فقدت طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها أربعة أعوام، بكارتها على أيدي ثلاثة موظفين في مدرستها، إذ تناوبوا على الاعتداء عليها جنسياً، مستخدمين أصابعهم، داخل الحافلة المدرسية التي تقلها يومياً إلى منزلها.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن المتهمين الثلاثة من الهند، وهم سائق الحافلة والمشرف وموظف معاون، وإنهم اعترفوا بجريمتهم، وأحيلوا إلى النيابة العامة للتحقيق معهم.
وأوضح المنصوري أن الطفلة المجني عليها هندية أيضاً، وأسرتها تأخرت في الإبلاغ عن الواقعة لظروف خارجة عن إرادتها، لافتاً إلى أن الأم تعاملت بحكمة مع الأدلة واحتفظت بها حتى لجأت إلى الشرطة الأسبوع الماضي، مؤكداً أن البلاغ لاقى اهتماماً كبيراً، حتى تم القبض على الجناة الذين تبلغ أعمارهم 26 و37 و44 عاماً.
فيما تعيش أسرة الطفلة «التي فضلت عدم ذكر أسمائها» حالة من الصدمة العنيفة التي رصدتها «الإمارات اليوم» خلال زيارتها منزل الأسرة في منطقة بر دبي، وقال الأب باكياً إن «هذا الحادث روعنا، وأفقدنا القدرة على التواصل، كما أثر في نفسية ابنتي وأمها التي باتت تخاف النزول حتى إلى الحديقة المجاورة للمنزل».
وتفصيلاً، قالت الأم إن «الواقعة بدأت منتصف شهر نوفمبر الماضي، حين انتظرت عودة ابنتي من المدرسة في الموعد المحدد، وأبلغني مشرف الحافلة بأنها ستصل مبكراً في نحو الساعة ،10.15 نظراً لوجود احتفال في المدرسة».
وأضافت أنها تلقت اتصالاً آخر من المشرف بعد 10 دقائق، أبلغها بأن الحافلة ستتأخر قليلاً، وطالبها بعدم النزول إلى نقطة التقاط ابنتها حتى يعاود الاتصال بها، متابعة أن «الشكوك راودتني في هذه اللحظة، وسيطرت علي مخاوف كبيرة على ابنتي، إذ شعرت بأنها ربما تتعرض لمكروه».
وتابعت الأم «لم أنتظر اتصال المشرف، ونزلت مبكراً إلى الشارع حتى وصلت الحافلة نحو الساعة 11 صباحاً، وحين صعدت إلى المنزل، شعرت بأن الطفلة مرتبكة وتبدو عليها ملامح رعب وصمت غير طبيعي، ففحصت ملابسها ووجدت آثار دماء عليها.
والتقط الأب طرف الحديث قائلاً: «اتصلت بي زوجتي وأبلغتني بما حدث، فأصابتني حالة من النكران، ورفضت جملة وتفصيلاً مخاوفها، وأكدت لها أنها تبالغ في شكوكها، لكنها لم تتوقف عن ذلك، وتوجهت إلى عيادة أحد الأطباء الذين نعرفهم، وكانت الصدمة أنه رجح بعد أسبوع من الواقعة تعرض ابنتي لاعتداء جنسي وحشي، وفض غشاء بكارتها، وطلب منا التوجه إلى مستشفى الوصل، لأنه معني بهذه الفحوص».
وأضاف الأب «أفقدتنا الصدمة القدرة على التفكير الجيد، وشعرنا بأننا نواجه المجهول، وتخوفنا من الذهاب إلى المستشفى حتى لا نضطر إلى إبلاغ الشرطة، وفي هذه الحالة ربما ندخل في مواجهة مع إدارة المدرسة القوية، ونتعرض لمشكلات إضافية أكثر».
وأشار إلى أن «الخيار البديل الذي توافر أمامنا كان مكلفاً وشاقاً علينا جميعاً، لكننا لجأنا إليها من شدة شعورنا بالخوف، إذ أرسلت زوجتي وابنتي وطفلي الصغير إلى بلدنا مومباي في الهند، حيث توجد أسرتنا ولدينا علاقات واسعة مع أطباء ومستشفيات».
وتابع «اتصلت بطبيبين مختلفين تربطني بهما علاقة وثيقة، وتوجهت زوجتي إلى كل منهما على حدة، وفحصا الطفلة بشكل شخصي، وكانت النتيجة واحدة، وهي تعرض ابنتي لاعتداء جنسي، وتهتك غشاء بكارتها، ونصحنا الأطباء بإجراء فحوص دم للتأكد من عدم إصابتها بمرض معد مثل (الإيدز)، نظرا لأننا لا نعرف حالة المعتدي وطبيعته، وأجرينا الفحص فعلياً وتأكدنا أنها ليست مصابة بأية أمراض».
وقال الأب «عندما علمت الخبر بكيت كما لم أبكِ في حياتي، وشعرت بأنني خسرت كل شيء، خصوصاً أنني حاولت الحديث مع ابنتي أثناء وجودها في الهند، ففوجئت بأنها عاجزة عن الكلام، ومصابة بشبه خرس، وحين فحصها الأطباء حذرونا من احتمالات استمرار هذه الحالة للأبد، نتيجة الصدمة والاعتداء الذي تعرضت له».
وأضاف الأب «عادت زوجتي من الهند بعد التأكد من الكارثة، ودخلنا منعطفاً جديداً، فبات الصمت هو حال المنزل، لا يستطيع أي منا الحديث أو حتى النظر إلى الآخر، وتناقشنا معاً حول رد الفعل، وأصابتنا حيرة وارتباك شديدين زادا من حجم المأساة التي نتعرض لها، فمن ناحية تمر ابنتنا بظروف نفسية سيئة، وتعيش حالة صدمة، وكل تفكيرنا يتركز حول كيفية إعادتها إلى حالتها الطبيعية، وتخوفنا من أن لجوءنا إلى الشرطة ربما يضاعف من حجم صدمتها، خصوصاً في حالة احتاج رجال التحريات إلى سؤالها مجدداً عن الواقعة.
وتابع «لم نستطع النوم أياماً متواصلة، وبدأت تسيطر علينا في المقابل مخاوف أخرى حول إمكان تعرض أطفال آخرين للاعتداء نفسه، إذا سكتنا عما حدث لابنتنا، ولم نكشف المعتدين أو نؤدي واجبنا على الأقل في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى أنه طوال أكثر من شهرين منذ وقوع الحادثة لم يرسل طفلته إلى المدرسة.
وأشار إلى أن هذه المخاوف قضت على ترددنا كلياً، وتوجهت مع زوجتي وطفلتي في البداية إلى الإدارة الرئيسة المسؤولة عن إدارة عدد من المدارس الشهيرة في دبي، والتي تتبعها مدرسة طفلتي، وأبلغتهم بما حدث، وفوجئت بردة فعل إيجابية، إذ أبدوا اهتماماً كبيراً، وأبلغوني بأنهم لا يمانعون كلياً في اللجوء إلى الشرطة إذا قررت ذلك، مؤكدين أنهم سيتخذون من جانبهم الإجراءات اللازمة.
وقال الأب «حسمنا قرارنا وتوجهنا إلى مركز شرطة بر دبي لتحرير بلاغ بالواقعة، واكتشفنا خطأنا في التردد في إبلاغ الشرطة من البداية، إذ أبدى المسؤولون في المركز اهتماماً كبيراً، ومن ثم تدخل فريق من التحريات وتعامل كل ضابط مع الحالة، كما لو أن الضحية ابنته، وجلس خبراء مختصون مع طفلتي للحصول على إفادتها بطريقة احترافية حالت دون تذكيرها بما حدث لها».
وأضاف أن فريق التحريات تواصل معه تدريجياً حول تطورات تحقيقاتهم في الواقعة حتى أبلغونا بالقبض على المتهمين، لافتاً إلى أنه يهتم الآن بتوفير الحب والرعاية لابنته، حتى يخفف من أثر الصدمة التي ستظل عالقة بذهنها مدى الحياة، ومن ثم نفكر في إعادتها مجدداً إلى المدرسة.
وأكد أنه يرفض شخصياً تحميل إدارة المدرسة مسؤولية ما حدث، معتبراً أنه خطأ ثلاثة أشخاص تخلوا عن آدميتهم وتصرفوا بوحشية مع طفلة صغيرة، مشيراً إلى أن الإدارة الرئيسة التي تتبعها المدرسة تصرفت بشكل إيجابي حين أبلغناها بما حدث.
إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن الأسرة لجأت إلى الشرطة قبل أقل من أسبوع، لافتاً إلى أنه فور تلقي البلاغ في مركز شرطة بر دبي، تم تكليف فريق متخصص في التعامل مع هذا النوع من الجرائم، بالتحقيق في الواقعة والتوصل سريعاً إلى الجناة.
وأضاف أنه على الرغم من تأخر البلاغ، إلا أن الأم كانت ذكية في التعامل مع الواقعة، ولم تتخلص من ملابس الطفلة أو تغسلها، بل احتفظت بها بما عليها من آثار دماء وأدلة أخرى، لافتاً إلى أن تلك الملابس أحيلت إلى الإدارة العامة للأدلة الجنائية لفحصها.
وأشار إلى أن فريق البحث الجنائي الذي حقق في الواقعة، تعامل باحترافية عالية نظراً لحساسية الجريمة، وسنّ المجني عليها، وتبين من خلال التحريات أن عمليات الاعتداء حدثت داخل الحافلة، إذ استغل الجناة وجود الطفلة بمفردها، كونها آخر من ينزل من الطلبة بحكم موقع منزلها.
وتابع أن التحقيقات أثبتت أن سائق الحافلة هو أول من اعتدى على الطفلة، ومن ثم المشرف، وأخيراً ضغطا على معاون ثالث عمره 44 عاماً حتى يشاركهما في الجريمة لضمان عدم اعترافه عليهما.
وأكد المنصوري أن هذه الواقعة تعد من الجرائم نادرة الحدوث في دبي، لافتاً إلى أن القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم أفاد أخيراً بتراجع مؤشر الجرائم المقلقة في الإمارة بنسبة تزيد على 28٪ خلال العام الجاري، فضلاً عن إصراره على ضرورة ضبط الجناة فور الإبلاغ عنهم.
من جانبه، قال مدير إدارة الملاحقة الجنائية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، الرائد محمد عقيل، إن بيانات المتهمين أحيلت إلى الإدارة بعد تحديد هوياتهم، وبدأ فريق متخصص من الملاحقة في تتبعهم، وأعد كمائن مختلفة لكل منهم، حتى يتم ضبطهم بعيداً عن عملهم حتى قبض عليهم.
وأضاف أن المتهمين اعترفوا بالاعتداء على الضحية جنسياً، وفضوا غشاء بكارتها بأصابعهم، مرجحاً تكرار الاعتداء على الطفلة داخل الحافلة، مشيراً إلى أن التحقيقات لاتزال جارية لتحديد عدد الجرائم التي ارتكبها الجناة، لافتاً إلى أن المتهمين الذي ينتمون إلى جنسية المجني عليها نفسها لم يتوقعوا القبض عليهم، لثقتهم بأن الطفلة لن تخبر أسرتها، وأن الجريمة لن تصل إلى الشرطة.
ألم الطفلة
قالت الطفلة المجني عليها لـ«الإمارات اليوم»، إنها «لا تخاف من سماع القصة» وأصرّت على البقاء إلى جانب والدها أثناء سرد الواقعة.
وكان يبدو عليها التأثر حين تكلم الأب عن تفاصيل الجريمة، ما دفعه إلى ممازحتها بشكل مستمر واللعب معها، للتأكد من أنها لا تتألم أو تتأثر بالحديث.
وأكدت الأم أن «طفلتها تتسم بالذكاء الشديد، واجتماعية، وكانت لا تخاف الناس، لكن أحوالها تغيرت كثيراً بعد الواقعة التي تعرضت لها، وباتت لا تجلس بهدوء إلا مع الأشخاص الذين تطمئن إليهم».
شرطة دبي تحذّر من انحصار الأطفال داخل السيارات
كشف أمدير إدارة الإنقاذ في الإدارة العامة للعمليات في شرطة دبي، الرائد جمعة أحمد بطي بن درويش الفلاسي،أ عن انتشار حوادث انحصار الأطفال داخل السيارات، أوزيادة نسبتها إلى 21٪ من مجموع الحوادث التي تعاملت معها الإدارة العام الماضي. وأعرب عن قلقه من تزايد تلك الحوادث باطراد ملحوظ، إذ كان مجموع حالات انحصار الأطفال داخل السيارات 74 حالة في ،2009 أي ما نسبته 19٪ من 377 حادثاً تعاملت معها إدارة الإنقاذ، ووصل المجموع إلى 85 حالة من أصل 404 حوادث العام الماضي، أي بزيادة 10 حوادث، دون تسجيل أي إصابات أو حالات وفاة. وقال إن تلك الحوادث، وإن تنوعت ما بين انحصار داخل السيارة، أو داخل غرف مغلقة في المنازل، أو داخل المصاعد، فقد تعرض حياة الأطفال إلى الخطر، وتعود أسبابها إلى سوء تقدير من الوالدين للموقف، وعدم الانتباه إلى الخطر إلا بعد وقوعه، أوفي بعض الحالات تعود إلى إهمال غير مقصود، أو تكاسل في اصطحاب الأطفال للتسوق، أو خلال قضاء حاجات بشكل سريع، خصوصاً في حالات انحصار الأطفال داخل السيارات. وحذّر الأهالي من خطورة هذه الحالات، خصوصاً في ظل ارتفاع حرارة الطقس، أو عدم تشغيل المكيف، أو نفاد الغاز منه، ما يؤدي إلى تعرض الأطفال إلى الاختناق. وأوضح أن دوريات الإنقاذ التابعة لقسم الإنقاذ البري، وفرقة المهمات الصعبة، تصل إلى موقع الحادث خلال 12 دقيقة من لحظة استلام البلاغ، ويعود ذلك لانتشار الدوريات التابعة لإدارة الإنقاذ في سبع مناطق رئيسة تشمل إمارة دبي، في حين تستغرق عملية الإنقاذ للطفل سواء أكان محصوراً داخل السيارة أم الشقة أو المصعد ما بين ثلاث وخمس دقائق، كما يتم استخدام معدات خاصة لفتح أبواب السيارات، من خلال «تيوب صغير»، وفي بعض الحالات التي يكون فيها الطفل معرضاً لخطر الاختناق يتم كسر زجاج السيارة بشكل بسيط، أما في المصاعد فيتوافر مفتاح خاص لكل مصعد حسب نوعيته، وفي البيوت يستخدم مفتاح هيدروليكي لفتح الباب. ودعا بن درويش الأهالي إلى زيادة الانتباه والحرص على أطفالهم وعدم ترك مفاتيح في متناول أيديهم، خصوصاً مفاتيح السيارة، محذراً من ترك الأطفال يلعبون في المصاعد الموجودة داخل العمارات أو الموجودة في المراكز التجارية لخطورتها.
http://www.emaratalyoum.com/local-se...01-15-1.342336
مواقع النشر (المفضلة)