أرواح تصرخ في أجسادها
الأثنين 1-2-2010

طابور الصباح، تلك الحلقة الدائرية التي يتجمع حولها الأطفال والكبار، اختبأت خلف أحدهم لأسمع ما يقال في بداية هذا اليوم البارد، كانت الصيحات تحمس في النفس وتؤهلنا للاستعداد لانطلاقة اليوم المليء بالمفاجآت والتطلع لرحلة طويلة، كنت انتظر دوري في طابور الحافلات وإصراري على أن أكون في حافلة قائد الرحلة حتى أعيش أجواء الموكب، وصدقا من يتطوع معنا ولا يعاصر هذه التجربة فإنه لم يعش متعة من جملة متع هذا المخيم، انطلقنا وكلي تصور للازدحام الذي قد يواجهنا، كنت أواجه المرآة الأمامية انظر للطريق وأقول في نفسي "أين الازدحام؟" لأن المتعة لا تكون إلا حين تعمل سيارات الشرطة مجتمعة لفتح الطرق المزدحمة، كنت استمتع بكل لحظة أرى فيها أمن المخيم يفتح الطريق أو يزيح إحدى السيارات من على جوانب الطريق، متعة الإحساس بأنه موكب مهم، وبالفعل هو مهم، فالأطفال الذين معنا هم من المهمين الذين وثق أهلهم فينا وأودعوهم أمانة لدينا، فشكرا لهم هذه الثقة التي جدا نعتز بها.


وصلنا حديقة الخور وكان موكبنا يثير الكثير من الأصوات والضوضاء، وهذه قمة الإثارة والمتعة، دخلنا وكان الجميع في انتظارنا، اعتقد حتى الدلافين، كانت العروض تدغدغ مشاعر الأطفال وترسم بسمة جميلة على تلك الوجوه، وجوه الصم الذين استوعبوا الصور وترجمت جمال ما كانوا ينظرون إليه، كنت انظر للجميع وأرى تلك الفرحة فيفرح قلبي، هذه الوجوه الصغيرة، الأرواح التي تصرخ في مكانها مبتسمة تقول نحن أيضا جزء في هذه البانوراما التي تشع بالحياة في صوت الدلافين.
لنعد لموكب المخيم، لأمن المخيم، كان معنا مصورنا المتميز سامر، والذي يتميز في كل سنة بما يقوم به، لكني اليوم لن أتحدث عنه كمصور بل كشخص آخر فاجأنا بما قام به ضمن موكب أمن المخيم، كان يجلس في تلك السيارة السوداء التي لا يجلس بها أحد، مستمتعا بما يقوم به متوشحا النظارة السوداء التي تعطيه انطباع الجدية، كان يخيفني كثيرا حين يخرج برأسه وإن لم يكن نصفه ليأخذ صورة ما للموكب، يتحدى بها نفسه حين التقط صورة للموكب في مخيم 17، وفجأة يخرج أحدهم بالروح نفسها، رأس تخرج من فتحة سيارة أخرى "أحمد الهاشمي" انضم للفريق ليكون بطل شريط الفيديو بالأمس، كانت اللقطات التي تجمعه بسامر حين تتقدم سيارات الأمن وتجمعهم ببعض في صورة جماعية نحن ننظر إليها وتصيبنا بالإثارة والحماس، هذا وجه آخر لمتطوعين تعودنا عليهم المخاطرة المخيفة أحيانا فقط لإظهار روح هذا المخيم وروح من يعمل فيه بإخلاص، هذه أراوح اعتنقت الإخلاص وعاشت الوفاء لمخيم الأمل، والوصف للكل لا ينقص منهم أحد.



كيدزانيا؛ ذلك المكان الذي منذ أن دخلناه قلنا "ليش نحن مب صغار"، مكان جمع الكثير من المهن التي فكرت فيها في يوم ما ولم أعرف حقيقتها، هنا الطفل يعيش المهنة بحذافيرها، ويمارسها ليعرف ما هي ميوله وماذا يريد أن يكون في واقع الحياة، كنت أنظر إلى الأطفال، وكانت النظرة التي تقول: "شو السالفة"؟ نعم كنا كالتائهين في البداية إلى أن تم شرح ما يجب عمله، نذهب للبنك ونصرف "الشيك"، ومن لا يملك المال يجب أن يعمل على "السيرة الذاتية" ويقدمها لثلاث وظائف مختلفة ويعمل ليجني المال الخاص به، دخلنا المسرح فإذا بفتياتنا من البحرين قد اخترن مهنة عارضات الأزياء كمهنة مستقبلية لهن، واعتلين المنصة لعمل عرض، وكنا نصفق لهن بحرارة فأنا شخصياً حين كنت في نفس عمرهن لم أكن لأتجرأ واعتلي المسرح لأداء عرض ما، فهنيئا لهن هذه الشجاعة فاختيار مهنهن.
وعدنا بالموكب نفسه والإزعاج الجميل نفسه، وأطفالنا تعتليهم موجة التعب ونحن لازالت فينا روح تصرخ قائلة "جدا متعبوووووووووووون" لكنه التعب اللذيذ، ولنا حديث.




رحلة الحافلة الجميلة



عرض الدلافين.. اندماج من الأطفال مع هذا الكائن الجميل الرقيق



وصورة جماعية أمام مركز الدلافين




بعد الرحلة البحرية وزيارة الفنانة هدى حسين والاستاذ ثاني جمعة ود. حبيب غلوم




ورحلة كيدزانيا .. تجربة معهم لن أنساها ابدا



الأديبة الصغيرة
مريم البلوشي
2-2- 2010
2:05 ظهرا