام!، كنت أحاول أن أشاغب كما يفعل الأطفال، في هذه السنة انفصلت لجنتي في غرفتين، فريق التصوير وفريق التحرير، وابتعدنا عن اللجان الأخرى، فكنا وكما قال الباش مهندس "عبدالرحمن"، "انتقلنا السيح ومحد يزورنا"!، كنا نحاول أن نشاغب ونتواجد في الفريقين، كان من الجدد في فريقي هذه السنة "معاذ بن حافظ"، والذي لم أكن متأكدة لليوم الذي قبل المخيم من وجوده او عدمه، كنت حتى عندما وجدته أمامي في اللجنة في أول يوم أتساءل "هل سيبقى معنا المخيم؟؟، يعطيك انطباعا بالتردد وبالخوف، لكنه إنسان ملتزم ويعمل بصـــــــــــــــــــــــ ــــــــمت كبير! وأعرف من قبل أنه إنسان "مبدع"..

بعد كل المشاغبات، كان النوم مسيطرا لم ينهه إلا إصرار الفريق على الخروج إلى المربى المائي، لنحصل جميعنا على مساء جميل وهادئ قريبا من شاطئ الممزر، سعدت كثيرا بهذه الزياة وكم كان الأطفال متفاعلين مع الأسماك التي رأوها وكنا نقف ونرى روعة ماخلق رب الأكوان وأبدع في الأشكال والألوان.

مخيم الأمل لوحة ألوان جميلة وصرخة انطلاقة لن تكون هي الأخيرة، تصبحون على خير.





صاحب السمو ولفتة جميلة منه بزرع شجرة في المخيم



متابعة الأب الحنون ..



واصغاء خاص لما يقال



وللكرنفال في هذا اليوم وجود جميل أزرق بلون السماء..




زيارة المربى المائي.. رحلة الهدوء والأسترخاء شكرا لمن استضافنا



مريم البلوشي
الاديبةالصغيرة
3-2-2010
12:45 صباحا