السبت 30-1-2010
غفوة هذا اليوم تعني الكثير، والاستيقاظ أيضا يعني الكثير، كان صباحاً بارداً لكن دافئ بمشاعر لقاء الأطفال، هناك وفي تلك الغمضة يقفون ليُحْيوا طابور الصباح، ليعيشوا أول صباحات مخيم الأمل، دخلنا للمخيم، لازال الصمت يسود المكان، مازالت الاستعدادات قائمة للانطلاقة التي ستكون بلا حدود، التجهيز للطابور، التدريب على رفع الأعلام، التعايش مع اللحظات الأخيرة وسرد الكواليس في حكايا الأطفال الباسمة.\

بدأ الحفل بسيطاً وسهلاً، لم نعش توتراً أو قلقاً، قد يكون هذا إيجابيا في حد ذاته وقد يكون تجربة جديدة لا نعرف بعد مدى نجاحها، في صمت هذا المخيم سينطلق الأطفال لعالم الأمل، دقائق ثلاثون وانتهت المراسم، وبدأ الكل يملأ المكان صوتاً وفوضى جميلة في أولها حتى انتظم الكل مع فريقه ودخل لورشة ما جذبتني في البداية ورشة الزراعة فكنت هناك أشاهد الأطفال بأناملهم الصغيرة يزرعون الأرض التي ستتذكرهم، فرحتهم بأنهم جزء في هذا المكان الذي سينمو بعدهم، كانت صورة حية رأيناها، هناك كان من يرفض أن يزرع!!
حسن، طفل متحم، "حمش"، قال لي: "أنا احب القراءة"، أعطيته كتاباً وانزوى على الطاولة يحاول أن يقرأ، كان من الفريق الذي انضم للمحررين الصغار الذين أردنا في هذا المخيم أن تكون لهم كلمة مقروءة بأقلامهم، ترددها أحاسيسهم وثقتهم التي رأيتها في أعينهم حين قيل لهم: "أنت صحفي"، أثار طفلة كويتية كانت من الذين انضموا لورشة التحرير من الصباح الباكر، جلست مع "أبلة أمل" لتناقش معها بلغة الصم مهارات الكتابة، ولأجدها بعد الورشة مباشرة قد كتبت خبراً صحفياً سيكون ضمن نشرتهم الخاصة بهم، تلك أيضا "زهرة" طفلة جميلة، براءتها جذبتنا، صامتة متحدثة بعيونها.
في خيمة بعيدة نوعاً ما كان هناك تركز من الوفود، كانت تجربة جديدة مع طلبة كلية الطب بجامعة الشارقة، فقد قدموا لعمل فحوصات للجميع، فحص الحرارة، السكر، الضغط، وكانت وخزة الإبرة مؤلمة، لكن الورشة جداً ناجحة!

من بين كل هذا لا بد أن أتذكر ما قد نُسي من ذاكرتي، كان المخيم يعيش بجو يملؤه المتطوع بروحه المعطاءة المتفانية، وحين بدأ؛ بدأت انظر للكل وأقول: "مايزال العطاء مستمراً"، فالكل متطوع هنا حتى رئيس الوفد الذي قدم مع أبناء قد لا يعرفهم من قبل وقد عرفهم وأراد أن يرافقهم في هذه الأيام، الكل سيعطي والكل سيحمل معه نتيجة عطائه، كلمة أقولها لضيوفنا الذين قدموا واندمجوا مع الأطفال في تجربة جديدة أيضاً "الأستاذ أحمد الجسمي والأستاذ محمد العامري"، قد تكون هذه رحلة قصيرة وقد تمر السنوات وينسى كل منهم وجوه الأطفال الذين مروا عليهم لكن لن ينسى طفل لمسة حنان أبوية كانت من قِبَلِهم، فشكراً لهم، ونقول لمن يتردد: "هذه فرصة لتعيش مشاعر لا توصف بكلمات أديب أو أبيات شاعر، بل هي أحاسيس ستتدفق إليك متى ما أخلصت النية وقدمت إليهم، لا يهم كيف ومتى بل لتكن الخطوة الأولى، ولتصرخ تلك الروح المترددة قائلة: لأكن مشاركاً لا مشاهداً.


أطفالنا والمخيم

ضيوفنا شكرا لتواجدكم

مااحلى هذه الفرحة

أول الصور الجماعية في أول أيام المخيم

الاديبةالصغيرة
مريم البلوشي
31-1-2010
10:3 صباحا