الجمعة 29-1-2010
دخلت هناك، وحاولت أن أجد أحداً، لا تزال الوجوه لا تُرى، لا يزالون يرتقبون، هناك الأطفال وهنا نحن، كان بصري يجول في الأجواء، كل من يدخل، كل من يحاول أن يكون هنا، وجدتُ نفسي استحضر المشاهد وأسأل "أين الأصوات"؟ لازلنا في فترة الظهيرة، قد يكون من وصل نائماً يرتاح وقد يكون البعض يحاول أن يتأقلم.
كانت اللجان تعمل، كان المتطوعون يعملون بصمت، حيث كثرت هذه السنة الحاجة لإشارة الصم، وكم أحزن حين لا أتذكرها، لسنا نحاول أن نبتعد عن الحديث معهم، لكننا نواجه صعوبة التذكر في السنة مرة، أشاهد حركاتهم في هذه الأيام ونحاول جميعا أن نتواصل معهم فليس صعباً لكن المحاولة تستحق، هم في صمتهم يتكلمون، في صمتهم حديث طويل، لا يسعفني إلا هاتفي أو ورقة أحياناً حتى أفهم ما يريدون مني أو ما أريد منهم، فهذا خطئي ولكني سأحاول التعلم !


في صمتهم كانت الكراسي تنتقل، الطاولات، الأجهزة، البطاقات، الصور، كلها بين الممرات، لتتم الترتيبات الأخيرة لتجهز بتلك الاستعدادات أول البدايات، كنت أحزن قليلا ولكني أقول في داخلي سويعات وينتهي كل هذا القلق، دخلت المطعم، أشاهد الأطفال، لم أتجرأ بقلقي أن أتحدث معهم لكن تجرأت، ابتسمت وسألت طفلاً مرحا يلعب بسيارته السوداء "من أهداها لك"؟ أجابني: "معلمتي ليلى"، يحبها ويبدي حبه للجميع بنظرته وابتسامته، بحديثه وروحه الصغيرة الجميلة التي ذكرتني بكل طفل كان مثله، حسن من قطر، ينضم لنا هذه السنة ويسجل في ذاكرتي أول اسم، لتسعد بيننا ونراك أحد محررينا أو مصورينا.


دخلنا غرفة الاجتماعات، كان العدد هذه السنة قليلاً، لم يصل بعد الكل، لم يكن طويلاً، الخجل ما يزال سمته ولازلنا نرتقب الكثير ممن وفد إلينا متطوعاً ليكون أباً أو أماً لأطفال الأمل، لا تزال الابتسامة تقول: "نحن هنا من أجل هؤلاء ومن أجل سعادتهم"، من بين الوجوه وجدت أو ربما هو تخميني الخاص، من سيكون متفاعلاً معنا، ومن سينطوي ويكون نوعاً ما منعزلاً، وكم أتمنى ان أخطيء، هناك من تجاوب وبادر، وهناك من رحل فقط، تذكرت كلمة قيلت لي يوما: "ليس المهم أن نفشل ولكن أن نتعلم من الفشل"، واليوم أقول لكل من في مخيم الأمل: "ليس المهم أن تخرج هذه النشرة التي تقرؤنها وأن اكتب هذه الكلمات، المهم أن نتعلم في كل يوم كيف نعيش هذه المناسبة ونفرح بها، أن يتعمق الشعور في داخلنا، أن نجدد ونسأل: لماذا نحن هنا؟ وكلنا يعرف فقط لنرددها لأنفسنا". مخيم الأمل أحبه وفي ذاكرته يكتب قبل قلمي شعور جميل أترقبه كل سنة، مخيم الأمل بعد ساعات يُفتتح، وينطلق الأطفال في وِرَشهم، ترى من سيكون بطل قصتي هذه المرة لنترقب.


الأديبةالصغيرة
مريم البلوشي
30-1-2010
1:08 صباحا