الأحد 31-1-2010

اليوم لا يمكن أن يغفل عنه قلمي وكيف وقد امتلأ به قلبي العَطِش لهذه اللحظات، في هذا اليوم المشمس وفي ظهيرة كانت قد قالت قولها بأن الصمت أيضاً يتكرر ولكنه لم يتكرر، في الساعة الثانية عشرة ظهراً بدأت بوادر اليوم تتغير، وبدأ النشاط الغير معتاد يملؤ المكان ويتردد في صدى كل زاوياه، الاستعداد لسباق التحدي، الجري هنا وهناك، الترتيبات، الحكام، استعداد المصورين، الوجوه المرتقبة والساعات القليلة الباقية تقول: "لننطلق".


في الخيمة الكبيرة التي ملأت الأطفال وجمعت الاستعداد لهذه التظاهرة، بدأ الطفل الصغير يسأل في داخله لماذا كل هذا الصراخ هل بدأ يعي طبيعة هذا اليوم وجماله الذي ألفناه من قبل سنوات، قد يكون، وقد يكون السؤال الذي يكرر نفسه لمن ستكون الجائزة؟ وحدها المسافات ستقرر، جلست وإذا بي أسحب أحد الأطفال لأخذ صورة معه "وقاص" صاحب التي شيرت الأزرق اليوم، والذي تميز كثيراً بيننا وبحضوره المرح، طفل صغير لكنه اكتسب جماهيرية جميلة بين الحضور، كانت صوري معه عفوية وجميلة، وكل من يتصور معه سيجد نفس الحس والتواصل بين روحه وروح هذا الطفل، سيكون نائما الآن لكن روحه ستنغنى بحب الجميع له الزائز والدائم!
لنعد لذلك السباق، انطلق؛ وبألوان جميلة انطلق يتحدى الكل، ويتحدى أي صعوبات، يتجاوز حدود المدينة وحدود تلك الأسوار الداخلية التي قد رسمها البعض، وأحاط بها الطفل المعاق ظنا منه أنهم شريحه تحتاج ماهو فوق ما يحق لهم ولا تستطيع أن تمارس حياتها ضمن الموجود، في هذا السباق يعلن الطفل صورته بروحه الصغيرة أنه يستطيع أن يقول الكثير بفعله ومشيه، بإصراره واستمراره، فالسباق طويل لكن الأمل بالفوز قد جعله قصيرا، تجد الكل يتعاون، صاحب الإعاقة الذهنية مع الحركي، المدرس مع من لا يعرفه، الجهد مشترك وإن كانت هناك نماذج قليلة ممن يتخلف قليلا لكن الطفل يصر أن ينهي اليوم.

مياه تتساقط، جري، تركيب، أكل ومقالب، كلها لها بهجتها في هذا اليوم، جاء الكنز لينهي هذه الملحمة الجميلة ويسدل الستار على من يحاولون ويحفرون للبحث عن مفرد اسمه الكنز وهم الكنز الحقيقي لهذا المخيم وبهجته، بتواجدهم سيكون لنا هدف وبتفاعلهم قد حققنا الهدف، فاز الطفل الليبي، ضيف هذه السنة، وفد متماسك من اليوم الأول، متفاعل ومتعاون، يعيش التجربة ويعايشها بكل لحظاتها، أصبح من المألوف بيننا منذ اليوم الأول بين الأرواح التي اعتدتها منذ 2003. روح عبدالرحمن الصغير يسجل في ذاكرتي تميزه، تحادثت معه في صباح الأمس واليوم كنت أشاهده يصر على المشي رغم تعبه، لا تعيقه إعاقته الواضحة للجميع بل تجعله في صفوف المتميزين وله صوته، مصور صغير أيضا يألف الكاميرا ويصاحبها، سيبقى في الذاكرة لأنه استحق أن يسطر عن نفسه بحروف غيره.


مخيم الأمل والساعات الأخيرة التي جمعتني بصديقتي التي غبنا عن بعضنا بالمكان وليس الروح، صديقتي التي كانت معي في هذا المشوار منذ أول سنة واستمرينا معا، إطلالتها اليوم على لجنتنا التي باتت بعيدة قليلا عنهم قد أفرحتنا وأسعدت قلبي، كنت أمشي معها لخيمة العشاء وأتذكر أيامنا الأولى هنا حين كنا فقط "نركض"، صديقتي التي هي جزء جميل من روحي لها مني كل التقدير فرؤيتها والحديث معها يشعرني دائما بالفرق، فهي أمل جميل في حياتي، ومخيم الأمل رحلة جمعتنا بالكثيرين معا وعلمتنا معا، قد نكون كبرنا قليلاً، لكن المشوار كان ولايزال واحداً، شكرا لهذا المرور وشكرا للحديث الجميل، "كسر الكثير في داخلي من جمود".



جميل هذا التحدي من زهور فتاة الكويت المتألقة



حب استطلاع



سباق التحدي



وانطلاقة بكل شراسة



وتميز من رئيس وفد البحرين الاستاذ محمد



الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
31-1-2010
11:52 مساء