المقــالة الثــانية:

[ اختلاف رأي أهل العلم ]
الاختلاف في الرأي وجد في جميع الأزمـآن وجميع العصور ، فالأختلاف فالرأي أساس
للحوار والنقاش. فالتحاور باختلاف الآراء ليس للإصرار على الرأي وانا كان على خطأ،
إنمـآ للوصول إلى الحقيقة والرأي الصواب..
ففي الاختلاف فالرأي نعمة على الانسان فتتوسع مدارك فهمه ويزداد علمه فسيصبح
أكثر متسامحـاً ويتقبل آراء الغير بصدر رحب والإستماع لوجهات نظر مختلفة دون تعصّب
لمذهب أو طائفة معينة..
الاختلاف فالرأي لا يتعارض مع مبادئ الدين كما وضح فالآية الكريمة قال تعالى: ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 46).

يختلف الفقهاء في إصدار الأحكام والآراء يحدث نتيجة لعدة أسباب منها اختلاف أفهام الناس لنص معين، وايضا يحدث نتيجة عدم ثبوت النص عند احد الفقهاء وثبوته عند الآخرين. وقد يحدث أيضا نتيجة اختلاف المواقع والاقاليم وأعراف الناس. ويحصل أيضا الاختلاف عند توافر المعلومات عند طرف ونقصها عند طرف آخر.
عند اختلاف الفقهاء في اصدار الاحكام والاوامر فيحسن أن يتخذوا مجموعة ضوابط حتى لا يقعوا في الاختلاف المذموم. فيجب عليهم الاطلاع على ذكر الله عزوجل فالقرآن الكريم والسنة النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم. ولابد أيضا عند اتخاذ الأحكام التذكر بأن الاسلام دين يسر وأن الشريعة الإسلامية أنزلت لتسعد الناس فالدارين (الدنيا والآخرة) فقد قال تعالى ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْالْعُسْرَ﴾(البقرة: من الآية 185).
فما أجمل من قول الإمام الشافعي ) ان رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب) فلا يجب أن نكون بآرائنا دائما على صواب ولكن غيرنا قد يكون على صوآب ، فلا يجب أن يفرّقنا الاختلاف فيفسد العلاقات بيننا والاخوّة ويجعلنا فرقـاً وطوائف مختلفة.

وفقنا الله جميعا إلى الخير وألهمنا الصواب في كل الأمور وزادنا علما وتفقها في ديننا..